يواصل حزب الله العمل على إستكمال مقومات بناء دويلته على إنقاض الدولة اللبنانية، ممعناً تهشيماً في مؤسسات الدولة ومكوناتها، خصوصا الاقتصادية منها، بعد ان وضع يده على مفاصلها الامنية.
ففي أحدث المعلومات ان الحزب أنجز شبكته الارضية للاتصالات ووضعها قيد العمل في معزل عن الشبكة الرسمية للدولة اللبنانية. كما ان الغارة التي نفذها وزير الاتصالات المستقيل شربل نحاس نحاس على مبنى الوزارة في منطقة “العدلية”، وإعطاءه الاوامر بتفكيك أجهزة الجيل الثالث من نظام الاتصالات الخلوية، لا تبتعد كثير عن سعي الحزب، بالاتفاق مع نحاس، على وضع يده على معدات هذا النظام. حيث تشير المعلومات الى ان نحاس كان سيسلم التجهيزات الى حزب الله ليقيم شبكته الخلوية بعد إستكمال الشبكة الارضية، وذلك بعد ان رفضت شركة “أم تي سي”، المشغل الحالي لاحدى شركتي الخلوي في لبنان، إستلام معدات بطريقة غير شرعية وغير قانونية لتشغيل النظام.
وتضيف المعلومات ان الشبكة تؤمن للحزب مبالغ مالية تعوض النقص الذي لحق بماليته جراء نجاح الولايات المتحدة في تجفيف العديد من مصادر التمويل التي كان يعتمد عليها، فضلا عن الخسائر التي مني بها الحزب جراء إفلاس صلاح عز الدين وعمليات الاحتيال بملايين الدولارات التي ضربت ما يسمى بـ”مجتمع المقاومة والممانعة” و”أشرف الناس”.
والى ما سبق تشير المعلومات ان الحزب ونتيجة النقص الذي اصاب ميزانيته ايضا من التحويلات الايرانية، يبحث عن مصادر لمداخيل استثمارية تؤمن له ولـ”أشرف الناس”، من أمثال صلاح عز الدين، وفاطمة لقيس، والشيخ محمود فقيه ومدير فرع بنك جمال في جويا، والشيخ قاسم غندور وسواهم ممن لم يشكف النقاب عنهم بعد! ويمثل قطاع الاتصالات في لبنان احد ابرز مصادر دخل الخزينة اللبنانية المثقلة بالديون، والتي يقتطع حزب الله من مداخيلها وهيئات أخرى، تحت مسميات مقتضيات وحاجات “المقاومة”، مزيدا من المداخيل عبر إدخال بضائع لا تخضع للرسوم الجمركية. واليها، يريد الحزب ان يقتطع حصة إضافية من المداخيل من خلال ما يسمى بـ”شبكة اتصالات المقاومة” التي تسببت بغزوة السابع من ايار من العام 2008، والتي تتجاوز سعتها 200 الف خط هاتفي وتمتد من جنوب لبنان الى أقاصي جرود الهرمل مرورا بأعالي جرود المتن وكسروان والقرى الشيعية في قضاء جبيل.
مرافئ غير شرعية!
وفي سياق متصل اشارت معلومات الى ان الحزب الالهي أنجز تجهيز مرافيء غير شرعية على طول الشاطىء الجنوبي تحسبا لخسارة ابرز مصدر للبضائع والسلاح في حال سقوط نظام بشار الاسد. وتاليا هو يعمل على تحقيق أكبر قدر من الاستقلالية المالية وإستقلاللية الموارد، من دون المرور بدمشق او الدولة الرسمية اللبنانية.
جنوبيون يقولون إن حزب الله يتحدث عن إعلان دولته في حال سقوط النظام السوري!
وإنطلاقا من المعلومات السابقة تشير معلومات من العاصمة اللبنانية بيروت الى ان الحزب الالهي أنجز أيضا سحب مستودعاته من الاسلحة والصواريخ التي كان يخزنها في سوريا مع بداية إندلاع الانتفاضة السورية، وهو حاليا يملك شبكة اتصالات خاصة به فضلا عن مرافيء بحرية يسيطر عليها بالكامل، ما يؤسس لتجهيز بنية تحتية تتيح للحزب الالهي الاستقلال عن الدولية اللبنانية تمهيداً للسيطرة عليها تباعا.