كم أسرة مصرية قبطية تم تهجيرها عنوة من قراها في الآونة الأخيرة؟
كم أسرة مصرية قبطية تم تهديديها بالقتل في وطنها؟
ثم كم عدد من غادروا مصر من الأقباط؟
نحو 100 ألف مصري ومصرية، قبطي وقبطية، اضطرا للهجرة من مصر منذ 19 مارس 2011 (حسب منظمات حقوقية مصرية، وحسب “المصري اليوم”),
لم يخرجا من وطنهما فرحين مبتهجين.
خرجا مضطرين.
خوفاً من شيوخ يحرمون الأكل مع “غير المسلم”.
خوفاً من فتاوي تكفر المسيحيين، ثم تلحق بهم الليبراليين والعلمانيين والحداثيين.
خوفاً من دولة اصبح رئيسها لا يجد غضاضة في إطلاق سراح شيوخ يدعون إلى الكراهية، ثم يعتبر أن من أهم اولوياته إطلاق سراح شيخ الإرهاب عمر عبد الرحمن.
نفس هذا الرئيس يقول إنه لا “توجد مشكلة مع الأقباط”.
ماذا تسميها إذن أيها الرئيس؟ “سحابة صيف”؟
كم أسرة مصرية قبطية تم تهجيرها عنوة من قراها في الآونة الأخيرة؟
أسألكما من جديد، عزيزي القارئ عزيزتي القارئة، كي نفيق.
كي نكف عن لعب دور الضحية.
“مساكين نحن”. “العالم يكرهنا”. “يكره ديننا”.
نقول هذا في الوقت الذي ننحر فيه الإنسان في أوطاننا، نحن، كل يوم.
نقول هذا ثم لا نجد غضاضة في اقتحام السفارات، حرقها، نهبها، ثم قتل الإنسان فيها بسبب فيلم كريه لا يستحق حتى التعليق.
نقول هذا ولا نجد غضاضة في ترويع المصري الآمن في وطنه. في قطع أذنه؟
نقول هذا ثم لا نجد غضاضة في تدمير الأضرحة الصوفية والمزارات الشيعية؟
نقول هذا ثم لا نجد مشكلة في حرق المعابد البوذية في بنغلاديش، وتفجير الكنائس في كينيا، ثم في قتل وتهجير الباكستانيين من المسيحيين؟
نقول هذا ثم نصر أننا نحن الضحية؟
نحن الضحية؟
الأدهى، أن من يرتكب كل هذه الجرائم، هو هو نفسه من يصرخ الآن ويزعق منادياً باحترام “حرية الدين وعدم ازدراء الأديان”.
هو نفسه.
يريد أن يلجم حرية التعبير، ثم لا يجد غضاضة في قتل من يعتبره مختلفاً!
بالله عليكما، متى ننظر إلى أنفسنا في المرآة ثم نراها كما هي، على حقيقتها؟
كأن العالم لا يعرف ما نفعله باسم ديننا؟
الطامة أيضاً أن نفس الدول التي تنتهك حقوق مواطنيها في التعبير وفي حرية الدين، هي التي تطالب الآن بقانون يحرم “ازدراء الأديان”.
إذا لم تستح، فأصنع ما شئت.
السعودية وإيران كانتا على رأس قائمة الدول المنادية بهذا القانون.
والسعودية وإيران هما على رأس قائمة الدول المنتهكة لحقوق الأقليات الدينية في العالم.
إسألا نفسيكما كيف نعيش نحن في دول غربية ديمقراطية، وكيف يعيش المغترب والمواطن في السعودية وإيران.
أعيش في سويسرا، دولة علمانية غربية، وأحمل جنسيتها.
حقوقي فيها مصانة.
مصانة.
لو قررت أن ادخل في العمل السياسي لن يمنعني قانون أو مجتمع.
أقول ما أؤمن به، أقوله كما أفكر فيه، ولا أخاف. أنتقد ولا أخاف.
القانون هنا يحميني.
يحميني، يضمن كرامتي وحقوقي.
في نهاية الأسبوع، أذهب إلى سوق السبت، وهناك أرى السلفيين (ممن يخنقون أنفاسنا في مجتمعاتنا) يقفون بكتبهم الداعية إلى كراهية “الآخر”، لهم مكانهم، لهم منصتهم، يدعون إلى تفسيرهم الضيق للدين الكريم، ولا يضّيق أحد عليهم.
هل تسمح السعودية وإيران بهذه الحقوق لغير المسلمين، “لغير السنة” في السعودية، “لغير الشيعة” في إيران؟
بلاش.
هل تسمح السعودية وإيران بهذه الحقوق لمواطنيها ومواطناتها ممن ينتمون وينتمين “لمذهب الدولة”؟
ما اذا تفعل الدولتان، السعودية وإيران، مع أقلياتها الدينية؟ هل تتعامل معها بالمساواة في الحقوق والواجبات مع المواطنين والمواطنات من “السنة” او “الشيعة”؟
ثم كيف تتعامل الدولتان مع المواطنات فيها؟ هل يتمتعن بنفس الحقوق والواجبات كالمواطنين من الذكور؟
اعرف بالطبع أن المواطنين من الذكور لا يتمتعون بالكثير من الحقوق في البلدين، لكني أحببت فقط أن اذكرّ بالواقع المر للحريات لدينا، كي نكف عن النفاق وخداع الذات.
كفانا نفاقاً وكذباً.
نكذب على أنفسنا قبل غيرنا.
ولذا أسألكما من جديد.
ماذا نفعل نحن في مجتمعاتنا مع اقلياتنا الدينية؟
لو نسيتما سأذكركما.
وحديثي لذلك سيظل طويلاً، وإن أنقطع.
أحدثكما كما الوعد عن الأقلية الآيزيدية.
* * *
هل هي آيزيدية ام يزيدية؟
كنت أتساءل وأنا انقب بين المراجع والوصلات.
ولم اعرف مقالاً أستغرق مني كل هذا الوقت لجمع معلومات تمكنني من تشكيل صورة عنه.
المشكلة لم تكن مرتبطة بقلة المعلومات، بل بكثرتها، والأهم، بتناقضها.
ومع تشعب المعلومات كان المؤكد أمراً واحداً: أن الأقلية الآيزيدية التي تقطن في المناطق الكردية من العراق وسوريا إضافة إلى أرمينيا وجورجيا وتركيا ، عانت من اضطهاد بشع، ولازالت تعاني إلى يومنا هذا.
اكثر من 400 ألف آيزيدي يعيشون اليوم في شمال العراق، التي تضم أيضاً أهم مناطق الحج والأماكن المقدسة لهذه الديانة. عدد أخر منها يعيش في سوريا.
عن هذه الأقلية تحديداً أتحدث اليوم.
أسمها ظل مشكلة بالنسبة لي.
آيزيدية أم يزيدية؟
انتبهت إلى أن من يسميها يزيدية، وهي في الأغلب مراجع عربية، ينسبها إلى الخليفة يزيد بن معاوية، الذي عاش في نهاية القرن السابع الميلادي، وحكم لمدة ثلاث سنوات في الفترة بين 680- 683 م.
من يسميها يزيدية يعتبرها دينا أو مذهباً أنشأه يزيد بن معاوية من رحم الإسلام.
هذا رأي الكاتب صديق الدملوجي في كتابه “اليزيدية” الذي نُشر في الموصل، العراق، عام 1949.
الكتاب وعدد أخر من الكتب النادرة وجدته في مكتبة مركز الدراسات الإسلامية في جامعة برن، الذي أدّرس فيه إلى جانب عملي في جامعة زيوريخ.
يقول “ان هذه النحلة كانت في أول أمرها تتشيع للأمويين، وشيخها أموي، وقد غرس في قلوبهم حب الأمويين، واعتقدوا بيزيد أنه من أئمة الهدى وأهل الصلاح والتقوى…”.
هذا الكاتب يصر على التمييز بين طائفة يسميها يزيدية تنتمي إلى الشيخ عدي الصوفي، واليزيدون كما يعرفهم هو، ويعتبرهم “مسلمون صرفاً ولم يكن لهم طابع يميزهم عن غيرهم من الإسلام، وغاية ما يقال عنهم أنهم غلوا في حب يزيد كما غلت الشيعية في حب علي وأولاده”.
أما اليزيدية التي يقول إنها تنتمي إلى الشيخ عدي الصوفي فيصفها قائلا بأنها ترجع “إلى أصل مجوسي، وبعد أن أسلموا أخذوا يعتقدون لا بإمامة يزيد بل بألوهيته، وأضافوا إليه آلهة أخرين، وعكفوا على عبادتهم، ونرى فيهم من المظاهر المجوسية والثنوية، ما يجعلنا نقطع بعدم وجود أية صلة لهم قبل عدي ليس باليزيدية الذين ذكرهم السمعاني بل بالإسلام قاطبة”.
لعل بعض من أسموها يزيدية فعلوا ذلك كي يحموا هذه الأقلية من المجازر المتكررة التي تعرضت لها على مر التاريخ الإسلامي.
ظني غير مؤكد.
لكن أياً كانت التسمية، فإن تلك المجازر لم ترحم طفلاً، امرأة، أو شيخاً.
* * *
الملفت أن تسمية يزيدية كما يصر عليها الكاتب صديق الدملوجي يرفضها المؤمنين والمؤمنات بهذه الديانة.
والمحك في الواقع، هو كيف يُسمون أنفسهم؟
ماذا يسميها المؤمنين والمؤمنات بهذا الديانة؟
هم وهن يسمينها آيزيدية.
إسم الديانة آيزيدية.
ديانة تؤمن بها شريحة من الأقليات الكردية. وأتباعها من الرجال والنساء يتحدثون عموماً بلغة كردية شمالية إسمها كورمانجي.
آيزيد هو إسم من أسماء الله تعالي باللغة الكردية القديمة.
وهناك ألف إسم لله تعالي باللغة الكردية القديمة، كما يقول الكاتب الآيزيدي زردشت جعفر. منها ايزيد، ازد، ازدا، ايزي، ايزدي، ازدام، يزد، هوما، هاي، هومان، خودا….
على حسب رؤية المؤمنين والمؤمنات بالآيزيدية فإن تاريخ ديانتهم يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وهي بقايا ديانة كردية من منطقة الحضارات الكبرى في الشرق.
هذا الرأي أكده الباحث والنائب أمين فرحان جيجو في كتابه “القومية الآيزيدية: جذورها، مقوماتها ومعاناتها“، الذي نشر ببغداد عام 2010.
وهي ديانة توحيدية. يشير الكاتب الآيزيدي زردشت جعفر أن التراث الأدبي للديانة يؤكد على أنها ” تؤمن بإله واحد، و بأن الله هو خالق كل شيء، وأنه لا شريك له في هذا الكون، ولا ولد ولا أب ولا أم له، وأن الله لا يأكل ولا يشرب ولا ينام، ولا تدركه العقول والأبصار ولا يعرف أحد كيف يكون شكله أو لونه، هو في كل مكان، ولا يخلو منه مكان سواءاً في الأرض أو في السماوات، أو حتى في أعماق البحار.”
الباحث الألماني سباستيان مايسل، Sebastian Maisel، من القلائل الذين درسوا هذه الديانة في الفترة المعاصرة أكاديمياً وميدانياً. يقول في بحث اكاديمي نشره عام 2008: “إن توقير وتبجيل هذه الأقلية للملاك طاووس أدى إلى اتهامها باطلاً بعبادة الشيطان”.
ويكمل:”الآيزيديون يؤمنون بإله واحد، الخالق، الذي مرر أوامره إلى سبعة ملائكة وقائدهم الملاك طاووس. بعد ذلك، خلال القرن الحادي عشر والثاني عشر ميلادي، تعرضت هذه الجماعة إلى تعاليم وإصلاحات تنظيمية من الشيخ عدي بن مسافير، وهو شيخ صوفي، عمد إلى تعزيز نظام هرمي من رجال الدين والعامة. منذ ذلك الحين بدا هذا الدين مغلقاً لمن خارجه، فهو لا يسمح بنشر دينه إلى الأخرين ولا يسمح أيضاً بأي تحول إلى دينه من اشخاص خارجه”.
هذه الديانة القديمة العريقة تصر على أتباعها من الرجال والنساء التمتع بالخصائص الثلاثة التالية:
1. راستي، الحق: على كل آيزيدي ان يكون صادقاً ويحمي نفسه من الأكاذيب. عليه أن يكون ثابتاً في كلمته وقراره، عليه أن يرى الحق، ويقول الحق، ويدافع عن الحق.
2. ناسين، العلم: هذا يعني الوعي. بكلمات أخرى، كل مؤمن ومؤمنة بهذا الدين يجب أن يعرف نفسه وتعرف نفسها، البيئة التي يعيشان فيها، وأن يكون له ولها دوافع إيجابية للمعتقد.
3. الخجل: هذا يعني الابتعاد عن التجاوزات. فالشخص الذي لديه شعور والخجل، لن يفعل أشياءاً مخجلة يندم عليها فيما بعد.
* * *
هي ديانة قديمة عريقة، لا علاقة لها بالإسلام، وهذا ليس ضرورياً.
فالعالم متعدد، ببشره ودياناته وعاداته وتقاليده.
لكن هذا لم يشفع لأبناء وبنات هذه الدين.
ثمن الانتماء إلى الآيزيدية كان باهظاً. دفع أبناء وبنات هذه الديانة الثمن دماً في الفترة العثمانية وفي الدولة العراقية قبل وبعد انهيار نظام صدام حسين.
لكن هذا حديث يطول شرحه، أعود إليه في المقال المقبل.
elham_manea@bluewin.ch
كاتبة يمنية – سويسرا
عن الآيزيدية
شكر خاص للاخت الهام المانع كنت عظيمة بمقالك هذه اكتشفتكي الحقيقة للذين يكرهون الحقيقة هم لايريدون ان يظهر شمس الحقيقة ان شاء الله راح يجي يوم و راح نعرف مين الاحق
عن الآيزيدية كلّ الديانات سواء السماوية أو الإنسانية تحث على نشر السلام وفعل الخير واحترام الكائن الحي, إنسانا أو حيواناً, – نظرياً طبعاً – لكننا نجد أن أكثر الديانات مسالمة نظرياً – وهي التي تحرّم قتل الحيوان قبل الإنسان – هي من أشدّ الديانات دموية وإرهاباً, بغض النظر إن التزم أتباعها بشرائعها أو خالف (مثال: البوذية والهندوسية). بالنسبة للديانة الأيزيدية, فلا علاقة لها بالزردشتية, لأن الأخيرة معترف بها في إيران كديانة سماوية وأتباعها أهل كتاب. لكن الأيزيدية هي خليط من الديانات الدول التي تعاقبت على حكم منطقة ما بين النهرين,- من الحمورابية والكلدانية إلى اليهودية التلمودية – فلا يمكن القول… قراءة المزيد ..
عن الآيزيدية السيد نزار يقول احد الفلاسفة: ( إذا أردت أن تتحدث معي فحدد مصطلحاتك) في الاربعة اسطر الاولى من تعليقك ( لامعنى له) ٢: من اين اتيت بالنظرة الاستعلائية ؟؟ ٣: الجهل شئ والجهالة شئ آخر ولا مجال هنا للجمع بينهما ، ٣: لا أحد يستطيع احتكار الحقيقة ، والأهم من ذلك لامعنى لقولك : في حين ينظر الى الآخرين بإزدراء؟ هنا خانك القلم ! فأنت هنا اتهمت بلا دليل ، والأسوأ من ذلك أنك اسأت جداً للدكتورة الهام، لأن الخلاف مع الكتورة الهام فكري وليس شخصي ، فأنا لاأعرفها ، ولو صدف ان اجتمعت بها في مجلس ما… قراءة المزيد ..
عن الآيزيدية اخوتي الكرام، لماذا نخاف من قولة الحق ومن قائلها علنا، على رؤوس الاشهاد، لا في السر خوفا من المخابرات او من “علماء التطرف” الذي لم يعرفه الاسلام في عصوره الذهبية والذي اصبح اليوم سِمَة الاسلام واصبح يفرض قيوده على مجتمعاتنا شئنا ام ابينا. لماذا نرد على الدكتورة الهام كما نرد ونظرتنا الاستعلائية اليها والى مقالاتها تفضح جهلنا وجهالتنا؟ مَن منا يحتكر العلم والحق في حين ينظر الى الآخرين بازدراء؟ الدكتورة الهام لم تدّعِ انها خبيرة بموضوع الايزيديين وكل ما في الامر انها ارادت ان تثير قضيتهم خاصة وانهم تعرضوا ويتعرضون للاضطهاد بسبب انتمائهم الديني وجهل الغالبية العظمى من… قراءة المزيد ..
عن الآيزيدية افتتاح المقال بعناوين قديمة مستهلكة ، لاعلاقة لها بصلب الموضوع ، السؤال عن المغترب كيف يعامل في السعودية وايران ، في سويسرا القانون يحفظها وكرامتها ووو، ولكن هذا القانون لايدافع عنك في بلدك الأم ، الذي ولدت فيه وتعلمت منه وخزنت عاداته وتقاليده و ( سلوكياته ) المتعارف عليها ، والمهاجر من هذه البلاد الى الغرب بلجوء انساني ، وعند التحقيق سينتابه شعور ب( شئ ما) غير مكتوب ولا مقروء ، وللاسف ان هذا الاحساس سيلازمه طيلة حياته، الى هنا كان نصف المقال والذي لاعلاقة له بالعنوان ، وعند الدخول بشرح العنوان كان التلكؤ واضحاً بعدم المام كاتبه… قراءة المزيد ..
عن الآيزيدية
مقال لايستحق الالتفات له … من رجل حقود على الاسلام والمسلمين ؛ يعرف من لحن القول ….