وطنية – بشري – 11/10/2010 نظمت القوات اللبنانية – بشري محاضرة لمنسق الأمانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار الدكتور فارس سعيد عن “القراءة السياسية العامة للشؤون الداخلية اللبنانية والإقليمية، ووضع حركة 14 آذار وثورة الأرز”، وذلك في اطار دورات الجامعة الشعبية في قاعة أوتيل بالاس في بشري.
استهلت المحاضرة بالنشيد الوطني فنشيد القوات، ثم كلمة ترحيب وتعريف لمنسق القوات في بشري المحامي رولان طوق، فحدد مواضيع المحاضرة، واشار الى أنها “تأتي في سياق اللقاءات الدورية للجامعة الشعبية”، منتقدا ما ” تتعرض له مدينة بشري والقوات اللبنانية من حملات تضليل ومحاولات تشويه لصورتهما”.
سعيد وحيا الدكتور فارس سعيد في كلمته ابناء بشري المقاومين والمدافعين عن لبنان في أحلك الظروف وقال: ” إن ما حصل لا يطال القوات اللبنانية فقط أو سمير جعجع بل يطال كرامة بشري ، ونحن ندرك تماما ما يحصل من مشاكل على حدود منطقة عيون أرغش والبقاع منذ مئات السنين ، وما حصل لا يعني بأن بشري كما يحلو للبعض تصويرها بأنها تتعامل مع اسرئيل وبأن أبناءها يتخلون عن وطنيتهم . لذلك لا يجب السكوت عن هذا الموضوع بروية وهدوء، لأن ما حصل استهداف ليس فقط لبشري إنما لكل جبالنا وقرانا التي رفعت رأسها بقرع أجراسها وبصمودها ، ويجب علينا أيضاً التحرك ليس فقط كقوات لبنانية خصوصاً وإن ما حصل كان استهدافاً لكل عائلات بشري التي تقول دائماً نحن دائماً أحرارا”.
وتابع:” لذلك جئت اليوم حاملا معي رسالة تضامن من جميع الناس الذين نتفاعل معهم من جزين الى زحلة ومن بيروت الى بشري مؤكدين وقوف الجميع الى جانب أبناء هذه المنطقة الصامدة . لا تخافوا قفوا وقولوا للجميع الأمور كما هي للحفاظ على كراماتكم وأرضكم”.
مرحلة دقيقة في تاريخ لبنان
وعن الوضع السياسي العام تحدث الدكتور سعيد عن مواضيع ثلاث أولها صمود قوى الرابع عشر من آذار على مبادئها وقال:” نحن في مرحلة دقيقة من تاريخ لبنان مرحلة صعبة جداً انتقالية بين انسحاب الجيش السوري من لبنان والمحاولات الدائمة من قبلها لعودة نفوذها الى لبنان . انتقالي بين مرحلة اللا دولة وبين محاولاتنا الدائمة لبناء الدولة ، انتقالي بين مرحلة عربية انهار فيها النظام في العراق وخوف الأنظمة الأخرى على أنظمتها وبين مجموعة من الناس انطلقت عبر نزولها الى ساحة الشهداء في الرابع عشر من آذار لتعبر عن عدم رضاها لما كان يحصل ، وهذا الوضع الإنتقالي جعل الصورة ضبابية وقليلون يرونها على حقيقتها ويعملون بما يملي عليهم ضميرهم ، ومن هنا بات الدكتور سمير جعجع محط أنظار الكثيرين خصوصاً بعد محاولة إلغاء القوات اللبنانية وإدخاله السجن”.
أنتمي الى حركة وطنية إسلامية مسيحية إسمها 14 آذار
اضاف:” حاولنا في قرنة شهوان كقوى مسيحية المطالبة بخروج الجيش السوري من لبنان ، ولكن أهدافنا لم تتحقق إلا بعد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وتحالفنا الإسلامي المسيحي وتضامننا من أجل إخراج الجيش السوري من لبنان . وهذا الموضوع شكل صدمة للسوري، برأيي لغاية اليوم لم يتمكنوا من الخروج منها . وطبعا لديهم نوايا في محاسبة كل من ساهم أو سعى لإنجاح هذه الإنتفاضة وتأمين هذه اللحمة المسيحية الإسلامية وراهنوا بعد خروج الدكتور سمير جعجع على فصل هذه اللحمة التي تضمن الوجود المسيحي والوجود اللبناني وعدم عودة السوري الى لبنان ولكن للأسف هناك أفرقاء يغلبون مصالحهم الشخصية على المصلحة الوطنية العامة ومستعدون للتحالف ليس فقط مع بشار الأسد بل مع أحمدي نجاد أيضاً . وبالتالي فإن هناك فريقاً راهن على الشراكة الداخلية وفريقاً آخر يراهن على الإستقواء بالخارج ، فريقنا لم ولن يراهن إلا على الشراكة الداخلية والإلتحام الإسلامي المسيحي خصوصاً وإننا عشنا مرحلة عصيبة من الإنفصال الداخلي وانتقل العنف وقتها الى داخلنا الى داخل قرانا وبلداتنا. أما بعد تلاحمنا أنجزنا خروج الجيش السوري من لبنان ، أنجزنا قيام المحكمة الدولية ونتأمل أن تكون في مراحلها الأخيرة لنكتشف من اغتال الرئيس الحريري ورفاقه ليس من باب تصفية الحسابات إنما من باب تثبيت مفهوم العدالة للبلد خصوصا وإنها إذا طبقت العدالة مرة ستطبق دائما”.
وتابع:” كل هذه الإنجازات في حاجة الى حماية خصوصا وإن هناك دائماً محاولات لفك الإرتباط الإسلامي المسيحي ، وكنا نقول قبل الإنتخابات أننا نريد نيل الأكثرية كي نتمكن من إقامة توازن بين الديموقراطية من جهة وبين السلاح من جهة أخرى . وبفوزنا بالأكثرية في حزيران 2009 تمكنا من إقامة التوازن ولو بالحد الأدنى ونحن مستمرون ليبقى هذا التوازن بيننا وبين منطق السلاح في لبنان”.
وأشار سعيد الى “موضوع انتقاد البعض لزيارة الرئيس الحريري الى سوريا ومحاولة البعض لفك إرتباط قوى الرابع عشر من آذار ، لكن الدكتور سمير جعجع أدرك ما يحصل آنذاك وبادر الى مباركة زيارة الرئيس الحريري الى سوريا ودعمها ضمن المبادىء المتفق عليها ، وبذلك مر قطوع فك الشراكة الإسلامية المسيحية ووصلنا الى لقاء البريستول في 14 شباط 2010 حين قال الرئيس الحريري جملته الشهيرة ، ” لا يفصلنا عنكم إلا الموت ” ، وبالمقابل قال الدكتور سمير جعجع ” نحن نتفهم الظروف التي أنتم فيها ونتفهم التقارب السوري السعودي وندرك ما يحصل في المنطقة ومنطق الدولة يجب أن يبقى سائداً وأنت تمثل كل اللبنانيين وسنكون دائماً الى جانبك ” . هذا الكلام أزعج السوريين فحاولوا فرط قوى الرابع عشر من آذار ولم يفلحوا، إنتقلوا الى استهداف فريق القوات اللبنانية واستهداف الدكتور جعجع بالتحديد لتشويه صورة القوات اللبنانية وإعادة ربط صورتها بأحلك صورة خلال الحرب الأهلية في لبنان وتشويه صورة الدكتور سمير جعجع عبر كل وسائل الإعلان التي تدور في فلك سوريا وعبر كل الشخصيات التابعة، والهدف من كل ذلك تخويفنا وتيئيسنا. إني أؤكد لكم أننا في العام 2010 ولسنا في 1994 كلنا وراء القوات اللبنانية إذا تم استهدافها، وكلنا في قوى 14 آذار نعتبر أن استهداف القوات اللبنانية يستهدف كل فرد من هذه القوى وكل الأحزاب والتيارات والشخصيات الموجودة في 14 آذار وبالتالي علينا أن ندرك تماماً بأن كل ما يحصل من ضغوطات إعلامية يهدف الى فك هذا الإرتباط ويهدف الى ضرب المعنويات علينا أن ننتفض وأن نقول أن معنوياتنا قوية ومستمرة وأن تحالفنا بيننا وبين المسلمين لم ولن يفك في لحظة من اللحظات”. وعن الإستحقاقات الثلاث التي تتحكم بالمسرح السياسي اللبناني قال سعيد:” هذه الإستحقاقات ليس لنا كلبنانيين أي تأثير عليهم أو لدينا أي معلومة عنهم نحن فقط في موقع المتبقي. لسنا مشاركين في صياغتهم أو في توقيتهم إنما سنتلقاهم أولها موضوع المحكمة الدولية وانعكاساتها على الداخل اللبناني ، وثانيها موضوع ترأس لبنان للمرة الأولى المجموعة العربية في مجلس الأمن الذي سيصدر العقوبات بحق إيران وسيكون موقف السفير اللبناني محرجاً في حال مشاركته أو غيابه وسينعكس ذلك طبعاً على الداخل اللبناني في الحالتين . وثالث استحقاق موضوع السلام في المنطقة ، السلام العربي – الإسرائيلي والذي يشكل انعكاساً أيضاً على الداخل . أنا أؤكد أن اللبنانيين في موقع المتلقي وهم غير مشاركين فيها . هناك موضوع واحد وهو موضوع المحكمة الدولية الذي يشكل بالنسبة لنا إنجازاً كبيراً حققه الشعب اللبناني وفريق 14 آذار . ولكن منذ إنشاء هذه المحكمة وباتت بعهدة المجتمع الدولي والأمم المتحدة لم يعد من تأثير لبناني عليها وبالتالي من يدعي بأن هذه المحكمة مسيسة هو من يخاف المحكمة الدولية ومن يدعي التسريبات هو أيضاً خائف منها . نحن كلبنانيين بشكل عام ومسيحيين بشكل خاص داخل 14 آذار لا تأثير لنا ولا ارتباط ولا أي علاقة ولا نعرف ماذا يجري في أروقة المحكمة الدولية ونحن نقبل بأحكامها أياً تكن هذه الأحكام ، أما غيرنا فيعتبرها مسيسة بحسب رغبته . واليوم نرى البعض منهم يتنصل من النقطة الإجماعية التي اتفقنا عليها على طاولة الحوار في العام 2006 ويحاولون تحت عنوان تسريب المعلومات أو الكلام عن الإستدعاءات التفلت من هذه المحكمة، ومن تكلم عن إستدعاء عناصر من “حزب الله” الى تحقيق في المحكمة الدولية ليس أي شخص من 14 آذار بل من 8 آذار”.
وقال:” كل ما نريده هو أن تستكمل المحكمة الدولية عملها ونرفض المعادلة التي يحاول “حزب الله” وضعها أمامنا اما السلم الأهلي أو العدالة . لأن العدالة وحدها تجعل من المجتمع اللبناني مستقراً هكذا قالت الكنيسة المارونية وهكذا قال البطريرك الماروني وهكذا تعلمنا منذ ألفي سنة وحدها العدالة تؤمن استقرار المجتمعات “.
وعن موضوع العقوبات على إيران قال:” إن إيران تسعى لأن تكون دولة فاعلة وأن تدخل في النادي النووي في العالم لتمتد بنفوذها على سائر المنطقة ، ولكن نحن لا نريد أن يستخدمنا أحد صندوق بريد ويستبيح أرضنا ويجعل بلدنا غير مستقر . فقط بوحدتنا الداخلية وتلاحمنا الإسلامي المسيحي نتمكن من تحييد لبنان عن الصراع الإقليمي الدولي “.
وعن المبادرة العربية للسلام نوه الدكتور سعيد بخطاب الدكتور سمير جعجع خلال الإحتفال الذي أقيم في البيال وطرحه موضوعاً متقدماً جداً حول القضية الفلسطينية وقيام الدولة الفلسطينية، ” كان حكيماً ولا يزال في هذا القول أولاً لأن هذا القول حق وثانياً لأنه ربطه ليس فقط بشأن سياسي إنما أيضاً بشأن إنساني وثالثاً لأنه أراح شريكه المسلم . وقال الدكتور جعجع جملة إضافية “إنني أنتمي الى حركة وطنية إسلامية مسيحية إسمها 14 آذار وهذه الحركة هي جزء من 14 آذار عربي”. وقال “أن كل من يؤمن بعملية السلام ومن يدفع إليها هو جزء من 14 آذار عربي، وكل من يؤمن بالشرعية الدولية هو جزء من 14 آذار عربي ، وكل من لا يؤمن بذلك هو جزء من 8 آذار عربي”. وبالتالي يكون الدكتور جعجع قد خرج من بيئته البشراوية المارونية اللبنانية الى بيئة أوسع ووضع نفسه شريكاً من الموقع الموجود فيه مع زعماء العالم العربي قائلاً إنني أتقاسم معهم نظرة سياسية واحدة لحل قضية فلسطين ولحل موضوع الصراع العربي- الإسرائيلي”. اضاف:” أتصور بأن هذا الموقف متقدم جدا وذكي، تقدم به فريق مسيحي من قوى 14 آذار خصوصا وأنه أراح في مرحلة استهداف الإرتباط المسيحي الإسلامي الشريك الإسلامي . لم يقل أنه مع فلسطين ويريد إلغاء لبنان ، لم يقل أنه مع فلسطين ويريد إلغاء القوات، إنه رجل شريف يريد أن يضع يده بيد الأشراف في لبنان وبيد كل الأشراف في الوطن العربي هكذا تصنع السياسة”.
وختم:” هذا الموقف يجب أن يكون محط انظار لنا جميعا وعلى الجامعة الشعبية وعلى الكوادر السياسية فيها أن تتنبه الى هذه المحطات الثلاث استكمال المحكمة الدولية وما سينتج عنها. إستكمال ما يحصل بين المجتمع الدولي وإيران وانعكاس ذلك على لبنان، واستكمال ما يجري بموضوع الصراع العربي – الإسرائيلي . وإذا فهمنا ذلك يسهل علينا معرفة ما يجري داخل لبنان . هناك زيارة مرتقبة للرئيس سعد الحريري الى سوريا نحن ندعم هذه الزيارة لأنه سيذهب اليها كرئيس لحكومة لبنان وعلى رأس فريق وزاري ليبحث مواضيع لها علاقة بالإتفاقية الثنائية بين بلدين كما تحصل بين أي بلدين”، مستغربا “الاحداث التي حصلت في كفرزبد والعبوة التي اكتشفت في شتورة والمشاكل في قوسايا قبل الزيارة رغم وجود هذه الأماكن تحت سيطرة حزب فاعل لديه القدرة على ضبط كل الأحداث. وسأل هل كل هذه الإشارات تسهل موضوع العلاقات اللبنانية – السورية ؟ وهل تسهل عمل رئيس الحكومة وطرحه العلاقات مع الجانب السوري من كل جوانبها ؟ لذلك أكرر علينا أن نفهم ما يجري حولنا من أحداث كي نفهم ما يجري في الداخل”.