منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي أخذت تتراجع نسبة المستمعين إلى عمالقة الطرب العربي كالسيدة فيروز ووديع الصافي والسيدة أم كلثوم والسيد درويش ومحمد عبد الوهاب..الخ خاصة في السنوات الأخيرة، بعد أن أحتل أنصاف المغنين وأشباه المطربين بأغانيهم الرديئة – صوتاً وكلمة ولحناً- برامج الراديو والفضائيات وأشرطة الكاسيت والسي دي، حتى أرغم الجمهور مكرهاً ليس في سوريا وحسب ، بل في جميع البلدان العربية،على سماع تلك الأغاني الهابطة، التي فرضها المال النفطي وأمراء النفط، دونما أي اعتبار لمستوى الأداء واللحن والكلمات، لأن المهم هو الربح المادي، وليس مهماً بعد ذلك تشويه الذائقة الفنية لشعوبنا.
ولا زلت أذكر في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كيف كنا نصحو على صوت فيروز الملائكي وهي تشدو بصوتها الرائع أعذب الألحان وأجمل الكلمات في كل صباح جديد، ففي الطريق إلى المدرسة كنا نستمع إلى صوتها الرائع منطلقاً من مذياع السيارة التي كانت تقلنا إلى المدرسة صباح كل يوم. وكان الأمر نفسه يتكرر معنا كلما سافرنا من القرية إلى المدينة، أو حتى عندما ننتقل من حي إلى أخر في المدينة بواسطة السرفيس أو سيارة أجرة، كانت فيروز بصوتها الشجي ترافقنا دائماً في صباح كل يوم، و لا زلت أذكر كيف كان الفلاحون يحصدون القمح على وقع صوت فيروز وهو ينساب بعزوبة من إذاعة دمشق عبر مذياع صغير كان يرافق الفلاحين إلى حقولهم منذ الصباح الباكر مع خيوط الفجر الأولى، ومع شروق أشعة الشمس وزقزقة العصافير والبلابل.
أما اليوم فلم يعد يشبه بشيء تلك الأيام التي ذهبت إلى غير رجعة أقلها في المدى المنظور، حيث لم نعد نصحوا هذه الأيام على صوت فيروز، ولا حتى على صوت الديك وهو يصيح معلناً بداية يوم جديد من عمرنا. حتى العصافير والبلابل والحساسين لم نعد نسمع شدوها، بعد أن هربت إلى حيث من يستحق سماعها، وهي تشدو أعزب الألحان، فلم يبق أمامنا إلا نصحوا قسراً على أصوات النشاز من أشباه المطربين والمغنين الذين تفوح منها راحة البترول حتى أزكمت أنفونا، وكذلك على أصوات المؤذنين التي تأتي من كل حدب وصوب عبر مكبرات الصوت،مختلطة ببعضها البعض حتى لا نكاد نفهم ما يقولون.
نذهب إلى العمل، نستقل السرفيس أو سيارة أجرة، وبدل أن نسمع صوت فيروز أو أغنية جميلة أخرى،نفاجئ بصوت الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي يرافقك بمواعظه وأحاديثه الدينية حتى تصل إلى مكان عملك، وإذا قررت مثلاً تغير واسطة النقل، فإنك سوف لن تحظى بسماع صوت فيروز، بل ستجد أيضاً وأيضاً صوت الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي يصدح بصوت عال من مذياع السيارة ، حتى بات يطلق عليه “رفيق السائقين” خاصة في الفترة الصباحية التي كانت تشغلها فيروز باقتدار حتى أواخر القرن الماضي.
والملفت للانتباه أن غالبية سائقي وسائط النقل الذين يأتون من قرى وبلدات ريف دمشق باتجاه مدينة دمشق لا يستمعون إلى الأغاني إلا فيما ندر، فمعظمهم إن لم نقل جميعهم يستمعون إلى الشيخ الدكتور محمد راتب النابلسي، أو الشيخ الدكتور محمد رمضان البوطي، وبعضهم الأخر إلى تلاوة من القرآن الكريم أو لداعية من أحدى البلدان العربية، وما أكثر الدعاة هذه الأيام فقد أصبحت الدعوة مهنة للكثيرين… بعد أن استحوذ رجال الدين والجماعات الدينية على اهتمام شريحة واسعة من المواطنين ليس في سورية وحسب، بل وفي جميع البلدان العربية، كنتيجة طبيعية للقمع الذي مورس وما يزال يمارس من قبل الأنظمة الحاكمة على مواطنيهم والتضييق عليهم في التعبير عن آرائهم بحرية ومنعهم من الانتظام بحرية في أحزاب سياسية ونقابات مهنية أوفي منظمات المجتمع المدني التي تم تهميش دورها لمصلحة رجال الدين والجمعيات الدينية، مما أفسح المجال واسعاً لتصاعد الأصوليات الدينية في المنطقة، التي ملأت الفراغ الذي أحدثه فشل المشروع القومي العربي بمختلف تياراته القومية واليسارية في انتشال بلداننا العربية من براثن التخلف والتجزئة ووضعها على سكة التطور والتقدم.
vik9op@gmail.com
• كاتب سوري – دمشق
الأوان
الدكتاتورية الورقية… والدونكيشوت العربيأيها الكاتب العزيز إنها دونكيشوتية أن تحاول أن تكتب في هذا العالم، أو أن تحاول أن تفكر لماذا الشارع يصبح أقبح يوما بعد يوم، رغم أن قباحة الواقع أصبحت لا تطاق، أترك لهم الشارع وأرحل، وتعال نتفرج على الذبن يتحسسون من دكتاتورية الكلمات في مقالة، ودكتاتورية الحاكم بأمر الله فوق رقابهم منذ آلاف السنين، أولئك الذين يؤمنون أن العلمانية لا يجب أن تنتقد الدين أو حتى غزواته الصوتية بأي شكل من الأشكال، كما آمن الماركسيون بأن: عمال العالم يجب أن يصلو على النبي. القباحة أمر نسبي، وتتعلق فقط بأذواقنا، وعندما نرى أن الذوق العام له مثقفين يدافعون… قراءة المزيد ..
يا مثقفي العالم العربي صلوا على النبييا مثقفي العالم العربي صلوا على النبي! ربيع الجندي نعم انه الاخصاء السياسي و الاعمق من ذلك هو ” التجفيف ” الاجتماعي الاقتصادي لمنابع الفكر و الابداع و الخلق و الاخلاق اي الغاء الطبقة الوسطى حامل الوعي الخلاق و مستودع الاخلاق المعتدلة الامين, في مجمل الدول العربية تقريبا, صحيح انه لا يمكن ان نؤمل تقدما و رقيا اقتصاديا او فكريا في مجتمع يثقله التسيس او التسلح – و مجتمعنا يثقله التسيس مرتين لفقره للحياة السياسية الطبيعية و لعدم وجود اقنية و اطر حقيقية اهلية حرة- الا ان مظاهر التدين و الايمان و الاحسان و… قراءة المزيد ..
يا مثقفي العالم العربي صلوا على النبي! نعم انه الاخصاء السياسي و الاعمق من ذلك هو ” التجفيف ” الاجتماعي الاقتصادي لمنابع الفكر و الابداع و الخلق و الاخلاق اي الغاء الطبقة الوسطى حامل الوعي الخلاق و مستودع الاخلاق المعتدلة الامين, في مجمل الدول العربية تقريبا, صحيح انه لا يمكن ان نؤمل تقدما و رقيا اقتصاديا او فكريا في مجتمع يثقله التسيس او التسلح – و مجتمعنا يثقله التسيس مرتين لفقره للحياة السياسية الطبيعية و لعدم وجود اقنية و اطر حقيقية اهلية حرة- الا ان مظاهر التدين و الايمان و الاحسان و الدعوة المفرط ضجيجها هي ايضا من المظاهر الخطأ,… قراءة المزيد ..
فيروز.. والشيخ النابلسيو بعد انتهاء المقالة يخرج القارئ ب ( لخبطة ) عقلية فلا يستطيع القارىء ان يحدد إن كان ما قرأه هو مقالة نقد للغناء الهابط أم مقالة تخص الدين أم مقالة تنتقد السياسة أم اراد الكاتب الحكيم أن يخترع مقالات جديدة تصنف تحت بند ( مقالات مكس أو كوكتيل مقالة ) اي مثل كوكتيل الفاكهة ولم نفهم ما يريد السيد ميشال شماس فلا هو رضي بالأغاني الهابطة ( كما يقول ) و لا هو استساغ مواعظ الدين … و لكنه أعلن و بكل وضوح ان الشئ الوحيد الجيد هو السيدة فيروز ومع اشتراكنا جميعا بمحبتنا لغناء السيدة فيروز… قراءة المزيد ..
فيروز.. والشيخ النابلسي
مقالات السيد شماس اخذت تنحو في الاونة الاخيرة منحى معاديا للدين بجملته ( و المقصود الاسلامي طبعا و ان تلطى في مرة سابقة تحت ستار علماني مخروق و تصدى لبعض المظاهر المرتبطة بالدين المسيحي ) . يا سيد شماس ان كنت داعيا للتنوير و العقل و الحضارة فاسلك سبيلها الواضح و لا تجعل الهوى و العصبية و التعصب تقودك فتضل بك السبل
فيروز.. والشيخ النابلسي
يا حسن:الراجل يقول لك أن الناس اتجهوا لذلك حتى يتقوا الشر ويقال عنهم دراويش والا الإيمان في القلب والقرآن مكانه الإنساط فالأمر من الله بالتوجه بالسمع و الإنصات الكلي .أما الشيخ فلان وفلتان فهي تجارة وتباع في كل دكان والدخل من ورائها يعرف المكان .
جل القرآن فقد بلغ الأمر أنه يتلى في مقهى ,هل هذا مقام القرآن؟أما أصحاب كان يا ما كان فلقد بلغ بهم الأمر التنافس على المكان وجلب الإخوان وجمع مسلكات الزمان,وعلمي وسلامتك يا أبا أخوان.
ماهذا التخبط ياسيد شماس ذكرني مقالك بالذي اراد منافسة الازهر ووقف بدون علم يعظ الناس وقال لهم : لما رموه في البئر صاح يا حنان يا منان .. جاءه النداء من فوق .. يا نار كوني بردا وسلاما على عيسى ابن عبد المطلب .. .فما علاقة النظام السوري القمعي المخابراتي بالدين ..؟ ومن قال ان القمع معناه ان يصبح الجلاد راسبوتين زمانه … هل فعل ستالين ذلك وقد كان شيخ مشايخ الجلادين وعمدتهم …يا استاذ شما س التدين لا علاقة له بالحكام … وخاصة العرب منهم .. اللهم الا الجواسيس من المخابرات وما اكثرهم فهم اكثر من قطط شوارعنا الوسخة… قراءة المزيد ..