إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
تاريخ الأمم والدول لا ترسمه الصدفة، بل تحرك مساره الخطط والمصالح، ومن يلحظ ما آل إليه حال كثير من دولنا العربية من حروب أهلية طاحنة وفريدة بالتاريخ، حيث تدخل لها الشعوب العربية ولا تخرج منها قط، يجد أن هناك أعمدة ومحاور ومفاهيم وأعمالاً تسبق دائماً اشتعال النيران بالأوطان ومنها:
***
1- تفشي ضعف الروح الوطنية في الأوطان المعنية.
2- إضعاف هيبة السلطة.. والتطاول عليها.
3- طغيان الصراعات والنزاعات والعداء والكراهية على مكونات المجتمع بدلاً من الحب والمودة والتواصل.
4- التصرف على أن البلد هو «وطن مؤقت» ومحطة وقود تُملأ منها الجيوب قبل… الرحيل الأخير.
5- سيادة الولاءات البديلة لأحزاب وأوطان وقضايا تصبح لها الريادة على قضايا ومصالح الوطن ويختفي شعار «الوطن أولاً».
6- إضعاف هيبة الأجهزة الأمنية كالجيش والشرطة.
7- استبدال الإعلام الرسمي والورقي والفضائي المعروف الملكية والتمويل بالإعلام المجهول الملكية والتمويل.
8- استبدال مفهوم الخيانة من خيانة الوطن إلى خيانة… قضايا الآخرين (!).
9- انفلات الشارع وعدم الالتزام بقوانين الدولة والمرور وغيرها.
10- انتشار الفساد المالي والإداري في المجتمع.
11- تصبح علاقة البلد المعني سيئة بالجميع بعد أن يعادي الأشقاء والأصدقاء والحلفاء.. ويصادق… الأعداء!
12- يختفي البلد المعني قليلاً قليلاً عن رادار الدول الأخرى، وتبدأ أضواء البلد المعني تخفت قليلاً قليلاً من على خارطة العالم حتى يصل لمستوى من لا يشعر به أحد.
***
آخر محطة:
تبقى النقطة الأخيرة التي لا تُحرق الأوطان دونها وهي السماح بالتدريب العسكري للشباب مصاحباً بخلق حالة من الحنق والغضب والإحباط في صدورهم إما بسبب قضايا داخلية أو خارجية والاثنتين معاً.
يتبقى أن القاسم المشترك في جميع الحروب الأهلية العربية ليس الأحزاب والانتماءات الليبرالية والعلمانية بل فقط الأحزاب المؤدلجة المختلفة التي إن اختلفت أحرقت أوطاناً وإن اتفقت أحرقت أوطاناً أخرى، وللمعلومة دعاة السلام – وبعكس دعاة الحروب – لم يحرقوا وطناً قط.