كشف مفتي صور وجبل عامل العلامة السيد علي الامين عن تلقيه تهديدات عبر البريد الالكتروني اضافة الى بعض الرسائل التي سلمها الى السلطات. وقال: “نحن نخاف على امننا لكننا لسنا أفضل من الذين سبقونا”.
وأكد ان اداء “حزب الله” السياسي “خاطئ جدا”، وقال: “ان من حق الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان يدخل في تفاصيل الحياة السياسية ولكن من ضمن مؤسسات الدولة”. وشدد على ان المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري “هي عامل من عوامل الاستقرار، وهي التي من شأنها وقف الاغتيالات”.
ونقلت “الحياة” عن مفتي صور وجبل عامل للطائفة الشيعية السيد علي الأمين قوله: «كيف يمكن حكومة جديدة ان تغير القرارات الدولية التي وقعتها الحكومة اللبنانية وأبرزها القرار 1701 الموضوع قيد التطبيق دولياً بغض النظر عن وجهة نظر اي طرف داخلي لبناني، مع العلم أن حين صدور هذه القرارات كان وزراء «حزب الله» وحركة «أمل» في الحكومة وأقرت بالإجماع في حينه ولم يصدر اي اعتراض عليها من قبل هؤلاء الوزراء؟».
واعتبر السيد الأمين في حديث الى إذاعة «صوت لبنان» ان اي حكومة جديدة يمكن التوافق عليها في إطار التسوية «يجب ان تطبق القرارات الدولية الصادرة عن مجلس الأمن الدولي».
واعتبر في حديث اذاعي أمس “ان تجاهل ( نصرالله) في كلمته اول من امس موضوع المحكمة هو لأنه يريد ان يبقي بعض النقاط للحلول الداخلية والمفاوضات التي تجري بين مختلف الأطراف، ولأنه يريد ان يبقي المجال مفتوحا من اجل المفاوضات التي تدور في الغرف المغلقة”.
وذكّر بالرئيس الشهيد رفيق الحريري “الشخصية التي جمعت اللبنانيين عندما كانوا متفرقين، وهو الذي صنع لهم السلم في اتفاق الطائف عندما كانوا متحاربين، وهو الذي قام بدور الإعمار والبناء بعد الخراب الذي حصل”. واستغرب رفض المحكمة الدولية والتوقف عندها “خصوصا ان الرئيس الحريري قُتِل مظلوما”، موضحا “كنت اتوقع من “السيد” إنهاء الاعتصام بعد الكلمة التي وجهتها اليه السيدة نازك الحريري، لا سيما وان الخروج من الشارع ليس انتصارا لأحد ولا انكسارا لأحد”.
وأكد “ان الأداء السياسي لـ”حزب الله” خاطئ جداً”، وسأل: “هل أن الأمور التي جرت حتى الآن هي من اجل حلفائه ومن اجل المطالبة بحقوق الآخرين؟”، وقال: “من حق السيد نصر الله أن يدخل في تفاصيل الحياة السياسية ولكن من ضمن مؤسسات الدولة”.
وتابع: “بعد التجارب التي مررنا بها تبيّن أن روابط المذاهب والأديان لا يجوز ان تكون على حساب الأوطان، لقد كانت لنا علاقات دينية مع إيران، ولكن لم تكن يوماً على علاقة بالمشروع وبالنظام السياسي في لبنان”.
واعتبر” ان المحكمة الدولية مطلب جميع اللبنانيين وهي عامل من عوامل الاستقرار كما انها توقف الاغتيالات”، وسأل: “ماذا تعني كلمة مبدئياً عندما يقولون نحن موافقون على المحكمة مبدئياً، وهل الموافقة المبدئية أن تكون انت القاضي، أي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم؟”.
وأشار إلى “ان التوجهات هي مع “حزب الله” في مقاومة اسرائيل وليس مع إعاقة الدولة اللبنانية، وإن في الطائفة الشيعية عدة آراء وطاقات وأحزابا لها وجودها، ولكن هذه الأحزاب لا يمكنها ان تمثل رأي كل الطائفة”.
وعن اتفاق الطائف وموقف “حزب الله “من السيادة والطائف، قال: ” أن هذا الاتفاق لم يطبق بعد، والحل هو في الترجمة العملية لما قيل في الطائف بأن يكون هناك اندماج للعناصر العسكرية للمقاومة في الجيش اللبناني”.
وعن كلام السيد حسن نصرالله عن شاحنة السلاح، اوضح انه “من اهم ادوار الدولة تثبيت الامن ومنع السلاح، فكيف نقول انها غاصبة؟، فما قامت به الدولة من مصادرة سلاح الشاحنة هو امر طبيعي، وعلى “حزب الله” التنسيق مع الجيش حتى ولو كان يريد نقل السلاح”.
ولفت الى “ان مصير القرار 1701 هو التطبيق، وأي حكومة ستأتي ستطبق القرارات الدولية”، وقال : “انا مع اي فريق يريد ايصالنا الى مشروع دولة المؤسسات والقانون. والتغيير يجب ان يكون داخل المؤسسات وليس في الشارع ونحن مع ايجاد حل للخروج من الشارع ويحفظ مكانة الجميع”.
ودعا الى”تحريك مبادرة بكركي من جديد”، ووصفها بانها “انتاج لبناني وليست صنع الخارج”، مؤيدا “انعقاد القمة الروحية المنتجة كما قال البطريرك صفير ومع درسها بعناية للوصول إلى نتائج تكون ملزمة للمرجعيات السياسية”.
وعن المساعي الاقليمية لحل الازمة في لبنان أكد الامين “ان لسوريا دور في إنهاء الحالة الموجودة، وان دور السعودية هو في تقريب وجهات النظر”.
وحول التفجيرات في المناطق المسيحية قال: “ان مَن لديه مخطط اجرام لا يفرق بين منطقة وأخرى. والمشروع السياسي هو الذي يريد اخراج لبنان من مشروع السيادة والقانون، وهناك اشخاص لا يريدون دولة او قوانين كي لا تطاولهم. وبالتالي ان مَن لا يريد الدولة هو الذي يقوم بهذه الأعمال الإرهابية كما أن الاختلافات السياسية الحالية تشكل مناخا لمجيء مَن لا يريد للبنان التحول الى دولة”.
وكشف عن تلقيه تهديدات عبر البريد الإلكتروني إضافة الى بعض الرسائل التي سلمها الى السلطات. وقال: “نحن نخاف على امننا لكننا لسنا افضل من الذين سبقونا”.
وختم الامين بتوجيه رسالة الى اللبنانيين قال فيها: “كلنا شعب واحد ولا يمكن أن يُبنى الوطن بمعزل عن تكاتفنا وتشابك ايدينا ولا اعتقد ان وزيراً من هنا او هناك يستحق ما يحصل في لبنان. كما ادعو (نصرالله) إلى النظر الى مستقبل هذا الوطن والطائفة الشيعية خصوصا”.
(المستقبل)