فارس سعيد في قرطبا: سينتهي مشروع حزب الله وتنتهي معه مفاعيلُه لآنّه مشروعٌ من دون أفق

0

حرص “الشفّاف” دائماً، منذ تأسيسه قبل 5 سنوات و4 أشهر على إشهار الحقائق كما هي، بدون “رقابة”. وفي الأسابيع الأخيرة، وجّه هذا الموقع أقسى نقد لتحالفات حركة 14 آذار، ومساوماتها، وترشيحاتها في المتن والبترون والشمال وبعلبك، وكشف “ما خفي” من هذه المساومات والترشيحات، في حين فضّلت المواقع المؤيدة لـ14 آذار “تجاهل” أسباب وعواقب مساومات قيادة 14 آذار وتخلّيها عن بعض أفضل وجوهها لصالح إعتبارات من نوع “تحديد أحجام” هذه القوة الحزبية أو تلك. وهذا في بلدٍ معرّض بأسره لعودة الإحتلال أو للخضوع لحزب يجمع أسوأ ما في التراث الفاشي والشيوعي، وأسوأ ما في تقاليد الشرق الحديث من تعصّب ديني وبطشٍ مخابراتي.

حرص “الشفّاف” على قول الحقيقة لا يعني أنه “بلا موقف” أو أنه “على الحياد”!

نحن مع الدكتور فارس سعيد في جبيل، وندعو الناخب الجبيلي للإقتراع له ولرفيقه محمود عوّاد، لأنه يمثّل خط “إنتفاضة الإستقلال”، والخط الديمقراطي في لبنان. ولأنه، في منطقته “جبيل”، يمثّل خط التعايش الديني والإجتماعي الذي تميّزت به منطقة جبيل حتى في ذروة الحرب الأهلية.

للذين يفضّلون المساومات والتنازلات لحزب ولاية الفقيه، نقول: قوة رئاسة الجمهورية، والدولة في لبنان، هي من قوة الحركة الإستقلالية والتيار الديمقراطي في لبنان. لأن فارس سعيد حمل راية إنتفاضة الإستقلال والخيار الديمقراطي في السنوات الأربع الصعبة الماضية، فنحن ندعو الناخب الجبيلي لتجديد الثقة به في يوم 7 حزيران.

فارس سعيد لم يكن يوماً “كتلوياً”. ولكنه اليوم، في جبيل، أفضل من يمثّل تراث العميد ريمون إدّه الذي فضّل المنفى (حتى باريس يمكن أن تكون “منفى”) دفاعاً عن لبنان، وعن ديمقراطيته. للكتلويين السابقين نقول: “العميد” لم يسلّح حتى “جماعته”! ولم يقبل يوماً بتحالف مع ميليشيات خارجة على سلطة الدولة! ولم يزحف إلى دمشق سعياً وراء رئاسة! ولم يعلن نفسه “ممثّل مسيحيي الشرق”! اللبنانيون هم الذين اعتبروه “ضمير لبنان”.

نأمل أن تجدّد جبيل العهد لعميدها الراحل، ولانتفاضة الإستقلال.

بيار عقل

*

كلمة الدكتور فارس سعيد في قرطبا يوم الأحد في 10 أيـّار 2009

أيها الحضور الكرام،

جئتم من كلّ بلدات جبيل إلى هنا إلى قرطبا إلى هذا الجرد العريق بتراثه وعنفوانه وصلابته.

فهذه الجبال تشهد علينا بأننا خُلِقنا لنكون وإن لا أحدٌ مهما علا شأنه قادرٌ على تهميش أو تجاوز قرار جبيل الحرّ النابع عن أصالة أهلنا.

يكثُرُ الحديث في الآونة الأخيرة عن أهداف هذه الإنتخابات،

فهناك من وصفها بالمصيرية وأنا واحدٌ منهم.

وهي فعلاً مصيرية سوف تحدد مستقبل هذه المنطقة ومستقبل لبنان لأجيال وأجيال.

وهناك من إستفاقَ مؤخراً للخطر الذي يُمثّلُه تحالف العماد عون مع حزب الله على مساحة لبنان وعلى قرار جبيل بالتحديد، ونقول لهؤلاء أهلاً وسهلاً بكم في دائرة الذين منذ العام 2005، نبّهوا إلى هذا الإصطفاف الخطير.

والذين استشرفوا معالم المستقبل منذ اللحظة الأولى لإنتفاضة الإستقلال وثورة الأرز.

أما أنتم فلم تبدّّلوا مواقفكم منذ أن انطلقت مسيرة الإستقلال مع نداء مجلس المطارنة الموارنة في العام 2000.

ففي مرحلة الوصاية فضّلتُم خيار النضال والمواجهة على نعيم السلطة المزيّفة.

وفي مرحلة الوصاية كسرتم الحواجز النفسية بين الطوائف وساهمتم في المصالحات التي كانت محظورة عليكم.

وفي لحظة إستشهاد الرئيس الحريري، إنتفضتم مع سائر اللبنانيين من أجل كرامة لبنان وكرامة الإنسان فيه.

ورغم الحصار الذي فُرضَ عليكم من جرّاء نتائج إنتخابات 2005.

إستمريتم في النضال ووقفتم شامخين مثل هذه الجبال في وجه الإغتيالات التي طالت نخبة من شباب لبنان وعلى رأسهم الشيخ بيار الجمّيل والأستاذ جبران تويني.

ولم تُرهِبُكم أضاليلَهُم ولا إعلامهم ولا ممارساتهم.

فقلتم لا.

لا للوصاية المفروضة على لبنان من قبل جماعة سياسية تهدّد الكيان اللبناني بإسم المقاومة وتفرُض شروطها على الدولة.

لا لغطاءٍ مسيحي لسلاح غير شرعي يحاول بالقوّة السيطرة على الدستور وعلى القانون وعلى لبنان.

واليوم أنتم تقولون لا للذين يحاولون عزلكم وتهميشكم وإخراجُكُم من المعادلة السياسية.

هذه المجموعة لا تستطيع إستخدام الثلث المعطّل إبتداءً من إنتخابات جبيل ولا إستخدام الثلث المعطّل في لبنان.

أيها الأصدقاء،

نحن نواجه اليوم معركةً سياسية بامتياز يترتّب على نتائجها مصير إستقلالية القرار السياسي في جبيل، أما إستتباع جبيل إلى المربّع السياسي لحزب الله.

إذا نجحنا وسننجحُ بإذن الله، نكونُ حرّرنا المنطقة من هيمنة حزب الله وحلفائه علينا وبالتالي حرّرنا الجرود والكنائس والبلديات والقرار الجبيلي.

وإذا فشلنا ولن نفشل بإذن الله، لن ينفع الندم إبتداءً من 8 حزيران.

إيها الأصدقاء،

هناك من يقول أن قرارنا السياسي يُعيق إمكانية النجاح على التحالف القائم بين عون وحزب الله.
فهذا غير صحيح،

نحن من مدّ اليد إلى الجميع منذ البداية.

نحن من دافع وناضل من أجل إستقامة المؤسسات وانتخاب رئيس جديد للبنان.

نحن من احترم المواقع والمرجعيات في لبنان وفي هذه المنطقة.

نحن القادرون على الإنتصار لأننا أقوياء.

نحن الذين واجهنا العماد عون في 2005.

ونحن الغالبون ولا أحدٌ قادرٌ على إخراجنا من قناعاتنا.

وبكل فخرٍ واعتزاز، نحن رأس الحربة في مواجهة حزب الله في لبنان.

أيها الأصدقاء وأهلي في الجوار الشيعي،

في أفقا ولاسا وقرقريا والمغيري وعلمات ومشان وسائر القرى.

أطلب منكم جميعاً مراجعة الذات واستشراف المستقبل.

سينتهي مشروع حزب الله وتنتهي معه مفاعيلُه لآنّه مشروعٌ من دون أفق.

هذا المشروع يضعكم في مواجهةٍ حتمية مع إخوانكم السنة على المستوى المذهبي ويضعكم في مواجهة العالم العربي والمجتمع الدولي.

والأهم، أن يضعكم في مواجهة إخوانكم اللبنانيين.

نعم إنهم مشروعٌ بلا مستقبل.

أمّا المستقبل الوحيد هو في سلوك طريق العيش المشترك والإنخراط في مشروع الدولة اللبنانية.

أيها الأصدقاء.

لقاؤنا اليوم هو من أجل 7 حزيران، فلا تخافوا من أحدٍ مهما علا شأنه ولا تتراجعوا أمام التهويل والأقوايل.

أنا في جانبكم وأمامكم في هذه المعركة وسننتصر لأننا قادرون.

بالإمكان أن ننتصر إذا أدركتم حجم التحدّي.

بالإمكان أن ننتصر إذا واجهتم التهميش.

بالإمكان أن ننتصر فقط بلائحة جمهور 14 آذارالتي تضمّ
الدكتور محمود عوّاد وأنا فارس سعيد.

Comments are closed.

Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading