هناك حرب إبادة عبثية قائمة في قطاع غزة. فإسرائيل تعرف يقيناً أن الجيوش النظامية لا تستطيع أن تقضي على منظمة متغلغلة بين صفوف الناس، وهذا تماماً ما اكتشفه الأميركان في فيتنام والروس في أفغانستان.. إلخ. حيث لا توجد في مثل تلك المواجهات حرب فاصلة بين الطرفين كحال الحروب بين الجيوش ليُعرف بعدها الطرف المنتصر والطرف المهزوم.
***
بالمقابل تعرف «حماس» أنها لا تستطيع القضاء على إسرائيل وتحرير الأرض من النهر إلى البحر للفارق الكبير في موازين القوى. كما طبيعة الأرض ومساحتها شديدة الصغر والتي لا جبال ولا غابات فيها لتسمح لها بشن حرب عصابات ناجحة كما حدث في فيتنام وأفغانستان.
وعليه يحتاج التنظيم المعني لأن يشرح أهدافه الاستراتيجية من العمليات العسكرية المتكررة التي يقوم بها ليحصد الدعم الخارجي والداخلي.
***
آخر محطة:
(1) من يدعم بحق شعب غزة يجب أن يحرص هذه المرة على ألا ينتهي الأمر بهدنة مؤقتة، بل يجب خلق خارطة طريق تصل بأهل غزة لسلام دائم وعادل، وعدا ذلك تصبح الدماء التي أهدرت والبنيان الذي تهدم قد ذهبا هدراً. وبالتبعية من لم يُقتل أو يُهدم بيته هذه المرة، سوف يقتل وتهدم داره في المواجهة القادمة بعد عام أو عامين، كما جرت العادة في السابق.
(2) هناك تعاطف شعبي عالمي كبير مع أهل غزة وهذا التعاطف يجب أن يستفاد منه عبر خلق خارطة طريق واضحة المعالم للوصول لحل نهائي للإشكال قبل أن يتلاشى تدريجياً مع مرور الزمن وعودة الشعوب لانشغالاتها الأخرى، كما حدث سابقاً مع مذابح صبرا وشاتيلا وغيرها.