* مقال رفضت إحدى الصحف المحلية نشره لان على حسب قولهم يمس شخصيات مشهورة فى البحرين!
المتبصر والمتأمل في أحوال بعض الرجال وطبائعهم في العالم الإسلامي والعربي يرى عجباً وغرائب، ويرى المضحك والمبكي. فهي غريبة الطبع، غريبة المنشأ، وهي طباع مبتدعة من رجال مبتدعين، أتوا بهذه السلوكيات لإرضاء شهواتهم ونزواتهم.. وهكذا تنتشر البدع في المجتمعات وتتوالد وتتكاثر وتتناسل، ثم ما تلبث حتى ترى المجتمع وقد أصيب بوباء وأمراض اجتماعية نتيجة تهاون المجتمع في مثل هذه السلوكيات. وإذا انتشرت مثل هذه البدع فإنه حين إذن يفقد المجتمع إنسانيته، وتنثلم كرامته، وتتكسر المشاعر، وتتلبد الأحاسيس، فينشغل الناس بجمع ثرواتهم، والعيش لملذاتهم، وإن هم أقدموا على فعل لم يعملوا عقولهم، بل تتقاطر من عقولهم صديد غباء، ودناءة الطموح.
لنتجول مع القارئ لنتعرف على هذه الفئات من الرجال التي تعيش في هذا المجتمع لنتعرف على تفاهة تفكيرهم، وشلل عقولهم، ويتم طموحهم، واحولال أمزجتهم. هناك من الرجال من استحكمت الشهوة في نفسه، فباع إنسانيته وكرامته، فبعد أن تزوج من امرأة وعاش معها سنين عمرهم، وبعد أن أعطته المرأة من فيض حنانها، ودفء مشاعرها، وعاشت معه أياماً وشهوراً وسنوات، بعد كل هذه المدة، ظهرت خبث نوايا هذا الرجل ودناءة نفسه، وسقوط أخلاقه، وخسة طبعه. فما كان منه إلا أن هانت عليه هذه العشرة المقدسة، وتلفظ بكلمة أبغض الحلال إلى الله، التي هي سهلة النطق في أفواه الرجال في هذه الأيام. ثم لم يكتف بذلك بل قام بالزواج من أخت زوجته التي أحبها، ومات في غرامها حين كانت أختها في عصمته. أية إنسانية هذه، وأية رعونة، وأية رؤوس التي لم تركب في تلافيفها أدمغة تعقل. إنه تصرف أحمق كتصرف الجاهلية العمياء، المنخورة عقولهم، والمتخدرين بضلالات الجهالة المترسخ فيهم موروثات الآباء والأجداد، الذين لا يطلقون لعقولهم التفكير العميق، والعمق في التفكير، بل يقدمون على أي عمل يريدونه وقت أن تتولد الفكرة لديهم، دون تبصر وروية.
إن هذا الرجل الذي أقدم على هذه الجريمة الشرسة لهو أشبه بالحيوان الذي يعيش من أجل الافتراس، واستعراض العضلات، وكلما قضى من لذة بحث عن لذة أخرى. وإنه لعيب أن نسميه رجلاً بل حيواناً ماكراً، لابد أن يرفضه المجتمع ويقصيه.
ونوع آخر من الرجال قد تزوج بثلاث زيجات، إرضاء لغريزته، وتعاظماً بين الناس. لقد أطلق هذا الرجل بزواجه من ثلاث العنان لشهوته، ولم يستطع أن يلجمها إلا بثلاث، كلما ملَ من الأولى وجد سعادته في الثانية، وإذا ملَ من الثانية ألقى بجسمه على الثالثة، وهكذا حتى تنهار قواه، ويشخر، ويسيل لعابه، ولا هم له إلا هذه المتعة، وإنجاب الأولاد الذين كثر عددهم، ومشاكلهم، وتجدهم في الطرقات يلعبون، وبممتلكات غيرهم يعبثون، دون أن يعلم أبوهم الذي أنجبهم أين هم، وماذا يفعلون أو يأكلون ويشربون. إنه والله لعبث أن يتزوج الإنسان، ويرمي بأولاده في الطرقات دون حسيب أو رقيب، ودون الشعور بالمسئولية. إنه لعبء على المجتمع مثل هؤلاءز وإن الإثم ليقع على هذا الرجل المتشفى الذي لا يبالي بمن حوله، ولا يستشعر عظم المسئولية، والله إنها لمسئولية كبيرة..هذا من الشرع أن يتزوج الإنسان من ثلاث زيجات دون ضابط أو قيد، وأن يرمي بأولاده دون تربية. الإسلام حين يبيح أمراً فإنما يضع الضوابط الإنسانية، والشروط العقلانية، التي تحفظ كرامة الإنسان، وترفع من قيمته، لا أن يأخذ الحكم على علته، دون تبصر وتعقل، ثم يفرك يديه فرحاناً جذلاً، بأن الإسلام أباح له التعدد. قد أساء الناس فهم التعدد، أيما إساءة، وليتهم فهموا معنى التعدد الفكري، وهذا أفضل لهم من قصر عقولهم على ثقافة واحدة، وعلى ترديد النصوص دون فهم ووعي وإدراك، أو حتى تفكير.
وهناك أيضاً نوع ثالث من الرجال، وهو رجل يقتنص النساء الصغار، ويتفرس في وجوههن، ويتقرب إليهن، واستمالتهن إليه من خلال الإغراءات والوعود. وقد أقدم هذا الرجل على الزواج من بنت صغيرة جميلة طويلة القوام، ممشوقة القد، ذي ثغر باسم، تزوجها بعد أن فتنته بقوامها، ورشاقتها. أقدم على الزواج منها وهي في سن أصغر بناته، وهو رجل كبير في السن، يميل ظهره إلى الانحناء، وخده إلى التجاعيد، واعوجاج في ساقيه، ليس في وجهه مسحة جمال أو انجذاب. لم يغرِ البنت من هذا الرجل سوى امتلاء جيبه، وعلو مكانته، فطمعت في ماله، وطمع في جمالها، فكان الزواج بينهما من أجل مصالح شخصية، ومطامع دنيوية. لقد أقبل على هذا الفعل دون أن يحس أو يشعر بأم أولاده التي عاشت معه حياته بحلوها ومرها، وصبرت على أذاه وتعنته وتشدده، سنين طويلة. لقد أنكر هذا الرجل ذوو الطباع اللئيمة ما كان بينه وبين أم أولاده من عشرة وحياة كريمة وأنس ومحبة. لقد تعامى عن كل هذه العشرة الزوجية تجاه بنت في سن ابنته لم تتزوجه إلا لمصلحة شخصية، وأهواء ذاتيه، ولذة عابرة، دون الإحساس والشعور بأية مسئولية تجاه هذا الزواج، الذي سيترك من ورائه أطفال صغار ثم ما يلبث أن يعيش أيام وليال ويتركهم، وتبدأ بعدها سلسلة المشاكل الأسرية.
إن هذه النظرة هي نظرة عمياء، نظرة من ينظر إلى الدنيا بعين الملذة المؤقتة، دون استشعار بالآخرين، أو التبصر والتعقل والنظر بعين المستقبل. فيا تجار الملذة، ويا من تخلوا عن كرامتهم، واحتقروا زوجاتهم، نقول لكم بملء أفواهنا أن الزمن كفيل لكم، وهو خير من يقتص بسلوكياتكم، بعد أن استعبدتم نساءكم، وخنتم آماناتكم، وركضتم وراء شهواتكم،و ظلمتم أنفسكم وظلمتم غيركم، ( وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ).
ghadajamsheer@hotmail.com
*رئيسة لجنة العريضة النسائية