قال جان بول سارتر أن “المثقّف” هو من “يتدخّل في ما لا يعنيه”! ويبدو أن عبد الرحمن الراشد ورفاقه في “العربية” و”الشرق الأوسط” قد تدخّلوا في ما لا يعنيهم!
تحياتنا لعبد الرحمن الراشد، و”للمتضامنين” معه لأن فعل “التضامن” هو فعل “مثقفين” أيضاً!
“الإعلام السعودي”، عموماً، يمكن أن يُنعَتَ بـ”الرسمي”. وأحياناً بـ”شبه الرسمي”، حينما يقوم على “تكليف حكومي” لرأس مال خاص، ولكن مرتبط بـ”البيزنس” الحكومي (أي بالعائلة الحاكمة)، بإنشاء صحف وقنوات تلفزيونية تعكس مواقف الحكومة السعودية، أو الجناح الغالب فيها في لحظةٍ ما.
وتنطبق هذه الصفات، ومعها أحياناً صفة الإعلام “الأميري” على الإعلام السعودي (بما فيه مواقع إنترنيت شهيرة) حتى حينما يُختارُ له “النفي” إلى لندن أو دبي! فالمملكة العربية السعودية أحد أكثر الأنظمة العربية “إستهلاكاً للإعلام، و”حِرصاً” على الإعلام، أي بين الأكثر حرصاً على “التحكّم” بالإعلام، السعودي وحتى العربي.
والمنافس الوحيد، الباقي، للسعودية في هذا الميدان هو قطر، بعد اندثار نظام صدّام حسين غير المأسوف عليه، وبعد انحلال نظام القذّافي إلى مرحلة “بداوة” كاملة.
ما سبق يعني أن الإعلام السعودي هو إعلام “غير حرّ” بالمعنى الغربي، أي بالمعنى “الحديث”. فهو، عموماً، “أداة” للسياسات الداخلية والخارجية للمملكة العربية السعودية.
ولا حاجة هنا للأمثلة، فهي أكثر من الحصر. تكفي الإشارة إلى المقابلة المنسوبة لرئيس حكومة لبنان السيد سعد الحريري قبل أسبوع في جريدة “الشرق الأوسط” كنموذج “صارخ” على استخدام “الصحافة” كأداة للسياسة الرسمية.
لكن “الأداة” يمكن أن تنتج “إعلاميين” لهم مكانتهم، ولهم شخصيتهم، ولهم أفكارهم الخاصة، وتقييمهم الخاص، لما ينبغي أن يكون عليه “الشأن العام”. أي أنها يمكن أن تنتج “مواطنين” يعتبرون أنفسهم “مثقفين” في مملكة لا تحسب الناس “مواطنين” ولا تتحمّل غرور “المثقف الذي يتدخّل في ما لا يعنيه”، أي في “الشأن العام”!
يقول صديقنا الكاتب الفلسطيني حسن خضر(في مقال منشور على “الشفاف”)، بعد التذكير بأن “المثقف” هو إختراع فرنسي أبرز نماذجه الأولى “إميل زولا” ودفاعه الشهير عن ضابط يهودي اتّهم ظلماً بـ”الخيانة العظمى”: “الكاتب فاعل اجتماعي مستقل، ومواطن يستثمر رأسماله الرمزي، الـمستمد من مهنة الكتابة، في قضية عامة، وأن هذا الفاعل، نتيجة حقوق تكفلها فكرة الـمواطنة، يملك حق معارضة الحكومة، وأن لديه من الـمنطق ما يمكنّه من تكوين وإقناع الرأي العام، وهذا ممكن نتيجة توفـّر وسائل الاتصال الجماهيرية غير الخاضعة لسلطة الدولة.”
“فاعل إجتماعي مستقل” و”فكرة المواطنة” و”حق معارضة الحكومة” و”تكوين الرأي العام” وكل ذلك في “وسائل إتصال جماهيرية غير خاضعة لسلطة الدولة”!! وفي الإعلام السعودي، أو حتى العربي (معظم صحافة بيروت ستسقط في هذا الإمتحان!)؟!
!
“تناقض” يعبّر عنه مسلسل إستقالات جمال الخاشقجي من “الوطن” السعودية واستقالة عبد الرحمن الراشد، أو إقالته.
لكن ظاهرة “تضامن” الإعلاميين السعوديين مع الراشد غير مألوفة، وتستحق كل التقدير والإحترام! (هل نجرؤ على الإشارة إلى تضامن “نقابي” في قارة عربية اندثرت نقاباتها منذ أواخر الخمسينات؟)
وكلمة أخيرة: غالباً ما “تعفّف” الشفاف عن نشر مقالات لـ”رموز” الإعلام السعودي، حتى الذين نلتقي معهم على أفكار ومواقف كثيرة، ليس لأن الرغبة كانت تنقصنا، بل “حرصاً” على الإبتعاد عما “قد” يوحي للقارئ بأن لنا صلة بـ”الإعلام السعودي”! ذلك لا يعني أننا لا نكن إعجاباً وتقديراً لعدد من “الإعلاميين” السعوديين، ومنهم الراشد والمتضامنين معه.
نحن نتفق مع عبد الرحمن الراشد، مثلاً، في مقاله الممتاز حول الشبكات “السنّية” التي تستخدمها إيران، ومقاله الأخير الرائع حول “مائة عام من الحروب مع إسرائيل”. وكتابات كثيرة أخرى. ولو أننا نأخذ عليه، مثلاً، أنه، في افتتاحياته، ظلّ يركّز على “القنبلة الذرية الإيرانية” في حين كان ملايين الإيرانيين يهتفون “أين صوتي” في عاصمة نظام الملات الآيل حتماً إلى السقوط! وقد أدهشنا أن “كاتباً” مثله لم يلتقط “اللحظة التاريخية الإيرانية” بكل معانيها ومغازيها.. للعرب خصوصاً.
أياً كان مآل هذه “الأزمة” في الإعلام السعودي، نحن نتضامن مع أبطالها لأنهم تدخّلوا في “الشأن العام”، أي في ما كان يُفتَرَض أنه لا يعنيهم!
وهذا شأن المثقفين!
في استقالة الراشد ورفاقه وفي تناقض الإعلامي والمثقف! هرم بن سنان — auzaina@yahoo.com اجد من الصعب على نفسي فهم هجوم بعض المثقفين او من يكتبون هنا على الفضائيات سواء عربية او اجنبيه. الم يحن لهم ان يدركوا ان الفضائيات هي فضاء مفتوح لكل من هب ودب وللمتلقي ان يقبل او يرفض ما يحلو له ان الفضاءيات قضت على سلطة الدولة وتحكمها بالاعلام الى حد بعيد. ويجب ان لا ننسى للجزيره انها كانت اول من بث هواء نظيفا في فضاء اعلامي نتن عانينا منه لعقود حين كان الحاكم يضع لنا على التلفزيون ما يريده هو وينظر الينا كقاصرين لا حق لنا… قراءة المزيد ..
في استقالة الراشد ورفاقه وفي تناقض الإعلامي والمثقف!– دروس وعبر , واقرأ واستمتع .. وقد عاد الرجل عن الاستقالة (2) على الصفحة الاخيرة من الصحيفة اليوم , العنوان التالي (Awww, Wook At the Wittle Waby Cow) وهو “لغة” للتواصل مع شركائنا على هذه الارض من الكائنات “المحترمة” الاخرى , تقوم على ترديد الصوت (W : ووو) , كالبسبس نو , والديك الكوكو , والبقرة حلوب (حاحا) … وترديد (جو جو جو .. جو) و(يابا يابا .. يابا) في رائعة محمود الحسيني (العبد والشيطان) http://www.youtube.com/watch?v=Vz_Ve5aQGtc والخبر : دخول البقرة (البريطانية) سوالو (Swallow) كتاب (غينيس) كأصغر بقرة في العالم , فعمرها (11)… قراءة المزيد ..
في استقالة الراشد ورفاقه وفي تناقض الإعلامي والمثقف!– دروس وعبر , واقرأ واستمتع .. وقد عاد الرجل عن الاستقالة (1) في وقت قريب ويزداد قربا سينتهي (riskability) كما اعلنت , قبل نهاية هذا العام كما هو مقرر , لتنبعث (الزقورة) في أواخر العام (2012) وهي عمل جماعي لأربعة مؤسسين : مرحومين ومجنون و(riskability) .. القاعدة : لو قدر لي ان أبدأ من جديد لارتكبت نفس الاخطاء .. ومن هذه الاخطاء (لو انني اكتفيت بتعريب منهج شيخ المدونين (Soj) فقط) لكان (riskability) انفع : حيث كتبت منذ اسبوعين او ثلاثة تعليق (كيف تقرأ الصحيفة) : فعليك اولا ان تبتاعها او تذهب… قراءة المزيد ..
في استقالة الراشد ورفاقه وفي تناقض الإعلامي والمثقف!– المثقف خادم للسلطة (تشومسكي) .. السلطة شبكة (فوكو) .. كل غربال جديد وله شدة (نادية الجندي) .. “العولمة وتحديات العصر” – ربما – عنوان الكتاب الذي كانت تقرأه عبلة كامل “عسلية” في احد مشاهد فيلم (كلم ماما). لكن , ما الذي يدفع الشركات الاعلامية العملاقة للاستثمار في اقتصاد الامارات العربية المتحدة المتحول عن (اقتصاد النفط) رغم (التكلفة العالية) و(القيود) الصارمة هو : ثلثي المقيمين في دول الخليج (41) مليون , اقل من (30) سنة من العمر , اغنياء نسبيا , يتحدث معظمهم لغة ثانية بشكل مقبول , يشاهدون التلفاز (4) ساعات يوميا… قراءة المزيد ..