الشفاف – خاص
أخيرا وجهت ايران الدعوة لزعيم لائحة العراقية رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي لزيارتها.
وافادت معلومات “الشفاف” من العاصمة العراقية بغداد ان طهران ومن خلال هذه الدعوة لعلاوي تسعى الى استيعاب الصدمة التي نتجت عن خسارة حلفائها للانتخابات التشريعية في العراق، إضافة الى فشل القيادة الايرانية في تركيب تحالفات تعيد رئيس الوزراء الحالي المنتهية ولايته نوري المالكي الى رئاسة الوزراء لولاية ثانية.
وفي المعلومات ان جميع المساعي والضغوط التي مارستها طهران على القادة العراقيين من اجل استبعاد علاوي باءت بالفشل. فقد اشاد عبد العزيز الحكيم زعيم لائحة الائتلاف الوطني برئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي نافيا جميع محاولات الصاق تهم انتماء علاوي لحزب البعث، في حين عمدت الكتلة النيابية الاكبر في الائتلاف التابعة للتيار الصدري للجوء الى الاستفتاء الشعبي من اجل تسمية رئيس للوزراء. وجاءت النتيجة بتسمية رئيس الوزراء الاسبق ابراهيم الجعفري.
وتضيف المعلومات الواردة من بغداد ان السلطات الايرانية هي من دفع التيار الصدري الى اجراء الاستفتاء في محاولة لوضع شخصية ثانية من الائتلاف الوطني في مواجهة الوزير السابق عادل عبد المهدي الذي ارتفعت اسهمه لتولي رئاسة الحكومة باتفاق لائحة العراقية مع الائتلاف الوطني، وفي ظل اتفاق علاوي عبد المهدي على تكرارر التجربة الثنائية التي جمعتهما في حكومة سابقة.
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان علاوي، ولدى انكشاف النوايا الايرانية غير المسهّلة لتشكيل الحكومة، عاد ليطرح اسمه بقوة لتولي رئاسة الحكومة مستندا الى الدستور العراقي الذي ينص على تولي رئيس اكبر كتلة برلمانية رئاسة الحكومة بعد ان يؤمن تحالفات مع كتل اخرى تتيح له عبور الثقة في المجلس التشريعي باغلبية الثلثين. وهذا، إضافة الى الدعم العربي الذي حاز عليه علاوي من سوريا والمملكة العربية السعودية، والاشارات التي تلقاها علاوي من عمار الحكيم ومن رفض الكتلة الكردية عودة المالكي الى رئاسة الوزراء.
وإزاء إصرار علاوي امام التعنت الايراني، كان لا بد من مسعى من قبل طهران لاستيعاب حالة علاوي والخسارة التي منيت بها السياسة الايرانية في العراق من خلال عدم تأمين المالكي لاغلبية نيابية موصوفة تتيح له العودة بسهولة الى منصبه.
من هنا كانت الدعوة الايرانية لعلاوي لزيارة طهران من اجل تأمين المخرج الذي يحفظ ماء الوجه الايراني امام الخسارة ومحاولة تكبيل علاوي بشروط تخفف من الخسارة.
علاوي، الذي يذهب الى طهران منتصرا بثقة الشعب العراقي ومتجاوزا الانقسامات المذهبية في البلاد، تقول مصادره انه منفتح على التعاون مع الجميع من اجل الحد من الآثار السلبية للانقسام السياسي في البلاد والعبور بالعراق الى دولة المؤسسات واستعادة بغداد لمكانتها في العالم العربي والمجتمع الدولي.
وتضيف ان لعلاوي مصادر قوة ناجمة عن اتفاقات عقدها قبل الانتخابات لانتقاء فريق العمل الذي سيتشارك معه المسؤولية الوطنية وفي مقدم هؤلاء عادل عبد المهدي، نظرا للتجربة الناجحة بينهما سابقا إضافة الى القدرة والكفاءة الاقتصادية التي يتمتع بها عبد المهدي، ما يخفف من الآثار السلبية للازمة الاقتصادية العالمية على الاقتصاد العراقي ويسمح بوضع خطة نهوض انمائية واقتصادية شاملة.
ومع المحاولة الايرانية يرى المراقبون ان زيارة علاوي المرتقبة الى طهران قد تشكل الفرصة الاخيرة لحل مأزق تشكيل الحكومة العراقية اما بقبول طهران تسمية علاوي لتولي منصب رئيس الحكومة المقبل وإما بإتفاق علاوي مع طهران على تسمية رئيس آخر يحوز على رضى الطرفين. وفي حال الفشل فإن الازمة الحكومية العراقية ستكون مفتوحة على جميع الاحتمالات.