جاء التحقيق الصحفي الذي أجرته صحيفة “إنفورماسيون“ الدانمركية المعروفة من خلال الصحفيات الثلاث: لورا فريس فانغ ويوهانا رامسكوف إريكسن ولويزه غرونكيار، ونشرته يوم 14 مايو / أيار صادماً للكثير من اللاجئين القدامى والجدد والمواطنين الدانمركيين، فلا أحد هنا في الدانمرك كان يتوقعُ انتهاكاً لحقوق الإنسان وضروباً من العنف في إساءة معاملة طالبي لجوء هاربين من ظروف الحرب إلى هذا البلد الأوروبي الذي يعد من بلدان المقدمة العالمية في مواضيع الحريات العامة والشخصية إلى جانب عديد المجالات الأخرى.
وقد كشف التحقيق الصحفي استخدام مدير مخيم اللاجئين في مدينة “نيستفيد“ الدانمركية التهديدات والعنف والقوة المدنية والسخرة الإجبارية والعقاب الجماعي ضد طالبي اللجوء من جنسيات مختلفة، وكأن المخيم “مستعمرة العقاب“ أو هو معتقل أمني شرق أوسطي مثل “فرع فلسطين” السوري سيء الصيت تم وضعه على عجل في الدانمرك، أو كما يقول السوري الذي تعرض للضرب المبرح فيه أنه يذكره بثكنته العسكرية في سوريا حين كان يؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية.
تم استحداث مركز اللجوء في “نيستفيد“ – محور التحقيق الصحفي أدناه الذي قام “ شفاف الشرق الأوسط “ بترجمته – لاستقبال طالبي اللجوء في 1 يناير / كانون الثاني 2016، وهو أحد المخيمات الأربعة الجديدة في الدانمرك، بعد اعتماد الحكومة الدانمركية الجديدة سياسات متشددة في موضوع اللجوء.
وهي السياسات التي لقيت اعتراضاً واسعاً في البلاد.
قد يبدو الأمر للقادمين من الشرق الأوسط أمراً عادياً، ولا يستحق إثارته، لكن أن يقع ذلك في بلد أوروبي طليعي في حقوق الإنسان والحريات هو أمر غاية في السوء، ومن المحتمل نقله إلى البرلمان الدانمركي وإثارة القضية فيه، مع إشارة إحدى النائبات الدانمركيات إلى ذلك في منشور لها على الفيسبوك.
*
التحقيق الصحفي : مدير الكامب ينشر الخوف بين طالبي اللجوء
لورا فريس فانغ
يوهانا رامسكوف إريكسن
لويزه غرونكيار
الترجمة من الدانمركية: مصطفى إسماعيل
يستخدم مدير مخيم اللاجئين في “نيستفيد“ وفقاً لمصادر عديدة ومعلومات الفيديوهات التي في حوزة صحيفة “إنفورماسيون“ التهديدات والقوة البدنية ضد طالبي اللجوء هناك، وقد أدينَ الرجلُ سابقاً لاستخدامه العنف ضد أطفال ويافعين، وقد تم صرفه من العمل لذلك.
في مركز اللجوء بـ“نيستفيد“، يعيش طالبو اللجوء في خوف من مدير المركز، الذي يستخدم التهديد والوعيد والقوة البدنية العنيفة والعقاب الجماعي ضدهم، وقد قالت ذلك مصادر عدة لـ “إنفورماسيون“.
بعد أن نشرت “إنفورماسيون“ سابقاً عن بلدية « لانغلاند » التي تدير المركز، والمعلومات عن مدير المركز، تم صرفه من العمل بعد ظهيرة يوم امس، وتبين أنه سوف يترك منصبه نهائياً في الأول من يونيو / حزيران المقبل، وقد قرر مركز اللاجئين التابع للبلدية إجراء دراسة إدارية للفترة الماضية.
تم افتتاح مركز اللجوء في نيستفيد لاستقبال طالبي لجوء في 1 يناير 2016 وهو أحد المخيمات الأربعة المخصصة لطالبي اللجوء في الدانمرك، والتي شهدت نقاشاً حاداً عاماً في البلاد مذ أن تم افتتاحها.
زارت وزيرة الاندماج والهجرة “إنغه شتويبرغ“ المخيم في السادس من أبريل لاستعراضه أمام نظيرها النرويجي، وفي هذا السياق عرّفت مخيم نيستفيد وفقاً لقناة تيفي 2 الشرق بأنه “مخيم يعمل بشكل جيد“ مع “سيطرة جيدة حقاً على الأمور“.
بإمكان “إنفورماسيون“ أن تكشف اليوم أن مسؤول المركز قد تمت محاكمته في 2014 على العنف ضد طفلين في أحد أماكن رعاية ومعالجة الأطفال والشباب، حيث كان يعمل مشرفاً ثم تم صرفه من العمل هناك. لكن ذلك لم يمنع من ضمه كمسؤول إلى مخيم نيستفيد للاجئين في فبراير من هذا العام، وهو المركز الذي لديه طاقة استيعاب نحو 400 طالب لجوء في الدانمرك.
تحدثت إنفورماسيون مع ما مجموعه 12 طالب لجوء من المخيم لعدة مرات، وقد تحدثوا عن استخدام المدير التهديد ضد طالبي اللجوء إذا لم يكن راضياً عن تصرفاتهم.
من التهديدات- وفقاً لمقيمين في المخيم – أن المدير يكرر القول على مسامعهم أنه سوف يضر بقضايا اللجوء التي تقدموا بها، والتهديد الآخر كما يقول المقيمون الاثنا عشر الذين التقت الصحيفة بهم هو أن المدير يهددهم بأنه سوف يعيد إرسالهم إلى مركز اللاجئين الأساسي “ساندهولم“ في ضواحي العاصمة كوبنهاغن، إذا لم يتقيدوا باللوائح في المركز، أو في حال شكواهم من ظروف المركز، وإذا ما حدث ذلك (إعادتهم إلى ساندهولم) فإن من شأنه عرقلة قضايا لجوءهم وإعادتها إلى نقطة البدء.
على حافة القانون
الأسبوع الماضي ارتكب مدير المخيم واثنان من مساعديه استخداماً مفرطاً للقوة في مركز اللجوء، وقد حصلت إنفورماسيون على الفيديوهات التي تعرض الواقعة.
في الفيديوهات يمكن للمرء رؤية كيف أن مدير المخيم مع زميلين له يطرحون طالب لجوء من سوريا يدعى محمد عبدول أرضاً على وجهه ويقيدون يديه ورجليه.
كمبدأ، لا يحق قانونياً استخدام الموظفين القوة في مركز لجوء ضد قاطنيه، ولكن هناك حديث عن أنهم تصرفوا كذلك بدافع الدفاع عن النفس، وأن استخدام القوة والحالة هذه له ما يبرره.
مستشار قانوني في منظمة العفو الدولية – فرع الدانمرك كلاوس يوول قيّم محتوى مقاطع الفيديو بعد مشاهدتها وقال أن مسؤول المخيم وموظفيه مخالفون للقانون، وأضاف أنه لم يتمكن من مشاهدة ما سبق استخدام القوة في مقاطع الفيديو.
في إحدى مقاطع الفيديو يكرر مسؤول المخيم باللغة الإنكليزية أربع مرات: هل هذا هو المكان الذي تريده كل يوم، في حين أن طالب اللجوء ممدد على بطنه ومقيد.
يواصل مدير المخيم صراخه وهو جالس فوق طالب اللجوء مقيداً رجليه، ولكن هذه المرة بالدانمركية: “عليك ألا ترتكب هذه المشاهد هنا، في المرة القادمة سوف تدخن في السجن، هل فهمت هذا؟“. هذا الفيديو وهو بالكاد دقيقتان ينتهي مع ترك المدير محمد عبدول الملقى على بطنه ويترك رجليه تسقطان أرضاً.
عن سياق مقاطع الفيديو يتحدث كلاوس يوول قائلاً:
”للوهلة الأولى هو استخدام قوة عنيف جداً، ويتصرف المدير وكأن تصرفه لن يعد قانونياً، هكذا استخدام للقوة غير مقبول إلا إذا كان مبرراً لكونه متأت لأجل حماية الآخرين من الأذى والخطر“.
ويوضح إذا كان استخدام عنف في غاية الخطورة أداة للسلطة من الناحية القانونية، يجب إظهار أنها من اجل رد خطر وشيك على حياة أو صحة الآخرين.
”استخدام القوة هنا غير قانوني“ يقول كلاوس يوول، الذي يعتقد أيضاً أنه مثير للقلق أن الرجال الثلاثة يستخدمون الإجراءات ضد طالب لجوء فيما هو مثبت على الأرض، مع إلزامه على ملامسة وجهه للأرض ووضع يديه خلف ظهره والضغط على وجهه باتجاه الأسفل.
وفي الأساس، ينبغي عدم ليّ الموظفين ساق الرجل بهذا الشكل، حيث أن طالب اللجوء مطروح على وجهه على الأرض، في حين يجلس رجل على ظهره في الوقت نفسه، حين يلوي ذراعه خلفاً، حيث أن الذراع تم لويها كثيراً، وإلى مستوى الترقوة تقريباً .
الشرطة لديها توجيهات جديدة
يشير كلاوس يوول إلى قضية “ينس آرنه“ و قضية “بنيامين“، حيث قامت الشرطة بليّ الساقين إلى درجة تؤدي إلى الموت.
إن طيّ الذراع إلى طرف بقوة هو مؤلم للغاية، وجزئياً يمكن أن يموت الشخص من الاختناق، طالما أن هناك شخصاً جالساً فوق ظهره وذراعه ملتوية، فيما يقفل آخرٌ ساقيه، وفي هذه الحالة الأخيرة يتوسع الصدر، وإذا ما استمرت الحالة هذه طويلاً جداً فإن الشخص فإن الشخص معرض للانزلاق المتقطع في غيبوبة ثم الموت في نهاية المطاف،“ كما يقول كلاوس يوول المستشار القانوني لدى أمنستي الدانمرك.
يشر كلاوس يوول إلى أن الشرطة الدانمركية قامت بتعديل المبادىء التوجيهية والإرشادات المتعلقة باستخدام العنف حين توقيف شخص مشتبه به، لكن التصرف المسيء من مدير المخيم تجاه طالب اللجوء السوري محمد عبدول من شأنه أن يتكرر كثيراً لاحقاً، فصراخ مدير الكامب وتعامله بعنف يعطي الانطباع أن مركز اللجوء يدير التعامل مع اللاجئين بالعنف.
ويشير كلاوس يوول إلى أن سلوك مدير مركز اللاجئين يوحي بأنه لم يتلق أي تدريب متعلق بالتعامل مع ضحايا التعذيب واللاجئين الهاربين من الحرب، بل يوحي تصرفه بأنه مدربٌ للقتال فقط. وفقاً لطالب اللجوء السوري محمد عبدول الذي تلقى عنف مدير المركز، فإنه قد حدثت مشادة كلامية بينه ومدير مركز اللجوء بناءاً على مطالبته ببطاقة اللجوء خاصته والتي لم يعدها إليه.
يقول عبدول الذي لا يزال يكافح المعاناة النفسية جراء الحرب في سوريا أن المدير “أمسك بي فجأة، كنت خائفاً وتملصت من قبضته للابتعاد عنه، لكنه استدعى اثنين من موظفيه، أمسكوا بي وطرحوني أرضاً، واستطعت أن أتنفس بصعوبة وكان رأسي واللثة ينزفان دماً“.
يعزز توضيح محمد عبدول طالبُ لجوءٍ آخر من جنسية اخرى شهد واقعة الاعتداء وقام يتصويرها بهاتفه المحمول: ”لم يكن من الضرورة اتخاذ هذا الإجراء العنيف ضده، هو لم يفعل شيئاً لاستفزازه“.
مصادرة هواتف
لم يبدِ مدير الكامب رغبة في المشاركة في مقابلة شفهية مع صحيفتنا، ولكنه ردّ على الانتقادات عن طريق البريد الالكتروني. هو يكتب لإنفوركاسيون أنه كانت هناك 3 حالات من استخدام القوة ضد محمد عبدول، حيث أظهر عنفاً، وأن طالب اللجوء عبدول لديه قضية استخدام عنف ضد فرد من الشرطة ولديه سلوك عنيف وغير لائق.
لم تتوفر الفرصة لدى إنفورماسيون لتؤكد أو تنفي تلك المعلومات عن قضيته المزعومة لدى الشرطة، لكن محمد عبدول يؤكد أن ليس لديه أي مشكلة مع الشرطة.
يؤكد اثنان من لاجئي نفس المخيم أن المدير قد قام بمصادرة هاتف خليوي بعد الواقعة وقام بحذف المحتوى وداس على الهاتف بحيث لم يعد يعمل، وقد تمكنت إنفورماسيون من رؤية الهاتف المتلف. وأحد المصدرين تحدث أيضاً أن مدير المخيم قد هدده بإلحاق الضرر بملف لجوئه إذا ما تحدث مع الصحفيين عن الحادثة.
لكن مدير الكامب الذي راسل الصحيفة، نفى صحة ذلك، وقال أنه لم يحذف مقاطع الفيديو ولم يحطم الهاتف، يوضح التالي:
”لقد تلقيت العديد من الاستفسارات من طالبي لجوء آخرين، أنه قد تم التصوير من قبل اللاجىء المعني، وتحدثت لاحقاً مع الآخرين الذين قاموا أيضاً بتصوير استخدام القوة وسألتهم عن هدفهم من ذلك، ومدى أخلاقية تصوير هكذا أحداث ونشرها على النت. بل أن طالب اللجوء هو الذي قام في وقت لاحق بحذف مقاطع الفيديو“.
هادي رحيمي (25 سنة) من إيران هو أحد المقيمين القدامى في مركز اللجوء وأبدى رغبته في تسمية الأمور وقد تم ترجيله غلى ألمانيا، ويتحدث من هناك عبر السكايب إلى إنفورماسيون أن مدير المركز قد هدده وغيره من طالبي اللجوء مراراً إذا ما قاموا بتقديم شكاوى عن الأوضاع في المخيم.
يقول رحيمي: ” إذا لم نتقيد بالشروط في المركز علينا العودة إلى بلداننا، لكننا لم نكن ننصاع لذلك، لذا كان يقال لنا أنه سوف يتم إرسالنا إلى مركز اللاجئين الأساسي في ساندهولم، أو الإضرار بملف لجوئنا، وأنه سوف يدمر مستقبلنا في الدانمرك “.
وكان الخوف من الترجيل إلى مركز ساندهولم ينتشر بين طالبي اللجوء.
التنظيف أو ساندهولم
عاش هادي رحيمي في مركز نيستفيد مع الإيراني الآخر كيانوش جعفريان ( 21 سنة ) والذي رُحل أيضاً إلى ألمانيا، يتحدث كيانوش جعفريان بدوره عن التهديدات التي تلقاها حين توجه مرة إلى المدير.
يقول جعفريان : ” لم تكن المشكلة أن الأمور في المخيم كانت سيئة فقط، لكن أيضاً التهديدات من قبل المدير كل مرة حين نتقدم بشكوى أو لم ننفذ أمراً، كان يهدد بإرسالنا إلى مركز ساندهولم أو أنه سيضرُّ بملفات لجوءنا، كان الخوف يقيم معنا طوال الوقت “.
يتحدث جعفريان عن قصته حين رآه المدير يدخن في إحدى خيم المركز” لقد التقطني وأخذني إلى دورة المياه حيث كانت القمامة في كل مكان، وخيرني بين التنظيف أو إرسالي إلى ساندهولم “.
وفقاً للعديد من الذين تحدثت إنفورماسيون معهم، يضطر طالبو اللجوء في المركز إلى محاولة تقديم شكاوى حول عدد من المشاكل إلى المدير، أحد طالبي اللجوء الحاليين في المركز يقول أنهم تقدموا مرة بعريضة شارك فيها الجميع توقيعاً حول قلة كمية الطعام المخصصة لهم، وحين قاموا بتسليمها إلى المدير قام بتمزيقها ورميها في سلة المهملات.
الإيقاظ بالجرس ومكبر الصوت
مدير الكامب يكتب إلى إنفورماسيون معلقاً على ذلك، أنه ليس صحيحاً تهديده طالبي اللجوء، كما يقول أنه لم يتلق أية شكاوى مكتوبة عن الطعام، وأن طالب لجوء فقط قد تقدم في شهر مارس بعريضة في جهاز لوحي، وأن هذا الشخص كان يقيم بصورة غير مشروعة وغير قانونية في مركز نيستفيد، وكان مدرجاً على قوائم مركز هيرنينغ، وقد طلب منه مغادرة المركز، والعودة إلى مركزه الأساس.
إلا أن طالب لجوء آخر يكذب مدير المرك، ويقول أنه كان من بين الموقعين على تلك العريضة، وأن الشخص الذي يتحدث عنه المدير التحق بمركز آخر فيما بعد، وكان يقيم معهم بشكل شرعي قبل انتقاله.
حادثة ثابتة يتكرر سردها بين 11 طالب لجوء من أصل 13 طالب لجوء التقتهم الصحيفة، وقد وقعت الحادثة تلك في المهجع المخصص لـ 110 أشخاص، حيث ألقت مجموعة بيضاً نيئاً في أحد المهاجع، وجاء المدير فجراً وأيقظهم من خلال رنين الجرس، وكان يصرخ كلمات لم يفهمها أحد منهم، فيما كان الارتباك والخوف سيد الموقف.
عقاب جماعي
لم يتوقع طالبو اللجوء أن مدير المخيم سوف يقوم بإيقاظهم مجدداً وبنفس الطريقة في اليوم التالي، لكنه فعلها، وهذه المرة أيقظهم بمكبر صوت “لقد كانت الحادثة مهينة لنا، يقول أحد كالبي اللجوء في نيستفيد“.
أحد عشر طالب لجوء يؤكدون وقوع الحادث ويعدونه عقاباً جماعياً، لكن المدير يرفض ذلك، ويكتب للصحيفة أنه كان هناك اجتماعين صباحيين بعدما اخطره الحارس الليلي عن وقوع حادثة، حيث تم إلقاء البيض في مهجع النوم وأنه استخدم الجرس لإيقاظهم من النوم. وفي المرة الثانية أيقظهم في السادسة والنصف صباحاً بأغنية رسوم متحركة من “كتاب الأدغال“ وأنها بثت من هاتف محمول ومكبر صوت صغير، ويقول المدير أنها كانت وسيلة ممتعة للإيقاظ.
ويكتب المدير: ”منذ ذلك الحين لم تتكرر حوادث مشابهة، ولا أحد اشتكى من طريقتنا في حل النزاعات“.
يقول العديد من طالبي اللجوء أنهم قد عاشوا في مراكز لجوء دانمركية أخرى، لكنهم لم يشهدوا نفس المشاكل التي واجهوها في كامب نيستفيد.
يقول أحد المقيمين في الكامب: ”كنت في كامب ثيستد قبل مجيئي إلى نيستفيد، الجميع هناك كان لطيفاً ومختلفاً جداً، رغم أننا كنا نسكن الخيام، لكني هناك كنت أشعر بالراحة، لكن هنا الوضع يشبه الثكنة العسكرية حين كنت جندياً، نحاول هنا المحافظة على معنوياتنا عالياً، لكن ذلك صعب“.
فيما يقول هادي رحيمي وقد عاش في مخيم نيستفيد وحالياً هو في ألمانيا: ”ليست لدي مشكلة مع الدانمركيين، ولا العيش في الخيم، مشكلتي كانت مع المدير، في الشهر الأول ونصف الشهر الثاني لم تكن هناك أي مشكلة، كانوا يعاملوننا باحترام، وشعرنا أننا مفيدين، وكنا نحظى باحترام، ثم جاء هذا المدير وبدأنا نشعر أننا مثل الحيوانات في المعاملة“.
يعيشون في خوف
كاهنة اللاجئين في نيستفيد “نيته آرتنر راسموسن“ على اتصال أسبوعياً مع نحو 30 طالب لجوء من مركز اللجوء في نيستفيد، وهي تعرف صورة الوضع في المركز، وأن قاطنيه يعيشون في خوف من مديره، تقول: ”أنا أشعر بالقلق من أن يتم إرسال طالبي اللجوء إلى ساندهولم، وأسمع عن طالبي اللجوء الذين بذهبون بالتزام إلى المدرسة أو الأعمال التدريبية مع ارتفاع درجات الحرارة، لخشيتهم من تضرر ملفات لجوئهم“.
وفقاً لـ .. نيته آرتنر راسموسن فإن هناك أناساً في المخيم يعمدون إلى الضغط والإخافة بحق اللاجئين.
وتضيف: ”أشعر أن هناك مخاوف جلية بشأن ما يحدث في المخيم لجهة الإضرار بملفات اللجوء، هم خائفون جداً من نيل حكم أو عقوبة أو يتم اتهامهم بشيء قد يضر بملفاتهم“.
يقول رئيس قسم اللجوء في بلدية لانغلاند “أولريك بيهل“ لإنفورماسيون أن “هناك بعض الأمور لدينا الآن للتحقيق فيها قبل أن نتمكن من إعطاء رأينا في القضية“.
ويقول ايضاً عن الفيديوهات التي توثق استخدام القوة التي أرسلتها إنفورماسيون إلى البلدية : ” هناك بعض الظروف في الفيديو تحتاج إلى التحقيق فيها، فيما إذا كان استخدام القوة ضرورياً أم لا، من الصعب الحكم الآن، لكن ردة فعلي الفورية هي أن هنالك أشياء تحتاج إلى التحقيق فيها “.
بلدية لانغلاند سوف لن تجيب عما إذا كانت مطلعة على الملف العنفي السابق لمدير الكامب في نيستفيد حينما قامت بتوظيفه أم لا.