خاص بـ”الشفاف”
إذا كانت المقابلات المتلفزة مع المخطوفين اللبنانيين في سوريا، التي بثتها وسائل إعلامية لبنانية في نشراتها الإخبارية، قد شكلت دافعا عاطفيا لدى أهالي المخطوفين لمعاودة التحرك ومطالبة الحكومة اللبنانية دون غيرها بالعمل فورا على إطلاق سراحهم، إلا أنه لا يمكن فصلُ “الهبّة” الفجائية التي قام بها أهالي المخطوفين عن سياق الأحداث الأمنية والسياسية التي حصلت في الساعات الأخيرة السابقة لهذه “الهبّة”، لا سيما خطف الزوار الإيرانيين الثماني والأربعين في دمشق، ومقتل ثلاثة منهم إثر قصف نظامي، من ثم زيارة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي لبيروت.
عادةً ما تستخدم إيران الساحة اللبنانية والشيعية على وجه التحديد لإيصال رسائلها إلى من يهمها أمره. لذلك يبدو من الطبيعي الربط بين التحرك الفجائي لأهالي المخطوفين اللبنانيين، الذين وسّعوا اعتصامهم من طريق المطار إلى الرابية” مقابل السفارة التركية، والسفارة القطرية لاحقا، وتهديدهم على لسان الشيخ عباس زغيب، المكلف من قبل” المجلس الشيعي الأعلى بمتابعة ملف المخطوفين، “باستضافة” عناصر الكتيبة التركية العاملة في الجنوب ضمن نطاق اليونيفيل، ومطالبة الجمهورية الإسلامية للدولتين إياهما التدخل في حل قضية المخطوفين الإيرانيين عقب عملية الخطف مباشرة!
تحضير لعودة “القمصان السود” إلى الشارع؟
إذا عدنا بذاكرتنا قليلا إلى الوراء، نجد أن الطائفة الشيعية كانت وما تزال مَنفذا ناجحا غير مباشر للمشاريع الإستراتيجية الإيرانية، من تظاهرة 8 آذار 2005 وحرب تموز 2006، والإعتصام طويل الأمد وسط بيروت، كذلك أحداث 7 آيار 2008. مشاريع لم تكن لتنفَّذ وتبصرَ النور وتصب في مصلحة الدبلوماسية الإيرانية لولا خروج الطائفة الشيعية إلى الشارع! اليوم تعود الطائفة الشيعية إلى التمدد في الشارع، بحجة ظاهرُها مطالبة الدولة اللبنانية بالسعي إلى إطلاق سراح المخطوفين في سوريا، وباطِنُها تحضير لمرحلة جديدة من استعراض القوة والتوتير، التي يعرف حزب الله كيف يديرها ولحساب من يديرها، وتعود معها الأجواء ذاتها التي سادت عشيات آذار 2005.
وقد تبدى ذلك جليا من خلال الخطاب الذي أدلى به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في حفل إفطار الهيئات النسائية لدعم المقاومة، حيث عمد إلى تسمية قوى 14 آذار بالاسم، مشيرا إلى أنها “لا تريد حوارا حقيقيا و تريد انتزاع سلاح المقاومة… مذكّرا اللبنانيين أنه كان بإمكان حزب الله السيطرة على البلد في 7 آيار لكنه لم يفعل”!! ترافق ذلك مع كلام تناقله أهالي المخطوفين أن جهات لبنانية مناوئة لحزب الله وداعمة للثورة السورية دفعت أموالا طائلة للخاطفين لمنع تسليمهم للسلطات اللبنانية! واستطراداً، ردد أهالي المخطوفين و”أنصارهم”، منذ اللحظات الأولى للأعتصام على طرق المطار، أن تركيا وقطر تتحملان مسؤولية خطف الزوار اللبنانيين، إضافة إلى جهات لبنانية تدعم المعارضة السورية. وعليه، إذا لم تتحرك هذه الجهات التي تعتبر نفسها مؤثرة في هذا الملف، سوف تسمى على الإعلام بالاسم أيضا، كذلك اعتبر أهالي المخطوفين أن قوى 8 آذار ليس لديها قدرة على التدخل في هذه القضية خلافاً لقوى 14 آذار.
بالنظر إلى قدرات حزب الله العسكرية التي حققت له “نصرين إلهيين” على العدو، وشبكة علاقاته الدبلوماسية التي مكّنته من إجراء أكثر من عملية تبادل أسرى مع إسرائيل، إلا أنه آثر الصمت إذ لم نقل “التعالي” في مسألة تُعتبر عرضية بالمقارنة مع ما سبق. وظل حتى الساعة بمنأى عن كل التحركات، فلم يصدر عنه أي تعليق رسمي حول ما يجري، حتى أهالي المخطوفين المعتصمين لم يطالبوه بالتحرك أو المساعدة في حل الأزمة، في حين طالبوا رئيسي الجمهورية والحكومة و قيادات من 14 آذار بالتدخل! وهذا راجع إلى تأثره بالعقلية الأمنية الإيرانية التي تتقن تأليب الشارع “في الظل” و”إدارة الأزمات دون شهود”.
وقد سجلت الإندفاعة الأولى للإعتصام وصول أهالي “حملة الصدر” التابعة لحركة أمل إلى طريق المطار، ثم انضمام أهالي “حملة بدر الكبرى” التابعة لحزب الله إليها لاحقا.
تتبعه إيران التي تواجه ثورة “دجاج” شعبية نتيجة وضعها الإقتصادي المأزوم، والتي أدركت صاغرة أن سقوط الأسد بات وشيكا، ولم تعد تملك بالتالي مساحات مناورة في المنطقة سوى الساحة الشيعية في لبنان، لذلك أوكلت إلى سعيد جليلي الدبلوماسي المعروف بشخصيته البراغماتية على خلفية النجاحات التاريخية التي حققها لبلاده، في ما يتعلق ببرنامجها النووي، خاصة المفاوضات التي جرت في جنيف عام 2009، والتي أكسبت الجمهورية الإسلامية موقع تفاوض قويا مقابل الدول الست الكبرى، مهمتين: حل أزمة المخطوفين الإيرانيين أولا واللبنانيين ثانيا عبر التهديد بالتصعيد ضد الدول المؤثرة على المعارضة السورية باستخدام عضلات حزب الله في الداخل اللبناني في حال تعثر الجهود الدبلوماسية للإفراج عنهم، وكذلك البحث عن ملاجئ بديلة لإمتدادتها الإقليمية بعد سقوط الأسد.
عودة “القمصان السود”؟: جليلي يعرض عضلاته “الإقليمية” في شوارع بيروت!لقد فند المقال: إيرانيون في سوريا! للسيد فايز سارة تدخل النظام الايراني الفارسي الحاقد في قتل الابرياء السوريين واطفالهم المناديين بالحرية والديمقراطية وانهاء الاستبداد والفساد وعبادة الفرد http://www.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=690422&issueno=12311 ونقول نعم ان 48 رجل من الارهابيين الايرانيين يتبعون للحرس الثوري الايراني الارهابي الطائفي ونظامه الحاقد الذي سوف ينتهي قريبا وذلك لمساعدة النظام السوري السرطاني الخبيث في قتل وتدمير الشعب السوري وثورته ولابقاء نظام الاسد المجرم السفاح في سوريا.وان احد المذيعيين والمحللين العراقيين الشيعة في قناة محايدة اكد وبرهن ان هؤلاء عصابة من المجرمين التابعين للحرس الثوري الايراني الارهابي وقال كفى نفاق ولف… قراءة المزيد ..