كم كانت رائعة هذه الجملة “في هذه الظروف العصيبة…” التي أعلن من خلالها الرئيس المفوض عمر سليمان تخلي الرئيس مبارك عن الرئاسة. وكم كان لهذه الجملة وقع سيئ في نفوسنا تاريخياً، من كثرة ما تلاعب الانقلابيون والمستبدون بتاريخنا ولغتنا، ولكنها جاءت هنا لتشير، ليس إلى الظروف العصيبة، ويا للمفارقة، بل إلى اللحظة التاريخية الفاصلة التي انتصر فيها الشعب المصري على حكامه الفاسدين.
إنها لحظة ملهمة تضاف إلى هروب الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي لتضع شعوبنا على مفترق طرق جديد نحو الحرية والديمقراطية، كما يليق بكل الشعوب المتحضرة التي تستحق العيش بكرامتها البشرية.
الشعوب التي لا تضحي من أجل حريتها لا تستحق هذه الحرية، ودروس الثورتين التونسية والمصرية غنية وواضحة بما يكفي. لا داعي للخوف بعد الآن، ارفعوا أصواتكم في كل مكان مازال يجثم فيه الاستبداد على الصدور والنفوس، إن المرحلة القادمة هي بداية لحياة جديدة لم تعرفها أجيالنا الشابة التي ولدت في الصمت والقهر.
بكل شفافية ووضوح وبالصوت العالي نريد أن نحيا بعيداً عن الأكاذيب والعبارات الجوفاء التي تسقط علينا كالمطر… نريد أن نحيا كشعوب متحضرة بعيداً عن ملاحقات العسس والمخبرين، لنرفع رؤوسنا في وجه العالم كله، بعد أن أوشك التاريخ أن يتركنا وراءه.
هذه الثورات ليست سوى ثورات الحرية، ويجب ألاَّ يفرح أعداء الحرية أو يتظاهرون بالفرح، فالفرح، فالشمس لا تناسب من اعتاد العيش في العتمة، والعرس الآن ليس للطغاة، إنه عرس الناس الغلابة وفرحهم الأصيل.
أحر التهاني إلى الشعب المصري العظيم من سوريا التي ترنو بعيونها الحزينة إلى فرحتكم العامرة، وكلها أمل وتصميم على النهوض لملاقاتكم.
mshahhoud@yahoo.com
* دمشق
“في هذه الظروف العصيبة”!
khalid farah — kfarah@hotmail.com
ليبدأ اساتذة الجامعات الاحرار ان بكتبوا كما كتب الاستاذ منير شحود. هذا هو زمان الجد فاشتدي زيم. ارفعوا من عزيمة شعبكم المقهور في سوريا وساهموا في التعجيل في اسقاط الديكتاتورية في دمشق
في هذه الظروف العصيبة””!
غسان كاخي
أستاذ منير هل تكتب فعلاً من دمشق؟