-1-
فاطمة العزاز أم لطفلين نهى وسليمان، وكانت زوجة لمنصور التميمي، قبل اكثر من عامين طُلقت عنتا من زوجها الذي يريدها، وشُردت اسرتها رضوخاً عند رغبة إخوانها (غير الاشقاء) الذين وجدوا ان صهرهم منصور لا يليق بمقام قبيلتهم لعدم تكافيء النسب. تفككت اسرة فاطمة العزاز لسبب لا يقـّره دين ولا عُرف ولا قانون. زُج بفاطمة في السجن مع رضعيها ابن الشهريين لرفضها طلاقها. قضت عدة شهور هناك ثم نـُقلت الى دار الرعاية في الدمام. سيَحول على فاطمة العام الثاني هناك مع طفلها، حيث مُـنع زوجها من زيارتها وحُرمت من رؤية ابنتها. فاطمة هي وصغيرها سليمان حتى هذه اللحظة مازالت شبه سجينة في دار الرعاية، لأنها رفضت ان تـُطلق من زوجها الذي اختارته شريك حياتها وبموافقة والدها الذي كان ولي امرها. دُمرت حياة فاطمة لذنب لم تقترفه، ولجريمة لم ترتكبها،لأن القضاء لم ينصفها. خطيئتها انها ارادت ان يكون لها زوجاً واسرة مثل سائر النساء على وجه الدنيا…
“المرأة هي امي واختي وهي زوجتي وهي بنتي لها حقوق في الاسلام يعني يعطيها من اقوى الحقوق في العالم كله..” فلماذا إذاً تُركت للذكور المسعورة لتنهشها؟؟
-2-
عقيلة فتاة من القطيف كانت لها احلام مع خطيبها وقبل ان يتم زواجها، تعرّضت الى اعتداء واغتصاب جماعي من قبل سبع ذكور على التوالي. تعرّفت عقيلة على جميع الجناة المغتصبين حيث تم اعتقالهم، وصدر حكماً فيهم بالسجن والجلد من خمس سنوات الى سنة واحدة ومن 1000 جلدة الى 350 جلدة كل على حسب مدى جريمته، لكن الغريب ان عقيلة المغتصبة التي انتهك عرضها ونُسفت حياتها هي ايضا اُدينت وحُكم عليها بالجلد 90 جلدة لإرتكابها خلوة غير الشرعية، ويقال انها قد تُسجن 6 اشهر ايضا، مع انه لم يـُثبت عليها ارتكاب اي فاحشة كما ذكر القاضي.
عقيلة المغتصبة حتى هذه اللحظة تنتظر ان يـُنفذ فيها حكم الجَلد لذنب لم تقترفه، ولجريمة لم ترتكبها، لأن القضاء لم ينصفها. خطيئتها انها كانت عُرضة للإغتصاب مثل سائر النساء على وجه الدنيا..
“المرأة هي امي واختي وهي زوجتي وهي بنتي لها حقوق في الاسلام يعني يعطيها من اقوى الحقوق في العالم كله..” فلماذا إذاً تُركت للذكور المسعورة لتنهشها؟؟
-3-
تؤكد الإحصائيات الصادرة عن السجل الاحصائي لوزارة الداخلية لعام 1426هـ الموافق 2006 ان عدد الهاربات والمتغيبات عن منازلهن بسبب العنف الأسري بلغ 1334 حالة خلال عام واحد. هذه الاحصائية لا تـُظهر اعداد الإناث اللاتي تمكن اهاليهن من مطاردتهن واصطيادهن، ولا تـُبين عدد من انتحرن وفارقن الحياة، ولا عدد الحالات التي تصل للمستشفيات وغرف الطواريء وهن يلفظن انفاسهن الأخيرة، ولا عدد من لم يعلم عنهن احد لأنهن من شدة خوفهن ورعبهن كتمن ألمهن وجروحهن وصبرن على العنف الذي يتعرضن له بشكل يومي.
اذا كانت المرأة الهاربة من اسرتها راشدة يحتم القانون ان يُزج بها في السجن مع مرتكبات الجرائم، وتبقى الهاربة سجينة لسنوات لأنه عادة المَحرَم يرفض استالمها. اما الفتاة الصغيرة الهاربة فيودع بها في مؤسسة رعاية الى ان يأتي ولي الأمر الذي قد يكون هو سبب هروبها وتسلم اليه ليمارس عليها عنفه ويتلذذ بتعذيبها مرة اخرى. تـُعامل الانثى الهاربة كالمجرمة فحتى هذه اللحظة تـُسجن الهاربة لذنب لم تقترفه، ولجريمة لم ترتكبها،لأن القضاء لم ينصفها ويأخذ حقها من جلادها الذي تسلط عليها وامتلكها بإسم الدين. خطيئتها انها ارادت ان تحمي نفسها وتحافظ على حياتها مثل سائر النساء على وجه الدنيا..
“المرأة هي امي واختي وهي زوجتي وهي بنتي لها حقوق في الاسلام يعني يعطيها من اقوى الحقوق في العالم كله..” فلماذا إذاً تُركت للذكور المسعورة لتنهشها؟؟
-4-
نشرت جريدة عكاظ خبر بعنوان “السعودية..زواج في انتظار السياف!” قصة قاتل في سجن الطائف يُُدعى “عوض الحارثي” محكوم عليه بالإعدام تزوج فتاة صغيرة ابنة 16 عاماً. الصفقة تمت بين القاتل ووالد الفتاة السجين “محمد علي الزهراني.” الزوج القاتل دفع مئة الف ريالا مهرا لتلك الفتاة التي في عمر الزهور، والتي مازالت طالبة في المرحلة المتوسطة. يُقال ان الأب اقنع ابنته بالاقتران بصديقه فوافقت. والملفت في القصة ان المأذون الشرعي الشيخ سلطان بن سعد القثامي، بارك الزواج فبعد أن تم عقد القران، طلب الشيخ من ادارة السجن بتوفير مكان لخلوة الزوجين والسماح للعريس بالجماع مع عروسته اربع مرات شهرياً! هذه الفتاة اقترنت برجل محكوم عليه بالإعدام لأن والدها اراد لها ذلك، والدها هو محرَمَها وهو الذي له الوصاية الكاملة عليها بالرغم انه مجرم ومحكوم عليه بالسجن.
تلك الفتاة مثيلاتها الكثيرات من الصغيرات اللاتي يتم بيعهن في صفقات الزواج بين المحرم وبين الراغب في الزواج، من أجل المال.
هذه الفتاة القاصرة دُفع بها في زواج من قاتل، ودُمر مستقبلها لذنب لم تقترفه، ولجريمة لم ترتكبها، لأن القضاء لم ينصفها. خطيئتها انها كانت ابنة لأب مجرم، لكنها حلمت ان تكون لها حياة افضل مثل سائر النساء على وجه الدنيا..
“المرأة هي امي واختي وهي زوجتي وهي بنتي لها حقوق في الاسلام يعني يعطيها من اقوى الحقوق في العالم كله..” فلماذا إذاً تُركت للذكور المسعورة لتنهشها؟؟
-5-
اتصل شاب بسفارة السعودية في واشنطن وهو كله غضب وحنقه بسبب حصول والدته على قبول للإنضمام الى برنامج الابتعاث. والدة الشاب طبيبة وارادت ان تكمل دراستها وتتخصص في طب الاطفال. المرأة مطلقة وولدها هو محرَمَها. فهي المرأة المتعلمة العاملة الطبيبة لا يحق لها ان تكون مسؤولة عن نفسها، وتتخذ قرارتها وتسيـّر شؤونها. ابنها المراهق هو الذي له كل السلطة والوصاية عليها. لذلك هذا الشاب اتصل بالسفارة واوقف البعثة لأنه لا يريد لوالدته ان تدرس في الخارج.
هذه المرأة تمثل شريحة كبيرة من النساء اللاتي يـُحرمن من ممارسة حياتهن الطبيعية وحقوقهن المشروعة في العمل والدراسة، لأن المَحرَم يريدها سجينة في البيت بين اربعة حيطان.
هذه المرأة الطبيبة سُمح لشاب صغير ان يدمر احلامها لذنب لم تقترفه، ولجريمة لم ترتكبها، لأن القضاء لم ينصفها. خطيئتها انه القانون سلط عليها ذكر، لكنها تصورت انها ستحقق طموحها مثل سائر النساء على وجه الدنيا..
“المرأة هي امي واختي وهي زوجتي وهي بنتي لها حقوق في الاسلام يعني يعطيها من اقوى الحقوق في العالم كله..” فلماذا إذاً تُركت للذكور المسعورة لتنهشها؟؟
-6-
نشرت صحيفة الشرق الأوسط موضوعاً “انتحال شخصية المرأة في المحكمة شيء اعتيادي”. تناول الموضوع كيف انه لا يوجد تمثيل للمرأة في المحاكم الشرعية السعودية، وليس ثمة اماكن مخصصة للنساء للتأكد من هوياتهن. والقضاة يرفضون النظر الى المرأة والتأكد من هويتها فيعتمدون التوقيعات فقط. المرأة مجهولة وممنوعة تماما من الظهور في اي دائرة حكومية. هويتها هو محرَمَها. لذلك كثير من المَحَارم استغلوا تغييب المرأة في المحاكم الشرعية واستولوا على املاكها وعقاراتها بالتزوير وانتحال الشخصيات. أقر الشيخ عبد الله العثيم القاضي بالمحكمة الجزائية بجدة بوجود حالات انتحال الشخصية وقال “انتحال الشخصية وارد، ولا يمكن القضاء عليه” لكنه في الوقت نفسه لا يؤيد تمثيل النساء في المحكمة حيث قال” ولا أرى ضرورة لفتح أقسام نسائية مساعدة في المحاكم توظف فيها نساء يجلسن طوال فترة الدوام بدون فائدة في المحكمة، ويكلفن الدولة أموالاً للرواتب وتجهيز أماكن خاصة ومداخل بعيدة عن مداخل الرجال، وأشياء أخرى نحن في غنىً عنها.” أليس عجيباً كيف أنه حين يأتي امر يخص النساء وتحسين احوالهن، يصبح الرجال وطنيين للغاية، ويفكرون بأموال الدولة؟?
ثمة شريحة من النساء خسرن ممتلكاتهن بسبب انتحال شخصياتهن. المرأة السعودية كائن مجهول الملامح، معرضة لفقدان كل ما تملك لذنب لم تقترفه، ولجريمة لم ترتكبها، لأن القضاء لم ينصفها. خطيئتها ان القانون يرفض وجودها ككائن بشري معرف الهوية.
“المرأة هي امي واختي وهي زوجتي وهي بنتي لها حقوق في الاسلام يعني يعطيها من اقوى الحقوق في العالم كله..” فلماذا إذاً تُركت للذكور المسعورة لتنهشها؟؟
-7-
تشير الدراسات المرورية المتخصصة إلى أن معدل الوفيات الحقيقي في السعودية يقدر بنحو قتيل كل ساعة وأن كل شهر يمر تموت فيه 20 معلمة على الطرقات. توظيف المعلمات في المناطق النائية تسبب في زهق ارواح الكثيرات منهن. بالطبع الاسباب كثيرة واحد منها لأن المرأة تركب مع سائق غير مؤهل لقيادة السيارة. المرأة السعودية حتى هذه اللحظة هي المرأة الوحيدة في العالم التي لا يُسمح لها بقيادة سيارتها بنفسها. المنع لا يقره دين ولا عرف ولا قانون. تضطر المرأة ان تجلب سائق وتؤمنه على حياتها لا تعرف عنه غير اسمه، ومن دولة متخلفة عمرانياً ليس فيها طرق سريعة مثل الهند واندونسيا وسيرلانكا.
كثير من النساء يلقين حتفهن في الطرقات، فقط لأنهن يجلسن في المقعد الخلفي. المرأة تسيل دمائها على شوارع المدن وخارجها لذنب لم تقترفه، ولجريمة لم ترتكبها، لأن القضاء لم ينصفها. خطيئتها انه القانون يمنعها من الجلوس في المقعد الامامي والإمساك بدفة القيادة.
“المرأة هي امي واختي وهي زوجتي وهي بنتي لها حقوق في الاسلام يعني يعطيها من اقوى الحقوق في العالم كله..” فلماذا إذاً تُركت للذكور المسعورة لتنهشها؟؟
salamhatim2002@yahoo.com
* كاتبة من السعودية
“المرأة هي امي واختي وهي زوجتي وهي بنتي لها حقوق في الاسلام يعني يعطيها من اقوى الحقوق في العالم كله..” عبارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في حواره مع “بي بي سي” في الاسبوع الماضي.
من المفارقات الغريبة
من المفارقات الغريبة و التي أثارت انتباهي:
صورة الملك عبدالله ملك السعودية و هو مجتمع مع ملكة بريطانيا في حين أن نساء المملكة التي يحكمها لا يقودون سيارة بالقانون
و هو يجتمع مع ملكة دولة صديقة
سبحان الله