المركزية – أعلن النائب سمير فرنجية ان خيارات قوى 14 آذار اليوم هي التركيز على تأمين الانتخاب الرئاسي ولكن السؤال يجب ان يوجه الى المعارضة وتحديدا الى سوريا التي وعدت بتسهيل العملية الانتخابية وأكد ان ما يمنع حصول الاستحقاق هو القرار السوري.
استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير وفدا من قوى 14 آذار ضم النائب فرنجيه والنائب السابق الدكتور فارس سعيد والسيد انطوان الخواجا وجرى عرض للتطورات والمستجدات على الساحة الداخلية.
وقال النائب فرنجيه بعد اللقاء: “وضعنا غبطته في اجواء الاتصالات التي جرت خلال اليومين الماضيين خصوصا بعد جريمة اغتيال العميد فرنسوا الحاج التي نعتبرها تشكل استهدافا للجيش مباشرة وهي المؤسسة الاخيرة الجامعة في البلد، وركزنا على ضرورة التسريع في العملية الانتخابية لمنع الفراغ ولاعادة الامور الى نصابها أي الى المؤسسات، وتكلمنا ايضا عن مسألة اساسية وهي أن هناك ثورة مضادة بدأت بعد ثورة الارز وخروج الجيش السوري من لبنان، وهذه الثورة المضادة لم تسطع تحقيق اهدافها في إعادة الامور الى ما كانت عليه قبل 14 آذار ولكنها تمكنت من شل كل مؤسسات الدولة، والخروج من هذا المأزق هو بانتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية.
* ما هي الآن خيارات الاكثرية وهل تعتقد ان الاغتيالات سوف تستمر؟
– لا شك إن خيارات 14 آذار اليوم هي التركيز على تأمين الانتخاب الرئاسي، ولكن السؤال يجب ان يوجه الى المعارضة وتحديدا الى سوريا التي وعدت بتسهيل العملية الانتخابية، وهذا الوعد قدمته لفرنسا والاردن وتركيا وعدد كبير من الدول، والجواب على السؤال الذي طرحته عليّ موجود في سوريا، والمطلوب من الدول التي لها صلة بسوريا أن تمارس الضغط المطلوب واذا فشل هذا الضغط تعلن عن فشل هذا المسعى.
واعتبر فرنجيه ردا على سؤال ان ما يمنع حصول الاستحقاق هو القرار السوري.
* كيف يمكن تخطي العوائق الموضوعة أمام انتخاب العماد سليمان؟
– ان كل العوائق تتلخص بكلمة واحدة وهي ” لا يوجد قرار سوري حتى اليوم بالسماح باجراء الانتخابات الرئاسية، وجميع العوائق الدستورية هي شكلية، مع العلم أننا كنا في الاسبوع الماضي في اجواء ان المشكلة قد حلّت، ولكن بعدها بيومين يبدو ان الاخوان في سوريا بدلوا رأيهم.
* من هو المرشح السوري برأيك؟
– ليس هناك من مرشح لها سوى الفراغ.
* هل هناك احتمال أن تلجأ الاكثرية وحدها الى انتخاب العماد سليمان رئيسا للجمهورية؟
– إن الاكثرية تطالب اليوم بتعديل الدستور لانتخاب العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية، الاكثرية ليست حركة انقلابية انما تريد إعادة الاحتكام الى المؤسسات الدستورية، وهي تريد إنهاء الوضع الشاذ القائم في البلد، وستستمر في بذل كل الجهود.
وردا على سؤال قال فرنجيه إن هذا المسعى اليوم لانتخاب الرئيس بدأ بوساطة فرنسية وبتحرك عربي في إتجاه سوريا، فالسؤال اين اصبحت هذه الوساطة وهذا التحرك؟
* هل يقبل العماد سليمان أن يتم انتخابه بالنصف زائدا واحدا؟
– لم يطرح على العماد سليمان ان ينتخب بهذا الشكل، فالعماد سليمان ليس مرشح قوى 14 آذار بمعنى أنه ينتمي الى 14 آذار، هو مرشح توافقي.
عرض البطريرك صفير مع رئيس الرابطة المارونية الدكتور جوزف طربيه على رأس وفد من الرابطة للاوضاع الراهنة. وقال طربيه بعد اللقاء اإننا نقف اليوم بأسى أمام روح الشهيد الذي قضى امس، إنه يوم حزن، وتأمل وعودة الى الذات، لان لبنان يمر في خطر، والخطر ليس ناتجا عن الاغتيالات انما ايضا عن تأخير العملية السياسية التي يجب ان تؤدي الى انتخاب رئيس بأسرع وقت.
وشدد طربيه على أن “الفراغ في سدة الرئاسة قاتل للبنان وللسياسة وللاقتصاد، وهو قاتل ايضا لابناء لبنان”.
أضاف: ” ماذا نقول للام الثكلى؟ وماذا نقول لاصحاب المؤسسات الذين كانوا ينتظرون عيدا مزدهرا، وماذا نقول للبنانيين الذي “انسد” الامل في وجههم نتيجة تأخير العملية السياسية طالما توافقنا على رئيس، حصل التوافق داخليا وخارجيا، وطالما ان هذا الرئيس موضع ثقة. فلماذا لا نسرّع موضوع الانتخاب الرئاسي ونوقع البلد في فراغ، والفراغ جاذب لكل الشرور. بالطبع إن ما يهمنا كرابطة هو ما يهم كل اللبنانيين، اي ان يعود لبنان الى الحياة الطبيعية وبأسرع وقت ممكن”.
ولفت طربيه الى أنه ” شهدنا في الاسبوع الفائت وفور بروز الامل في إنتخاب رئيس تحسنا للاسواق وارتفاعا في بورصة بيروت بعشرات النقاط وفجأة عندما زال الامل عاد كل شيء الى الصفر”. أضاف: ” لم يعد مسموحا الا بأن يتلاقى الجميع، يجب ان يتقدم الجميع الى الملعب وينهوا هذه القضية. الشعب اللبناني لم يعد يفهم ما يجري في الكواليس، إن الشعب اللبناني بالفعل هو بحاجة الى انتخاب سريع يؤدي الى اعادة تكوين السلطة حتى يمر لبنان من هذا “القطوع ” الخطير”.
وعما اذا كان هناك من دور ما ستقوم به الرابطة لجمع القيادات المارونية وحثهم على الانتخاب قال: لا تنفرد الرابطة المارونية بدق ناقوس الخطر، اذا عدنا الى كل المرجعيات الروحية صدرت عنها في اليومين الماضيين نداءات تقول لاهل السياسة ماذا تفعلون بلبنان، ” إنهوا هذه القضية، لم تعد مقبولة لا الاعذار ولا الاساليب المتداولة، بالطبع الرابطة مهتمة بهذا الموضوع اهتماما كليا، ونحن ايضا ننسق مع مرجعيات روحية اخرى ومع البطريرك وسنقوم بجولة على من يجب ان نتكلم معهم قبل فترة الاعياد لكي نضع لهذه القضية آفاقا مقبولة لأنه يجب ان لا نتخطى نهاية العام من دون رئيس بحيث نقع بمشكلة دستورية تضاف الى المشكلات السياسية الاخرى، ونحن نعرف أيضا أننا في منطقة تتغير فيها الاحداث وتتطور بين يوم وآخر. وتأجيل الانتخاب الرئاسي هو تكبير للمشكلة بدلا من تصغيرها”.