هل يهدّد أحمدي نجاد بتخريب الوساطة الفرنسية في إنتخابات الرئاسة اللبنانية عبر أداته “الحزب اللهتية”؟ مع أن أحمدي نجاد لا يقول ذلك صراحةً، فرسالته لساركوزي أشارت إلى “المصالح المشتركة” وخصوصاً في لبنان. ثم اتّهمت ساركوزي بتدمير هذه المصالح المشتركة!
**
أكّدت مصادر قصر الإليزيه أن الرئيس ساركوزي تلقّى، في يوم 12 نوفمبر، رسالة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تتضمن “تكراراً لمواقف إيران المعروفة” في الموضوع النووي.
ولكن جريدة “لوموند”، في عددها الصادر بعد ظهر الجمعة، نقلت عن “مصادر ديبلوماسية” أن الخطاب كان “حاد اللهجة” واشتمل على “تهديدات مبطّنة”. ويشير أحمدي نجاد في رسالته إلى الرئيس ساركوزي كـ”مسؤول شاب وتنقصه الخبرة”، ويقترح عليه أن يعطيه نصائح وإرشادات. وحسب المصادر نفسها، فإن فحوى رسالة أحمدي نجاد هو أن بين فرنسا وإيران “علاقات تاريخية”، وكذلك “مصالح مشتركة”وخصوصاً في لبنان. ويضيف أحمدي نجاد أنه سيكون مؤسفاً أن يتم تدمير هذه المصالح المشتركة!! وتوحي هذه الفقرة من الخطاب بأن أحمدي نجاد يهدّد بإفشال المساعي الفرنسية لتسهيل إنتخاب رئيس جديد للجمهورية إذا ما اتخذت فرنسا مواقف متصلّبة ضد إيران في الموضوع النووي.
كما تتضمن رسالة أحمد نجاد ردّاً على إقتراحات فرنسا للإتجاد الأوروبي بتبنّي عقوبات ضد إيران بمعزل عن العقوبات الدولية. ويعلّق أحمدي نجاد بأن هذا المنحى سيخفق حتماً لأنه لن يحظى بتأييد ألمانيا وإيطاليا!
وتفيد “لوموند” أن العلاقات بين باريس وطهران توتّرت منذ إنتخاب الرئيس نيقولا ساركوزي، الذي اعتمد خطّاً ديبلوماسياً أكثر تصلّباً وتقارب مع الموق الأميركي في ما يتعلّق بالعقوبات المالية التي يمكن فرضها على الجمهورية الإسلامية.
وفي أعقاب مرحلة من الإتصالات المكثّفة- رحلات إلى طهران قام بها المبعوث جان كلود كوسران، ولقاء في باريس بين وزير الخارجية برنار كوشنير والمفاوض النووي الإيراني علي لاريجاني- فقد دخلت العلاقات مرحلة فتور جديدة.
وفي آخر شهر أغسطس، تحدّث الرئيس ساركوزي عن “بديل كارثي: القنبلة الذرية الإيرانية، أو قصف إيران”. وفي منتصف شهر سبتمبر، أشار كوشنير إلى إمكانية نشوب “حرب”، ثم دعا زملاءه الأوروبيين، في مطلع أكتوبر، إلى الردّ على “التحدّي النووي” الإيراني. وقال: “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي إزاء الأمر الواقع الذي تسعى إيران لفرضه. تلك هي مسؤوليتنا”، واقتر تعزيز الضغوط الأوروبية على طهران. وفي أعقاب هذه التصريحات، أعطى المسؤولون الفرنسيون تعليمات لشركة “توتال” بتجميد أية إستثمارات جديدة في إيران، بهدف زيادة الضغوط على النظام.
“أدب سياسي جديد”
ويبدو أن التقارب بين فرنسا والولايات المتحدة حول الموضوع النووي الإيراني قد حرم المسؤولين الإيرانيين من إمكانية اللعب على “الورقة الفرنسية” في أوروبا، على غرار ما سعوا لتحقيقه في الأشهر الأخيرة من رئاسة جاك شيراك.
وفي 3 أكتوبر، استدعت الجمهورية الإسلامية القائم بالأعمال الفرنسي في طهران، جان غربلان، للإحتجاج على تصريحات برنار كوشنير. وبعد أسبوعين، وجّه وزير الخارجية منوشهر متّكي رسالة لعرض إنتقادات بلاده للسياسة الفرنسية. وجاء في رسالته أن إيران لن تتخلّى عن طموحاتها النووية وأن “جميع العقوبات الإضافية” الأوروبية الصرفة ستؤول إلى الفشل.
وقد أصبح أسلوب “توجيه الرسائل” من كلاسيكيات الديبلوماسية الإيرانية. ففي مايو 2006، تلقّى الرئيس بوش رسالة من 18 صفحة اعتبر البيت الأبيض أنها تتضمن “رؤيا تاريخية وفلسفية واسعة”. وصرّح الرئيس الإيراني بأن غاية رسالته كانت “وضع أسس أدب سياسي جديد”.
وفي يوليو 2006، تلقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل رسالة من أحمدي نجاد جاء فيها: “معاً يمكننا أن نضع حدّاً للتناقضات الظاهرة في العلاقات الدولية والتي تعود إلى القرارات الإستبدادية التي فرضها المنتصرون في الحرب العالمية الثانية على الأمم المهزومة”.
معلومات “لوموند” بالفرنسية:
http://www.middleeasttransparent.com/article.php3?id_article=2634&lang=fr
تعليقان
في رسالة حادة اللهجة تضمّنت “تهديدات ضمنية”
هل العرب سيكون لهم كلمة ام سيتفسخوا الى دويلات ويتمزقوا شر ممزق؟
هزيمة بلا قاع
في معركة حنين أمسك أبو سفيان بطنه ضحكاً على المسلمين، وهم يولون الأدبار، وقال مع قهقهة: لن يردهم سوى البحر…
ولغة أبو سفيان تلاقي نفس المصير اليوم؛ فهي تعاني من هزيمة بدون قاع. وأقرب الأشياء الثلاثة للإنسان هي: اسمه الذي به ينادى، ولغته التي بها ينطق، ودينه الذي به يعتقد، فهي أسوار الحماية الثلاثة..
والذي دفعني للكتابة أن المدير الطبي الهندي كان يتفقد ملفات المرضى عندي، فانزعج حين قرأ اللسان العربي في بلد عربي أمين، فأرسل لي يحذرني من ارتكاب مثل هذه الخطيئة الشنيعة مرة أخرى.
وقلت في نفسي: تصور أن هذا الهندي الذي يرطن باللغة الإنجليزية المكسورة، كان في بلد آخر! تصور أنه في ألمانيا ويقول لطبيب ألماني أن يتجنب الكتابة باللغة الألمانية؟!
في ألمانيا لم يكن يسمح لنا بلمس المريض (الألماني) قبل التمكن من اللغة الألمانية نطقاً وكتابة، وبالنسبة لي فقد أرسلوني إلى معهد (جوته) لتعلم اللغة الألمانية، على حسابي وليس حسابهم، فمن أراد قبض راتبه عليه أن ينطق لغتهم، أما عندنا فيُسخر من لغتنا وتنهب أموالنا! وهي ضريبة التخلف على كل حال، لأمة تعاني من الهزيمة حتى قاع اللاوعي!
قصصنا مع الهنود والنيجيريين والطليان والفيليبينيين وأهل مدغشقر ونيبال… في أرض العروبة أكثر من أن تحصى. وأذكر العديد من الحالات، ونحن نفك الاشتباك بين طبيب نيجيري ومريض سعودي، حتى لا يصلح فتقاً في المكان الغلط، أو يستأصل مرارة بدون مبرر، أو يفتح على مكان الزائدة، والزائدة قد استؤصلت! وهي كوميديا تعجز عنها مسارح أثينا أيام سوفوكليس وصولون…
وحين تبدأ الأمة تتكلم بغير لغتها، فهي تفقد ذاكرتها، كما قال توينبي عن كمال أتاتورك. قال توينبي: إن ذلك الرجل لم يفعل كما فعل النازيون مع الكتب في الساحات العامة، كما هو في ليلة برلين المشهورة مع اليهود عام 1938، أو كما فعل ملك إسبانيا فيليب مع الثقافة العربية؛ بل قام بما هو أدهى وأمر فقتل الحرف العربي بدون لمسه، حين قلب الحرف التركي من العربي إلى اللاتيني، وترك باقي المهمة للغبار والرفوف كي تلتهم كل التراث العثماني المخطوط بالحرف العربي في آلاف المجلدات خلال خمسة قرون، وبذلك أصبحت تركيا بين عشية وضحاها بدون ذاكرة! ولولا الروح الصوفية الذكية والتوقد الإيماني، لدخلت تركيا العلمانية وودعت الإسلام إلى غير رجعة، لكنها روح الإيمان التي تتقد من روح الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم…
وفي قناعتي أنه سوف يأتي اليوم الذي يبدأ الأتراك في مراجعة تاريخهم مع كارثة الانقطاع…
ولنتصور أنفسنا اليوم ونحن نرطن باللغة الإنجليزية المكسرة، فتختنق الأفكار باختناق الكلمات، ونبقى بدون ذاكرة.
إن اللغة هي ذاكرة الأمة، وهي اللاوعي العميق، وهي الذات… وصاحبنا الهندي لا يلام، لكن من يلام هو من استقدمه دون أن يشرط له استلام راتبه المغري بالنطق باللسان العربي.
إنه حتى اللغة العبرية تم أحياؤها، في الوقت الذي تقتل فيه اللغة العربية، في خيانة ما بعدها خيانة.
وابن خلدون تعرض لهذه الأزمة منذ أيامه، والفتح العربي يتقلص ويتراجع أمام حروب الاسترداد الإسبانية، فذكر أن المغلوب مولع بتقليد غالبه لاعتقاده بالكمال فيه، وهو ما يفعله الأطفال مع آبائهم، والعرب مع أميركا.
واللغة هي لسان الأمة في التاريخ فإن هانت، هانت لغتها، وإن سمت وارتفعت انتشرت لغتها فقرأها قوم آخرون، حتى الجن الذين جاؤوا يوماً ينصتون للقرآن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به..
ولولا القرآن لكان مصير العرب مثل مصير أهل الشيشان والدومينيكان، لكن القرآن منح الخلود للغة العربية، ولسوف تستعمل رغم تفاهة مناوئيها واضمحلال العقل العربي في بركة الضفادع… ويقول في هذا محمد إقبال إن من أراد أن يكتب وثيقة ويدفنها في الأرض فيقرأها الناس بعد ألف جيل، فليكتب باللغة العربية، فهي لغة الخلود من القرآن الخالد.
في رسالة حادة اللهجة تضمّنت “تهديدات ضمنية”
هل ستعود الحركة الصفوية ومليشياتها الى المنطقة وتعمل على تدمير المنطقة والعالم بواسطة ملالي ايران المتشددة( يقول المفكر الإيراني الشيعي د. علي شريعتي: الدولة الصفوية قامت على مزيج من القومية الفارسية، والمذهب الشيعي حيث تولدت آنذاك تيارات تدعو لإحياء التراث الوطني والاعتزاز بالهوية الإيرانية، وتفضيل العجم على العرب، وإشاعة اليأس من الإسلام، وفصل الإيرانيين عن تيار النهضة الإسلامية المندفع، وتمجيد الأكاسرة.) لانه مع الاسف هناك انظمة كاملة تعلم الناس النياح والاحقاد وتستغلها لبناء المليشيات الطائفية والعنف والحروب فيجب ابرام معاهدات ثقافية وتربوية بحيث يربى الانسان على اللاعنف وعلى لا اكراه في الدين وعدم استغلال التاريخ واهل البيت وخلافة علي(رض) والعرقية لان هذه الافكار فيروسات مميتة تربي الانسان على الحقد وتدمرالمنطقة والانسانية والغريب ان المنطقة تكرر نفس الاخطاء (الفكر الصفوي واثره في سحق الانسان وتدميره للمنطقة والحشاشين والقاعدة كما نعلم …) ولنستفد من تفسير الاية أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ (لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ اي لا يخافون من المسقبل فهم يبنوا الانسان على اللاعنف الذي يحترم الانسان. وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ اي لا يستخدمون الماضي ولا ينوحون ويحقدون لكي يدمروا الاخرين لكي يستعبدوهم ويستعمروهم باسم الدين او العرق.