منذ أسابيع تناول الكاتب العلماني البارز الأستاذ حامد حمودى عباس ما أكتبه
بمقال مهذب يليق بعلمانيته الراقية. يناشدني فيه الانتقال بمشروعنا إلى المستوى التالي والأعلى. وإذ أشكره على حسن ثقته واختياره لشخصي من بين كل الأقلام العلمانية المحترمة التي أقرأ لها للتصدي لهذه المهمة الكبيرة. فأنى أسرعت بالرد عليه لأوضح وجهة نظري في أن الموقف الآن لا يحتمل مطلبه. بذات اللطف والأدب والاحترام الواجب بين زملاء قيمة كالعلمانية. والذين تكاثروا في العقد الأخير وكلما ظهر قلم جديد كلما نبت لريشي العجوز المتراخي ريشة شابة جديدة تملؤني فرحاً وطرباً ورغبة في الطيران معهم ببلادنا وأهلنا نحو النور.
ومنذ أيام طالعت للكاتب المتميز الأستاذ / نادر قريط موضوعاً بعنوان ” نوستا لوجيا : محنتي مع سيدي المنى ” http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?t=2&aid=172959. ومن الطبيعي أن أقرأ ما يكتب عنى هنا أو هناك صدفة أو بتنبيه يأتيني. وبين تلك الكتابات من يطعن في شرفي. ومن يطعن في أمانتي.
ومن ينتهك خصوصيتي ليتحدث عن سيرتي الذاتية. ومن يخونني. ومن يقبضني الأموال تنهال علي مدراراً. وكله كلام لا يرد عليه لعيه الشديد وضعفه وهزاله لمرضه المزمن بفكرة المؤامرة. ولكني أطالعه من باب قياس مدى التقدم أو التأخر في مستوى الرأي العام.
أما أن يكتب كاتب أحترمه مثل الأستاذ / قريط نقداً لما أكتب. فلا ريب سيكون محل اهتمامي الأول. لأنه – ولاشك عندي – يريد أن يصلح لي شأناً أغفلته. أو أن ينبهني إلى خطأ ارتكبته لأتحاشاه مستقبلاً. أو يشير إلى هفوة هنا أو زلة هناك. من باب المزيد من التلاحم بإفادة بعضنا بعضاً وتقوية بعضنا بعضاً في مواجهة من لا يرحمون. الذين يعرفون كيف ينتظمون ويتضفرون ضفيرة واحدة من أجل تحقيق مآربهم. ويدارون سوءات بعضهم البعض المنكرة. وينكرون ويستنكرون إذا ما تسرب عن أحدهم فضائح تزكم الأنوف تتصاعد من داخل أروقتهم السرية حيث يجتمعون وأحياناً يجامعون.
الحق أقول لكم.. أنى بعد ما قرأت ما كتب زميلي قريط ترددت كثيراً في التعاطي مع ما كتب. حتى أنه ثنى بموضوع ثان بذات الخصوص دون رد منى. وتدخل أكثر من زميل نقاشا مع ما كتبه قريط. وسر التردد الذي أخر ردى هذا عن ردى السريع على الأستاذ / حمودى. هو أنى سأكون مضطراً مع هذا الرد للحديث عن ذاتي. وهو أسوأ موقف يمكن أن يضعني فيه أحدهم. فذاتي هي عالمي الخاص بحلوه ومره أحب أن إداريها وأنأى بها عن المجال العام. لأن زميلي الأستاذ قريط ركز معظم موضوعه عن سيد المنى الشخصي والذات الإنسانية. دون أن يتطرق إلى موضوع يعينه يتجادل معه منطقاً ومعرفة ليشرح مكامن الخلل فيه. إذ كنت أتوقع فوائد جمة من نقده. لأني إنسان يخطئ ويصيب. ومع الظرف الصحي يمكن أن يتزايد السهو ومع تقدم السن يتكاثر الخطأ الناتج عن كلل الذهن والبدن. لهذا أقبلت على موضوعه أبحث عن تنبيه لطيف من زميلي الشاب ليصلح الخطأ أو يشير لمكامن السهو. ولكني للأسف وجدت شيئاً آخر لو أردت وصفه وصفاً دقيقاً سأرتكب الزلل الفاحش. وهذا هو العامل الثاني في التردد والتأني قبل الرد. حتى لا أسمح لحمية الغضب بخلق معارك بيننا تكسب الاستبداد السياسي والديني القوة. ولا أسمح لحزني علينا بارتكاب الزلل. وهنا لابد أن أعترف أنى قد كبرت سناً وأن حواسي قد كللت وأنهكني المرض. وربما أثر ذلك على نوع اختياري للمنهج وسبل الوصول للناس. وربما اخترت الأسلوب الأيسر المناسب لممكناتي. ولكن لا يزعجني أبدا أن تكون من قرائي ثم يشفيك الله من هذا المرض. فأنا لا أعلم من يقرأني ومن لا يقرأني. لأن ذاتي وذات القارئ ليست في الموضوع. كذلك أعترف أنى مهما حاولت إرضاء مختلف الأذواق. فأنها غاية لا تدرك. ومن الطبيعي أن نختلف. ومن الطبيعي أن يتعلم مثلك من مثلى. ومن الطبيعي أن تأتى مرحلة جديدة أصبح فيها أنا القديم العتيق وأنت الجديد الحديث. وكل منا يلائم مرحلته فهو ابن فرزها. وهى سنة تطورية حادثة لا محالة. فالنجوم محل التشبه بها في الظهور والانتشار. هي نفسها تخفت وتموت.. ومع اطراد سرعة التطور الهائل في زماننا. فقد تسارعت أيضاً وتيرة الإحلال والتبديل وظهور الجديد قبل أوانه الذي اعتدناه من قبل. فكنا ننتظر عقوداً طويلة حتى يظهر طه حسين آخر أو على عبد الرازق آخر أو كواكبي آخر أما الآن فقد أصبح الفرز والتجنيب والتجديد والإحلال أسرع كثيراً عما كان عنه قبل ثورة الاتصالات.
لذلك أنتظر من الأستاذ قريط عطاء يفوق عطائي بحكم ظروفه الآن التي تفرق بكثير عن ظرف كنا نقرأ فيه على لمبة جاز نمرة عشرة. ويصلنا الكتاب بعد لأي وعنت وعسر ومشقة وضيق ذات اليد. ولا شك أن هذا العطاء سيكون متفوقً بما لا يقارن بمثلى. ليأتي الجديد ويتراجع القديم. ويفوق التلميذ أستاذه. وهو كله فرح مهرجاني للعجوز مثلى. وهو يرى شباباً قد آتى وملأ علينا دنيانا. ولأن ظهورهم الآن في حد ذاته دلالة نجاح أبناء جيلي الذي يتهيأ للرحيل ليفسح المجال للآتي.
اختار أخي قريط أن يبدأ موضوعه بالمباغتة بما لا يتوقع. فإذ به يتحدث عن صورتي وعن رقم تليفوني في مدخل درامي لا يخلو من كاريكاتور هزلى يقول ” لم اعد أقرأ للقمني كسابق الأيام. صرت اكتفى بتأمل صورته أعلى المقال فهي تشي ببعض المرح والتجهم معاً. وقبل المغادرة أنزل إلى كعب المقال لأتفقد التعليقات واستعرض حرس الشرف وجماهير المهللين. وبطريق العودة أتفقد رقم التليفون الذي يحرم المكالمات الخميس والجمعة. فهذان اليومان يذكراني بأفلام مصرية تتخللها زغاريد وبهجة وتحضير شربات. وسيدة عرموفة تقول: “كتب الكتاب والدخلة الخميس الجاى”.
أضحكتني خفة ظل قلم أخي قريط وذكرتني بأيام زمان ومرحلة الصبي في لقطة مرحة تتضمن مؤشرات خفية لمن يجيد قراءة المسكوت عنه في ظاهر اللفظ. وهو شأن عرفناه ضمن القيمة الفنية لقلم أخي قريط رشاقة ولطفًا. ولكنه إن كان يقصد بذلك التندر والتنقص من شخصي المتواضع. فأنه في مقاله لم يقدم رغم كل ما قال أسباباً تبيح له هذا الانفلات العصابة في التندر والتنقص. لذلك ليسمح لي زملائي هنا أن أشرح أسباب نشر رقم التليفون. فقد أصاب جهازي فيروس اضطرنى مع براعة الهاكر القاصد إعاقتي إلى استبدال الشركة كلها برقم جديد وشركة أخرى. وهو ما يعنى انقطاع اتصالي بالمؤسسات والهيئات الإعلامية والصحف وزملاء القلم بعد أن فقدت أرقامهم بدوري. لهذا قمت بنشره على النت. أما يومي الخميس والجمعة فليس فيهن سيدات عرمرمات ولا مسلوعات
ولا زغاريد. المسألة أنى ظللت منقطعاً عن النشر بعد التهديد أكثر من سنتين حتى تمكنت من شراء مسكن لعيالي بعيداً عنى بعداً كبيراً. حتى استطيع أن أعود للنشر دون خوف على عيالي وتوافقنا على الخميس والجمعة نلتقي فيهما لذلك أردت الاعتذار سلفاً لمن يمكن أن يتصل في هذين اليومين فيجد تليفوني مغلقاً. هي مجرد حساسية ريفية مفرطة وخجل صعيدي من العيبة في حق ضيف ولو على التليفون. أما تحديد وقت الاتصال فهو مهم وفيه احترام لوقت العمل وعدم قطعه. وفيه احترم للمتصل كي يجد كاتبه متفرغاً كله آذان صاغية مع وقت كاف يعطى المتصل احترامه الواجب
ولا يخفى عليكم أن نشر رقم التليفون أوصلني أولاً بمن يسبونني يومياً خلال هاتين الساعتين. وبمن يتوعدنى أنه سيكسب في ثواباً قريباً ليضمن مكانا في الفراديس…. الخ. لكنه أوصلنى أيضاً بمن هم أهل فضل ووفاء في البيت العلماني العربى. وأخص بالذكر اتصال السيدة الدكتورة وفاء سلطان وزوجها المحترم. أضاءت قلبى بشموعها مع دعوة مخلصة لقضاء وقت في ضيافتهم بحاتمية غير متكلفة ولا مصطنعة. وبحب لا يحتاج بحثاً كثيراً للتأكد منه. هذا رغم علمها وعلمى أن طرائفنا مختلفة حتى في أعمق التفاصيل أحياناً لكنى لا أنكر عليها دورها ولا تنكر هى على دورى. ما دمنا نسير نحو ذات الهدف. وأعترف أن هذه السيدة ترهبنى شجاعتها ويبهرنى منطقها. وتلسعنى لسعاً سرعة بديهتها وحضورها. وهى اختلفنا معها في الوسائل أم اتفقنا : السيدة الأولى لبنى ليبرال ( بتعبيرات أخي قريط الرشيقة ). هذا رغم علمى اليقينى أنه في البيت العلمانى سيدات يبرزنها علماً ومعرفة بالتراث الإسلامى وتمكنا منة، لكن لهذه السيدة طريقتها وهى التي تضيف إلى رصيدها نقاط تعلو بها الدرجات. فهى تؤدى دوراً نعجز عنه جميعاً ربما خوفاً من المجتمع ( مثلى ) أو ترفعاً وتكبراً على تلك السجالات ( مثل أخر قريط ) وفى رأيى أنها كلها طرق محترمة ما دامت تقوم على عمد من معرفة سليمة ومنطق محجوج. وتهدف إلى مبادئ وقيم المجتمع المدنى الحر في النهاية. ولا يشغلنى مدى لطف الدكتورة سلطان من عدمه. ولا يشغلنى وصفها بتضخم الذات والطاووسية من عدمه. لأن الأمر ببساطة : هية حرة في نفسها. المهم ما يصلنى منها من نتائج. ولا يشغلنى أن يكون الليبرالى مؤمناً أم ملحداً. الهم أن يكون كذلك حقاً. أما أن يكون علمانياً كاملاً فهى خطوة غير مطلوبة من الجميع وتخضع لاختياراتهم وثقافاتهم وقدرتهم على احتمال الوقوف وحيدين في وجه الكون والقدر عرايا من الأيدولوجيا والملائكة والأرباب والشياطين. وحيث لا يوجد عزاء ولا أمل وهمى مريح باستمرار التواجد بحياة أخرى حتى لو كانت في جهنم.
أما حديث أخي قريط عن صورتى. فقد دفعنى إلى دخول الموقع للبحث عن صورته. ولم أتمالك نفسى من الضحك من سلوكى ومما أفعل. لأنى قرأت له عدة موضوعات ولا أذكر له صورة. فلم تشغلنى يوماً صورة العالم أو المفكر أو الكاتب أو المخرج ولا شخصيته الذاتية. فلا أنا أعرف شكل إديسون ولا شكل ابن الهيثم. وما شغلت نفسى بالبحث عن صورة لكاتب غير اعتيادى مثل إبراهيم البليهى المفكر السعودى. الذي يمثل نموذج الكاتب المتفلسف من الوزن الثقيل. تحتاج متابعته إلى احتشاد كامل للحواس
والعقل ومجموع معارف هذا لعقل. يحتاج عناء بسبب كتابته الصلدة غير الملونة
ولا المزخرفة. صلبة لا ترتخى ولا تبتسم ولا تهدأ قليلا لتناول الأنفاس. ولا يكون أمامك سوى خيار من اثنين. أن تتركه مللاً وكسلاً. أو تستمر مركزاً لينكشف لك عالماً من الجلال الفكرى الراقى. والبليهى بظروفه اختار هذا اللون الجاف غير الرطب من فنون الكتابة. وله ما يريد فواقعه قد لا يسمح بلون آخر. رغم أنه لو كان أكثر وضوحاً وأقل نخبوية. لكان فعله في واقعنا عظيماً. لكنه اختار وله حقه فيما اختار وعلينا احترام اختياره. ولا نحاسبه عما عنده من كنوز وثراء يمكن بفض مغاليقها أن ترصف لنا فلسفة الزمن المنتظر. أزعم هذا. وأنه لخليق به.
المهم عثرت على صورة أخي نادر قريط فلم أجد شيئاً غير عادى. وليس فيه ما يبخسه أو يطهره أو ينجسه. مجرد إنسان كأى إنسان آخر. نعم أراد أن يجعلها موحية وحاملة لمعنى. فوضع ذقنه على كفه المنقبض وسبابته على خده الأيمن. مع صرامة وجدة ولا أقول جهامة. توحى بإجراء عملية تفكير عميقة. إلا أن ذلك لم يجعلنى أتخذ منه موقفاً نفسياً تأثراً بتفسيرى للصورة التي تشى بأنه يتعالى علينا ويعلن لنا أنه مفكر والدليل هذه الصرامة وتلك اليد تحت الخد. الدليل صورته. لا لم أر ذلك مطلقاً. رأيت فقط إنسان كأى
إنسان. كل ما يميزه بالنسبة لى هو منتجه الذي يكتبه. وكنت احترم هذه الكتابة قبل أن أرى الصورة وبعدها. فكتابتك وليس صورتك هى من يقول للناس من أنت ؟ ولكن في بعض الأحيان تلتبس الذات بالكاتب بالكتابة فتتدخل المشاعر وتظهر الجروح وتطفو النوازع وتغلب الأحكام الشخصية الوجدانية فتقع الفلتات اللسانية. وهو ما أظنه قد وقع فيه الزميل العزيز. وقال عنه العرب : لكل جواد كبوة. ثم شرحوا سر الكبوة بمثل أخر يقول: المرء مخبوء تحت لسانه فإذا تكلم ظهر ( وتكلم هنا بمعنى إذا فلت لسانه بالمخبوء في اللاوعى ).
وبأسلوب اللمحة السريعة. يشرح كيف كانت كتاباتى بالنسبة له وكيف كان شغفه بها وكيف تعلم منها زمناً طويلاً. لكنه اكتشف فجأة أن انتشار كتابات القمنى في الساحة العربية لأن الساحة فاضية. انتشارها لخلو الساحة في صدفة تاريخية بحث. يصوغها في قالب روائى شعرى بقوله : ” لهذا صدقت كل شئ. تيمناً بما قاله مجنون بنى عامر : أتانى هواها قبل أن أعرف الهوى / فصادف قلباً خالياً فتمكنا…………. في ذلك الوقت بدا لى القمنى يتصدى بمفرده لشخصيات كارزمية أزهرية مدججة باللغة والموروث. بدا لى إنساناً كبيراً بدفاعه عن حق الأقباط بالمواطنة والمساواة “.
أن القول بخلو الساحة فيه ظلم عظيم لآخرين مثلى كثر. لعل أخصهم عاطفة وذكراً بالنسبة لى المرحوم الدكتور فرج فودة. فإن قصد زميلى بكلامة أن يطربنى وأن يداعب هواى تخفيفاً مما سيقول بعده. فإنه يظلم به زملاء وأساتذة كبار. هذا مع ما يلحق قوله من استفسار عما حدث لمجنون بنى عامر فلم يعد ير القمنى كبيراً ؟ ترى هل خان القمنى قضيته وخضع للإرهاب من جانب أو الابتزاز والإغواء المادى من جانب آخر. فباع نفسه لمن يدفع أكثر ؟ هل تراه كتب أو حتى سلك بما هو ضد ما يكتبه وينادى به في المعتاد ؟ ما الذي يجعل المتتلمذ يتطاول على المعلم سوى سبب يتعلق بالقيم خاصة الأخلاقية منها والحقوقية ؟ فإذا لم تكن تلك هى الأسباب فلابد أن لدى الأستاذ قريط مخبوءات أخرى نفسية لا نعلمها. ولا نطالبه بالإفصاح عنها. ولكن أن يشيخ أحدنا
ولا يعود يطرب بعضنا فيقوم هذا البعض بصب السخائم عليه لإقصائه عن عالمهم. رغم أن المولد لسة في أولة لم ينفض بعد. فتلك والله لرابعة الأثافى .
المشكلة في صدق مبادئ بعضنا. فبدلاً من أن نكرم كبيرنا الذي شاخ ونهمس في أذنه : ” لقد كبرت يا أبتاه فاسترح “. لأفهم أنه آن أوان اعتزالى مكرماً منكم. ولأنكم خير معتمد في حسن تشييع جنازتى يوم رحيلى لترطبوا قلوب عيالى. لا أن ترمونى بأحجار آثامكم. وأنا مازلت كاتباً قادراً مقاتلاً عنيداً في أقصى قمة نضوجه.
أما كيف شفى قلب أخي قريط الخالى ممن تمكنا ليعود بلقعا هانئ البال بدون مؤرقات القمنى ومزعجاته. وما يكشفه من عار وعوار يطل من نافذة تاريخنا علينا وعلى العالم طوال الوقت. كيف جاز للقمنى أن يحدثنا عن مجازر سفاح تاريخي مثل خالد بن الوليد في موقعة أليس. أو مجزرة يحى العباسى في مدينة طميسة. إنه التاريخ الجارح والعار. الأستاذ قريط يطلب منى أن أنافح عن هذا التراث أكثر من منافحة أهله عنه. أن أهله هم من قالوا وهم من دونوا وهم من اتفقوا على هذه الوقائع على اختلاف فرقهم مذاهبهم. ويريد منى الأستاذ قريط أن يكون رأيى في خالد أو عمرو أو أى من الفاتحين. أفضل وأحسن من رأى بعضهم في بعض. ومن رأى أنفسهم في أنفسهم بأقلام أهلهم وأتباع ملتهم.
لا يشغلنى يا أستاذ قريط كم ذبح خالد سبعين ألفاً أم سبعة أفراد. المهم أنى لم أتدخل في التاريخ الإسلامى وهو يروى مفاخرة. وليس عندى وسيلة تدفيق لتحديد رقمى سليم لمن ذبحهم خالد. المهم أنه ذبح وأحتل وأزال حضارات وقضى على لغات وسبى واستعبد وسلب ونهب وأخذ خراجاً وجزية هو وصحبه جميعاً بطول زمن الخلافة المقبورة. وأنا لا آت بما أكتب من تاريخ أمريكا اللاتينية ولا بما هو مخفى وراء بحر الظلمات. فالمكتبة الإسلامية في متناول الجميع وأحداث تاريخها مع البلاد المفتوحة هو تاريخ أسود قاتم حالك الظلمة لا يمكن تجميله مهما حاولنا الترقيع فهو أقبح من أى محاولة ترميم. إن موقفنا مع تاريخنا كى يكون موقفاً محترماً وكريماً وإنسانياً رفيعاً. أن نعترف بما حدث. وإن يعتذر أولى أمر المسلمين في بلاد الحجازوكبار رجال الدين اعتذاراً لائقا نقدمه لأنفسنا وللعالم ولأبناء الملل والنحل والأعراق الباقين في بلادنا. حتى نتصالح مع أنفسنا وأن نشف صدقا فنشف مواطنة وحباً لوطننا وبعضنا. وأن نرفع المواد الدينية بالدستور، ونعقد عقدنا الاجتماعى مصرياكان أو عربيا. على الوضوح والمكاشفة والتصالح ونسيان الماضى البغيض والبدء من جديد ليأخذ المواطن الفرد في بلادنا حقه من الكرامة الإنسانية كبقية بنى آدم في البلاد المحترمة.
نعم يا أخي العزيز نادر عراقياً كنت أو سورياً لا أعرف. إن أول ما يجب أن يشغلنى هو مصر وطنى بعد أن غاب مفهوم المواطنة ولم يبق سوى الطائفة والمذهب والدين. وعليك أيضاً أن تبدأ بوطنك الذي مهما عرفته أنا فلن أعرفه مثلك. فإن لم ينشغل كل من ينشغل بالشأن العام بوطنه أولاً في ظرفنا الحالى لأنه لأدرى بشعابه. فأن البديل سيكون تبديداً للطاقات ولن نصل إلى أبعد مما تصل إليه القمم العربية. لأن الثقافة في كلا الحالتين هى هى فيكون الحاصل هو مجموعة أصفار نتيجتها صفر عظيم كبير. ولا يعنى هذا ألا ينشغل سيد القمنى المصرى بما يحدث في الساحة العراقية وأن يقدم ما يمكنه. والعبد الفقير إلى الله سيد القمنى قد شارك في كل هذا. ولسوء حظ زميلى وهو يفترى على الباطل بظلم
شديد. أن معظم أعمالى وبالصدفة البحتة هى أنشودة حب في العراق الآن والماضى. عراق المعنى والإنسان. وهو ما سيجده زميلى في كتابى الإسرائيليات وفى كتابى الأسطورة والتراث وفى كتابى قصة الخلق وفى كتابى النبى إبراهيم وغيره. تعالوا أهلى العلمانيين نقرأ معاً الإهداء الذي صدرت به كتابى الأبرز ( الأسطورة والتراث ). في الطبعتين الأولى والثانية الصادرتين عن دار سينا. وتصادف صدوره بعد ضرب الطيران الأمريكى لملجأ العامرية في العراق إبان .حكم الطاغية
يقول الإهداء: “إلى كل امرأة كانت ترضع ابن العهد الآتى. وتقدمت بجسدها قرباناً في أقبية ملجأ العامرية. لتمد شمسنا الغاربة الباردة ببعض الدفء. وإلى كل رضيع تناثرت أشلاؤه على وجه الزمان. فذهب يفصد دمه فوق مغربنا القاتم المقبض كى يمنحه غسقاً. وإلى التاريخ يلملم هيبته هلعا مما خضب لحيته. ليدون ملحمة الملاحم وأسطورة الأساطير. عن الشعب الذي عاش في بغداد. وناس بابل الذين لم يخلق مثلهم في البلاد”.
إن محاولة أخي نادر الوقيعة بينى وبين أهلى في العراق. الذي عشت في شرايينه أبحث في تاريخه القديم. وزرته وهو تحت الحصار لأشاركه الحصار وأتتم بحثى التاريخى الميدانى لكتاب النبى موسى. هو محاولة لا أجد لها وصفاً مخففاً ولا استطيع أن أرى فيها شيئاً حميداً. هى محاولة رديئة لا تليق بالمفكر كبير الخصال. وهى مقارنة ظالمة يظهرنى فيها مصرياً غليظ الشوفينية مقابل العراق بالذات وبالخصوص ويعيرنى باستيعاب العراق للعمالة المصرية الفقيرة لمجرد قولى أن أهلى في العراق كى يمزقوا نياط قلبى أخذوه إلى نفق الطائفية المظلم نحو الصوملة.
نعم يا أخي قلت هذا أو شبيهاً به فأنا لا أذكر كل لفظ بكل دقة. وأنت لم تذكر النصوص التي وشيت بها. لكنى أيضاً قد قلت منذ خمش سنوات أن مصر قد أصبحت في القرية هى صومال وفى المدينة هى طالبان وعظم الله أجركم في مصر ( تقال عندنا في العزاء ) بعدما أصبحت مصر مجرد مستشفى مجانين كبير مفتوح ويخلو من الأطباء ….. فهل ترانى عندما كتبت هذا كنت أكره مصر وأحط من شأنها وقدرها لصالح العراق مثلاً ؟ هذا كلام تلامذة ثانوى وسقطة أخي هنا سقطة شديدة يستخدم فيه أى أسلوب لتشويه الخصم. وهو شأن لا يليق برفيق درب لأنى لست خصماً لك ولن أكون وأظن أن الدرب المشترك بيننا يفرض علينا نبل الفعال والتعالى على الهينات والتوافه. والترفع على صفائر النفس التي تسببها غيرة بدائية وحشية غريزية لا معنى لها. لأنه ليس لدينا فريسة نتقاتل عليها ولا كرسى حكم ينتظر أحدنا غداً.
لقد جعلت موضوعك ثأراً شخصياً لذنب لم ارتكبه سوى خطيئة نشر صورتى ورقم تليفونى. واتباعى منهجاً مختلفاً لا أظنه هو الدافع الحقيقى وراء
ما كتبت. وكما أردت أن توحى لنا به.
المهم يستطرد أخي نادر ليقول “وباختصار للشيطان الرابض في التفاصيل. أود التمييز بين النقد والسجال. فالنقد يعنى ببساطة طرح رؤية أخرى ونسق فكرى يطوى ما دونه من رؤى. بما يدخره من محتوى وقيمة مضافة. أما السجال فهو ملا سنة بين ثنائيات.. واعتماداً على تلتك الثنائيات فإن السجال هو أسهل أنواع الفكر ولايدمنه إلا الكسالى. الجانب المهم في السجال هو قدرته على الاستفزاز وشحن النفوس. وهذا يعود إلى ولع الناس بالمراهنة والمضار به تماماً كما يحدث في مباريات كرة القدم أو مباريات فيصل القاسم “. وهو يشير هنا من طرف خفى إلى مشاركاتى في هذا البرنامج المبارياتى السجالى أكثر من مرة.
مرة أخرى أكرر أننى في موقف لا أحسد عليه. لأنى لأول مرة أجدنى مضطراً للدخول في سجال افتعله زميلى.وهذا هو السجال فعلاً وصدقا. وهو حول ذاتى التي نسيتها من زمان بعد أن بلعنى البحث والقراءة والدرس والكتابة حتى صارت ذاتى ظلاً باهتاً أفاجأ بوجوده
أحياناً. عندما أفاجأ أن في الدنيا متعاً لم أكن أعلم عنها شيئاً. ومع الغربة في هذه المنطقة الخالية الموحشة لن تجد ما يؤنسك ولا حتى ذاتك. لهذا كان رفضى المهذب لمشروع الزميلة الدكتورة إيناس حسنى لكتابة سيرتى الذاتية. وأكرر لها هنا اعتذارى فقد حاولت وعرضت كل التيسيرات وأنها لن تكلفنى اى مشقة سوى الثرثرة التي تمسك هى بمفاتيحها ومقود توجيهها. لأن ذاتى من وجهة نظرى كأى ذات أخرى فيها الموجب والسالب.
ولا قيمة لها في أى موضوع أكتبه. ناهيك عن كونها سيرة لا تسر القلب بقدر ما توجع الكبد. وقليل من أصدقائى المقربين من يعرف عن هذه السيرة يسيراً. ومن ثم لن تجد فيما أكتب ما يشى عن هوى بالذات أو (مفكر بأمره). كما قال قريط ولا طاووسية
كما قال آخرون. فقط ما أعتز به وأتيه به فخراً أنى أنجزت ما أنجزت بماله وبما عليه في ظروف كان مستحيلاً أن تنتج أكثر من كاتب عرضحالجى على باب محكمة ريفية مريض ومتهالك.
أما أن يكون الطريق الذي اخترته مؤخرا في مناقشة ما يطرحه علينا الإسلام السياسى يعجب البعض ولا يعجب آخرين من حيث مذاقه، فإن ذلك لا يكون ضمن حسابات أى كاتب ولا حتى الأستاذ قريط. وإلا ما كان كاتباً حراً. حساباتى يا زميلى هى استكمال الموضوع السلامة العلمية، وصدق المقدمات، وتقديم القرائن والبراهين للوصول إلى نتائج صالحة للعمل بها كبدائل للمطروح. مع ترابط هذه المنظومة وفق منطق واضح دقيق.
وأن يقول لى ناقد؛ لقد تعبت يا رجل في عملك وأخلصت الجهد لكن عيوبه كذا وأخطائه كذا، لأفضل عندى ألف مرة ممن أسميتهم المهللين المادحين، فكل كلام يؤخذ منه ويرد عليه، فلا أنا ولا أنت نقول كلاما مقدسا، لكن ما يجب ان نعترف به أن دور كل منا الأهم هو جلب الزبائن إلى محل العلمنة أو هو ما أعتقد أنة دورى. فلماذا لا تفترض أنى بعد أن تمكنت بطريقتى السابقة من جذب زبائن اصبحوا موجودين في الساحة منهم كتاب قامات، وأنى قد قمت بدورى خير قيام حتى بزع من بينهم بارعون مثلك. وإنى اليوم ووفق آليات تفكيرى وقراءتى للواقع في بلادى وتقديرى قررت أجتذاب نوع آخر من الزبائن غير نوعك، فهل بذلك أكون قد مرقت من علمانيتى أو تجاسرت على أصول البحث العلمي قفدمت شهادات مجروحة مثلا. أم يجب علينا جميعا أن نحتسب ذوقك وتقييمك هو الأمثل الواجب الاتباع؟ أم ترانى حراً في اختيار خطابى ولمن اتوجه به حسب خططى الخاصة لجذب المزيد من المواطنين إلى ساحة العلمنه والمواطنة، أم ترانى لأنى لم أعد أطربك يجب أن أنسحب من ساحة الكتابة وألملم أوراقى وأقلامى، وهل ظهورك يازميل مشروط باختفائى؟
أما تأكيد أخي قريط المستمر أن ما يكتبه القمنى هو من سجال العقول الكسالى لهو برهان كاف على أنه لم يقرأ بإمعان، الكسول هنا كان عقل قريط وليس عقلى، قريط يريد كتابة على ذوقه وإن ما عجبتوش يا ليله دقى !! لقد أصدر حكمه الظالم ضدى وهو بقوله هو لم يعد يقرأنى….فياللإجحاف.!!. نعم يا عزيزى لجأت مؤخراً إلى أسلوب يشبه السجال وما هو السجال، بل هو في المقام الأول توثيق للمطروح علينا من كبار كتاب ومفلسفى التيار الإسلامى الحديث، باختيار دقيق متحرى للاسماء الكبيرة، عن سبق إصرار وترصد ومتابعة، ثم قمت أناقش ما يطرحونة علينا لتفكيك بنيته مع تقديم البدائل الأكثر عائدية، لأن وضع الموضوع في شكل سجال فهو كما قلت أنت كصفة سلبيه فيه، أنه قادر على الاستفزاز والشحن لولع الناس بالمراهنة وكرة القدم، بينما لجأت أنا إلى هذا قصداً لذات الاسباب التي ذكرتها انت لتسفيه السجال، للشحن والاستفزاز ولولع الناس بالمباريات لأنى قررت استثمار ذلك إيجابيا بعد طول تأمل وفرز بين الخيارات بعد نجاح الفكرة تلفزيونيا. فلا أنا أريد أن أكون فارس احلام زميلى، ولا فيلسوفه الرصين مقطب الجبين. ولا منظراً لحل خلاصى وفق نظرية تامه التكامل تبقى خالدة في الدهور، ولا أنا الفريد زمانه كى تكلفه بما تريد كما لو كنت جنى مصباح علاء الدين السحرى، ولست استاذاً لأحد بقدر ما أنا تلميذ لكل من أقرأ لهم، واتبع في عملى خطة طويله النفس تتغير طرائقها بتغير المراحل، فبينما كتبت منذ زمان كتابى الملحمى حروب دولة الرسول، فإنى في جديدى أنكر أنى تكون في الإسلام دولة بالمرة، ترى هل هذه هو التناقض الذي يقصده صديقى؟ لا أعتقده أقل ذكاء من إدراك حقيقة ما افعل !!.
زميلى الكريم / إنى اتبع في عملى كل ما أعتقد أنه وسيلة للوصول الى أصحاب المصلجة قية. من مناهج علم الاجتماع إلى مناهج فلسفه الأديان إلى ماركسية المادية التاريخية إلى تطورية هربرت سبنسر، ليس مهما هنا مركب الوصول لتحقيق ما أريد لأولادى وبلدى في الأيام القوابل، بغض النظر عما تفترضه من هيبة المفكر وتقنيه عمله ليقنع الأكاديمى الرصين بعرض ونص محكم، وهذا أيضا ما فعلته وأخذ مكانه اللائق بين الأبحاث العلمية المحكمة المحترمه. كما لاشك تعلم يا أخي أن خطاباً يوجه للناس هو غير خطاب يناقش شروط استكمال الأكاديمية. كل الوسائل الممكنة هى متاحات لنا نقتنصها حتى لو كانت حلقة تلفزيونية مع شخص مثل هانى السباعى في مباريات فيصل القاسم.
إنه حقى في الاختيار وحقى في ارتكاب الخطأ وأنت تصادر عليه دون أى حق واضح تملكه لتفعل ذلك؟ هذه سبلى اخترتها فلماذا تبخسها مع صاحبها، اليست مساهمة واحدة من مساهماتى الموضوعية التي لم تعجبك وتعرضت لها. هى أفضل ألف مرة من موضوعك هذا الذي كتبته وأدى لهذا الاشتباك السجالى حقا؟ اليست بقدر مساهمة أى زميل آخر يكتب هنا ؟ وهل حدث أن طلبت لكلامى العصمة ولنفسى السيادة بين بنى ليبرال ؟
إن طرقى هى اختياراتى ولا أزعم لها إطلاقية الصواب ولا السمو ولا وجوب التمجيد والتهليل بقدر ماهى محاولات للاستمرار على قدر ممكتاتى الصحية والظرفية، فلماذا حملة التشوية مادمنا أنا وأنت نؤمن بتعدد الطرق للوصول إلى الهدف الواحد؛ وإذا هو يرى أنى لم أقدم رؤية بما تدخر من قيمة مضافة، فما الذي كنت أفعله إذن في هذه الكتابات؟ الحكاية ببساطة أن زميلى لم يقرأ فكيف سيجد ما يدخره الموضوع من محتوى وقيمة مضافة.؟؟؟
وماذا عن الهمز واللمز من مشاركاتى في مباريات فيصل القاسم، ما المانع أن ينزل أحدنا من برجه اليبرالى وصارم وجهه وعمق تفكيره بوضع اليد تحت الذقن، ليطارح الناس العاديين مشكلة عميقة المحتوى عبر التلفزيون والمحاضرة. اليست الحجة الموجهة ضد العلمانيين هى فشلهم في الوصول إلى الشارع هل ترى بإمكانك شرح موقف العلمانية من الدين في مناظرة مع فطب إخوانى (الكنور مجدى قرقر) في ندوة عامة في حى باب الشعرية؟؟ لقد فعلها أخوك المنواضع بحسبانها فرصة و الأجدى أن تقتض أى فرصة تعرض علينا للوصول إلى هذا الشارع مع الحصار الرمسى لنا؟
أم أن هالة المفكر وكبريائه المقدسة لا يصح أن تنجرح في مبارزة علنية؟ وهل مشروط للمفكر كى يكون مفكراً أن يوغل في الإلغاز والغموض والترفع عن تلك الصغائر؟ والله يا أخي حتى الحلقة العبثية مع هانى السباعى حققت مكاسب وعائدية عظيمة بكل المقاييس، فقد أظهرت مدى عياءهم الفكرى وإرهابهم العلنى وسفههم لدرجة الانحطاط والوطى، رغم أنها كانت كمينا من الجزير، بعد أن سبق وخرجت منتصراً من حلقة كمال حبيب وحلقة عبدالوهاب المسيرى، لأن انتصار العلمانى يظل وجعا يؤرق الجزيرة حتى تهزمه علنا أو تنال من مهابته أو لو استطاعت فإنها تعرضه للمهانة.
قالوا لى أن مناظرى سيكون الغنوشى. قلت ند كفوء، بعد وصولى الدوحة قالوا الغنوشى اغتذر لأسباب أمنية واللى جاى حسن الترابى، قلت ند كفوء، قبل الحلقة بدقائق قالوا الترابى اعتذر ولم يجدوا سوى هانى السباعى سفيه لندن الأشهر، وفطنت للكمين متأخراً والحلقة على الهواء بعد دقائق، فإما أن انسحب ويعلن فيصل انسحابى بينما هو مجهز سلفا مناظر ينتظر، وتكون الهزيمة منكرة للعلمانيين بعد وصولى الدوحة بالفعل. أو أن اقبل. وساعتها تذكرت المرحومة أمى الحاجة صفية وهى تحذرنى: “خد بالك يا سيد يا ابنى، إذا عايز تبهدل راجل محترم سلط عليه مره شرشوحه”. وعلمت أنى في الموقف الذي حذرتنى منه أمى. في انتظارى على الهواء مره شرشوحه. ولكنى قررت الاستمرار وكان النصر حظنا الموزر بالأيات البينات بانكشافهم إرهابا علنيا وسفها مقززاً لفريق يزعم التدين المفترض فيه أن يكون عف اللسان فويم الخلق بشوش حسن اللفظ. ولم اعتقد أن كل ما قاله نال من شخصى كمفكر محترم لأن الفارق كان بائناً. وإذا كانت ذاتى قد سبت أوسفهت من السباعى فمالها وما أكتب ؟!. ذاتى لا اعتبار لها هنا مع نجاح المناظرة كرصيد في الخطوات نحو الهدف.
وهكذا ترانى يا أخي أخطو خطواتى وأختار طرقى دون اعتبار بالمرة للذات لأنها عندى خارج الموضوع، وقد أخذت هذه الذات بالقسوة والشدة دون رحمة في أبحاثى وأعمالى. وقررت استمرار العيش في مصر رغم قسوة المجتمع الذي أكتب له ومن أجله، ربما أنت رايت ذاتى ذات يوم مهمة وأنبهرت بها فإذا بك أمام إنسان عادى بكل ماله وماعليه، ستكون بهذا المعنى مشكلتك لا مشكلتى، أنت تريد أبطالاً حتى الموت أو قديسين كاملى الطهاره، أو ارباباً أكاديميين، وكونك اكتشفت خطأك وطلع القمنى مش اللى هوة. ولا هو أستاذ ولا هم يحزنون، فلماذا كل هذه الحملة ؟ لماذا لم تكتف بإلقاء كتبى من أقرب نافذة في جوارك لتهدأ نفسا وترتاح بالا وينتهى الأمر؟
أما أنا فقد فعلت ذلك مع نفسى وذاتى مبكراً، لهذا اعتبر نفسى دوما مجرد جندى نفر في الجيش العلماني بدون أى رتب. وأفخر بذلك وحده وأكتفى. لأن الجيش العلماني يعنى الحقوقيين يعنى مع الحريات يعنى مع الكرامة، يعنى أن أكون فرداً منهم فهو الشرف العظيم.
زملاؤك وزملائى راسلونى لأكتب لكتب من تأليفهم تقديمات يريدون بها تشريفا، ولهم الشكر والتقدير كله، لكنى رأيت أن من يكتبون التقديمات يرتكبون في حق المؤلف لونا من الجرم، فهم يركبون على جهد المؤلف ويضعون أسماءهم على الغلاف دون جهد مواز لجهد المؤلف، لمجرد ركوب الكتاب ووضع الأسم والذات عليه دون مجهود لائق. أرسل لى كمثال الزملاء الأعزاء الاستاذ سعيد الكحل، وأيضا الأستاذ عادل جندى، وعندما قرأت العملين وجدتهما ذوى قيمة عاليه وأصحابهما ذوى قامات محترمة، لذلك رفضت أن أكون ايقونه كتاب لتجميله وهو لا يحتاج تجميلا من أحد. لو كانت ذاتى شاغلى لجلست أكتب مقدمات لعشرات الكتاب من باب توسبع الانتشار والرزق أيضاً، لكن ذاتى والحمد لله سبق لها أن مرت بطور التضخم زمان ثم عادرته إلى غير رجعه، واحتسبها اليوم من هنات مرحلة الصبى والشعور المبكر بالتميز بالتفكر والتباهى به بين الأقران.
ونظراً لطبيعة كتاباتى وما تعلمونه عنها، فهى تخص بلادنا ومشاكلها لذلك لم أسع للترجمة ربما أحصل على جائزة دولية لائقة، وأحمد قدرى الذي جعل مطالبى الحياتية شديدة البساطة، مما أعطانى قدراً هائلا على الاستغناء، كما أنى لن أحصل في بلد مسلم أو عربى على جائزة تقدير، لأنكم تعلمون ترتيب الولاءات ومقاصات المصالح في جوائز بلادنا، ناهيك عن تكقيرى العلنى التي سيعطى كل تلك المؤسسات العذر في عدم منحى جائزتها. وصدقنى أخي قريط تمنيت الحصول على واحدة من تلك الجوائز ليس لأنها تحمل تقديراً أدبى سليم بل لمردودها المادى الفلوسى البحت الذي أنا بأشد الحاجة اليه. فإن لم أحصل على تقدير منهم فعلى الأقل يكون التقدير من زملائى في العلمانية. التقدير الأدبى وحده. لذلك لا أخفيك سرا اعجابى الشديد بكون العلمانيين العرب يعتبرونى ( ايقونة بنى ليبرال ) كما ذكرت في مقالك.. تكفينى تلك جائزة رفيعة المستوى عالية القيمة.
ولا يكتفى الأستاذ قريط بذلك. بل يصعد من حده حملته ويشدد من هجومه بدون سبب واضح لأى سبب. مجرد كلام فلوت يقول ” القمنى كما أراه الآن تحول من مفكر الى مفكر بأمره. ومن صاحب مشروع الى سجال بدون موضوع. يبدأ صولاته وجولاته من مقولات : حاكمية الله. والخلافة. وشعار الاسلام هو الحل. وما يتغرغر به الاسلاميون. ذريعة للهجوم على كائن افتراضى. لأن تلك المقولات تحمل بذور فنائها بداخلها. ولا تستحق جدلا من حيث المبدأ.”.
وصدق زميلى في قوله وأصاب كبرا الحقيقة. فنهج التفكير الاسلامى ( والدينى عموما من وجهة نظرى ) يحمل بذور فنائه بداخلة. لكنه لم يصب بالمرة بقوله ان معركتى مع هذا الفكر هى معركة مع كائن افتراضى. حتى شككت أنه لا يعيش معنا في بلادنا وممن يكتبون من أوروبا أو أمريكا. لأنه اذا كان ذلك كذلك فلا شك ان مسلمى الشارع المصرى والباكستانى والسعودى والجزائرى والصومالى واليمنى والعراقى بإعلامهم بتعليمهم بصحوتهم بسلوكهم في الشارع بخياراتهم السياسية كلهم كائن افتراضى لأن كلهم كذلك وكلهم يؤمن بذلك. عدا بعض النخب الليبرالية هنا وهناك ممن لا تأثير لهم على الشارع في اى موطن من تلك المواطن.
نعم هى تحمل بذور فنائها. وان التقدم الانسانى لا يتقهقر. لكنه أيضا يسير لولبيا بمعنى انه يكبو أحيانا. لكنه دوما في ارتقاء. وأن العلم في سبيله يكتسح حارثا الطريق أمام ما يصاحبه من قيم ومبادىء ستسود في النهاية. كل هذا ياأخى نعلمة من كتب المعلومات الإبتدائية والقراءة الرشيدة. و بالإشارة الى لولبية الصعود والنكوص يأتى دور الشعوب والفرد في التاريخ وشغوب مثلنا بمناهجنا في التفكير بقيمنا بسلوكنا هى حجر عثرة دائم في طريق تقدم الإنسانية. وتقدمها هى نفسها. ومن ثم يأتى دور المفكر للتسريع في عملية الفرز والتجنيب والإحلال والتبديل ووضع الخيارات الملائمة لجعل الانتقالات المجتمعية تتم بأقل قدر من الخسائر والمشاكل وباكثر ما يمكن من السلامية لهدم القديم واحلال الجديد. وهذا يا أخي ما أقوم به. واتمنى عليك ان تساهم فيه بشىء كبير مستقبلا فأنت أهل له لو توقفت أنت عن استسهال السجال.
ثم يعمد الاستاذ قريط الى موضوع قديم من موضوعاتى يرتبط بظرفة الوقتى حينذاك على الأرض في العراق. فيقول : ” لكن كلمات القمنى بدأت تقتصر على الجدل الصاخب دون رؤية نقدية بديلة. وفى الآونة الأخيرة بدأ يستأنس بظلال القوة والسلطة ويستأسد على الضعفاء. وأصبح لا يرى مشروعا الا بقمع الاسلاميين لهذا السببب أصبحت كتاباته تضج بالمتناقضات الفاضحة. فهو يشيد بنموذج الولى الفقيه السيستانى ويعتبرة غانداوبا مسالما نابذا للعنف. وهذا يتناغم مع طبيعة الرضى الأمريكى الذي أصبح بوصلته. والسؤال : هل يقبل بولى فقية أزهرى ؟ أم ان العراق أصبح حائط نص نصيص واطىء؟ “.
اى قوة يقصدها واى سلطة استأنس بظلالها واستأسد بها؟ أنا رجل بلا حول ولا قوة. واذا كان يقصد سلطة الحكومة المصرية…!!!! كان الأجدى أعمل ذلك بدرى من زمان. واعيش الزفة وآخد لى وزاره وافتح حساب في سويسرا وتبقى الدنيا بمبى واللقمة طرية والعيشة هنية. أجى أعملها في أخريات أيامى ؟ لقد صدقت هذه الحكومة يوما ليس لأنها تستحق التصديق. ولكن اعتمادا على تصديقى للضغط الأمريكى الذي يمكن ان يسرع بعملية العلمنة. وصدقت حكاية ترشيح الرئيس والمادة مش عارف كام بالدستور. وكتبت لأول مرة ولآخر مرة مديحا مصحوبا بشروط وقواعد اللعبة حتى تكون سليمة لاكتشف مدى سذاجتى. لذلك لم ير أحد هذه الكتابة مرة أخرى وعدا هذه الكبوة الناشئة عن سذاجتى الشديدة أحيانا بحكم ريفيتى وميلى للتصديق المأمول من ورائه خيرا.وغير هذا المقال البائس لا تجد موقفى من الحكومة سوى موقف الليبرا لى المحترم الحر من نظام استبدادى نخر فساد السوس جنباته من كل جهاته بكل شخوصه لا أستثنى أحدا. ولكن ان يكون البديل عن هذا النظام خراب العمار وخوض البلاد في بحر من الدماء. فلا شك ان هذا سيكون مرفوضا بالمرة. وعندما يكون البديل عن سيادة القانون مقصات مصالح تجرى بين عناصر الحكومة وبعض التيارات المدينه مما يهدد بمخاطر تفكك الدولة نحو صوملة كاملة. فهنا علينا ان نختار بين الخراب والدمار الكامل بلا عودة. وبين ان ندعوا لنظام القائم التزام القانون ولو على أصحاب المشروع الخراب البديل. وبهذا لا أستأسد بالحكومة فهى ليست أسدا بقدر ما هى مجموعة من الهايبنز الرمامين يأكلوننا ونحن موتى. عصابات فاسدة رخوة هشة تستخدم وسطاء الدين المنتفعين المحترفين وسيلة لشرعيتها وتمرير فسادها، لقد قامت هذه الحكومات اليولياوية منذ 1952 وحتى الآن بأكبر عملية أجرام في حق الانسانية عندما تمكنت من أبادة الوعى التعددى المصرى الباقى منذ 1919 حتى أصبح بإمكانها تسيير الشارع بشيخ نصاب بتعريفة. ولا استبعد على مثل هذه الحكومة ان تضحى بشعبها وأنا أرها تترك الشارع منفلتا يعمل وفق آليات أجهزة الاعلام وما تبثه من قيم منحطة. بلا ضابط ولا رابط الا مشهد النقاب والحجاب واللحى وخراب الضمائر المعمم والعلنى السافر في حالة لم تشهدها مصر من دمار للبلاد والاقتصاد والقيم والوعى والتعليم منذ زمن الهكسوس.
أما الإشارة لسلامية السيستانى فقد كانت في ظرفها على الأرض وفى وقتها هى نعم الحكمة ونعم المصداقية والرأى السديد. وكان أى قول بخلاف ذلك هو تاجيح لمزيد من النيران التي كان يصبها السنة الزرقاوية على شيعة العراق وبقية مللة ونحلة. ولكن السيد السيستانى نفسه لم يسلم من نقدى المر والقاسى على المستوى النظرى لفتاواه ومواقفة وآراءه الدينية.
ثم من قال أن العلمانية تعنى العداء للدين أو للطائفة أو للعبادات أو حتى لرجال الدين ماداموا لا يفتأتون على الصالح العام للمجتمع ويلتزمون دورهم المحدد لهم دون خروج على قواعد شروط العقد المدنى الاجتماعى العام. أنى هنا الم أكن نصيراً لوجود سلطة دينية في العراق ورافضاً لها في مصر لأن المقارنة ظالمة والظرفان يختلفان بالكلية. وخير من يعلم ذلك زميلى قريط. وإن لم يعلم ذلك فإن أقل ما يوصف به مع التأدب أنه نوع من الخبث الريفى المضحك بغرض تشويه الخصم بأى طريق ممكن. وهو ما لا يحدث بين أولياء المبادئ المحترمة. خاصة إذا كان هذا المبدأ هو العلمانية التي اراها شرفى وسبب ارتقائى وفيها جذور كرامتى ومحتوى ومستقبل أولادي ووطنى.
وضمن هذا الخبث الريفى يظهرنى عميلاً حكومياً حيث يقول : “بنفس الوقت ينقض على سعد الدين إبراهيم مقرعاً إياه بتهمة الأسلمة السياسية”. مرة أخرى الرجل لم يقرأ دفاعاتى التي استغرقت ثلث كتابى شكرا بن لادن عن حقوق الدكتور سعد الدين ابراهيم وموقفى من حكومتنا المعتوهة غير الرشيدة. وبالطبع هو أيضاً لا يعلم أن سعد صديقى حتى هذه اللحظة.
وأنى قبل أن أنشر نقدى لة التقينه وسط نخبة من المفكرين بمنزل الدكتور حسن الصواف وبحضور الدكتور صلاح الدين حافظ والدكتور أسامه الغزالى حرب والفنان وجيه وهبه وغيرهم من أعلامنا وقلت له هذا النقد وأخبرته سلفاً أنى سوف أنشره. ونشرت نقدى لكنى لم أفعل فعل قريط فالشخص بمنأى عندى عن النقد، فما يشغلنى هو ما يكتب ويؤثر به في الواقع. لذلك أدنت سعداً بقلم سعد وما خطت يراعه. وليس بخطاب متعالى يتوهم ذاته ذاتاً قادرة على الفرز وحدها وقراءة ماتضمر النوايا وإصدار الأحكام على الزملاء كخطاب عمنا قريط ضد شخصى الضعيف المتواضع. وبغد تشرى نقدى لسعد تمت دعوتى من قبل مركز سعد (ابن خلدون) للمحاضرة.وحضرت وحاضرت ونشرت مجلة المجتمع المدنى المحاضرة والمداخلات. ومؤخراً كتبت مشاركاً بكلمة محترمة تليق يدور سعد كأستاذ وشيخ ليبرالى كبير. بمناسبة بلوغه سن السبعين أدعوه فيها للعودة إلى مصر بعد أن أجدبت ببعده عنها. وعبر الاتفاق والاختلاف لم يحدث أن بخست سعداً أو اتهمته بما ليس فيه ولا سخرت منه أو من شخصه أو من كتابته ولا قللت من شأنه كأستاذ مؤسس لفكرة المجتمع المدنى في بلادنا. لأن كل ذلك لس من شيم ومكارم العلمانية من نبالة وفروسية.
ذكرنى أخي قريط بحدثين لا أنساهما. احدهما مقال كتبه صحفى مفكور موتور بالأسلمة. وكيف أن الله من عليه أن يرى داعى الفرعونية الدكتورالنصرانى لويس عوض طريح فراش المرض الأخير بالمستشفى. يرطن ويخرف ولا يدرى ما يقول حتى أنه لم يدر ببوله يتسرب على بنطاله. حتى انتهى بحمد الله والثناء عليه لنقمته على لويس عوض. ومضت الأيام ولا يذكر أحدكم هذا الصحفى ولا من هو. ومن بقى هو لويس عوض.
والثانى يخص كاتباً علمانياً صادق العلمانية هو حسين أحمد أمين الذي تعلمت من كتاباته كما تعلمت من كتابات سعد الدين. جاء يوم قرر أن يكتب فيه ذكرياته مع أبيه أحمد أمين وهو واحد من أبرز كتاب عصر النهضة بالقرن الماضى. ومعارف أبيه من الأسماء اللوامع لذلك الزمان. والذين هم أساتذة لنا جميعاً نفخر بهم ونعتز ونثنيه فخراً. فإذ به يذكر أسراراً تسوءهم ومواقف تشينهم. فكان قراري الشخصي بهجر قراءة حسين. ولاحظت أن ذلك كان موقف بقية القراء دون اتفاق مسبق. حتى خفت نجمه أو تلاشى من الساحة. لكن ذلك لا يسلبه حق سبقه استاذاً علمانياً. وأن عند القارئ حسه الذي يدفعه لاتخاذ المواقف مما نكتب ويحاكم الكاتب وفق منظومته القيمية التي لا يأكل فيها الصغار لحم إخوانهم الكبار أو آبائهم وأساتذتهم أحياء كانوا أو أموات…. فكرهوه وكرهتموه.
أختم هنا بفقرة أخي نادر التي ختم بها موضوعه إذ يقول وكله ثقة : “لا أنكر أنى تمتعت يوماً بلمحات تنويرية سطرها القمنى في متون كتبه، فجمال الكتاب يفتح الشهية للمزيد. رغم الملل والشعور بالتخمة. لكن لغة سجال القمنى ليست أكاديمية كثيفة دالة. ترضى المثقف اللماح. ولا ميسرة أنيقة تبهر الذواق. أنها للآسف لغة عربية متثائبة تتحرك ببطء على إيقاع سيارات وسط البلد في القاهرة. وتنفث عوادمها في وجوه الناس. ولا تصل إلى مبتغاها إلا بشق الأنفس “.
إذن لماذا لا تكتب أنت يا أخي ما ليس كذلك. ولماذا لا تقدم لنا مشروعاً كمشروعي الذي أشرت إليه ثم انتهيت به إلى لمحات تنويرية سطرها القمنى. أم أن ظهور مشروعك مشروط بانسحابي بعدما شخت ولم أعد أطربك.
أخي نادر قريط. لن أنسحب من الساحة بعد أن انسحبت منها من قبل مكرها تحت وطأة الخوف على أولادي. فالتجربة كانت شديدة المرارة. وسأظل اكتب حتى يصيبني الخرف. وساعتها سأجد من ينبهني إلى التوقف حرصاً على تاريخي العلمي من أمثالك. أو حتى تفاجئني موتة ربى أو موته اغتيالية. وساعتها أتمنى عليك ألا تعود لأكل لحمى ميتاً كما نهشته حياً. وأطلب من أشقائي العلمانيين أن يؤبنونني ويودعونني بعراء يليق أبى حين أغادركم لتتمموا ما بدأناه. تأبينا يداوى فقد عيالي لأبيهم حياً وميتاً بعد أن خطفته منهم حالة قدرية وظروف وطن ليكون عبد مكتبه لا يرونه إلا يومين أسبوعياً وأحياناً يلغى اللقاء بسبب العمل وترطيباً لقلوبهم بعد معاناة طويلة ليس لهم يد فيها سوى كوني أبيهم.. وأخيراً وليس آخراً يبدو لي أنى بحاجه إلى بعض الراحة الجسدية والذهنية.
لذلك استسمحكم عذراً في أجازه أرجو ألا تطول. أتمنى خلالها أن يسعد قلبي بالمزيد من كتاباتكم ونضالكم من أجل مواطن كريم يعيش في وطن عزيز يا أهلي وناسي في كل بلد عربي من بنى ليبرال.
elqemany@yahoo.com
* القاهرة
فلما اشتد ساعده……… رماني!!
من رمى الناس بغير حق رماه الله بالحق
وجهة نظر
http://nkraitt16.blogspot.com/2009/06/self-diretive.html
فلما اشتد ساعده……… رماني!!
إلى الدكتور سيد القمني
ٍستظل دائما قامة عالية رغم أنف المتفلسفين.أنت ياسيدي في قمة تألقك الفكري رغم أن الأخ قريط سوف يحسبني ضمن المهللين المداحين. إن ماأنجزته للمكتبة العربية يكفيك فخرا ولو أننا نطمع في المزيد.
لك كل الحب والتقدير…
سمير راغب
فلما اشتد ساعده……… رماني!!كنا نعرف شيخا جليلا يمتلك محلا للعطاره و كان له جارا يمتلك محلا للطيور،وكان هذا الأخير سليط اللسان لا يدع فرصه للتحرش (و التلسين )علي صاحبنا الشيخ ان بالقول أو بالفعل(علي حسب الأحوال الا و استغلها،مع انه حينما كان صغيرا استقبله شيخنا بالترحاب و المؤازره و الدعم المعنوي والارشادو كيفيه اعتراك الحياه،و لكن حينما انقلب عليه لم يعامله شيخنا بالمثل مع مقدرته الكامله علي ذلك00لماذا ؟لأنه كان جليلا و كبيرا،و حينما رقد شيخنا رقاد مرض الموت و كان حينها طاعنا في السن أحس صاحبنا بأنه أخطأ في حق الرجل لأن الحياه علمته أن يفرق بين الغالي و… قراءة المزيد ..
فلما اشتد ساعده……… رماني!!
استاذ قمني
لقد أعطيت من كتبت عنه وقتا لا يجب ان تصرفه عليه ، واهتماما لا يجب ان تصبه له وعليه !
فماذا يعنينا ان يرى هذا الفلان صورة سيد القمني او يعلق على رقم تليفونه ؟
نحن الذي يعنينا هو ماذا قال القمني وماذا فعل وكيف فكر وبماذا فكر
ولكنني أظن انك يا استاذي فرحت في اعادة شخصيتك الى الحوار مجددا حينما رددت عليه ليطول الحديث عن الشخصية لا عن الفكر وهذا مقبول وله العذر وان لم يكن هو الاهم ولا المهم بالنسبة لنا كقراء وكمتلقين 🙂
فلما اشتد ساعده……… رماني!!
وجهة نظر
http://nkraitt16.blogspot.com/2009/06/self-diretive.html
فلما اشتد ساعده……… رماني!!
اخيرا ظهر الكاتب الذى وضع المراة امام القمنى ليرى الحقيقة التى لم يكن يراها
فلما اشتد ساعده……… رماني!!
مرحباً أستاذ سيد القمني..أتمنى لك السلامة والشفاء العاجل ..هل تظن حضرتك أني ممن تخاطبهم في كتاباتك ويتألمون من وجيعتك لهم ؟!..ولكن الحقيقة هي أني أبعد عنهم بمراحل.. أرجو تناول الكلمات ببراءتها ودون إفتراضات مسبقة!!..حرية الرأي والتعبير ليست منحة أو توسل..وإنما هي حق كالحياة..فلا داعي لأن نكون ملكيين أكثر من الملك!!..والآراء المختلفة باقة فكرية نأمل عطرها الفواح..تقبل تحياتي وعودة قريبة و قوية لكم0
فلما اشتد ساعده……… رماني!!
واضح انى واجعكم قوى يالمبا
راجعلكم قريب
فلما اشتد ساعده……… رماني!!
من اعمالكم سلط عليكم
المفكر السعودي … البليهي
البليهي .. العقل الخالص ..
أروع عقل أقرأ له ..
لك الحب سيدي
فلما اشتد ساعده……… رماني!!
بالنسبة لموضوع التاريخ، انا و جهة نظري ان الاصل في الرواية التاريخية هو الكذب و ليس الصحة و صحة سندها لا يكفي لضمان متنها لذلك لا اعرف كيف يبني اناس احكاما بناء على رواية تاريخية، لذلك ارى ان التاريخ يجب ان يكون سردا لاحداث فقط دون تعليلات او تبريرات او اتخاذ مواقف معينة، انظر مثلا الى معركة الجمل عندما دخل المسلمون في قلوب و نيات اطرافها ماذا نتج لدينا من اراء و مذاهب و الله اعلم بالسرائر.
فلما اشتد ساعده……… رماني!!قرأت رد الأستاذ القمني ولأننا شعوب عربية من شيمنا الحرارة العاطفية العالية ولا مانع لدينا أيضاً إن خمدت!..فأتمنى له الصحة والسلامة..وأرى أن مشكلتنا عند تناول التاريخ هي ..أن التاريخ في حد ذاته هو أمر (ثلاثي الأبعاد) وهنا تكمن خطورة تناوله..فنحن ننظر ونقيم التاريخ من وجهة نظر معاصرة..فرأينا فيه اليوم سيختلف عنه رأينا فيه مستقبلاً!..فالحاضر ومتطلباته أشد قوة من ماضي لا يملك تدوين ذاته!..ونعلم أن الأستاذ القمني يعاني من مشاكل صحية ولكنها جرأة منه أن يطلب السماح والصفح لكتابة وراؤها جسد وذهن عليل..فلماذا يُفرض على القاريء كتابة عليلة كما يُفرض عليه حاكم هرم!..عذراً ليس الكاتب عندي كخيل الحكومة… قراءة المزيد ..