ماذا قال البطريرك وماذا قوّلته “الأخبار” الإلهية عن “عيون أرغش”؟ وماذا “كزّ” موقع التيار العوني عن “الأخبار” (“كز”، للقرّاء العرب، تعني “سرق” و”انتحل” من “ورقة زميله” في إمتحان مثلاً، وهذا شرطه أن يكون “زميله” متفوّقاً لا أن يكون دون المتوسط…)؟
نظام الأسد ورجاله وإعلامه لا يحبون البطريرك الماروني، هذا ليس جديداً.
الجديد هو أن تقتطع جريدة “الأخبار” قسماً من كلام البطريرك، المقلّ في الكلام أصلاً حسب أصول البلاغة العربية، لتعطيه طابع التحريض على العنف، أي لتصوير البطريرك وكأنه قائد “ميليشيا”. تصريح البطريرك المشار إليه أطول من العادة، فهو يتألف من 84 كلمة (5 أسطر، فقط لا غير!)، ومع ذلك أخطأت “الأخبار” وتابِعُها “العوني” في قراءته!
تحت “مانشيت”: “صفير يغطّي مطلقي النار”، أوردت الأخبار تصريح البطريرك على النحو التالي:
أطلق البطريرك الماروني نصر اللّه صفير، أمس، موقفاً لافتاً لا يمكن تفسيره إلا كتبرير لإطلاق النار الذي حصل في عيون أرغش. فخلال استقباله وفداً من أهالي البلدة في بكركي، قال صفير بوضوح: «علينا جميعاً أن ندافع كل واحد منّا عن حقّه. وإنّ الدفاع عن الأرض شيء مشروع». وأكمل صفير كلامه للأهالي بالقول: «تبقى أرضكم لكم وعنفوانكم لكم، ولسواكم ما يصبون إليه». لكنّ صفير تمنى لو يتوصّل المعنيّون إلى حلّ يرضي الجميع في هذه القضيّة.
…………………………..
قد بدا كلام صفير مستغرباً لجهة ما تضمّنه من تشجيع للمواطنين لأخذ حقّهم بأيديهم، وهو الذي نادى دائماً بالاحتكام للدولة وأجهزتها. وما يزيد التصريح غرابةً هو وضع البطريرك حادثة إطلاق النار في سياق «الدفاع عن الأرض» و«العنفوان».
موقع الجنرال-البطريرك المسكوني، أورد عنواناً مثيراً: “ماذا يُفهَم من كلام صفير اليوم؟”
وتحته:
“سُجِّل اليوم موقفٌ بارز جداً، وقد يكون الأول من نوعه، مصدرُه بكركي. فبعد أيام على دفاع جعجع عن حادثة عيون أرغش، قال البطريرك الماروني كلاماً غير مسبوق، يُفهم منه أنه يغطي عملَ السلاح الذي وقع في تلك المنطقة، ضد الجيش اللبناني. كما يفهم منه أنه يشرِّع حملَ السلاح خارج الدولة، للدفاع عن أي حق فردي، حتى ولو كان خلفه طنٌ من المخدرات، كما قالت المعلومات…
موقفٌ ظاهرُه الدفاعُ عن الحق والأرض. لكنَّ محمولاتِه قد تكون أكثر خطورة، وقد تتركُ ملابساتٍ كثيرة في المقبل من الأيام…”.
ماذا قال البطريرك، حسب “الوكالة الوطنية للأنباء”؟
“اهلا وسهلا بكم، اننا عرفنا من الصحف والاذاعات ما يجري في عيون ارغش واسفنا له شديد الاسف، واننا نعرف انكم دافعتم في الماضي وتدافعون عن حقكم وعن اراضيكم وهذا شيء مشروع لكم، اننا نأسف ان تحصل مثل هذه الوقائع بين جيرانكم واهل وطنكم، ولكن علينا جميعا ان يدافع كل منا عن حقه وهذا شيء مشروع. اننا نأمل ان يصل المسؤولون الى حل يرضي الجميع، فتبقى ارضكم لكم ويبقى عنفوانكم لكم ويبقى كذلك لسواكم ما يصبون اليه وهو ان يبقوا في ارضهم اعزاء مثلما انتم اعزاء”.
الفارق بين التصريحين:
“عرفنا من الصحف.. ما يجري في عيون أرغش وأسفنا له شديد الأسف”- هذه الـ”أسفنا لها شديد الأسف” سقطت من تغطية الأخبار “سهواً”!
“اننا نأسف ان تحصل مثل هذه الوقائع بين جيرانكم واهل وطنكم”- هذه العبارة أيضاً (“بين جيرانكم وأهل وطنكم”) سقطت “سهواً” من مقال جريدة “الأخبار”.
” اننا نأمل ان يصل المسؤولون الى حل يرضي الجميع، فتبقى ارضكم لكم ويبقى عنفوانكم لكم ويبقى كذلك لسواكم ما يصبون اليه وهو ان يبقوا في ارضهم اعزاء مثلما انتم اعزاء”- من هذه العبارة، أسقطت “الأخبار” كلمة “المسؤولون” واستبدلتها بكلمة “المعنيون”، والأهم أنهم قطعت العبارة عند “ما يصبون إليه” وقصّت (ويبقى لسواكم ما يصبون إليه) “وهو أن يبقوا في أرضهم أعزاء مثلما أنتم أعزاء”!
في تغطية “الأخبار” تصبح الأرض والعنفوان لأهل بشرّي وحدهم ولغيرهم “ما يصبون إليه”! في تصريح الوكالة الرسمية “أن يبقوا في أرضهم أعزاء مثلما أنتم أعزاء”!!
الفارق بين “الأخبار” وموقع “التيار” أن “الأخبار” حسب تعبير شائع “تمتلك” تقنية التلاعب بالنصوص (والصور أيضاً) التي تعود أصولها إلى ثلاثينات القرن الماضي (في موسكو وروما وبرلين)، وتعرف كيفية إستخدام “المقص” لإخفاء ما لا يُراد إظهاره. أما محرّر “التيار”، فيبدو أنه دون المستوى، فاكتفى بتعبير “ماذا يُفهَم من كلام صفير اليوم؟” ولم “يعذّب قلبه” بذكر “التفاصيل المملّة” لخطاب لم يتجاوز 84 كلمة!
ومن الواضح أنه “لم يَفَهم” شيئاً!
عالخفيف: ماذا قال البطرك، وماذا قوّلته “الأخبار”، وماذا “كزّ” موقع “التيّار” عنها؟
جوزف حمشاوي — j_hemchaoui@yahoo.com
أريد فقط أن أوضح للسيد كاتب المقال أن الجزء الأول من مقالته والذي يتعلق بجريدة الاخبار لا يعنيني بأي حال من الأحوال (بغض النظر عن صحته أو لا), و لكن بالنسبة للتيار الوطني الحر لنكن واقعيين فيبدوا أن كاتب المقال لم يتابع ما ورد على قناة الOTV في نشرة الاخبار والتي وضعت نص البطريرك (أبو سمير) بالكامل و بدون اقتطاع.
أبعدونا عن المهاترات الفارغة والاختباء وراء اصابع الاتهام الفارغ.
عالخفيف: ماذا قال البطرك، وماذا قوّلته “الأخبار”، وماذا “كزّ” موقع “التيّار” عنها؟ رامز — k1952@hotmail.fr جريدة “الأخبار” جريدة الخبريات. أفقها أفق ذاك التصريح الشهير لطرافته الحمصية (مع حفظ الاحترام للحماصنة) بامتياز، الذي أوردته الشلّة القردحجية المغتصبة السلطة في “سورية”، يوم انفجر باص في دمشق ونتج عن انفجاره حصد من القتلى والجرحى، فأعلنت الشلّة : انفجرت عجلة الباص، فحصل ما حصل. وهذه النادرة البروباغندية الذكية، سبقتها نوادر أخرى. فحين دمرت إسرائيل بظرف دقائق مركزاً كيماوياً أو نووياً كورياً شمالياً في الكبر، تفتق القردحجي الإبن عن تصريح “رسمي”، عزا فيه عملية التدمير إلى حرّ الشمس، وهكذا دواليك. فالتركيبة القردحجية في “سورية” قائمة… قراءة المزيد ..
عالخفيف: ماذا قال البطرك، وماذا قوّلته “الأخبار”، وماذا “كزّ” موقع “التيّار” عنها؟ زهير ابن سَلمى هذه ليست اول مرة تشوه فيها “الأخبار” الأخبار. فقد سبق للجريدة الإلهية وكذبت في جميع تفاصيل نقل خبر اصدار مجلة ثقافية تدعى “كلمن” واليكم رد اسرة كلمن على الخبر المزور الذي ابتدعته الاخبار ثم رد اسرة تحرير “الأخبار” المضحك وغير المقنع : (إلى تحرير الأخبار : نشرت جريدتكم في عددها الصادر يوم الخميس، في 8/4/2010، في باب « سياسة »، تحت عنوان « كلمن… لمواجهة المقاومة »، الفقرة الآتية : « أنجزت الترتيبات الأوليّة لإصدار مجلة ثقافية ـــــ فكرية يرأس تحريرها الزميل حازم صاغيّة، وتضمّ… قراءة المزيد ..
عالخفيف: ماذا قال البطرك، وماذا قوّلته “الأخبار”، وماذا “كزّ” موقع “التيّار” عنها؟
الزميل بيار عقل المحترم شكراً لك على هذا المقال الجميل الذي يكشف استراتيجية خطيرة وهدّامة ومستمرّة منذ زمن طويل تتبعها بعض الجهات وبعض وسائل الاعلام وتقضي ببث السموم للإيقاع بين اللبنانيين