• محمد حسنين هيكل يحوز ويحرز أوراقا ووثائق ومستندات، لا حصر لها مما يخص الدولة أو يتعلق بالسلطة. ويُقصد بالدولة مصر، بتاريخها وأرضها وشعبها ومؤسساتها وأجهزتها وأحداثها، وكل ما فى هذا المعنى. بينما يُعنى بالسلطة الهيئة التى تُدير الدولة فى فترة معينة محددة، وهى السلطة التنفيذية تخصيصا (executive) أو ما يُطلق عليه فى الولايات المتحدة تعبير الإدارة (Administration). وتكون السيادة للدولة لا للسلطة أو الإدارة، ويُعبر باللغة اللاتينية عما يصدر من السلطة التنفيذية أو الإدارة بتعبير (ex cathedra) أى ما يحدث بمقتضى أو يصدر بواسطة السلطة التنفيذية، أو أحد أعضائها، إعتباراً من رئيس الجمهورية وحتى أصغر موظف إدارى فيها.
ولا يُعرف على وجه التحديد كيف حصل هيكل على هذه الأوراق والوثائق والمستندات، ولا يُفهم السبب الحقيقى فى ذلك، إلا أن يكون ما حدث يعد إنقلاب 1952 من سقوط للنظم التى تحدد سلطات كل هيئة أو إدارة أو شخص فى سلطة ما، ويضعه موضع المسئولية إن هو جاوزها أو خرج عليها.
فهل يكون عبد الناصر بوصفه رئيسا للجمهورية هو الذى سمح له بهذه الحيازة أو الإحراز، وبذلك يكون قد أوجد سلطة موازية للسلطة التنفيذية أو الإدارة وهو ما لا ينبغى أن يكون، حتى باسم الثورة، لأن الثورة تقصد إلى تغييرات محددة هى التى التزم بها قادتها فور حدوثها ووافق عليها الشعب فصارت بمثابة عقد إجتماعى وسياسى بينهما. أم كان ذلك منه (رئيس الجمهورية) لعدم اعتداده بأى قانون أو قرار أو نظام، وهى مسألة لابد أن يلتفت إليها المؤرخون لإبداء الرأى فيها. أم أن هيكل حصل على هذه الوثائق عندما كان وزيرا للإعلام؟ وهنا ينبغى التفريق بين إختصاصات وزير الإعلام وأحاديث من يجلس على مقعد وأمامه مُصورة ومُسجّل ليروى واقعات التاريخ على هواه، ويُظهر فى ذلك مستندا أو تأشيرة، مدعيا أنه أخذ صورة من هذا المستند ونسى أن يردها. هل عندما تسير الأمور بهذا الشكل أو هذا الوضوح نكون أمام دولة أو سلطة أم نكون إزاء عصابة أو جماعة تفعل ما ترى وتقول ما تشاء، وتعتصم بالقوة أو تركن إلى مستندات لتمنع الغير من محاسبتها أو حتى مناقشتها؟
لقد وصف عبد اللطيف البغدادى أحد رجال الإنقلاب البارزين حكم ما بعد إنقلاب 1952 بأنه كان حكم عصابة. وقال المؤرخ العسكرى اللواء جمال حماد فى حديث له بقناة الجزيرة أذيع يوم 26 يناير 2009 أن عبد الناصر قال للسادات – بعد أن تخلص من عامر وعصبته – إن البلد (يقصد مصر) كانت تحكمها عصابة.
ملحوظة : (كان ونستون تشرشل قد وصف الضباط الإنقلابيين عام 1953 بأنهم عصابة مسلحة).
ولقد قال هيكل فى حديثه عن “تجربة حياة” أنه صحب أم كلثوم إلى مكتب المشير عامر، لأنها شأن ملايين غيرها كانت تتخوف من جو الحرب، أو وقوع الحرب، وكانت تتحرى فى ذلك عن الوضع الحقيقى حتى يمكنها أن تسجل أغنيتها (راجعين بقوة السلاح) دون أن يكون ذلك مشاركة منها فى وضع خائب وعمل عشوائى.
فطمأنها عامر، ثم انفرد به هيكل بعد ذلك فأطلعه على الأمر الصادر من عبد الناصر بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة بحشد القوات العسكرية إيذانا ببدء عملية عسكرية، وقرأ هو ما حدث من تعليق عليها وهو مكتوب بخط يد، من قال أن خط عامر، ومن ضمنه أن حشد القوات يخفف الضغط على سوريا من الحشود الإسرائيلية، لأنه يفتح أمامها جبهة جنوبية من مصر وأنه لا يهدف إلى حرب. ثم أضاف المتحدث أنه حصل على صورة من هذا الأمر، وعليها تعليقات بخط المشير، كما قال، إنه نسى أن يعيد الورقة. فهل يمكن فى أى نظام محترم أو إدارة ملتزمة أن يُسلم نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للغير صورة ورقة كهذه؟ وهل من الأمانة أن يستبقيها المتحدث لديه ويدعى أنه نسى أن يعيدها؟ وإذا كان قد نسى ذلك فعلا فهل من الأصول أن يستعين بهذه الورقة، التى ربما كانت نتاج حديث بين القائد الأعلى (عبد الناصر) ونائبه (عامر)، فهى بهذا المعنى ورقة خاصة جداً من أوراق السلطة التنفيذية، ما كان ليجوز لخارج عنها أن يحصل على صورة منها، وأن يدعى عندما يستعملها أن عامر لم يكن يقصد حربا وإنما قرر له إنها مناورة أو خدعة (bluff) مع أن الذى قال ذلك، واعتاد على فعله، وكان من خصائص شخصيته، هو عبد الناصر. وفى حالة حرب 5 يونيو 1967 يُذكر أنه قال للملك حسين عندما جاءه يوم 30 مايو بالزى العسكرى “إنت عامل كده ليه، إنها بلف أو بلفة باللهجة العامية” (وهى تصحيف للفظ الإنجليزى bluff)، كما يُروى أنه قال لأكثر من واحد بعد الهزيمة: الخدعة (البلف) بتاعتى مانفعتشى المرة دى.
فإذا كان الأمر كذلك، فإن الولايات المتحدة تكون قد ساعدت الإنقلابيين على القيام بإنقلاب 23 يوليو 1952، ثم شجع عميل المخابرات كميت روزفلت، عبد الناصر على عقد صفقة السلاح مع الإتحاد السوفيتى (1955) وحرضه على تأميم القناة، لأسباب تهم الولايات المتحدة أكثر مما تعنى مصر أو تفيدها، وجعل ذلك من عبد الناصر زعيم الأمة العربية، وهم (المخابرات الأمريكية) يعرفون أن المقامرة والمغامرة فى طبعه وجبلّته، حتى ينتهى به الأمر إلى المقامرة الكبرى بمصير الشعب العربى كله، فى أحداث كان يتصور أنها خدعة ثم إنتهت بحرب 5 يونيو 1967، التى لم يكن مستعدا لها ولم يكن فى الحقيقة يريدها، كما سيرد فيما بعد، فخسر فى المقامرة، وخسر الشعب العربى كله به، ودمر مصر تماما وتركها خرابا ينعق فيها البوم من بعد.
وفى سبيل التدليل على أن المقامرة من طبيعة عبد الناصر، فضلا عما سلف، ولتأكيده، ذكرت لى زوج عامر الثانية (السيدة برلنتى عبد الحميد) أن عبد الناصر وعامر واثنان معهما كانوا يلعبون القمار (ولو دون نقود) فى بيتها الذى أعده لها المشير عامر (وقد كان فى الأصل استراحة للملك فاروق) فى منطقة كنج مريوط بالجنوب الغربى من مدينة الأسكندرية.
إن حيازة وإحراز أوراق ووثائق ومستندات تتعلق بالدولة أو تتصل بالسلطة مما يقتضى تحقيقاً سياسيا قضائيا، من لجنة محايدة، حتى تحدد للشعب كيفية وسبيل وتاريخ الحصول على كل ورقة. وما إذا كان ذلك فى عهد شخص يتولى إدارة وزارة، أم خارج هذا المجال، ولم كان ذلك؟ حتى تستقيم الأمور ويتحول حكم العصابة إلى حكم الدولة وحكم القانون.
• ويجنح المتحدث دائما إلى التعريض بالنساء وخدش إعتبارهن لغير ما ضرورة يلزمها السياق، مع أن عدم ذكر هذا الخدش وذلك التعريض لا يغير من رأى المتحدث ولا من فهم المشاهد أو المستمع. فهو من ثم أسلوب أخف ما يوُصف به أنه غير لائق من متحدث محترم، يعرف ما يقول، ويزن كلماته، ويحترم نفسه كما يحترم مستمعيه.
فى علم المنطق قاعدة تسمى موسى أوكّام (occam’s Razor) ومقتضاها أن يُمسك الكاتب أو المتحدث بما يشبه الموسى ليقطع مما يقول أو يكتب، مالا يتصل بالسياق، وما فيه تعريض بالغير لا لزوم له ولا ضرورة، وما قد يكون تكرارا أو مطّا للكلام (بـالإكثار من الحديث وعدد الحلقات وتشتيت إنتباه المشاهد أو المستمع فى مسائل فرعية ؛ كما هو الحال فى المسلسلات التليفزيونية المصرية).
وفيما يتعلق بموضوع الدراسة فقد ذكر المتحدث اسم سيدة تدعى ماتيلدا كريم، وقال أنه سوف يتكلم عنها فيما بعد. وبعد أربع أو خمس حلقات عاد إلى الإسم، فى حديثه يوم الخميس 30 يناير 2008، واستغرقت ماتيلدا كريم هذه جُلّ الحلقة، مع أنه لا أهمية كبيرة لها فى أحداث حرب 5 يونيو 1967 إلا أنها قالت لجونسون رئيس الولايات المتحدة، الذى كان مُستفزا من قولة لعبد الناصر فى خطبة له ببورسعيد “إحنا ميهمناش ألاعيب رعاة البقر (cowmen)”، يقصد بذلك الرئيس الأمريكى ليندون جونسون الذى وُلد ونشّىء فى ولاية تكساس الجنوبية، فردت عليه ماتيلدا بقولها : إذا كان قد قال عليك أنك راعى بقر فعليك أن تجعل منه هندى أحمر (Red Indian).
ما تيليدا كريم هذه كانت فى الأصل فتاة سويسرية تزوجت بشاب يهودى إسمه دانزن، كان من أعضاء الجماعة الإرهابية أرجون زفاى ليومى، وتوجها معا إلى إسرائيل ثم تهودت والتحقت معه بذات الجمعية الإرهابية، واشترك زوجها فى عمليتين إرهابيتين هى قتل اللورد موين فى مصر ونسف فندق الملك داوود فى القدس. لكنها طُلقت بعد ذلك وتزوجت برجل له صلة بدوائر الإعلام اسمه آرثر كريم، فأصبح اسمها منسوبا لزوجها هذا (ماتيلدا كريم). تعرفت هى وزوجها على الرئيس جونسون وكانت بينهم علاقة وثيقة، يقول المتحدث إن العلاقة الوثيقة كانت بالأحرى بين جونسون وماتيلدا، وأنها سئلت عما إذا كانت هذه العلاقة جنسية، فنفت وقالت بالفرنسية إنها كانت عاطفة عميقة. لكن المتحدث يصر، دون أدلة قاطعة، لابد أن يلتزمها المؤرخ وأن يتبعها كل من يحترم الكلمة، على أن العلاقة كانت علاقة جنسية ؛ وأنها من ثم كانت ذات تأثير على الرئيس جونسون فى قراراته التى اتخذها قبل وخلال وبعد حرب يونيو 1967.
فهل لو كان لهذه السيدة تأثير قوى على جونسون فى أمر يتعلق بمصر كان يخفَى أمرها على المخابرات المصرية، وعلى المتحدث نفسه الذى قال إنه لم يسمع عن ماتيلدا هذه إلا بعد سبع سنوات من إنتهاء الحرب؟ وأين كان هو بما يدعيه من اتصالات كثيرة ومتشابكة، أو كانت توجد المخابرات المصرية فى ذلك الوقت؟
وهل حذف هذه الواقعة برمتها كان يؤثر على سياق الحديث أو يغير من مجراه. لقد قرأ الكثيرون كتبا متعددة عن أحداث حرب 5 يونيو 1967 فلم يقرأوا كلمة عن هذه السيدة. وهل قدم المتحدث واقعة محددة تفيد التأثير الشخصى فى بلد كالولايات المتحدة تقوم كل سياساته على دراسات مراكز البحوث وقرارات مؤسسات عامة، ولا تنبنى قط على رأى فرد حتى ولو كان رئيس الجمهورية؟ إن المتحدث يرزح كثيراً فيما يقول إلى ما وقر فى عقله وإمتلأ به كيانه من تصرفات فى مصر، التى كانت بقول عبد الناصر نفسه، تحكمها عصابة، فتجرى فيها الأحداث على نحو ما يقع فى العصابات، رأى زعيم العصابة وحده، بلا قانون أو نظام أو مؤسسة أو إدارة، والطاعة العمياء من جميع أفراد العصابة.
والمتحدث يعرف يقينا أن الغربيين لا يكذبون (فى الأعمّ الأغلب) وأن أسوأ سُبة توجه إلى شخص منهم أن يقال له: أنت كاذب. ومن جانب آخر، فإن العلاقات الجنسية خارج الزواج، فى الغرب، غير مُستهجنة أو مستنكرة، مع أنها تحدث فى بلاد أخرى بكثرة لكن تحدث فى الخفاء فلا تُقال ولا يُصرح بها. فإذا كان الأمر كذلك، فإن ظاهر الحال يكون فى جانب ما ذكرته ماتيلدا من أنه لم تقم بينها وبين جونسون علاقة جنسية، ويكون تأكيد المتحدث على غير ذلك أوهى من خيط ضعيف وأبعد عن الحقيقة الحقة.
• بعد الحرب العالمية الثانية ماجت مصر بحركات متعددة، وفى جهات مختلفة، تُجمع كلها على طلب جلاء القوات البريطانية عن مصر، ووحدة مصر والسودان. وقد كان الحكم فى يد وزارات أقلية لا تركن إلا إلى سلطة الملك. وكان الملك فاروق قد أصيب بمرض فى الغدة الدرقية وهو صبى فاستدعى والده الملك فؤاد أحد الأطباء الإيطاليين للكشف عليه فقرر هذا الطبيب إنه لابد من إجراء عملية جراحية لفاروق وإلا فإنه لو كبر دون إجرائها فسوف يكون فاسد التصرف متقلبا غير ذى عقل سليم. ورفض الملك فؤاد إجراء عملية جراحية لإبنه وولى عهده عندما علم أن فرصة النجاة من العملية الجراحية هى 70٪، فلم يشأ أن يغامر مع وجود نسبة 30٪ لعدم نجاح العملية. ولأن فاروق لم يدرس دراسة منظمة قط، ولم يلتحق بكلية ساند هرست فى بريطانيا لأنه لا يحمل شهادة إتمام الدراسة الثانوية، فقد قدمت له الكلية بطاقة لإستخدام تسهيلاتها مثل دخول المكتبة أو المطعم أو استعمال الملاعب الرياضية، وهى بطاقة تُقدم لكل استاذ زائر فى الجامعات الأمريكية.
لهذا فإن الملك فاروق كان لاهيا غير حريص على سمعته، مع أن ذلك مهم جدا فى مجتمع شرقى ؛ فكان يلعب القمار فى نادى السيارات، ويهدف إلى أن يشتهر بأنه زئر نساء (مع أن غيره – كما هو معلوم لقلة قليلة جداً – كانت تجيئه شخصية من روما يوم الخميس كل أسبوع على طائرة شركة مصر للطيران، فتصل إلى مصر بعد الظهر، ثم تنقلها سيارة على الفور إلى القناطر الخيرية، لتغادرها صباح السبت التالى).
وكان الملك فاروق قد اتخذ وضعا معاديا للوفد الذى كان حزبا مدنيا يمثل الأغلبية الشعبية تخوفا من أن يعمل الحزب على خلعه وإعلان الجمهورية، خاصة أن الوفد كان قد حاول ذلك عام 1937. وكان الوفد نفسه منقسما، فقد ظهر فيه اتجاه قوى بين الشباب أطلق على أعضائه اسم الطليعة الوفدية، وكانت ميوله أقرب إلى اليسار. وكان الوفد – على الجانب الآخر – قد وقع فى أيدى كبار ملاك الأراضى الذين سيطروا على قيادته. وكانت جماعة الإخوان المسلمين ذات التطرف اليمينى، اتخذت مسلكا سياسيا واضحا، قوى بمساعدة وزارة اسماعيل صدقى عام 1946، 1947.
ومع الحماسة الشديدة لمواجهة الإحتلال فى مصر والسودان، فإن الشعب المصرى – لتقلبه ولأنه من العرب الذين يتميزون بأنهم ظاهرة صوتية وفقاعة غازية – نسوا قضيتهم واتجهوا صوب القضية الفلسطينية، خاصة بعد أن دخلت مصر إلى أراضى فلسطين لحرب ما سُمى آنذاك العصابات الإسرائيلية، يوم 15 مايو 1948.
وفى شهر فبراير 1949 أُعلنت الهدنة الثانية بين المحاربين وتحددت خطوط لوقف القتال بين القوات المتحاربة، ودخل الجيش بذلك فى طوفان الغضب، فقامت بداخله خلايا تهدف إلى قلب نظام الحكم، وكان بين هذه الجماعات، أو الخلايا، مجموعة فيها عبد الناصر وتوأمه الروحى عامر.
فى عام 1951 عينت الولايات المتحدة ضابط المخابرات كيميت روزفلت (واسمه بالإنجليزية Kermet Roosvelt) وكانت مهمته إحداث انقلاب عسكرى فى مصر تدخل به الولايات المتحدة منطقة الشرق الأوسط وتزيل النفوذ البريطانى والفرنسى لتحل محله. فاتصل كيميت بأكثر من مجموعة، لكن – لأنه كان يعمل على إحداث إنقلاب – فضل مجموعة عامر / ناصر، لقرابة عامر بالفريق محمد حيدر القائد العام للقوات المسلحة، لأنه بموضعه ذلك ومكانته فى مكتب القائد العام يستطيع أن يتحرك بأسهل وأسرع مما يفعل غيره.
وقع الإنقلاب يوم 23 يوليو 1952 نتيجة أمر غريب، فلظروف خاصة بالقائمقام (العقيد) يوسف صديق فقد تحرك بقواته قبل الموعد المحدد بساعة، وعندما وصل إلى مقر قيادة القوات المسلحة وجد أن جميع القادة كانوا مجتمعين لإعتقال الإنقلابيين الذين كان لدى الملك فاروق كشف بأسمائهم أرسله إليهم للقبض على الضباط الذى يزمعون القيام بالإنقلاب. ولولا تحرك يوسف صديق قبل الموعد لكان قد نُفذ القرار الذى كان قد صدر من قيادة القوات المسلحة بالقبض على من سموا أنفسهم – أو سماهم اللواء محمد نجيب – الضباط الأحرار.
الإنقلاب الذى حدث فى مصر يوم 23 يوليو 1952 إذن، هو من تدبير وترتيب الولايات المتحدة حتى ينفّذ الإنقلابيون أجندة للمخابرات الأمريكية. وقد ظل كيميت روزفلت بجوار عبد الناصر فساعد على نجاح الدكتاتورية فى أزمة 1953 ثم أوحى إليه بعقد صفقة الأسلحة السوفيتية عام 1955، لتتحرر الولايات المتحدة من قيود حظر التسليح وتقوم بتسليح إسرائيل، كما أنه هو الذى حرض عبد الناصر على تأميم قناة السويس فى 26 يوليو 1956، وكلها مسائل وتصرفات تمحضت عن تدمير مصر وتقوية إسرائيل وفصل السودان وضياع العرب..
ملحوظة : لمن يريد من السادة القراء أن يعرف أكثر عن علاقة عبد الناصر وكيميت روزفلت والمخابرات الأمريكية أن يقرأ فى مؤشرات البحث الألكترونى
Google , yahoo, msn
عن الموضوع تحت عنوان
Nasser’s Nazis and c.i.a
القاهرة
saidalashmawy@hotmail.com