يخلق من الشَبَه.. إثنين! على الأقل!
وحالة المجلس الوطني الإنتقالي الليبي تشبه بعض مظاهر “تورّم” مسؤولي المجلس الوطني السوري الذي بات يعتبر نفسه “قيادة الثورة” (رئيسه رفض زيارة معارضين وصلوا من سوريا، بعد أكثر من 15 سنة سحن للإثنين معاً، لأن ذلك يخل بـ”التراتبية”!! )، مع أنه كان كل المطلوب منه أن يكون هيئة “مساندة للثورة” وهيئة “ممثّلة للثورة في الخارج”! وكما يقوم الشعب السوري الثائر بإسقاط سلطة بشّار الأسد كل يوم بدون تنسيقٍ مع أحد ممن يعتبرون أنفسهم “قيادات الخارج”، فقد تحرّرت مدن ليبيا ومناطقها بـ”مبادرات محلية” مستقلة عن قرارات المجلس الوطني الليبي.
في الحالة الليبية، يتهرّب المجلس الإنتقالي من كشف أسماء كل أعضائه، مع أن القذافي المقبور لم يعد يشكّل خطراً “أمنياً”! فما هو السبب؟ من حق الليبيين أن يعرفوا أسماء “قيادتهم”، وهذا حق بديهي بعد الثورة!
في الحالة السورية، ظلّ المجلس الوطني “يتهرّب” من توسيع عضويّته لضمّ معارضين لا يشكّ أحد في نضالهم في “سنوات القحط” السورية خوفاً من “شهرتهم” في سوريا وخارجها! إلى أن وصل الأمر إلى حد أن دولاً أوروبية اضطرت للضغط على “رئاسة المجلس” لوضع حدّ لهذه اللعبة التافهة!
تقرير “مجموعة الأزمات الدولية” الذي نشرنا ملخّصه يوم أمس مفيد لليبيا.. ولسوريا كذلك. وقد جاء فيه: “تم تحرير ليبيا على أجزاء، غالباً من خلال ثورات محلية ومجموعات عسكرية شكلت في كل حالة على حدا واستعملت الوسائل العسكرية والمفاوضات على حد سواء في تحقيق أهدافها.. ونتيجة لذلك، فقد نما عدد كبير من القوات المحلية والميليشيات التي يمكن أن تدعي بأنها جزء مشروع من حركة التحرر الوطنية”.”!
وأيضاً:
“سيكون لقيام جهاز تنفيذي يفتقر إلى الشرعية بعملية نزع السلاح وحل الألوية من أعلى أثر عكسي. ركّز القذافي السلطة في يديه دون أن يبني دولة مركزية. ينبغي أن يقوم الذين حلوا محله بالعكس تماماً”.
الشفاف
*
نفى رئيس المجلس الوطني الانتقالي ما تردد يوم أمس الأربعاء عن نيته تقديم استقالته واصفا ذلك بأنه”ليس صحيحا وهو كلام غير معقول،و لن أخون بلادي طالما هناك حاجة لوجودي”.
وأكد أن مدينة بنغازي”لن تكون العاصمة الاقتصادية,بل التصريح كان بشكل عام لوصف المدن ومكانتها وليس رسمياً،ونحن نعمل ليل نهار ولم نتحصل على فرصة كافية لإطلاع الناس على ما نقوم به،ولكن تم إعداد موقع ومعالجة هذه المشكلة قريباً”.
جاءت هذه التصريحات لمصطفى عبد الجليل في مداخلة هاتفية في برنامج”لمة خوت” الذي يبث عبر قناة”ليبيا تي في” حيث أوضح فيها أن”الاعتصام أمر مفضل في هذه المرحلة ومقبول، ولكن هناك من يندس بين المتظاهرين من الطابور الخامس وعليهم الحذر”.
مطالبات شرعية
ونفى أن يكون كلامه”بالجمع على المتظاهرين بل معظمهم وأغلبهم مطالبهم طبيعية وشرعية، وليس من نظم المظاهرات المندسون بل انضموا إليها،والمطالب الأساسية للمتظاهرين هي التي تدرس وتحاور وينظر لها جدياً”.
وأضاف”شكلنا لجنة إعلامية للمجلس ستجاوب على كل الأسئلة وتطرح كل أعمال المجلس وأعضائه وتم الإعداد لموقع خاص سينشر كل ما يخص المجلس بتحديث”.
وأعرب عبد الجليل عن اعتقاده في أن المجلس الوطني الانتقالي يتعرض بحسب قوله”لهجمة شرسة” من قبل الجيش الإلكتروني لأزلام القذافي من الداخل والخارج”.
حل المجالس
وأشار إلى أنه بالإمكان”حل المجالس المحلية،لكن فوق مقدرتنا القيام بذلك لخمسين مجلسا فمدينة بني وليد ليس لديها مجلس محلي حتى الآن”.مبررا ذلك بقوله”همنا الآن الإعداد للمؤتمر في وقته،أما إذا كانت كل مدنية تقرر انتخاب مجلسها بنفسها فهذا ليس أمرا مرفوضا طالما يقام الأمر بسلاسة وبدون فوضى أمنية”.
يشار إلى أن مدينة بنغازي شهدت يوم الثاني عشر من الشهر الجاري مظاهرات عارمة طالب فيها المتظاهرون بعدم مركزية الدولة ومحاسبة أعضاء المجلس الوطني ورفض من أسموهم بالمتسلقين وعدم التهاون والتساهل والانحراف عن المسار.
كما تركزت هذه الشعارات على عدم الإقصاء والمطالبة بالتغيير الذي يقود للتطوير والمصالحة الوطنية وعدم التنازل عن الحقوق الوطنية ورفض الفساد والمفسدين،وأنها مظاهرات سلمية بالدرجة الأولى.