المركزية- رغم نفي النظام السوري والاعلام الحربي التابع لـ”حزب الله” الخبر، الا ان أكثر من مصدر أمني وعسكري أكد ان طائرات حربية إسرائيلية حلقت فوق الحدود اللبنانية – السورية في منطقة البقاع الشمالي فجر الاربعاء، واستهدفت بعدد من الصواريخ، نقاطا تابعة للقوات السورية وحزب الله في منطقة القطيفة وجرود نحلة الواقعة في جبال القلمون الشرقي داخل الأراضي السورية.
مصادر دبلوماسية تشرح عبر “المركزية” خلفيات الغارة الاسرائيلية الاخيرة، فتكشف للغاية عن اتصالات جرت في الآونة الاخيرة بين دمشق وموسكو طرح خلالها مسؤولون سوريون على روسيا إمكانية انشاء قاعدة جوية في منطقة القلمون وأخرى بحرية في بانياس توضعان تحت تصرف ايران، على غرار قاعدتي طرطوس وحميميم اللتين يستخدمهما الروس فيما بات للأتراك امتداد حيوي في الشمال السوري.
واذ تشير الى ان الرد الروسي أتى سلبيا، في ضوء اجماع أميركي – روسي – أوروبي على رفض اعطاء “الجمهورية الاسلامية” أي موطئ قدم على “المتوسط”، تقول المصادر ان الكرملين لم يتجاوب مع الطرح السوري اذ رأى فيه ما يقوّي الوجود الايراني فوق الملعب السوري، في وقت تسعى موسكو الى الامساك وحيدة بالورقة السورية ولا تحبذ أي تدبير أو إجراء قد يعزز النفوذ الايراني في سوريا ويدفع طهران الى المطالبة لاحقا بحصة ودور ومشاركة في صياغة التسوية المنتظرة، والتي تريد روسيا وضعها مع الاميركيين والاتراك.
على أي حال، تقول المصادر ان الغارة الاسرائيلية على المنطقة الحدودية الواقعة بين لبنان وسوريا لا يمكن فصلها عن المشروع السوري لاقامة مطار في القلمون. فهي تشكّل رسالة استباقية أرادت من خلالها القدس التحذير من مغبة الاقدام على هذه الخطوة التي من شأنها ان تؤمن حضورا عسكريا لـ”عدوتها” الاقليمية ايران، في بقعة جغرافية قريبة من أراضيها.
هذا على النطاق الاستراتيجي الواسع. أما على الصعيد التكتي الضيق، فتشير المصادر الى ان الغارة الاسرائيلية على القطيفة استهدفت مخازن أسلحة تابعة لقوات بشار الأسد و”حزب الله”، موضحة انها تندرج ضمن سلسلة غارات سبق ان شنتها القوات الاسرائيلية على مواقع “الحزب” في منطقة القلمون ومحيطها لمنعها من التمركز في هذه البقع القريبة من الجولان، وقطع الطريق امام انشاء مخازن صواريخ فيها على اعتبار انها تمثل تهديدا لأمن اسرائيل. وذكّرت المصادر بأن “الجيش الاسرائيلي شن في الاشهر والسنوات الماضية أكثر من غارة ضد مقار أو قوافل عسكرية تابعة لإيران وحزب الله في الجولان المحتل، أدت الى مقتل عدد من القيادات في “الحزب” وفي الحرس الثوري، منهم عماد مغنية في القنيطرة، والهدف منها منع أي وجود ايراني على طول الحدود السورية او اللبنانية مع اسرائيل”.
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أشار منذ أيام الى ان “سلاح الجو الإسرائيلي فعال في سوريا ويهدف لمنع وصول الأسلحة المتطورة والمعدات العسكرية إلى ميليشيا حزب الله”. وقال “نحن نعمل أولاً على حماية مواطنينا وحماية سيادتنا، ونحاول منع تهريب الأسلحة المتطورة، والمعدات العسكرية، وأسلحة الدمار الشامل، من سوريا إلى حزب الله”، الا انه لم يوضح ماهية أسلحة الدمار الشامل التي يسعى الحزب للحصول عليها.