ذكرت صحيفة “الأخبار” التابعة للحزب الالهي ان إعلان موعد زيارة رئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط الى دمشق قد يتضح خلال أقل من أربع وعشرين ساعة، وأن حسين الخليل المعاون السياسي لامين عام حزب الله حسن نصر الله الحاج توجه الى دمشق يوم الاربعاء الماضي لهذه الغاية. فيما يؤكد النائب جنبلاط أنه سيعلن زيارته الى دمشق فور وصول الدعوة إليه مضيفاً “اللهم إلا إذا أراد الإخوان في سوريا عدم الاعلان عنها وأنا أستبعد ذلك”.
وفي سياق متصل ذكر مقرب من النائب جنبلاط طلب عدم ذكر اسمه ان وزير خارجية تركيا “داوود أوغلو”، وليس حسن نصرالله، لعب الدور الرئيسي في تقريب المسافة بين جنبلاط ودمشق.
وقال المصدر ان جنبلاط في زيارته التركية لم يجتمع مع رئيس الحكومة “إردوغان” بسبب إنشغال هذا الأخير بالأزمة مع الجيش. ولكنه التقى الرئيس التركي “غول” ووزير الخارجية “داوود اوغلو” وتبادلا الهدايا التذكارية وكانت كتبا عن الامير شكيب ارسلان، حيث سلم اوغلو جنبلاط ثلاث كتب عن جده الامير شكيب أرسلان باللغة التركية في حين قدم له جنبلاط نسخة باللغة العربية.
ويضيف ان الوزير اوغلو قال لجنبلاط أنه سيبحث موضوع زيارة جنبلاط لسوريا مع الرئيس السوري بشارالاسد خلال زيارته لدمشق (التي جرت بعد ذلك بأيام في 7 مارس الجاري).
ويقول المقرب من جنبلاط ان تساؤل الاخير في مقابلته التلفزيونية بشأن ما إذا كان على لبنان ان يتحمل منفردا عبء المواجهة مع اسرائيل يعكس الموقف التركي. فحكومة تركيا ضد الضربة العسكرية لإيران، ولكنها ضد تحميل لبنان وحده عبء الدفاع عن المشروع النووي الإيراني.
من جهة أخرى، يؤكد مراقبون متابعون لشأن الزيارة الجنبلاطية الى دمشق ان المسؤولين السوريين كانوا طلبوا من نصرالله الانسحاب وتسليم ملف جنبلاط وزيارته المزعومة الى دمشق للنائب طلال ارسلان وان اللقاء الجنبلاطي اراد منه حزب الله استلام ورقة الاعتذار مباشرة من جنبلاط عبر قناة “الجزيرة” من اجل استلام زمام المبادرة من جديد والسعي لدى السلطات السورية لاستقبال جنبلاط فيسجل الحزب كرة اضافية في مرمى جنبلاط ودمشق على حد سواء.
ولكن جنبلاط كان في جعبته التطمينات التركية فقال ما قاله في مقابلته التلفزيونية، من دون ان يعتذر وكان ناقلا لوجهة النظر التركية.
وإزاء هذا الوضع دخل حزب الله من جديد على خط الوساطة خشية ان ينقلب جنبلاط من جديد ويعود الى صفوف قوى 14 آذار بعد ان رحبت قياداتها بالموقف الجنبلاطي المتلفز معتبرة انه يؤسس لعودة جنبلاط الى صفوفها. فطلب من القيادة السورية تسهيل الزيارة لضرورات الحزب الداخلية واعقب طلبه بإعلان رسمي عن الدائرة الاعلامية في الحزب بشأن استعداد الرئيس السوري لاستقبال جنبلاط في حين لم يصدر اي موقف رسمي سوري يشير بشكل جازم الى هذا الاستعداد. وفي حين قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان بيان الحزب عن الشأن الجنبلاطي دقيق من دون ان يشير الى اي دور للحزب الالهي في الوساطة او الى استعداد الاسد لاستقبال جنبلاط.
“الأيام العشرة الأخيرة” قبل.. تتويج عون رئيساً!
وفي سياق متصل لجهة استغلال حيثيات الزيارة الجنبلاطية نقل مقربون عن العماد عون قوله إن معركة إسقاط الرئيس اللبناني ميشال سليمان قد بدأت مع إعلان الوزير السابق وئام وهاب من الرابية (منزل عون) عن ضرورة استقالة الرئيس سليمان مشيرا الى انه يعيش الايام العشرة الاخيرة من عهده.
ويقول مقربون من الجنرال ان حلم الكرسي الرئاسي عاد لينتفخ في رأسه مشيرا الى ان جنبلاط وفور عودته من دمشق سينضم الى الفريق المطالب باستقالة سليمان بالتزامن مع تحضير ملفات بشأن مخالفات قضائية ودستورية رافقت عملية انتخاب الرئيس سليمان وابرزها عدم استقالته من منصبه كقائد للجيش قبل سنتين من إنتخابه عملا بالدستور اللبناني.