لفت نظري هذا الاسبوع، هجوم بعض اقلام الممانعة المفاجئ على امين معلوف في حملة تخوينية في صحيفتين ممانعتين وانتشارها على صفحات الفايسبوك.
لا بد هنا من تحية الصحف والتلفزيونات التي لم تنجر الى هذه الملهاة فلم تشر الى الموضوع. حاولت مشاهدة الحلقة للحكم بنفسي على محتوى المقابلة وما هي الجريمة التي ارتكبها الأديب اللبناني الفرنسي وعضو الاكاديمية الفرنسية ليستحق هذه الحملة.
وجدت اللينك على صفحات الاصدقاء الفايسبوكيين فشاهدت الحلقة على ما بدا قناة فرنسية مع مذيعة فرنسية – ربما تبث من اسرائيل او للجمهور الاسرائيلي- كما اوضحت الحياة. برنامج قناةi24 متعدد الفقرات بينها واحدة عن قرية في اسرائيل ومقابلة مع مهرج جاء لحيفا ومواد اخرى منها محاورة امين معلوف عن نشاطه في الأكاديمية الفرنسية وعمله على قاموس وعن كتابه “مقعد على نهر السين” un fauteuil sur la seine والذي كان الاكثر مبيعاً لهذا الاسبوع. قدم فيه من شغلوا قبله المقعد رقم 29 في الأكاديمية الفرنسية. استمعت الى المقابلة الشيقة ولم اجد فيها اي سؤال او اشارة سياسية مما يستدعي التخوين. الذريعة انه ربط اسرائيل بالعالم!! وكأنها على كوكب آخر ومنقطعة عن هذا العالم بانتظار امين معلوف!!
في الخلاصة بعض الملاحظات السريعة:
أولاً، امين معلوف كاتب عالمي وهو كذلك لأنه يكتب عما هو انساني في الجوهر وليس لشد عصب بعض الممانعين المدافعين عن القتل والتهجير والتجويع الممارس يومياً في سوريا من قائدهم الى الأبد والحاصل على غطاء ومشاركة شرعيين من ولاية الفقيه واتباعها.
ثانياً، يحق لأي كان ان ينتقد ويدين اخلاقياً امين معلوف او غيره، شرط ان يتمتع الناقد بالأخلاقيات والقيم والاستقامة التي يفتقدها عند الخصم.
والسؤال البديهي هنا ما معنى اعتماد الممانعة – التي تحارب اسرائيل بحسب زعمها – على روسيا والتحالف معها في الوقت الذي يعلن بوتين دعمه الدائم لإسرائيل وحمايته لمصالحها لدرجة التنسيق معها طلعاتها الجوية وغاراتها وربما يغطيها ويشاركها في بعضها.
ثم ماذا يعني ان تتفق روسيا واسرائيل على مكافحة الارهاب في سوريا؟ ألا يعني ان لديهما تعريفاً مشتركاً للإرهاب!! وأن الارهابي لروسيا هو ارهابي لإسرائيل ايضاَ والعكس؟ الا يعني هذا ان اسرائيل تتشارك مع الممانعين اياهم في محاربة عدو واحد مشترك؟ وانهما حليفان موضوعيان؟
يصبح جرم امين معلوف، اذا وجد، انه وافق على إسماع رأيه او صوته الى الجمهور الإسرائيلي؟!!!! فهل في هذا من ضرر؟؟
لكنه الارهاب الفكري والتعمية على انفضاح التواطؤ مع العدو الاسرائيلي.
monafayad