(وكالة الصحافة الفرنسية)- تبدو شيفاني ناندغاونكار (22 عامًا) التي تدرس التكنولوجيا، مصممة على السير على خطى الرئيس التنفيذي الجديد لتويتر باراغ أغاروال (37 عامًا)، الأحدث في سلسلة رؤساء لمجموعات أميركية في هذا المجال تخرجوا من جامعات هندية مرموقة.
وفيما لا تزال في فصلها الدراسي الأول في “اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي” (معهد الهند للتكنولوجيا) في بومباي، أصبحت الشابة موظفة لدى شركة غوغل، أسوة بباراغ أغاروال الذي تخرّج من الجامعة نفسها وغيره ممن يصلون إلى أهم المراتب في الشركات التكنولوجية الأميركية الضخمة.In
وتقول “عندما علمت ما حصل مع باراغ، فرحت كثيرًا”.
– “التعاطي مع مواقف معقّدة”-
وتضيف “إن الرئيس التنفيذي لغوغل ساندر بيتشاي خرّيج اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي أيضًا”، متابعة “أحلم (…) بأن أحظى بوظيفة عالية” في غوغل.
وباراغ أغاروال (37 عامًا) هو أصغر مدير إداري لمؤشر اس اند بي 500. ترك الهند بعد أن نال شهادته من “اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي” لمتابعة دراسات عليا في الولايات المتحدة قبل أن يعمل في شركات أميركية عدة.
ومن بين الهنود الآخرين الذين يشغلون مناصب عليا في مجال التكنولوجيا، أرفيند كريشنا من شركة “آي بي إم” ونيكيش أرورا من “بالو ألتو نتوركس”، وكلاهما من خريجي “اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي”، بالإضافة إلى ساتيا ناديلا من مايكروسوفت وشانتانو ناراين من “ادوبي”.
وبحسب المتخصصين، يعود ذلك لعوامل متعددة بينها ثقافة حل المشكلات والمهارات وإجادة اللغة الإنكليزية والعمل الجدي.
ويرى الملياردير فينود خصلا، وهو خرّيج “اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي” وأحد مؤسسي “صان مايكروسيستمز”، أن الهنود يعرفون “كيفية التعاطي مع مواقف معقّدة”، علمًا أنه نشأ على تماس مع عدة مجتمعات وعادات ولغات.
– “نتحدّى السلطة” –
ويقول لوكالة فرانس برس “إن المنافسة ضمن القطاع التعليمي في الهند والفوضى المجتمعية تساهمان في صقل مهارات التلامذة بالإضافة إلى التعليم المهني الصارم الذي توفّره اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي”.
وتتوقع سيليكون فالي من كوادرها في المناصب العليا أن يتمتّعوا بخبرة مهنية وبروح القيادة وأن يجيدوا إدارة مجتمعات متنوعة في بيئات غير مستقرّة.
ويعتبر الكاتب والجامعي الهندي-الأميركي فيفيك وادهوا أنه “في مجال الابتكار، يجب أن نجرؤ على كسر القواعد ويجب ان نكون جريئين”.
ويتابع “لا يمرّ يوم واحد في الهند بدون أن تكسر القواعد أو أن تواجه بيروقراطية غير كفؤة أو فسادًا”.
ويضيف “مهارات كهذه مفيدة جدًا للابتكار في سيليكون فالي، لأننا بذلك نتحدّى السلطة دائمًا”.
– المنافسة الباكرة –
تبدأ المنافسة في وقت مبكر في الهند التي يزيد عدد سكانها على 1,3 مليار نسمة وحيث بدأ التركيز على أهمية التعليم منذ فترة طويلة.
وتُعدّ “اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي” من أهمّ جامعات الهند بحيث يتقدّم أكثر من مليون شخص بطلبات للدخول إليها فيما 16 ألف مكان شاغر فقط سنويًا.
ومدى عام ونصف عام، درست شيفاني ناندغاونكار حتى 14 ساعة يوميًا، طيلة أيام الأسبوع.
ويشير وادهوا إلى أن آلية الدخول إلى فروع “اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي” أصعب “بعشر مرات من آلية الدخول إلى معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفرد”.
وأسّس شبكة معاهد “اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي” عام 1950 رئيس الحكومة آنذاك جواهر لال نهرو لتزويد البلاد بخريجي العلوم والهندسة ذوي المهارات العالية بعد الاستقلال عام 1947.
– “أحلام كبيرة” –
غير أن الخريجين أصبحوا باتوا نحو الخارج وتحديدًا نحو الولايات المتحدة حيث الثورة الرقمية في أوجها.
ولم تكن تلك حال المهندسين الصينيين لأنهم لم يجدوا صعوبة في العثور على وظائف في بلدهم المزدهر اقتصاديًا بعد تخرّجهم من الولايات المتحدة، حسبما ذكّر الأستاذ في جامعة جونز هوبكينز ديفيش كابور وهو خريج “اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي”.
وشرح نائب مدير “اينديان انستيتيوت اوف تكنولوجي” في بومباي س.سودارشان أن “تطور القطاع الصناعي الهندي لم يكن متقدمًا في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات وحتى التسعينيات” و”العديد ممن كانوا يطمحون إلى العمل في التكنولوجيا المتقدّمة رغبوا في السفر إلى الخارج”.
منذ سنوات، كان أكثر من نصف المتقدمين للحصول على تأشيرة الهجرة إلى الولايات المتحدة من الهند ومعظمهم في مجال صناعة التكنولوجيا.
وعلقت شيفاني ناندغاونكار أن عليها “أن تحلم أحلامًا كبيرة” لتتمكّن من الوصول إلى القمّة.