نتساءل، في خضم الاحتفالات السنوية للشيعة بإحياء ذكرى مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب وأهل بيته في واقعة الطف بكربلاء على يد جيش الخليفة يزيد بن معاوية بن أبي سفيان والمعروفة بحادثة عاشوراء، لماذا يحرص الجمهور الشيعي على حضور خطب رجال دين وشيوخ عُرف عنهم بأنهم من أنصار التفسير الأسطوري الخرافي للواقعة؟ لماذا تعتبر مجالس وخطب الشيخ عبدالحميد المهاجر والشيخ حسين الفهيد والسيد محمد باقر الفالي في الكويت، والمعروف عنهم بأنهم الأكثر حرصا على نشر التفسير الأسطوري الخرافي الخاص بالحادثة من بين جيش كبير من الخطباء والمتحدثين، هي الأكثر ازدحاما وشعبية؟ لماذا لا يتجه هذا الجمهور الكبير إلى المجالس التي يتباين تفسيرها مع التفسير الأسطوري، أي إلى تلك التي تفسر الواقعة انطلاقا من اتجاهات أخرى من بينها التاريخي والعرفاني الصوفي والاجتماعي العقلاني، رغم إن الأخير، أي التفسير العقلاني، من الضعف بمكان داخل الخطاب الشيعي بحيث لا تجد له إلا تأثيرا محدودا في تفسير حادثة عاشوراء.
لقد سعى الخطاب الديني الشيعي الأسطوري إلى نشر تفسيره الخرافي حول الواقعة من أجل أن يؤكد لجمهوره بأن نتائج التفسير تتعدى الفهم الطبيعي والواقعي للإنسان، وأنها تحمل من المعجزات واللامعقولات بما لا يستطيع حتى العقل البشري المميز أن يدركها ويستدرك نتائجها ومعانيها. فالخطاب يسعى لإبراز أن الحسين وأهل بيته وأصحابه كانوا فوق بشريين، وأن نتائج الواقعة لم تصب في صالح البشرية فحسب وإنما في صالح العالم والكون بأكمله، وأن المعركة تعكس توجها ربانيا خارقا لإنقاذ الوجود من مختلف المصائب والمشاكل. وأن مخرجات هذا التفسير هي السبيل للفوز في الدنيا والأخرة.
فالخطاب في تفسيره هذا يطرح هؤلاء الرموز – الحسين بن علي وأهل بيته وأنصاره – وكأنهم ليسوا بشرا خاضوا معركة بشرية طبيعية ضد بشر آخرين، ولم يرد للمعركة أن تكون تاريخا بشريا يستفيد منه البشر، وإنما تاريخ يسرد المعجزات والخوارق لكي يؤسس لحالة عاطفية مثيرة وجياشة تسد فراغ الانهزام الروحي والاجتماعي والسياسي الموجود في الواقع الراهن، ليحل محله انتصار أسطوري غير واقعي لا علاقة له بواقع الحياة ومشاكلها، متعمدا تجاهل الحقيقة البشرية المرتبطة بالمعركة والنتائج الواقعية التي أفرزتها، وهي نتائج لن تخدم أنصار التفسير الأسطوري بل قد تمثل تهديدا لسلطاتهم الدينية التي اكتسبوها جراء هذا التفسير. فالتفسير الأسطوري للواقعة لا ينفع البشر بشيء يساهم في تطوير حياتهم الواقعية العملية، إنما يساهم في ابتعادهم خطوات كبيرة عن الواقعية والعقلانية التي تحتاجها الحياة، لأنه يعتمد على سرد لامعقول يتعارض مع المعقول البشري. لكن العاطفة الجياشة المرتبطة بالأسطورة واللاواقعية قد تسد فراغات عدة يعاني منها الناس، الأمر الذي يجعلهم يتجهون نحو التفسير الديني غير العلمي وغير العقلاني، لأنه يشبع فراغهم بالخيال غير الواقعي بحيث لا يلقون بمسؤوليات تأخرهم في الحياة على أنفسهم، وإنما يربطونها بمدى قربهم من الأساطير وتفسيراتها أو مدى بعدهم عنها.
لقد أراد الخطاب الشيعي الأسطوري أن يبعد المعركة عن الواقع التاريخي الإنساني، من أجل أن يجعل منها مادة غير إنسانية، مادة خوارقية، ليقول ان طريق الوصول إلى تلك الخوارق لا تتم إلا من خلال مفسري هذا الخطاب وعن طريقهم. فأحد أهداف هذا الخطاب هو تقوية سلطات رجال الدين الأسطوريين بين الناس، لأنهم من خلال الأسطورة يملكون أسرار النجاة ومفاتيح الايمان، وبالتالي باستطاعتهم أن يحددوا سبل العيش في الحياة الدنيا والفوز بالحياة الآخرة. أما التفاسير الأخرى المقابلة لذلك، وخاصة التفسير العقلاني الاجتماعي الواقعي، فهي، بالنسبة إليهم، تفاسير مضللة وتقلل من ربانية الواقعة وتحط من قدر رموزها، ومن ثم لن تكون وسيلة للنجاة. لكنها في الواقع تسحب بساط السيطرة الخرافية على العقول المخدرة من تحت أرجلهم، وتحرر هذه العقول من أسر اللامعقول ووصاية التفسير غير البشري، الذي لا يستطيع البتة أن يكون عضوا فاعلا في مدرسة التطور البشري والنمو المعرفي والعلمي والحقوقي.
إن حادثة عاشوراء، من وجهة نظر الخطاب الشيعي الأسطوري، تستند إلى أن معارضة الحسين بن علي لحكم يزيد بن معاوية ثم حادثة مقتله هو وأهل بيته وأنصاره في أرض كربلاء، لم تكن إلا حركة مخططا لها ومعروفة النتائج لأنها مقدّرة من قبل الله، وبالتالي فهي حركة مقدسة. وهو تفسير يعتبر الحسين شخصية استثنائية تتجاوز التاريخ، شخصية مقدسة فوق بشرية، شخصية كانت قادرة على طلب العون من الملائكة للمحاربة إلى جانبه في المعركة لكن القدر الالهي أراد أن تنتهي المعركة على هذه الشاكلة. إن التفسير الأسطوري يشدد على القول – مثلا – بأن الرسول الأكرم تحدث عن واقعة كربلاء أثناء ولادة الحسين، وأن الدماء كانت تسيل من تحت كل صخرة في يوم عاشوراء. أي ان الهدف من ذلك هو وضع المستمع الشيعي (وغير الشيعي) في إطار أسطوري خرافي لكي يصل إلى نتيجة غيرواقعية بشأنها تتجاوز التاريخ والفهم البشري، من أجل أن تضع هالة من القداسة على الواقعة وعلى التفسير بما لا يمكن ربطها بالواقع البشري الحياتي المعاش. فالتفسير الأسطوري لحادثة عاشوراء هو تفسير غير حداثي ولا علاقة له بالتحليل العلمي التاريخي الذي يستطيع أن يقطف ثمارا تخدم الحياة الراهنة. لذلك لا جدال إن قلنا أن انصار التفسير الديني الأسطوري يعادون مفاهيم ونظريات العلم الحديث، لأنها تشكل مدخلا لدحض تفسيرهم الأسطوري غير العلمي، وبالتالي إضعاف سلطتهم وسيطرتهم في الحياة، وتشجيع تمرد جمهورهم عليهم. ولقد أشار باحث في إيران قبل عدة أعوام إلى أسباب واقعة كربلاء على أنها تاريخية غير أسطورية، وإنها مرتبطة بالخلافات القبلية والسلطوية بين بني هاشم وبني أمية قبل ظهور الدين الإسلامي، وأن الأحداث التي جرت في زمن الرسول الأكرم من مواجهة وقتل كبار رجالات قريش من الكفار الذين كان أغلبهم من بني أمية، قد ادت في نهاية المطاف إلى أن ينتقم يزيد بن معاوية، الذي ينتمي إلى بني أمية، من تلك الأحداث بقتل الحسين بن علي في كربلاء. وقد احتج عدد كبير من رجال الدين الشيعة في إيران أنصار التفسير الأسطوري على تحليل هذا الباحث، ومما قالوه في هذا المجال ان حرية التعبير التي كانت سائدة نسبيا في زمن حكم الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي كانت هي السبب في ظهور مثل تلك التحليلات المضللة.
ssultann@hotmail.com
كاتب كويتي
في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراءاولا ان التفسير الاسطوري ياباحث اول من نقده هو الفكر الشيعي انظر السيد محمد باقر الصدر ثم الصدر الثاني والنائيني صاحب كتاب تنزيه الملة وثانيا خلطت بالاوراق فلم تدرس قضية عاشوراء دراسة موضوعية وخطاب الحسين قبيل الثورة المقدسة ان الحسين اراد ان يقيم حدود الاسلام التي فسق بها يزيد باسم الاسلام وباسم محمد ,ان حادثة عاشوراءحطمت تلك الاساطير التي تتحدث عنها والتي صاغها يزيد عنه وعن خلافتة يقول الحسين “لم اخرج اشرا ولا بطرا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي اريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر واسير بسيرة جدي رسول الله” والتي هي… قراءة المزيد ..
في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراء
الاستاذ فاخر السلام عليكم
التفسير الخرافي الاسطوري موجود لكن ليس بالشكل التعميمي الذي تصوره ….
انا اكره و لا ابلع هذا النوع من التفسير الاسطوري لكني لم ابذل جهدا خارقا لاجد خطباء تفسيرهم غير خرافي …
نعم اصحاب التفسير المعقول و الموزون موجودون و موجودون بكثرة …
و اذا كان الاخ فاخر عنده خطيب تفسيره عقلاني حداثي مختلف موديل جديد خل يدلينا عليه خنشوف شعنده….
و اذا ما عنده نريد منه يزودنا باسماء كتب فسرت الحادثة بشكل آخر ….خل نستفيد…افادك اللهو زادك حداثة توصلك للحق الهي آمين
طمع في الملك
الحقيقة الواضحة لكن من يقرأ التاريخ بحيادية هي أن الحسين طمع في الملك للملك ذاته، كما فعل عبدالله بن الزبير و كثيرون غيرهم. لقد توهم الحسين فعلا بأن له شيعة يعاونونه في الكوفة و هو كان طامعا بالملك بدلالة أنه أراد الرجوع عند علومه بمقتل ابن عمه مسلم بن عقيل و لكن اخوان مسلم أبوا ذلك.
في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراءالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته رحمة الله على الشهداء الصالحين الحسن والحسين واباهم علي رضي الله عنهم اجمعين وبنوا امية هم بين يدي الله العادل القوي وهو الخالق الذي يحكم بين عباده فلماذا هذه الاحتفالات وهذا الشحن الطائفي السنوي ضد اهل الاسلام ومافائدة هذه الاحتفالات وبماذا ستعود على الدين من جراء جريمة حصلت منذ 1400 عام ان مايقوم به البعض هداهم الله يهدف الى جر الطائفة الشيعية للحقد على اخوانهم المسلمين السنة وبيان ان المسلمين السنة يريدون قتلهم وسفك دمهم وهذا مالايقره الدين ولايقبل به اي مسلم عاقل والغرض الحقيقي لهذا الشحن هو اخذ اموال… قراءة المزيد ..
في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراء
الحسن والحسين اماما ان قاما او قعدا الحسين خرج لاصلاح امة جده التي دمرها يزيد اللعين
في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراء
أولا: آنا شيعي المولد، ا كثير القرآءة لكتب الفكر السنى و الشيعي.
لذلك أتساءل لماذا جرم علينا اعمال العقل في كل ما ورد من مرويات؟
والله ما أفسد علينا ألإستفادة من درس كربلاء الآ حذه الآساطير…
إذا كان غاندي تعلم من سيرته فما بالنا لا نزال نتمسك بأساطير و خرافات تنسب لآل البيت، هذا يسيئ اليهم ولا يزيد…
نحن لم نمحص في تفاصيل حياته لنتعلم منها و لعلنا لا نريد ان نستفيد منها لان العمل بثلها شاق.
لذا يسهل علينا البكاء و تتبع المبالغات.
و شكرا للمقال.
في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراء أهل الحق وهل الصوفية غير مسلمين؟.ألم ينصح عبدالله بن عباس ومحمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما سيد الشهداء سيدي الحسين بن علي رضي الله عنه بعدم الخروج وأفهماه أنه سيذهب لمن فرطوا في أبيه سيدي علي بن أبي طالب كرم الله وجهه. الم يزين له عبدالله بن الزبير رضي الله عنه الخروج ويدفعه إليه دفعا لثقته أنه لن ينجو وأن الفرصة ستكون سانحة له لو أزاح الحسين رضي الله عنه وفعلا تم له ذلك لولا قيام مروان بدفع ولده عبدالملك الرجل الداهية . ألم ينصح الحسين أنه إذا حزم أمره على… قراءة المزيد ..
Should be clearer
Well, I agree with you that the incident in it’s self is told in a superficial style, but you should have cleared your position from it. For example you did not say whether you consider the incident just a family feud, like you somehow implied, or an act of injustice. you did not say who in this fight in the first place was righteous
في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراءالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحترم وجهات النظر يا اخ فاخر لكن مقالك يبين للقارئ خلفيتك الضئيله في التاريخ الاسلامي والعهد الاموي وماجرى فيها من اذلال للمسلمين قال الرسول ص ( الحسن والحسين امامان قاما وان قعدا ) عدم معرفتك لمعنى هذا الحديث يجعلك تسطر هذا الكلام الذي لا فائدة منه عندما يتحدث خطباء الشيعة عن قضية عاشوراء فهم يتحدثون عن قضية تاريخية روتها كل كتب اهل السنه الماضية والمعاصرة واثبتت للجميع ان الحسين لم يخرج اشرا ولا مفسدا وانما خرج للاصلاح في امة جده صلى الله عليه واآله ولكن عندما يتحدث اهل السنه عن… قراءة المزيد ..
في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراء
أولا رضي الله عن سيد شباب أهل الجنة
ثانيا قلت أنت ما كان يتلجلج في صدري فسلمت
في نقد التفسير الأسطوري لحادثة عاشوراء
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على من اتبع الهدى
ان كان تفسيرك لحادثة كربلاء بحادثة انتقام بين طائفة واخرى وتشبيهك الشيعة بالصوفية وهم من المسلمين فهذا يدل على جهلك
وان ادعيت بانك من المسلمين وانك تتبع سيد الرسل فقد قال البني صلى الله عليه وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة
فما قولك في شخص يقتل سيد شباب اهل الجنة