كتب عبدالله المطيري:
شنّ خطباء مساجد يقل عددهم عن أصابع اليد الواحدة في محافظة عدن هجوماً تكفيرياً مسعوراً على صحيفة 14 أكتوبر ورئيس تحريرها، بعد أن فشلوا في حشد توقيعات من خطباء وأئمة مساجد عدن تطالب بمنع الصحيفة من نشر أو إعادة نشر مقالات بأقلام كُتَّاب ومفكرين إسلاميين عن الصحف الصادرة في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والعالم العربي والإسلامي، حيث تستهدف هذه المقالات نقد الجذور الفقهية لأيديولوجيا تنظيم “القاعدة”، ومكافحة ثقافة التطرف والإرهاب التي تعبئ ضحاياها بروح التكفير والكراهية والعنف وتهيئ عقولهم للإشتغال في صناعة الموت.
وكان عدد محدود من الخطباء الذين يتبعون منهجاً منغلقاً ومتشدداً قد فشلوا في مخططهم الذي كان يستهدف تسخير كل بيوت الله، البالغ عددها في عدن 307 مساجد، وتوظيفها للهجوم على الصحيفة ورئيس التحرير يوم أمس الجمعة على أثر اجتماعات عقدوها في مقر احدى (الجمعيات الخيرية)، وبعد أن عجزوا عن الرد على المقالات المنشورة في الصحيفة ومناقشتها. لأنّهم إذا فعلوا ذلك ستنكشف حقيقة الأفكار المتطرفة والضالة التي يعبئون بها تلاميذهم تمهيداً لإرسالهم إلى محارق الموت في العراق ومخيم نهر البارد في شمال لبنان، وصولاً إلى إعدادهم لارتكاب جرائم إرهابية ضد وطنهم. حيث تصدى لهم مئات الخطباء والأئمة وأفشلوا مخططهم التكفيري المسعور فلم يجدوا سوى استغلال عدد قليل من المساجد التي يعملون فيها والانحراف بها عن مهامها كدور للعبادة وذكر الله، وتحويلها إلى منابر سياسية للتكفير والتفسيق والتحريض والتعبئة الخاطئة.
وتحتفظ الصحيفة بحقها المهني وواجبها التنويري في الرد على النشاط التكفيري المسعور لهؤلاء الخطباء وفضحهم وتعريتهم أمام الرأي العام، كما تحتفظ بحقها القانوني في مقاضاتهم بتهمة استخدام دور العبادة لتكفير المسلمين والتحريض على إباحة دمهم وتوظيف المساجد لإغراض سياسية وحزبية بحسب الأدلة والوثائق المتوافرة لدى الصحيفة.
كما تحتفظ الصحيفة بحقها في مقاضاة بعض المسؤولين المحرضين على ارتكاب مثل هذه الأفعال النكراء في مكتب أوقاف عدن، الذي سبق أن رفعت إليه شكاوى ضد هذه الانحرافات التي يقوم بها بعض القائمين على خطب الجمعة، لكنهم لا يحركوا ساكناً، بل إنّ هناك شكوكاً في وجود رعاية لمثل هذه الأنشطة التكفيرية من قبل البعض في مكتب الأوقاف في محافظة عدن.
تضامن واسع مع الشيخ أنيس الحبيشي ضد حملات التكفير الظلامية التي يتعرض لها
أثار البلاغ الذي وجهه الشيخ أنيس الحبيشي إلى النائب العام عبر صحيفة « 14 اكتوبر » اصداء داخلية وخارجية ، حيث تضامنت معه وأعادت نشره مع المقال الذي اثار حنق وغضب هذه الجماعات المتشددة ، صحف ومواقع اليكترونية يمنية وعربية ، منددة بحملة التكفير التي شنتها ضده جماعات أصولية وتكفيرية متطرفة لا تقبل أي رأي مخالف لها ، وتعتبر كل من يخالفها في أفكارها الضالة التي ترفض الديمقراطية والحزبية والانتخابات كافرا ومنكرا للسنة ومخالفا لما هو معلوم من الدين بالضرورة !!
في هذا السياق دعا موقع ” شفاف الشرق الأوسط ” قرّاءه، والنخبة العربية المتنوّرة، ( إلى إعلان التضامن مع مدير الوعظ والارشاد في عدن، الشيخ أنيس الحبيشي، في وجه الحملة التكفيرية ضدّه التي انطلقت بعد عملية اغتيال 6 أبرياء من السائحين الإسبان في مأرب ).
وقال موقع ” شفاف الشرق الاوسط ” الذي يصدر من باريس باللغات العربية والفرنسية والانجليزية : ( أن حرية التعبير مقدّسة ، وحياة الإنسان مقدّسة. وليس لأحد أن يزعم لنفسه صفة “الديّان” من خارج الأطر القانونية والقضائية التي تحكم أي مجتمع ) ، مشيرا الى ( إن المجتمعات العربية خاضعة للقمع الشرس في معظمها الغالب. ولكننا، في السنوات الأخيرة، بتنا أيضاً نواجه حركات أصولية، “معارضة” نظرياً، تدعو أنظمتها إلى مزيد من القمع بحق النخبة المتنوّرة، أو أنها تعطي نفسها حقّ إصدار الأحكام، وتنفيذها، متذرّعة بالدين ).
وتساءل موقع « شفاف الشرق الأوسط » قائلا : ” ألم تسعَ هذه القوى إلى اغتيال أعظم أدباء هذه الأمة، الراحل نجيب محفوظ .. ومن نصب هؤلاء ديّانين على البشر؟ أم أن “فيروس” الاستبداد متأصّل في النفسية العربية بحكم تأصّل أنظمة الاستبداد في المنطقة!؟
وأوضح الموقع أن الشيخ انيس الحبيشي يتعرض لحملة تكفير مسعورة يقودها أتباع المدعو ابو الحسن السليماني المصري الذي يدير مدرسة وهابية تدعى دار الحديث في محافظة مأرب ، بالاضافة الى أتباع بعض الجمعيات التي توصف بـ ” الخيرية ” ، مشيرا الى مساعي هؤلاء لجمع تواقيع تطالب بعزل الشيخ أنيس الحبيشي من منصبه كمدير للوعظ والارشاد بسبب مقال كتبه في صحيفة «14 أكتوبر» زعموا أنه أنكر فيه السنة من خلال مطالبته بإيقاف التعبئة الخاطئة للشباب ضد غير المسلمين استنادا الى احاديث مزورة منسوبة الى الرسول ومخالفة للقرآن الكريم.
وأضاف الموقع ( لقد رفض كثير من العلماء التوقيع على هذه العريضة التي تتضمن تكفيرا صريحا للشيخ أنيس من شأنه أن يفتح الباب لاستحلال دمه في سياق الجرائم الإرهابية التي يكتوي اليمن والكثير من البلدان العربية والاسلامية بنيرانها ).
وأكد ” الشفاف ” تضامنه مع الشيخ الحبيشي ضد هذه الدعوات الهادفة إلى قمع حرية التفكير وحرية التعبير، التي تستسهل استحلال دماء البشر لمجرّد الخلاف في الرأي . وقال (إننا نطالب السلطات اليمنية برفع سيف القانون في وجه الداعين إلى القتل.. فالدعوة إلى القتل جريمة في القانون، أيا كانت “الذرائع” السياسية أو الدينية التي يتلطّى خلفها أهل التعصّب ) .
الى ذلك أصدر المركز العالمي للقرآن الكريم بلاغا استنكر فيه ما يتعرض له الشيخ أنيس الحبيشي من قبل قوى متطرفة دأبت على تنسيق ضرباتها لقمع كل المفكرين المسلمين الأحرار.
وقال المفكر الاسلامي والاكاديمي الأزهري فضيلة الشيخ الدكتور احمد صبحي منصور رئيس المركز العالمي للقرآن الكريم في رسالة وجهها الى الصحيفة إن المركز قام بترجمة مقال الشيخ أنيس الذي تعرض بسببه للتكفير، بالاضافة الى بلاغه الى النائب العام في الجمهورية اليمنية وعممه على كافة فروعه في قارات آسيا وافريقيا وأوروبا واستراليا وامريكا الشمالية والجنوبية، وكذا على عدد كبير من الهيئات الاسلامية و المنظمات العالمية التي تدافع عن الحريات المدنية وحقوق الإنسان، مشيرا الى أن ما يتعرض له الشيخ أنيس من أذى على أيدي قوى الارهاب بشقيه الفكري والدموي ، دليل آخر على أن الاسلام بريء من الارهاب ومن القوى الظلامية التي تتستر خلف الدين وتسيء اليه، بل وتسعى إلى إيذاء بعض شيوخ المسلمين المستنيرين.
وأكد الكتور احمد صبحي منصور ان المركز العالمي للقرآن الكريم على أتم الاستعداد لتقديم أي مساعدة تضامنية أو قانونية للشيخ أنيس الحبيشي، وإيصال قضيته الى أعلى المستويات في العالم .
(14 أكتوبر)