وكالة الصحافة الفرنسية-
أعرب حزب الله وحركة أمل عن دعمهما لسوريا وايران في وجه “التهديدات” و”المؤامرة الدولية”، في الوقت الذي تتزايد الضغوط الدولية على كل من طهران ودمشق.
وجاء في بيان الاثنين عن الجهتين ان حزب الله وحركة امل يقفان الى جانب ايران “بوجه التهديدات الاميركية والاسرائيلية التي تتعرض لها”.
كما وصف البيان ما يجري في سوريا بانه “مؤامرة دولية تستهدف موقع سوريا الممانع وسياساتها الداعمة لحركات المقاومة العربية والاسلامية”، مؤكدا على التضامن “مع سوريا شعبا وجيشا ومؤسسات”.
وشدد البيان على رفض حزب الله وحركة أمل أن “يكون لبنان ممرا للتآمر على الشقيقة سوريا”.
وتواجه طهران ضغوطا دولية متزايدة على خلفية برنامجها الدولي، كما تواجه دمشق ضغوطا عربية ودولية على خلفية قمعها للحركة الاحتجاجية التي اندلعت في منتصف اذار الماضي.
تعليق واحد
في عيد الإستقلال: نصرالله وبرّي يعلنان وقوفهما خلف دمشق وطهران!
نهاية دولة المخابرات البعثية
كنت في تجازوت المدينة الجميلة المجاورة لمدينة أغادير من المغرب حين اجتمعت بسيدة فاضلة مناضلة سياسيا مع زوجها الذكي الهمام. قالت لي كيف الأوضاع عندكم في سوريا قلت لها بابتسامة عريضة لا أدري من أين أبدأ الحديث! نظرت إلي بريبة وقالت رئيسكم! هنا بلعت ريقي لأنني لا أسميه رئيسا وصبرت . تابعت هي إنه دكتور مثقف وفيلسوف مصقع، درس في الغرب وفهم الديمقراطية ونقل الانترنت إلى الغابة البعثية فبدأت وحوش الغابة في النطق بالانجليزية! عقب زوجها الهمام : نعم .. نعم إن لسانه حلو دافيء وملمسه لا يختلف عن جلد الأفاعي بشيء. قلت لها أختي الفاضلة هل تريدين أن اختصر لك الوضع في بلاد الشام المنكوبة بالسرطان البعثي؟ تأملتني وكاد أن ينخلع فمها السفلي عجبا ودهشة وفضولا. قلت لها أختي الفاضلة سوريا تختصر بثلاث كلمات: أسد وغابة وعصابة! هزت رأسها إنكارا ولم تقتنع ولا أدري ما هي قناعتها هذه الأيام وهي ترى شلال الدم في بلاد الشام الحزينة. بتاريخ 15 نوفمبر 2011م ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 70 شخصا برصاص آلة القتل الأسدية على امتداد المدن السورية. وهو ما جعلني أقلب في أوراق ذاكرتي فأتذكر قصة الطبيبة العراقية وزوجها ممن تعرفت عليهم في السعودية وكانوا نعم الأخوة لنا ونعم صداقتهم كانت . قالت لي السيدة التركمانية التي كانت قد ودعت الجنسية العراقية وأخذت الجنسية التركية، أنها تحب أن تزور سوريا، وكانت في طريقها من دولة خليجية إلى تركيا بسيارتها مع زوجها، قلت لها سوف تكون رحلة جميلة ولا شك! ولم أعرف أنها ستصبح رحلة ذهاب وأياب إلى عتبة الجحيم، فبعد دخول الحدود من درعا مشت رحلتهم بريح طيبة حتى غادروا حلب ووصلوا إلى باب الهوا، حيث يودع الزائرون سوريا ليدخلوا تركيا. كانت العائلة العراقية أثناء هذه الرحلة الميمونة قد ارتاحت للناس، وتحدثت معهم بلهجة عراقية تركمانية محببة، وظنت ـ غفلة منها ـ أن اللسان العربي ينفع ولا يضر؟ التفت الموظف إليهم وقال عليكم مراجعة الفرع رقم 273 للأجانب؟ صعق الزوجان فلم يكونا يصدقان أنهم خلصوا من قبضة صدام وأصبحوا أتراكاً لا علاقة لهم بالعرب بنسب وأرض؟ فقد تركوا أملاكهم وراء ظهرهم في كركوك قبل ثلاثة عقود! قالوا ـ وقد أخطأوا أنهم تحدثوا اللهجة العراقية التي ظهرت أنها غير محببة وأنها لعنة ـ ولكن يا جماعة: نحن أتراك ونحن نمر مرور الكرام أفهذه معاملة الضيوف؟ أجاب الموظف بوجه رمادي: هي التعليمات وثقوا أنكم ستتلقون معاملة حسنة تليق بكم؟ هنا تذكر الزوجان مفهوم المعاملة اللائقة في أقبية الفروع الأمنية الجهنمية مثل رؤوس التنين بتسع عشرة رأس؟ وكان الفرع المذكور في دمشق وعليهم العودة مسافة 400 كم إلى الخلف؟ استسلم الرجل وقال لزوجته الملتاعة لقد سقطنا في الفخ؟ ولكن الزوجة كانت أكثر ذكاء فلم تنهار؛ بل فكرت وقدرت، ثم هداها تفكيرها إلى مراجعة القنصلية التركية في حلب فهم رعايا الدولة التركية، فإن أسلمتهم دولتهم إلى مصيرهم فسيكون مثلهم مثل الجرذ الذي استأجر لنفسه مصيدة؟ ولعنوا الساعة التي دخلوا فيها البلد في إجازة مخصصة للنزهة والمتعة. في القنصلية هتف الموظف التركي: لن نسلمكم لهم بحال ولن تراجعوا هذه الأفرع السرية من رقم 273 و224 و559 و889 مثل أرقام قرارات الأمم المتحدة؟ تابع الرجل محتداً: أنتم أتراك وسوف نلقن السوريين درسا؟ أول جرعة منه أنه التفت إلى المراجعين السوريين الذين اصطفوا أمام السفارة من أجل تأشيرات الدخول إلى تركيا فصرخ فيهم غاضبا: إلى بيوتكم ليس لكم تأشيرة اليوم لقد أغلقت القنصلية أبوابها؟ وخلال يومين قام الرجل باتصالاته مع الحكومة التركية ـ وهو ما حدث معي حين زرت الأردن بسبب وفاة والدتي فيها فقامت السفارة الكندية بتسهيل أمور خروجي من الغابة الأردنية بعد أن كان علي مراجعة جهنم المخابرات ـ والمهم فقد خرجت العائلة وهي تقسم بالذي فطر السموات العلى أن لا يطئوا بعد اليوم بلدا عربيا إلا دول الخليج الرخوة حيث مكان العمل. وطرافة هذه القصة تأتي من طرافة القانون الذي أصدرته القيادة القطرية لحزب البعث في سوريا بتاريخ 12 مايو 2005م تعميماً لجميع فروع الأمن والمخابرات حددت فيه نحو 67 حالة لا تستدعي الحصول المسبق على موافقة الأمن (صدق أو لا تصدق؛ فكانت كل مهنة تحتاج موافقة عشرة فروع أمنية مع دفع الرشاوي وبلع كؤوس الذل ألوانا من المراجعات واصفرار الوجه ومراجعة السجل الأمني من جديد مثل يوم الحساب) ومن يطالع هذه المهن المحظورة يكاد لا يصدق ويظن أنه في بلد أليس للعجائب وليس مكاناً في الكرة الأرضية؟ وأول فقرة فيه تذكر بقصة العائلة التركمانية التي نجت؟ جاء في القرار القراقوشي أن ذراع المخابرات البطاشة رفعت عن مهن مثل: (عبور أراضي القطر الى البلدان المجاورة للرعايا العرب) (نقل جثمان متوفى) (مزاولة مهنة الطب والصيدلة والتدريس وإقامة ندوات طبية للتعريف بمنتجات الشركات) (منح ترخيص فتح مطعم ومهنة جزار) (الترخيص في بيع أجهزة الخلوي، وصالة بلياردو، أو بينج بونج أو صالة أفراح، أو فندق، أو ألعاب كمبيوتر، أو سيرك، أو استديو تصوير؟) (نقل أثاث وتعيين مخاتير) و(إقامة أعراس جماعية وعمال وسائقين للحج والعمرة) (طباعة النايلون والترخيص لمكتب سياحة وسفر، أو مكتب عقاري، أو بيع وشراء وتأجير سيارات) (الترخيص لكشك، أو بقالية، أو مخبز، أو محل لبيع الصفيحة والمعجنات أو صالون حلاقة، أو مطعم، أو مسبح، وتأجير الدراجات النارية؟) (مدرسة تعليم وقيادة السيارات وجليسات الأطفال). باختصار فقبضة المخابرات تمتد إلى المواطن المسكين من المهد إلى اللحد، ومن اليقظة إلى المنام، وفي الأحلام، عن اليمين والشمال رقيب ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد. فهم يحصون الأنفاس، ونبضات الشرايين، ولا تأخذهم سنة ولا نوم، يعرفون كل شيء عن دبيب كل نملة وطنين كل نحلة، في وطن لا يعمل فيه شيء، باستثناء نظام المخابرات الذي يشتغل بأفضل من وكالة ناسا لارتياد الفضاء، أو الكمبيوتر الكوانتي. ومن يطالع هذه المهن المحظورة يخطر في باله ثلاث أمور: أولا يكاد لا يصدق ما يقرأ ويظن أنها مزحة ثقيلة، لولا أنها كانت تبكي الناس وتحشرهم في مربعات الرعب. ويفهم ثانياً لماذا تأخرت سوريا عن العالم قرنا إلى الخلف فدخلت القرن التاسع عشر، في الوقت الذي دخل العالم حفلة القرن الواحد والعشرين، ويفهم لماذا فرت منها خيرة العقول من طوابير الشباب إلى أصقاع الأرض الأربعة، بعد أن لم يبق أمان لطير وقطة. ويفهم ثالثا أن النظام الشمولي في سوريا بدأ ينازع، والحزب القائد أصبح من مخلفات التاريخ، وظهرت عليه علائم التشيخ والهزال، فهو في سكرات الموت، والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم، اليوم تجزون عذاب الهون، بما أذقتم الشعب العذاب المهين. وما لا يفهم أو لا ينتبه إليه هو السؤال التالي: إذا كانت سبعين مهنة قد خففت قبضة المخابرات عنها، فهل هناك سبعمائة مهنة عفت عنها قوانين سرية لا يعرفها إلا الله والراسخون في علم المخابرات؟ ما يحدث في سوريا اليوم لا يخرج عن الصيرورة الكونية، وهو عادي في السياق الكوني الحالي، فلم يبق في العالم إلا بقايا من الجيوب الستالينية مثل البؤر القيحية في بدن عليل، مثل كوريا الشمالية وبورما وكوبا. ومن يغفل عن سنن الله فإن سنن الله لا تغفل عنه. ومن لا يغير نفسه يغيره التاريخ بقبضة لا ترحم وعصرة كأنها الموت. وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة وأنشأنا بعدها قوما آخرين. د. خالص جلبي