بيروت (رويترز) – توقع وزير السياحة اللبناني فادي عبود يوم الخميس ان تنخفض أعداد السياح القادمين الى لبنان بنسبة 15 بالمئة في نهاية العام الحالي نظرا للإضطرابات في سوريا وبلدان عربية أخرى لكنه قال ان الوضع السياحي لن يكون مأساويا.
وقال عبود في مقابلة مع رويترز “أعداد السياح انخفضت 18.6 بالمئة في أول خمس شهور ويتوقع في نهاية السنة ان يكون الانخفاض بحوالي 15 بالمئة ولكن …لا أتصور ان ينقص العدد عن حوالي مليون و700 ألف أو مليون و800 ألف سائح.”
اضاف “الوضع السياحي لا بأس به. نعم هناك امكانية للاستفادة أكثر وستسعى وزارة السياحة للاستفادة أكثر بسرعة وبفعالية.”
وقال ان الايرادات المتوقعة من القطاع السياحي هذا العام ما بين 7 و8 مليارات دولار مما يشكل نحو عشرين بالمئة من الناتج القومي المحلي كما كان الوضع في العام 2010.
وكانت السياحة تشكل نحو خمس الناتج المحلي اللبناني قبل انهيار القطاع من جراء الحرب الاهلية بين عامي 1975 و1990.
ولبنان الذي يعد واحدا من أشد البلدان مديونية في العالم اذ يبلغ الدين العام أكثر من 50 مليار دولار تمكن من تفادي اثار الازمة المالية العالمية محققا نموا قويا نسبيا للناتج المحلي الاجمالي بلغ تسعة في المئة في 2009 ونحو سبعة في المئة في 2010.
ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد اللبناني بمعدل 2.5 بالمئة انخفاضا من توقعات سابقة بمعدل حول خمسة بالمئة بسبب خلافات سياسية حالت لما يقرب من خمسة شهور دون تشكيل حكومة جديدة بعدما أطاح حزب الله وحلفاؤه بحكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري في يناير كانون الثاني.
وأخرت الانقسامات السياسية ميزانية 2010 في البرلمان ومنعت الحكومة من انفاق ملياري دولار خصصت لمشروعات البنى التحتية التي تشتد الحاجة اليها. ولا تزال مسودة ميزانية 2011 عالقة في مجلس الوزراء.
وبعد مرور عشرة أيام فقط على تشكيل حكومة جديدة برئاسة الملياردير السني نجيب ميقاتي ارتفعت نسبة الاشغالات في الفنادق من 40 بالمئة الى 70 بالمئة وقال عبود “نعم تشكيل الحكومة ساعد على بث جو من الاستقرار.”
واوضح عبود ان القطاع السياحي تأثر بالاضطرابات في المنطقة وخصوصا ما يجري في سوريا بعد أكثر من ثلاثة اشهر من الاحتجاجات ضد حكم الرئيس بشار الاسد المستمر منذ 11 عاما.
وقال “بالطبع حوادث المنطقة لها اثر واثر مباشر … نحن يأتي الينا حوالي نصف مليون سائح برا وعندما نقول برا يعني سوريا لان الحدود الصديقة الوحيدة هي بيننا وبين سوريا… اتوقع ان ينخفض السياح الذين يأتون برا الى اكثر من النصف ”
اضاف ان اعداد السياح الاردنيين انخفضوا في شهر مايو ايار الماضي الى اكثر من 15 الف سائح مقارنة مع العام الماضي “لذا بالطبع هناك اثر سلبي بما يتعلق بالحدود البرية مع سوريا.”
واكد على ضرورة الاستفادة من الاضطرابات في المنطقة عبر تسهيل دخول السياح جوا وبحرا.
وقال “لا يوجد لدينا شيء مأساوي. النقص فقط من الدول العربية. لدينا زيادة من اوروبا عندنا زيادة من افريقيا. الانفاق السياحي لم ينقص ابدا. الانفاق السياحي …مازال على ما هو عليه في ظل وضع المنطقة وضعنا غير ميؤوس منه وبعض وسائل الاعلام التي تقول ان السياحة انهارت هذا كلام سياسي وليس له علاقة بالوقائع.”
ويركز لبنان هذا العام على السياحة الفنية حيث تستضيف مهرجانات الصيف التي تبدأ اعتبارا من يوم غد الجمعة وتعد واحدة من أبرز معالم صناعة السياحة اسماء لامعة في عالم الغناء والموسيقى من بينها مغني الاوبرا العالمي بلاسيدو دومينغو وفرقة موبي النيويوركية والمغني العراقي كاظم الساهر والمطربة اللبنانية ماجدة الرومي بعدما كان لبنان استضاف المغنية شاكيرا الشهر الماضي.
وقال عبود “سنة 2011 هي افضل سنة بتاريخ المهرجانات في لبنان عندنا زيادة في المهرجانات الدولية عندنا مهرجانات بكل المناطق اللبنانية بدون استثناء”