أغلبية الفرنسيين تؤيّد حظر المآذن الإسلامية ولا ترغب في بناء مزيد من المساجد الإسلامية في فرنسا، حسب إستطلاع رأي (ليست له قيمة قانونية أو دستورية لأن فرنسا لا تعتمد نظام “الإستفتاء الشعبي” الذي يشكّل إستثناءً سويسرياً في أوروبا) أجرته مؤسّسة” إيفوب الفرنسية ونشرته جريدة “الفيغارو” اليوم الأربعاء. ولكن النتيجة التي توصّلت إليها مؤسسة “بي في آ” تعطي نتيجة معاكسة، حيث يظهر أن أغلبية الفرنسيين ضد فكرة إستفتاء شعبي حول المآذن، وأنها ستصوّت ضد حظر المآذن لو طُرِحَ عليها السؤال.
فحسب إستطلاع مؤسسة “إيفوب”، أعلن 46 بالمئة من الفرنسيين الذين أدلوا بوجهات نظرهم أنهم يؤيدون حظر بناء المآذن، في حين عارض الحظر 40 بالمئة، وامتنع 14 بالمئة عن إتخاذ موقف.
ويُلاحظ أن نسبة مؤيّدي الحظر كبيرة بين الناخبين المؤيدين لحزب الرئيس ساركوزي (ترتفع إلى 55 بالمئة)، في حين أنها أقلّ بين مؤيّدي الحزب الإشتراكي (34 بالمئة) وحزب الوسط (33 بالمئة),
وردّاً على سؤال حول السماح ببناء مزيد من المساجد الإسلامية، فإن 41 بالمئة من الفرنسيين ضد إنشاء مساجد في حين أيدّ السماح بها 19 بالمئة فقط، وامتنع 36 بالمئة عن إتخاذ موقف.
وحسب مؤسسة “إيفوب”، فإن نسبة الفرنسيين الذين يقبلون ببناء مساجد جديدة، أي 19 بالمئة، هي أقل نسبة يتم تسجيلها منذ 25 سنة، أي منذ سنوات الثمانينات. ففي 1989، كان 38 بالمئة من الفرنسيين فقط يرفضون وجود مساجد إسلامية قرب منازلهم. وحتى بعد عملية 11 سبتمبر 2001، فإن 22 بالمئة فقط من الفرنسيين كانوا يعارضون بناء المساحد (كان 46 بالمئة “غير مبالين”). أما اليوم، فقد ارتفع عدد الرافضين إلى 41 بالمئة.
ويسود الموقف السلبي من الإسلام كل الفئات الإجتماعية وكل الأعمار، من الأصغر إلى الأكبر سنّاً. ويلفت النظر أن أعلى نسبة رفض للمساجد والمآذن تم تسجيلها في صفوف “العمّال”، وهي 65 بالمئة.، ويليهم أصحاب المهن الوسيطة، والحرفيون، والتجار. وتشمل الأغلبية الرافضة للمآذن والمساجد الأرياف والمدن على السواء، ولكنها تصل إلى أعلى مستوياتها في مناطق شمال شرق وجنوب شرق فرنسا.
(يمكن مراجعة النتائج التفصيلية لاستطلاع”إيفوب” على العنوان التالي)
إستطلاع “بي في أ”: 54 بالمئة ضد حظر المآذن
ولكن إستطلاع رأي ثانٍ قامت به مؤسسة “بي في أ” يعطي نتائج مناقضة. فقد رفض 54 بالمئة من الفرنسيين فكرة اللجوء إلى “استفتاء شعبي” حول المآذن الإسلامية. وحتى لو تم إجراء مثل هذا الإستفتاء، فإن 55 بالمئة من الفرنسيين سيصوّتون ضد حظر المآذن. وردّاً على سؤال حول ما إذا كان “الإسلام” يثير القلق أكثر من الأديان الأخرى، فإن 44 بالمئة يعتبرون الإسلام أكثر إثارة للقلق من الأديان الأخرى، في حين تعتبر الأغلبية، بنسبة 55 بالمئة، أن الإسلام “ليس أقل ولا أكثر إثارة للقلق من الأديان الأخرى”.
إستطلاع رأي بالإنترنيت لـ”الفيغارو” الفرنسية و”شبيغل” الألمانية
وفي نفس الوقت أجاب 46 ألف قارئ لجريدة “الفيغارو” على سؤال طرحته الجريدة حول منع المآذن، فأيّد 73 بالمئة منهم حظر المآذن.
وفي ألمانيا، حصلت جريدة “دير شبيغل” على نسبة 78 بالمئة من القرّاء الذين يعارضون بناء المآذن في ألمانيا.
وحسب تعليق محلّلي مؤسسة “إيفوب”، فإن “الإسلام يثير القلق في فرنسا. ووما يزال الناس ينظرون إليه كدين فاتح. إن توسّع الإسلام وطقوسه الجماعية تصدم الخلفية الكاثوليكية لمجتمعنا”. إن المئذنة، حتى بدون مؤذِّن، تبدو كرمز “ظاهر أكثر من اللزوم” للوجود الإسلامي في فرنسا.
“أجزاء واسعة من العالم الإسلامي لا تشاركنا في قِيَمِنا الأوروبية الأساسية”
وكان لافتاً للنظر تعليق نشرته جريدة “بيلد” الألمانية الواسعة الإنتشار، وجاء فيه:
“المئذنة ليست مجرّد رمز لدين معيّن بل إنها رمز لثقافة مختلفة كلياً. إن أجزاء واسعة من العالم الإسلامي لا تشاركنا في قِيَمِنا الأوروبية الأساسية: تُركة “عصر الأنوار”، والمساواة بين الرجل والمرأة، والفصل بين الكنيسة والدولة، ونظام عدالة مستقل عن الإنجيل أو عن القرآن، ورفض فرض معتقدات المرء على الآخرين باللجوء إلى “النار والسيف”. وهنالك عامل آخر يمكن أن يكون قد أثّر في تصويت السويسريين: إن حياة المسيحيين هي أصعب ما يكون في البلدان الإسلامية. إن على الذين لا يتمتعون بمزية التسامح ألا يتوقع تسامحاً غير محدود من جانب الآخرين”.