تلقت “النهار” من قيادة الجيش البيان الآتي:
“نشرت صحيفتكم الغرّاء في عددها الصادر في تاريخ 20/8/2007 مقالاً لسعادة النائب غسان تويني بعنوان “الامر لك… نعم في الحرب، لا في الحكم!”، تضمن قراءات وتحليلات واستنتاجات حملت الكثير من المغالطات والتشكيك في موقف الجيش ودوره إزاء عدد من القضايا المطروحة، وقد آثرت قيادة الجيش في حينه عدم الرد على المقال، احتراماً منها لخصوصية كاتبه، إلاّ أن قيام البعض باستغلال ما ورد فيه، ومحاولته زج الجيش في أتون التجاذبات السياسية، قد دفع القيادة الى توضيح الحقائق الآتية:
-1 إن لافتة “الامر لك” التي اتخذ منها الاستاذ تويني عنواناً لمقالته، هي من تصميم احدى المؤسسات الاعلامية المحترمة وإنتاجها وتوزيعها، وقد دوّن اسمها في اسفل اللافتة، واللافتة تتوجه الى الجيش والعسكريين وليس الى قائده وهي مستوحاة من أحد بيانات مديرية التوجيه التي أشارت الى أن قرار الحسم في نهر البارد أملاه الوفاء للشهداء وأهاليهم ورفاق السلاح، وهو ليس خاضعاً لأي تجاذب سياسي أو مساومة.
-2 إن اللافتات الاخرى التي علقت في مختلف أنحاء لبنان ليست من صنع القيادة ولا بإيعاز منها، وبإمكانك يا استاذ غسان العودة الى أرشيف “النهار” لكي تعلم أن قيادة الجيش أصدرت عام 2001، قراراً بمنع تعليق اللافتات في مناسبة عيد الجيش، ودأبت على تعميمه سنوياً على المواطنين والعسكريين بواسطة وسائل الاعلام، كما عمدت وحدات الجيش ومديرية المخابرات باستمرار الى نزع هذه اللافتات كل عام. أما تلك التي علقت إثر اعتداء نهر البارد فهي ليست الا تعبيراً صادقاً تجاه التضحيات الجسيمة التي قدمها العسكريون. وقد بادرت ايضاً القيادة الى نزع ما يحمل منها مضامين شخصانية.
-3 أما الحديث عن انقلاب أو حكم عسكري أو توأمة مع الحكم السوري، فيجب ألا يغيب عن بال الاستاذ غسان تويني أن الجيش الوطني الأبي هو الذي حافظ على الديموقراطية خلال التظاهرات الكبرى التي شهدها لبنان إثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إذ أن تصرف الجيش أتاح لـ”ثورة الأرز” أن تنجح، وذلك على رغم أن الجيش السوري كان موجوداً في لبنان بقوته الكاملة، وأن الاتفاقات العسكرية المعقودة مع القوات السورية كانت سارية المفعول وقانونية. كما لم يحل القرار السياسي الذي قضى بمنع التظاهرات في حينه، من قيام الجيش بالحفاظ على حرية التعبير التي كفلها الدستور بالتوازي مع توفير الأمن للجميع.
-4 وفي ما يتعلق باحترام الدستور والمحافظة عليه، فهو كان الشغل الشاغل للجيش خلال الاعوام الثلاثة المنصرمة، وقد بذل الغالي والنفيس لحمايته، وهذا ما شدد عليه مراراً قائد الجيش وليس آخره ما قاله في حديثه أمام رفاق دورته، وربما لم يولِ الاستاذ تويني نفسه عناء قراءة المقطع الاخير من الحديث.
تأمل قيادة الجيش في نشر هذا التوضيح في العدد المقبل من صحيفتكم الغراء وفي المكان نفسه عملاً بأحكام قانون المطبوعات، مع التمني الصادق أن يكتب الاستاذ تويني في صحيفته بمثل ما يقوله لقائد الجيش، أو على الاقل فليصارحه بالكلام نفسه الذي يكتبه عندما يلتقيه”.
(النهار)