(في ذكرى الاستقلال هذه السنة اتذكر ما كتبته السنة الماضية. ارجو ان اكتب جديدا في السنة القادمة من وحي المقطع الاخير)
البارحة
كان عيد ميلاد فيروز
واليوم
هو عيد الاستقلال.
الاستقلال
أصبح مجرد ذكرى
نستذكرها بحسرة
مرة كل سنة،
فيما فيروز معنا
صبحاً ومساءً
هي ولبنانها الجميل.
لا استقلال
بدون لبنان،
لكن لبنان لا يزال حاضرا
في أغنيات فيروز
بدون استقلال.
لبنان فيروز
فكرة خيالية،
مطعّمة بالواقع
ومطرّزة بالشعر والموسيقى
والصوت الجميل،
ابتكرها الرحابنة
واحبها اللبنانيون
فصدقوها،
حتى ولو قال عنها
الرحباني الابن
أنها “شي فاشل”.
في كل الأوطان
أفكار متخيّلة عن أوطانهم
وأساطير مؤسسة
لوحدتهم،
وفي الاوطان مثل لبنان،
تحتاج الوطنية التعاقدية دائما
إلى أفكار تغذي تصوراتها
عن وحدة شعبها
وأصوله المشتركة.
اذا استمر
المنحى السياسي العام
على ما هو عليه الآن،
قد يلحق لبنان الكيان
بلبنان الاستقلال،
بفلتان حدوده وتفكك شعبه
وانحلال مؤسسات دولته
وهيمنة تنظيم عسكري على قراراته،
يصبح هو أيضا
مجرد ذكرى،
في حين أن لبنان فيروز
باقٍ في الأذهان
وعلى الألسن
وفي بيوت اللبنانيين.
للاسف،
ليس في بيوت
جميع اللبنانيين،
فبعضهم مُحرّم عليهم للاسف
الإستماع إلى الأغنيات
ومن بينها أغنيات فيروز،
وهم ربما لا يتشاركون
مع بقية اللبنانيين
فكرة لبنان الجميل المتخيّل.
صوت فيروز
يستأثر على مشاعرنا
وعلى عقلنا،
فنغنّي والدمع في عيوننا
“بحبك يا لبنان يا وطني بحبك”،
فيما نحن نلعن العيش
في هذه البلاد
ونفعل المستحيل
لتهريب اولادنا من جحيمها.
أن يحل
عيد ميلاد فيروز
قبل يوم
من ذكرى عيد الاستقلال،
فيه شيء من الصدفة
لكن ربما فيه
شيء من الامل أيضا،
في أن يخرج لبنان الجميل
مجددا من البيوت
إلى الشارع،
مطالبا باستقلاله
على وقع صوت فيروز.