المركزية- لم يعد “الفتور” في العلاقة السياسية بين التيار الوطني الحر وتيار المردة مجرد كلام يتداول في صفوف المناصرين او في الصالونات، بل طفا على السطح واصبح كلاماً تردده قيادات الجانبين في العلن وامام المناصرين وعبر وسائل الاعلام، الا ان هذا الفتور لن يتحول وفق مصادر عاملة على خط إعادة الحرارة الى العلاقة بين الجانبين الى قطيعة او جفاء او خروج من إطار التحالف والانضواء في صفوف 8 آذار.
واوضح النائب السابق والقيادي في تيار “المردة” كريم الراسي لـ”المركزية” “ان التحالف مع التيار الوطني الحر ما زال قائماً على المبادئ الاساسية التي تجمعنا في تحالف قوى 8 آذار وسيستمر من دون تغيير، لكنه اشار الى تبدل في التعاطي اليومي والتنسيق والتفاصيل واللقاءات الدورية بين الجانبين التي تقلصت وباتت تميل الى الفتور”. ورداً على سؤال عن تأثر العلاقة بنوع من “صدام النفوذ وتبادل المناصرين” على الساحة المسيحية، اكد الراسي ان “ناظم العلاقة بين المسيحيين والموارنة تحديداً، هي بكركي والبطريرك ولا صراع نفوذ بين الجانبين”.
وعن التباين في قراءة الملف السوري بين الجانبين وامتناع النائب العماد ميشال عون عن اطلاق موقف واضح من تدخل حزب الله العسكري في سوريا بينما يغوص النائب سليمان فرنجية في الملف حتى النهاية، اعتبر الراسي “ان لكل منا مقاربته للازمة السورية ونحن ننطلق من العلاقة التاريخية الممتازة بين مسيحيي سوريا ولبنان والعلاقة الممتازة مع النظام السوري وطبيعته العلمانية التي ترعى وتحافظ على الوجود المسيحي وتدخلنا ودعمنا لهذا النظام يمنحنا قوة، بينما يختلف موقف التيار عن موقفنا لكنه لا يلتقي مع موقف سمير جعجع (رئيس حزب القوات اللبنانية) الذي طلب مساندة المعارضة ولم يستنكر ما يحدث ضد المسيحيين”.
وعن التقارب بين المردة والقوات اللبنانية على حساب التيار، اشار الى ان هذا التقارب هو على المستوى المسيحي وتحت عباءة بكركي ويهدف الى تهدئة الشارعين ومنع انعكاس الخلاف في المواقف توتراً على الارض لكنه ليس تقارباً سياسياً وعلى حساب التحالف مع التيار الوطني الحر”.
من جهة ثانية، نفى الراسي كل ما يحكى عن تضارب مصالح بين عون وفرنجية لجهة الترشح لرئاسة الجمهورية وقال :”الوزير فرنجية لا يعمل في السياسة من اجل الوصول الى الرئاسة الاولى فإذا تمت تكون امرا جيدا واذا لم تحصل لا مشكلة لديه، واضاف:” في فترة من الفترات عندما كان العماد عون مطروحاً كمرشح رئاسي دعمناه والوزير فرنجية قال ان عون يمثلنا ويتكلم باسمنا واليوم اذا كانت هناك مصلحة لفريقنا السياسي بترشح عون لا مانع وندعمه ولكن لا يعتقد التيار ان هذا الامر حكر عليه، والا يسمح لبعض الصغار من ترداد كلام يوسع الشرخ في اكثر من مكان ولا تليق بالتيار والتحالف المشترك”.
وعن الوساطة التي قام بها اخيراً نائب رئيس مجلس النواب السابق ايلي الفرزلي، قال انها كانت “محاولة لتقريب وجهات النظر بين التيار الوطني الحر والوزير السابق ايلي سكاف وقبل الحديث عن وساطة يجب ان يجري بحث عميق في نقاط الخلاف ومحاولة الخوض فيها وتذليل العقبات ولا اعتقد ان غداء ولقاء على هامشه بين طوني فرنجية والوزير جبران باسيل يمكن ان ينهي مرحلة من الفتور والتباين”.
“فاترة” بيـن عون وفرنجية: “الزغير” مع الأسد “العلماني” حتى النهاية!
الفاجعة مع سليمان الألمعي الزغرتاوي أنه متى غاص في الفكر السياسي، استحال لأصبَر لمريدين اللحاق به. فحتى الأستاذ عون، منارة الرابية وفنار براد ورامبو معلولا وعماد وعمود كهرباء توتر المشرق المسيحي (العالي)، نراه لاهثاً عبثاً محاولاً الإحاطة ولو بذرّة من أعماق الفكر السليماني الفرنجي وخباياه. يبقى المرء حقاً مشدوهاً للذكاء المشَرشِر سيّالاً من سحنة وبالأخص من عينَي سليمان الألمعي الزغرتاوي. هذا عدا عن ومضات تصريحاته المولعة حتى الهوَس المجنون بغانية القرداحة. أذا كان لليلى مجنونها، فلبشار مجنونها أيضاً.