تبدو “القوات مصرّة على جني “الثمار” الإنتخابية، والسياسية المسيحية، لمصالحتها مع عون حتى لو اضطرّت، واضطر اللبنانيون وهذا أهم، لـ”تجرّع كأس” ميشال عون! حتى لو أدّى ذلك إلى اصطدامها مع”تيّار المستقبل” ومع مستقلّي 14 آذار وأحزابها! هل تستحق مكانة “من صانعي الرئيس” أن يُبتَلى اللبنانيون بالجنرال غير المتّزن؟
المركزية- اذا كان الرئيس سعد الحريري دعا قوى “14 آذار” في خطابه امس من “البيال” خلال مشاركته “شخصياً” في الذكرى الحادية عشرة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه الى “القيام بمراجعاتٍ نقدية داخلية لتقييم مواقفها، خصوصاً الرئاسية منها، الا انه كان “المُبتدئ” من حيث يدري او لا يدري بالنقد الذاتي من خلال توجّهه الى “حليفه” رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الذي خرق “الخطر الامني” للمشاركة في الذكرى على خلفية “المزحة التي وجهها اليه في شأن تأخّر المصالحة بين “القوات” و”التيار الوطني الحر”.
مستشار رئيس حزب “القوات” العميد وهبة قاطيشا الذي لم ير في “خطاب الحريري جديداً”، استغرب توجهه الى جعجع وكأنه يُحمّله “وحده” مسؤولية الحرب ومآسي المسيحيين”، معتبراً ان “حديثه عن المصالحة المسيحية “تهمة “ثقيلة” فيها الكثير من “الظلم والتجنّي”.
واذ ذكّر عبر “المركزية” ان “القوات” كانت ولا زالت تدافع عن مشروع الدولة ومنع الهيمنة عليه”، اوضح ان “مشاركة جعجع في احتفال البيال تعنيه جداً، لان الذكرى تخصّنا كما تخصّ كل لبناني حرّ”، مشدداً على “اننا متمسّكون “الآن” بترشيح العماد عون، ولا يُمكننا القول اننا سنُفتّش عن مرشّح اخر”.
واعتبر قاطيشا “انهم لا يستطيعون بعد اليوم “تجاوز” تحالفنا مع العماد عون للبحث عن رئيس، فاذا لم تكن للعماد عون حظوظ رئاسية الا اننا نريد ان نكون من “صانعي الرئيس”.
واكد اننا “لا نتأثر بالشكل والصورة، فنحن اكبر من ذلك ومواقفنا معروفة”، مشيراً الى ان “البيان الذي اصدرته الامانة العامة لـ “تيار المستقبل” في شأن احتفال “البيال”، وتاكيدها ان “جعجع كان وسيبقى محل احترام التيار ورفيق مسيرة وطنية طويلة جسّدتها انتفاضة الاستقلال في الرابع عشر من آذار”، “اعتذار غير مباشر” للطريقة التي تعاملوا فيها مع رئيس الحزب امس، لكن هذا لا يكفي، وهم يعلمون جيداً ما هو المطلوب في هذا الشأن”، مرحّباً ببقاء الرئيس الحريري في لبنان وفي شكل دائم”.
وذكّر قاطيشا رداً على سؤال ان “ترشيحنا للعماد عون اتى بعد ان استسلم شركاؤنا في “14 آذار” لفريق “8 آذار”، لافتاً الى ان “اجتماعات بكركي التي جمعت القادة الموارنة الاربعة لم تختصر الترشّح لرئاسة الجمهورية في ما بينهم الا انها شددت على حيثيتهم الشعبية في الشارع المسيحي”.
وجدد تأكيده ان “الرئاسة رهن بموقف “حزب الله”، مشدداً رداً على سؤال على ان “القوات” تُجري دائماً نقداً ذاتياً لمسيرتها ومواقفها، اذ نعقد اجتماعات يومية لهذه الغاية”.