بيروت–
في السادس من أيار 1916 سقط شهداء لبنان في وجه العثمانيين وأصبح هذا اليوم، طويلاً، تذكاراً وعيداً للشهداء الذين انتصب تمثال يكرّمهم في قلب العاصمة بيروت. لا، وحول هذا المكان كانت انتفاضة 14 أذار ومعركة الاستقلال الثاني الذي لم يتحقق بسبب تآزر قوى الثورة المضادة وحلول حزب الله محل النظام السوري إلى حد أن مراقبي حملة الانتخابات في بيروت يقولون أن حسن نصرالله حل مكان غازي كنعان في ترتيب اللوائح والسعي لترتيب هيمنة محكمة على القرار اللبناني.
في السادس من أيار 2018، يًكَرَّم الشعب اللبناني في الامتحان، أو يهان!
ويسعى حزب الله بكل ثقله، والقانون الانتخابي الاستثنائي والمشوه، إلى تأمين كتلة تجاور أو تتخطى الثلث المعطل من خلال الثنائي الشيعي وازلام النظام السوري بالاضافة الى تلاعبه العملي وتحكمه بثنائي التسوية السلطوية الرئاسية (اكتوبر 2016)، أي التيارين الأزرق والبرتقالي. في الحد الأدنى يعمل حسن نصرالله في سباق مع الوقت، وقبل التغييرات الاقليمية المنتظرة، لكي يسرع في فرض حكومة تعمل وفقاً لتوحهاته تغطي مغامراته على حدود لبنان والتي وصلت أخيراً إلى المغرب الذي قطع علاقاته مع إيران بسبب قيام حزب الله بتدريب ودعم البوليساريو.
والأخطر من حصول حزب الله وفريقه الواسع على كتلة ما بين اربعين وخمسة واربعين نائباُ، إن ذلك سيسمح له باستمرار التغلغل واختراق الدولة من قبل الوحدة 900 رأس الحربة المالية لأمن حزب الله. ومن سخرية الزمن ان يتسول لبنان الرسمي من الغرب والخليج العربي الأموال لمنع انهيار اقتصاده ودعم قواه الامنية وتمويل النازحين في مؤتمرات روما وباريس وبروكسيل وان يتم وَعده بحوالي سبعة مليارات دولار، وبعدها يأتي حزب الله ليهيمن على الدولة ويستمر بنهب الميزانية من خلال التهريب (المرفأ والمطار والبر) والتبييض والادوية المزورة والكبتاغون والسوق الموازي، وكل الأعمال غير الشرعية.
سيضفي الوضع الجديد المنتظر في 7 ايار المزيد من التشريع لسلاح حزب الله الذي له اثر كبير على استقرار المنطقة والذي يهدد استقرار الأوضاع داخل لبنان سياسيا واقتصاديا. والمعروف أن حزب الله يلعب دوراً حاسماً في إدارة البلاد أو التسلل إلى الإدارة العامة .المؤسسات المالية العامة منها والخاصة.
تكشف مصادر موثوقة داخل المؤسسات اللبنانية ان الوحدة 900 الذراع الأمنية لحزب الله تجهد من أجل التعرف مسبقاً على القرارات التي تتخذ حتى على مستوى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الحريري وللتأثير عليهم أيضا. ناهيك عن أن شبكة عملاء الوحدة 900 ، في بلد فاسد مثل لبنان ، يمكن أن تجمع أدلة لابتزاز المسؤولين الحكوميين. ويشار إلى أنه بعد عماد مغنية ومصطفى بدر الدين، يقال ان المسمى خضر يوسف نادر يقود جهاز الأمن في حزب الله وينجح في التحرك من وراء الستار. ويستعين حزب الله بالمتعاونين مع الوحدة في أجهزة القضاء من أجل ضمان الحصانة القضائية لأفراد الحزب والمقربين منه. ويقوم حزب الله بالرصد والتجسس على الحلفاء والخصوم في آن واحد بغية فرض السيطرة عليهم وابتزازهم، وما شابه ذلك .وهكذا فإن الوحدة الأمنية هي تجسيد فعلي لخضوع لبنان للوصاية الإيرانية.من خلال سطوة حزب الله.
قبل انتخابات 6 أيار، كان تغلغل الحزب في دوائر الدولة لا يشجع تقديم الدعم الغربي ويثير خشية المستثمرين. وبعد انتخابات 6 أيار، ستصبح هيمنة حزب الله مصدر خطر أكيد على اقتصاد لبنان وربما وجوده ككيان ودولة إذا لم يستيقظ ضمير اللبنانيين والعالم قبل فوات الآوان.