موقفان يكتسبان اهمية بالغة في مسار ربيع الثورات العربية: الاول هو الموقف المشرف لعضو قيادة تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش في شأن الحريات عبر تأكيده امس أنّ “مسألة الحريات مسألة عامة ولا تتوقف عند حدود اي دولة ولا خطوط حمر فيها”. موقف جاء في سياق رده على ما قيل عن تأنيب تعرض له من زعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري اثر انتقاد علوش الواقع السعودي وأداء النظام في المملكة العربية السعودية، قبل يومين.
الثاني . هو الموقف غير المبرر، ان لم نقل المسيء، الصادر عن رئيس الحكومة العراقية ورئيس حزب الدعوة نوري المالكي، قبل يومين أيضا، من الثورة السورية التي تستهدف تغيير النظام. فقد اعتبر المالكي أنّ “تغيير النظام أو سقوطه ليس من مصلحة احد”.
ويأتي هذا الموقف ليؤكد الدعم العراقي المالي واللوجستي للنظام السوري في مواجهة الثوار، وهو دعم لنظام طالما اشتكى منه المالكي نفسه لتورطه في التخريب الذي طال العراق في السنوات الماضية.
هذان الموقفان يتصلان بربيع العرب، كل من زاويته، بما يثيره من مواقف وتساؤلات، كما يكتسبان اهمية تتصل:
اولا، بأن موقف الدكتور علوش قد يكون الوحيد بين قيادات السنة في لبنان وقيادات 14 آذار الذي جمع بين موقف التأييد للربيع العربي والثورة السورية من جهة وتأييده تحقيق الحريات العامة في المملكة السعودية من جهة أخرى، ومنها تعزيز دور المرأة وحقوقها، التي أبسطها حق قيادة السيارة الى المشاركة في الحياة العامة والسياسية بشكل خاص. ويهذا المعنى ينسجم الطبيب الطرابلسي مع نفسه اولا، ويؤكد ان شرط اكتمال ربيع بيروت 2005 هو في ان يزهر ربيع العرب دعما كاملا لخيارات الشعوب في الحرية والديمقراطية وتحقيق الكرامة الوطنية.
استياء قادة “المستقبل” من موقف الطبيب الطرابلسي ادانة لهم
استياء قادة “المستقبل” من موقف الطبيب الطرابلسي ادانة لهم
اما استياء بعض قيادات تيار المستقبل من الموقف المبدئي والصائب، فهو ادانة لاصحابه، اذ كيف يحق لهؤلاء، ومنهم الرئيس سعد الحريري، ان يتفوّه بكلمة حيال دعم الشعب السوري ومطلبه في الحرية والديمقراطية، واكثر من ذلك كيف يحق لمنتقدي النائب السابق ان يوجهوا انتقادا لهذا الترابط العضوي بين حزب الله وإيران والولاء، الذي يحول دون ان يصدر اي انتقاد للسياسة الايرانية الخارجية، فكيف السياسة الداخلية؟
وإذا كان البعض ينتقد ولاية الفقيه ولا يقر بها، فلا يحق له ان يتبناها عمليا في سلوكه السياسي. وموقف النائب السابق علوش بشأن المملكة السعودية يجب ان يكون محل افتخار تيار المستقبل وقوى 14 آذار، وسوى ذلك تخلف فاضح عن ركب الربيع العربي ومخاضه الذي يكشف معدن الاحرار والعبيد.
ثانيا: مما سبق يمكن مقاربة مواقف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، فهو ببساطة عبّر عن حالة خداع من الطراز الاول. خداع وانقلاب فاضح على كل المبررات التي اعتمدت لاسقاط النظام العراقي، عبر توسل التدخل الخارجي تحديدا.
فغريب ان يتبنى المالكي خطاب خصومه البعثيين حين قال إنّ “إسرائيل والصهيونية العالمية قد تكون هي المستفيدة من رياح التغيير”، (وذلك في مناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس منظمة بدر في 17 آب 2011)، وعاد فحذر بعد ايام، خلال لقاء مع كوادر نسائية عراقية من ان “تؤدي الاحتجاجات التي تشهدها بعض الدول العربية الى سايكس – بيكو وتقسيم الدول الى دويلات”. غريب ان يصدر هذا الموقف عن زعيم اسلامي شيعي عراقي وعلى قمة السلطة اليوم، فقط بعد ان انتفض الثوار في سورية ضد حزب البعث وحكم العائلة، وطالبوا بحقهم في الحرية واصلاح شؤون الدولة والمجتمع.
وإذا كان المالكي مقتنعا بما يقول حري به ان يعتذر للشعب العراقي عن جريمة اسقاط نظام البعث والعائلة. وهل يدرك المالكي ان في موقفه يضع العراق بمواجهة ربيع العرب؟ وان خذلانه احرار سورية هو اضاعة فرصة التعجيل بعناق تاريخي بين شعبين عربيين استنزفهما حزب البعث وحزب العائلة والتسلط؟
يبدو المالكي في سلوكه وموقفه يؤكد انه ينتمي الى حقبة ما قبل ربيع العرب، حقبة عنوانها منع الأكثريات الشعبية من إدارة شأنها العام في سائر دول المنطقة.
مصطفى علوش في موقفه يجب ان يغري كل المنادين باكتمال ربيع بيروت بربيع دمشق والقاهرة وصنعاء وطرابلس والمنامة وكل العواصم العربية. إنّه مسار التاريخ وعلى المهوّلين عليه من رفاق دربه إدراك أنّ الحرية كلّ لا يتجزأ.
أما في العراق فليس من فرصة سانحة للخروج من فشل تجربة الحكم وبناء الدولة، بغير التماهي مع ربيع العرب. وليس هناك من سبيل افضل لافشال محاولات اثارة الفتن المذهبية في المنطقة بغير اندفاع العراق حكومة وشعبا لملاقاة الثورة السورية… وغير ذلك ايغال في الفتنة ومزيد من انكشاف الخواء والعجز.
* كاتب لبناني- بيروت
البلد
عن شجاعة علوش وخيانة المالكي اولا كان بودي فعلا ان في لبنان ربيع من اي نوع خصوصا على الطائفية والمحاصصة والدكاكين السياسية التي تميل حسب رياح البتروريال والبتروتومان والبترودولار. ثانيا نعم الحرية لا تتجزء ولا يجوز تأييدها هنا وانكارها هناك ولكن من الظلم المقارنة بين نظام اصلاحي الخطوة بخطوة ومتقدم على شعبه حسب تقبله للتغيير ونظام آخر يقتل شعبه ويشبعهم وعودا لذا كلام النائب علوش معليش مالوش موفقية غير انه يريد حشر نظام في ثنايا نقده لللا نظام من باب رفع العتب والمساواة ولو ان نواب لبنان المرحبين بالربيع العربي يركزون على بلدهم واعلان ثورة على الممارسات اللاديمقراطية ولا حرية… قراءة المزيد ..
عن شجاعة علوش وخيانة المالكي وقال الدكتور علوش ما كان خاطئا. انه خطأ واقعي، وسياسيا، واجتماعيا، وكذلك وصف خاطئ. فإنه لا يقول كلمة “الجنائية” لأن في حين أن النساء في السعودية تريد المزيد من الحرية ، وليس هناك “الإجرام” هنا. أيضا ، فإن العاهل السعودي مؤخرا منح المزيد من الحقوق للمرأة لخوض الانتخابات. الملك هو القيام بإصلاحات ببطء لأن هذا هو طبيعة المجتمع السعودي المحافظ بعمق. علاوة على ذلك ، تحالف 14 آذار احتياجات الحلفاء — الأعداء وليس هذا هو حيث البكم الدكتور علوش السياسي يأتي فيها من ناحية أخرى، وربما الدكتور علوش ليست غبية سياسيا حتى لو انه يستطيع… قراءة المزيد ..