Close Menu
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    فيسبوك الانستغرام لينكدإن
    Middle East Transparent
    • الصفحة الرئيسية
    • أبواب
      1. شفّاف اليوم
      2. الرئيسية
      3. منبر الشفّاف
      4. المجلّة
      Featured
      أبواب د. عبدالله المدني

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

      Recent
      2 مارس 2025

      ميانمار، الجرح الآسيوي الغائر، ما مصيرها في عهد ترامب؟

    • اتصل بنا
    • أرشيف
    • الاشتراك
    • العربية
    • English (الإنجليزية)
    • Français (الفرنسية)
    Middle East Transparent
    أنت الآن تتصفح:الرئيسية»في غـرفة التـحقيـق

    في غـرفة التـحقيـق

    4
    بواسطة وجيـهة الحويــدر on 1 أبريل 2008 غير مصنف

    كنت اتلفت من حولي ابحث عن مؤشر حياة، لم يكن ثمة تقاسيم واضحة على غرفة التحقيق. مجرد مكان عاجز، مثل جميع الأمكنة التي فشلت في ان تبوح عما جرى بين حيطانها من قهر وانتهاكات وجرائم بشعة. لعقود طويلة في بقع معتمة من هذا العالم، في زوايا موحشة في غرف التحقيق، مواطنون شرفاء كثيرون عبروا، وسُحقت آدميتهم بدون ان يعرف احد عنهم. صرخاتهم وتوسلاتهم المتكررة بددتها الايام بدون ان تترك اثرا في قلوب جلاديهم أو في ذاكرة الزمن، جميعهم ظُلموا وعُذبوا بدون رحمة. ادينوا بجرائم متشابهة لأنهم كانوا يطالبون بتوفير حق الحياة الكريمة للجميع، حتى لمعذبيهم انفسهم.

    دخل المحقق الغرفة ومن الوهلة الأولى شعرتُ ان ثمة منافسة حادة بين حيطان الغرفة والمحقق، كأنهما كانا يتنفاسان على الصلابة المتخمة بتبلد الاحاسيس وغياب الانسانية. لم يظهر على ذاك الرجل اي اهتمام بأي شيء، سوى غرس صنف من الخوف في نفسي من خلال عيون جاحظة ابت ألا تستكين او ان تهدأ. جلس على الكرسي وكرر تحديقه، لكن هذه المرة خانه بؤيؤ عينه اليسرى، فشردت العين الى الجنب قليلا، وكأنها تريد ان تخبرني بأنه لا يوجد تحالف بينهما، وانها ليست راضية عما يجري لي هنا. بقيتُ ملتفة بصمت بعباءتي، وبحركة لا ارادية تحسست غطاء رأسي الذي صرتُ اشعر انه اصبح عضوا مني، فقد نبت في جسدي منذ عقود طويلة، فتبناه رأسي بدون ان ينتظر مني موافقة.

    فجأة انكسر حاجز الصمت بصوت المحقق الأجش حيث اشتد وجهه خشونة وقال ينبرة غاضبة:

    – من انتِ؟ وماذا تريدين؟ لماذا تثيرين كل هذه البلبلة على قضايا “هالحريم” ؟من يحرضك؟ ومن وراءك؟؟ هيا اخبريني بالاسماء.. وبسرعة.

    قلت بكل هدوء:

    – انت من؟ انت تعرفني بالاسم، تتنصت على مكالماتي، وتعرف رقم هاتفي، واين اقطن، وبالتأكيد تعرف كل افراد اسرتي، وانا لا أعرف حتى أسمك. أنا لن اتحدث معك حتى أعرف أسمك. ومن حقي ان اعرف انا مع مَن اتحدث.

    لم يعجبه ردي أبدا.. انتفضى ليظهر عدم الرضا واجاب:

    -نحن نوجه الاسئلة ودورك انت الاجابة فقط. انت سببتي ازعاج للسلطة، ويجب ان تتوقفي عن هذا الشغب والفوضى.

    في هذا الجزء من العالم يُطلق على المطالبة بالحقوق شغباً وفوضى، اليس ذلك بأمر مثير للحزن؟؟ وانا اتأمل قلب المفاهيم ذاك، نـُخرت ثقوباً مؤلمة في ذهني من كل كلمة في ذلك المثل الافغاني الذي يقول” لا بد ان نتعلم كيف نتألم بصمت، لأن الصراخ من ألم سياط الجلاد قد يعكر على الوالي قيلولته، وتعِسَ قوم عكّروا قيلولة ولي امرهم.”

    اكمل المحقق كلامه عن الحكومة الرشيدة وما تبذله من جهد من اجل راحة المواطنين وخدمتهم، اختفى صوته شيئا فشيئا… فجأة فقدت قدرتي على السمع، عجيب امر اعضائنا السمعية هذه، احيانا تتصرف بمحض ارادتها حين تجد انه لا جدوى من الإنصات. سرحتُ قليلا بعيدا عن تلك الأجواء الكاتمة للهواء الحر. اخذتني ذاكرتي الى مدينتي البائسة الهفوف، حيث تقطن امي. كل مرة حين يتنكر لنا الزمان والمكان نتوق بحنين شديد الى احضان امهاتنا.شعرتُ كأني طفلة صغيرة تود ان تختبئ في كنف امها هربأ من شتاء قارص. العالم اصبح موحشا وباردا. كيف ابعدنا الزمن انا وامي عن بعضنا البعض؟ ما الذي اوصلني الى هنا؟ لا اريد طعاما ولا خبزا من أمي، كل ما أتوق اليه هو لحظة صفاء معها. ذرفتُ دموعا غزيرة في اعماقي بدون ان يشعر بي ذاك العبد المأمور. خطأ فادح ان نضعف او نهتز قيد انملة، ونحن على ارض المواجهة. ثمة طوابير من الفتيات الصغيرات ينتظرن اطلاق سراحهن من السجون. ليس من حقي ان اتخلى عنهن..بل ليس من حق احد ان يتخلى عنهن.. صرتُ اردد ذلك في داخلي.. واذا بي اسمع المحقق يقول:

    -الا تسمعين؟ اخبرينا بالأسماء.. من هم وراءك؟؟

    ابتسمت وببرود شهرزادي متوارث بين النساء حين يجابهن نهاية قد تكون قاتلة..أجبته:

    – لا احد ورائي.

    رد بحنق:

    -انت تكذبين. نحن نعرف من هم وراءك .. هيا اخبرينا من اين لك هذه القوة؟

    كان بودي حينها ان اقهقه بأعلى صوتي .. واثير حفيظته بسخرية متعمدة.. بالطبع هذا المأمور بأمره لا يعرف من اين تأتي قوة الحق.. فهو يقف على ضفة الباطل، ولم يتعرف قط على الحق في حياته، وربما لن يتعرف عليه ابدا…

    اجبته بنبرة ساكنة كي أمتص غضبه الماحق..

    – من اين لأي حقوقي أن يأتي بقوته؟؟ انت تطرح هذا السؤال وقد مروا عليك قوافل من الحقوقين الصادقين.. عجبا..كيف لم تتيقن من الاجابة بعد..؟ من اين لعلي الدميني ومتروك الفالح وعبد الله الحامد اتوا بقوتهم؟؟ من اين “مانديالا” المُعدم اتى بقوته؟؟ ذاك الرجل الهزيل الذي حارب تاريخ طويل عاتي من العنصرية والتشنج والمهانة.. كان لا يملك سوى ملابسه الرثة وحذاءه المهتريء.. من اين “المهاتما غاندي” اتى بصلابته وعزمه؟؟ ذاك الانسان الـ..

    بدا على وجه المحقق القرف وقاطع استرسالي قائلا:

    – كفي عن الثرثرة.. واجيبي على السؤال.. من اين لك هذا الصمود؟

    بسرعة قلت:

    -مني .. قوتي استمدها مني ..من الداخل وليس من احد… هل تعرف أو تفهم كيف تستمد امرأة قوتها منها في هذا الوطن الذي تخلى عنها تماما، بل حوّلها الى أمَة؟؟

    كأنه لم يسمع الاجابة التي كان يـُصر عليها فقال:

    _مع من تتعاونين؟ من هم الذين يحرضونك ويدفعونك للقيام بهذا الشغب ؟؟ اخبرينا بأسمائهم. انت تعرفين جيدا اننا بإمكاننا ان ننهيكٍ تماما. حينها سوف تخسرين كل شيء، وظيفتك، وحياتك، وكل ما عندك.. وقد يتضرر اولادك..هيا اعطينا الاسماء…

    هنا انتفضت في داخلي مشاعر الامومة، ونهضت لبوءة كانت مستكينة لانها احست بخطر يقترب من اشبالها..فتغيرت نبرة صوتي واجبته بغضب شديد:

    – لن اسمح لك بتهديدي او مس اولادي.. انا اعرف ما بإمكانك ان تفعله بي.. لكن هذا لا يعنيني بشيء.. انا صاحبة حق وما قلته لك هو الحقيقة.. وهذا كل ما عندي.. جهازي الجوال اخذتموه مني.. افتحه وتفحص الاسماء وسجلها عندك وابحث بينها عمن تريد.. وهذا كل ما عندي لأقوله لك…

    حينها خيم صمت بلا نزعة.. ساد الغرفة هدوء عجيب ..لا أدري ..ربما ستلحقه عاصفة عبر ثواني متلاحقة.. لكن لم يحدث شيء..بعدها قال بعصبية مفتعلة وروح الهزيمة تبث رائحتها في المكان…

    -انت امرأة عنيدة، سأحيلك الى محقق اتى خصيصا لك من العاصمة.. ربما ترجعي لعقلك وتتركي “هالحريم” اللاتي يضحكن عليك لتقومي بهذه الاعمال السخيفة..وتكفي عن هذا الشغب غير المجدي.. انت تعتقدين ان الدنيا على هواك..؟؟ تسببين مشاكل للسلطة وتحرضين “الحريم” علينا..من قال لك ان “الحريم” يردن ان تتغير احوالهن؟؟ هن سعيدات بأوضاعهن.. لماذا انت تتدخلين في شؤونهن..؟؟ من امرك ان تطـ…

    تبدد صوته المهزوم وتهديداته البائسة شيئا فشيئا، وعاد المثل الأفغاني يدق في مسامعي من جديد… لكن بصورة تساؤل واجابة هذه المرة “هل لا بد ان نتعلم كيف نتألم بصمت، لأن الصراخ من ألم سياط الجلاد قد يعكر على الوالي قيلولته؟؟ وهل بالفعل يتعس القوم الذين يعكرون قيلولة ولي امرهم وجلاديهم؟؟ بالتأكيد لا… بالتأكيد لا…

    salameyad@hotmail.com

    * كاتبة سعودية

    شاركها. فيسبوك تويتر لينكدإن البريد الإلكتروني واتساب Copy Link
    السابقمنظمات وشخصيات حقوقية عربية تدين فتوى بالقتل في السعودية
    التالي ماذا قال المفسرون عن “اللمم”؟
    4 تعليقات
    Newest
    Oldest Most Voted
    Inline Feedbacks
    View all comments
    Azad Pasha
    Azad Pasha
    17 سنوات

    في غـرفة التـحقيـق
    سركون بولص

    سقط الرجل

    في وسط الساحة

    سقط الرجلُ على ركبتيه.

    – هل كان متعَباً إلى حدّ

    أن فقدَ القُدرة على الوقوف؟

    – هل وصلَ إلى ذلك السَـدّ

    حيثُ تتكسّر موجةُ العمر النافقة؟

    – هل قضى عليه الحزن بمطرقةٍ يا تـُرى ؟

    هل كان إعصارُ الألم؟

    – ربّما كانت فاجعة ً لا يطيقُ على تحمّلها أحد.

    – ربّما كانَ ملاكُ الرحمة

    جاء ببلطته الريشيّة عندما حانَ له أن يجيْ.

    – ربّما كان اللّـه أو الشيطان.

    في وسط الساحة

    سقطَ الرجل فجأةً مثلَ حصان

    حصدوا ركبتيه بمنْجَـل.

    0
    ضيف
    ضيف
    17 سنوات

    في غـرفة التـحقيـق
    من أين لك هذه القوة؟
    من أين لك هذا الصمت ؟
    هل هذه أسئلة تحقيق ؟

    يبدو أن المحقق مساهم في تلميعك ، كما يساهم في وصولك لمبتغاك ، أنت يا سيدتي أردت هذا الموقف لتتكتبي عنه هذه المقالة ، فاشربي نخبها ولنشربه معك …..

    0
    سلمى ناجى
    سلمى ناجى
    17 سنوات

    في غـرفة التـحقيـق
    هذه الشجاعة لا تتوفر للكثيرين ممن يؤمنون بضرورة التغيير فى العالم العربى و اهمية حقوق المرأة و حقوق الانسان بشكل عام، و لكن من هم مثلك يقومون الدور الاصعب و الاشق…مع احترامى.

    0
    ملاحظة عامة
    ملاحظة عامة
    17 سنوات

    في غـرفة التـحقيـق
    بالفعل سيدتي و من وجهة نظر قانونية يجب ان تكوني مفوضة من اشخاص متضررين من فعل او قرار ما يمس الشأن العام.
    هذه نقطة يجب ان تنتبهي لها و انت تطالبين بحق ما لأنها قد تعرضك لإشكالات انت في غنى عنها.

    نعم من حقك ان تخرجي على نظام ما لايعجبك ولاكن بصفتك الشخصية او ان يكون هناك جمعية حقوق (الحريم) لتفوضك بالمطالبة او التحدث عنها امام السلطات والا وقعت في المحظور الذي لن يثني استغلال السلطة له و بشكل قانوني لزجك خلف القضبان ثم تخسرين او من هن معتمدات عليك قضيتكن .

    0
    RSS أحدث المقالات باللغة الإنجليزية
    • The Pope and the Vatican: Divine Right or Male Monopoly? Elderly Men Excluding Women and Youth in the Name of Heaven 13 مايو 2025 Rezgar Akrawi
    • Leo is America’s first pope. His worldview appears at odds with ‘America First.’ 10 مايو 2025 POLITICO
    • Most U.S. Catholics Say They Want the Church To Be ‘More Inclusive’ 5 مايو 2025 Pew
    • As Church awaits a Conclave, President Trump puts up picture of himself as next Pope 4 مايو 2025 Charles Collins
    • ‘Papabile’ of the Day: Cardinal Pierbattista Pizzaballa 29 أبريل 2025 John L. Allen Jr.
    RSS أحدث المقالات بالفرنسية
    • Les premiers secrets de l’élection de Léon XIV 13 مايو 2025 Jean-Marie Guénois
    • Al-Charaa en visite à Paris : « Les Européens se laissent berner parce qu’ils prennent leurs rêves pour des réalités » 8 مايو 2025 Hughes Maillot
    • Au Yémen, la surprenante résilience des rebelles houthistes 6 مايو 2025 Georges Malbrunot
    • Walid Joumblatt, chef politique des Druzes du Liban : « Le pire des scénarios serait que les Druzes syriens soient poussés dans une enclave » 5 مايو 2025 Laure Stephan
    • Robert Ageneau, théologien : « Il est urgent de réformer, voire d’abolir, la papauté » 4 مايو 2025 Le Monde
    23 ديسمبر 2011

    عائلة المهندس طارق الربعة: أين دولة القانون والموسسات؟

    8 مارس 2008

    رسالة مفتوحة لقداسة البابا شنوده الثالث

    19 يوليو 2023

    إشكاليات التقويم الهجري، وهل يجدي هذا التقويم أيُ نفع؟

    14 يناير 2011

    ماذا يحدث في ليبيا اليوم الجمعة؟

    3 فبراير 2011

    بيان الأقباط وحتمية التغيير ودعوة للتوقيع

    آخر التعليقات
    • Edward Ziadeh على “البابا ترامب” مزحة أم محاولة لوضع اليد على الكاثوليكية؟
    • Edward Ziadeh على (فيديو يستحق المشاهدة) نتنياهو: لهذه الأسباب اتخذت قرار تصفية نصرالله
    • Edward Ziadeh على  بِكِلفة 100 مليون دولار: حزب الله يخطط لبناء “قبر فخم” لنصرالله بأموال إيرانية مهربة
    • طارق علي على إشكاليات التقويم الهجري، وهل يجدي هذا التقويم أيُ نفع؟
    • سامي البحيري على نِعَم اللاهوت العقلاني: الإيمان المسيحي بالتقدّم كيف أدّت المسيحيّة إلى الحرية، والرأسمالية، ونجاح الغرب
    تبرع
    Donate
    © 2025 Middle East Transparent

    اكتب كلمة البحث ثم اضغط على زر Enter

    wpDiscuz
    loader

    Inscrivez-vous à la newsletter

    En vous inscrivant, vous acceptez nos conditions et notre politique de confidentialité.

    loader

    Subscribe to updates

    By signing up, you agree to our terms privacy policy agreement.

    loader

    اشترك في التحديثات

    بالتسجيل، فإنك توافق على شروطنا واتفاقية سياسة الخصوصية الخاصة بنا.