T وثيقة –
نقدم هذه الترجمة العربية خدمة للقارئ العربي:
خطاب القائد الشيوعي الفلسطيني، توفيق طوبي،
في الكنيست الإسرائيلي، 21 نوڤمبر 1949
كول هعام، 22 نوڤمبر 1949 |
«هيئة الكنيست الموقّرة،
تتحدّث التقارير في العالم وفي بلادنا عن ”جولة ثانية“، وفي هذا السياق دار الحديث عن الجدل حول خطاب رئيس الحكومة.
نحن الشيوعيون، عملنا ونواصل عملنا من أجل سلام دائم يكون مبنيًّا على التفاهم بين الشعبين اليهودي والعربي في الشرق الأوسط ويتمّ تدعيمه بواسطة معاهدات سلام بين إسرائيل والدول العربية.
غير أنّ الإمپريالية الأنجلو-أميركية قد نجحت حتى الآن بوضع العراقيل على طريق تحقيق هذا السلام، بواسطة محادثات لوزان أو بواسطة مناورات أخرى.
إنّ الإمپريالية تجني جميع ثمار انعدام علاقات السلام بين إسرائيل وبين الدول العربية. في مثل هذا الوضع تستطيع الإمپريالية زيادة ضغطها على كل واحدة من هذه الدول، من خلال تهديد كلّ منها بالخطر المتربّص بها من الطرف الآخر. إنّ تحذير الإمپريالية للحكومات العربية، بأنّ إمكانيات السلام مع إسرائيل غير واضحة، هو استمرار لسياسة التدخّل الحربي الذي أناطته الإمپريالية بدولة إسرائيل، وذلك بغية تقليص استقلالها وإجبارها على الوقوع في أحضانها. إنّ هذه التحذيرات هي حلقة ضمن سلسلة التهديدات وإثارة الخوف من طرف الإمپريالية بخصوص دولة إسرائيل، وذلك بغية تحقيق ما لم تفلح في تحقيقه حربها التدخّلية.
لكن، ثمّة مجال للافتراض بأنّه وعلى خلفية عدم الاستسلام من جانب إسرائيل وسدّ الطريق أمام الضغط الإمپريالي، ستشجّع الإمپريالية الحكّام الرجعيّين في الدول العربية لخوض حرب جديدة، والتي يطلقون عليها الآن اسم «الجولة الثانية».
هنالك من يسأل وبحق، كيف سيكون وضع الأقلية العربية في دولة إسرائيل، في حال نشوء وضع كهذا؟ هنالك من يتّهمهم بأنّّهم طابور خامس يجب القضاء عليه قبل أن ينشأ وضع كهذا. آخرون لا يمتلكون إجابات واضحة على السؤال. إنّ النقاش بخصوص خطاب رئيس الحكومة قد تطرّق، مباشرة وبصورة غير مباشرة، بهذه القضية بصورة أرى أنّ من واجبي الإجابة عليه بصورة واضحة.
إنّ القوى الديمقراطية العربية في دولة إسرائيل ترى في كلّ هجوم من جانب الرجعية العربية على استقلال إسرائيل تدخّلاً إمبرياليًّا جديدًا، وهي على استعداد للمشاركة في الحرب والكفاح ضدّه إلى جانب جماهير الشعب اليهودي. إنّ القوى الديمقراطية العربية في إسرائيل وفي كلّ العالم العربي، تعارض سوية مع الجماهير اليهودية، كلّ هجوم على دولة إسرائيل. إذ أنّه واضح للعيان أنّ هجومًا إمبرياليًّا ثانيًا لن تختلف بشيء عن الهجوم الأول. إنّ هجومًا جديدًا على إسرائيل سيجلب المآسي والمصائب الجديدة على العرب.
وعلى غرار كلّ المواطنين المستقيمين في الدولة، سنحارب من أجل استقلال إسرائيل وسيادة دولة إسرائيل. إنّنا سنحارب، دون أيّة تحفّظات، جميع أعداء استقلال دولة إسرائيل، أكان هذا عبد الله، فاروق، أو أيّ حاكم آخر من بين أصدقائهم الرجعيين. لقد أثبتنا ذلك في الماضي وسنثبت ذلك مرّة أخرى في المستقبل، بأنّنا سنحارب بكلّ ما أوتينا من قوّة ومن إيمان لأجل استقلال، وأمن وسيادة دولة إسرائيل.
أمّا بخصوص الجماهير العربية في دولة إسرائيل، التي لم تشارك أبدًا في الحرب ضدّ إقامة الدولة، مثلما أعلن رئيس الحكومة في بداية العام 1948، فإنّ موقف هذه الجماهير لن يكون بمثابة طابور خامس، كما يريد البعض رؤيتهم. إنّ الجماهير العربية تعلم من خلال تجاربها خيانات الرجعية العربية، وهي تعلم علم اليقين بأنّ الرجعية العربية تخدم الإمپريالية فقط. إنّها تعلم أنّ الرجعية العربية هي ألدّ أعدائها. لهذه الجماهير حساب مع عبد الله، فاروق وأشباههم، وهم الأعداء الطبيعيون لهذه الجماهير.
إنّ القوى الديمقراطية في إسرائيل، التي حقّقت قدرًا كبيرًا من التأثير، ستُشجّع على تجنيد الجماهير العربية، لكي تقف بثبات للدفاع عن استقلال وسيادة دولة إسرائيل. لكنّ إمكانية تجنيد جميع الجماهير العربية في الحرب إلى جانب الشعب اليهودي بغية صدّ الهجوم منوطة، بقدر كبير، بالسياسة الديمقراطية للحكومة تجاه الجماهير العربية، بأن تكون هذه سياسة مساواة قومية، اقتصادية، ثقافية وسياسية. إنّ سياسة ديموقراطية تضمن للمواطنين العرب حقوقهم الكاملة هي الطريق لتجنيد، ليس فقط العرب في دولة إسرائيل، بل والعرب في كلّ فلسطين التاريخية، وحتى الجماهير العربية في جميع الدولة العربية، لتقف ضدّ الحرب العدوانية الجديدة، وأن تحارب بالفعل ضدّها وضدّ منظّميها…“
نقلاً عن: ”كول هعام“، صحيفة الحزب الشيوعي الإسرائيلي باللغة العبرية، 22 نوڤمبر 1949
——–
(نُشِر لأول مرة على « الشفاف » في 29 أبريل 2017)