المعلومات الأخيرة التي تسربت من سجن عدرا في دمشق، الجناح الثاني (تحت إشراف وإدارة شعبة الأمن السياسي) أن البروفسور عارف دليلة مريض!!!
وما الجديد في ذلك؟؟؟ الرجل مريض منذ اعتقاله، يعاني من داء السكري، ومن مشاكل جمة في وظيفة القلب، ومن تجلط وانسداد في عدة شرايين!!!
لكن مرضه هذه المرة تفاقم الى درجة تهدد حياته!!!
وما الجديد أيضاً في ذلك؟؟؟ المطلوب أن تتهدد حياته بالموت، وربما المطلوب أن يموت الرجل، ليس وحده والآخرون أيضاً، صحة ميشيل كيلو متدهورة، أنور البني يعاني من الروماتيزم، حتى الطلقاء منهم، حياة رياض سيف مهددة أيضاً، قرار سفره بيد السلطات التي تعلم تماماً أن حياته في خطره وأنه بحاجة ماسة للسفر بقصد العلاج، وقرار علاج عارف دليلة أيضاً بيد السلطات.
دخل البروفسور عارف دليلة (القابع في زنزانة منفردة (2م×2.5م) منذ ست سنوات) الشهر الفائت في غيبوبة نتيجة تفاعلات إصابته بداء السكري، بقي في غيبوبته مدة أربعين دقيقة، لم ينقل خلالها الى المستشفى ولم يلقَ الرعاية الطبية اللازمة، كل ما أبدعته يد طبيب السجن أن انتظر دليلة حتى أفاق من غيبوبته ليفحصه، ويُخشى جدياً أن يدخل الرجل في غيبوبة أخرى ويفارق الحياة خلالها. قد ندافع عن حق عارف دليلة بالرعاية الصحية، لكن المطالبة الأولى يجب أن تكون الحرية.
الحرية أولاً:
إن حق السجين في الرعاية الطبية والصحية الشاملة حق مصون، لا لأحد أن يمسه أو ينتقص منه، لكن حقه في الحرية مصون أيضاً، لا سيما أن دليلة معتقل دفاعاً عن آرائه.
فدليلة عميد كلية الاقتصاد سابقاً (قبل صدور القرار السياسي بفصله من عمله)، الناطق باسم لجان إحياء المجتمع المدني، عضو الهيئة التأسيسية لمنتدى الحوار الوطني، مثالٌ يحتذى للمثقف السلمي الديموقراطي، المهتم بشؤون بلاده، المدافع عنها من داخلها، الناقد لما يستشفه من سياسيات خاطئة، نقداً حضارياً بناءً، هدفه الانتقال من حالة غير مرغوب البقاء فيها الى حالة يطمح الوصول إليها، لم يخرج عن القانون يوماً، ولم يقم بأي فعل يستحق هذا العقاب الكبير، حتى في نقده استند الى دستور بلاده (الذي انتقده كثيراً وطالب بتعديله) ليستخدم حقوقاً لم يتجرأ كثيرون غيره على المطالبة بها، انتقد محكمة أمن الدولة العليا قبل أن يحاكم أمامها لاحقاً: “لا ندري كم من أعمار المواطنين السوريين يجب أن تستهلكه السجون ومحكمة أمن الدولة العليا، وكم من الحيوات يجب أن تزهق حتى تقتنع الأجهزة الأمنية بأن الأوطان يبنيها ويدافع عنها المواطنون الأحرار وليس الرعية وأن الديموقراطية تقوِّي الوحدة الوطنية وتزيد صلابة الأوطان في دفاعها عن حقوقها المشروعة وليس القمع والسجون وقوانين الطوارئ والمحاكم الاستثنائية”.
أكد محامو دليلة أن محاكمته جائرة وصورية علناً وبلا خجل. فالتهم تفتقد الركن القانوني والركن المادي والركن المعنوي أيضاً، يقول دليلة فيها: “لم يحصل مره واحده أن سمح للمحامين بزيارتي بناءً على طلبهم أو بناءً على طلبي… ضربني رئيس الفرع حتى سال دمي لإكراهي على إقرار مزور. في المحكمة أحضرت المحارم الورقية المبلولة بالدماء، طلبتُ من المحكمة حمايتي، قال رئيس المحكمة: أنا لا استطيع ذلك”.
لعل من المسلم به أن استمرار تغييب عارف دليلة لا يخدم أحداً، فبلده بحاجة إليه، وطلابه بحاجة إليه، وجامعة دمشق بحاجة إليه أيضاً، لا يستفيد من تغييبه إلا أولئك الرافضون للحوار والديموقراطية، أو الراغبون بحوار القنابل والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة بديلاً عن حوار ديموقراطي سلمي بناء.
وهنا نختم بمقولة دليلة الشهيرة: “لا بد من كلمة نوجهها الى الذين أوكلوا الى البصطار مهمة التعامل مع العقل، ونقول لهم إن العقل يبقى عقلاً والبصطار يبقى بصطاراً”.
ma.abdallah2007@gmail.com
(*) ناشط وحقوقي سوري
المستقبل
عارف دليلة: الحرية أولاً!
ان قوة الأنظمة والحكومات تكمن في حب شعوبها لها وثقتهم بها. أما قوة الانظمة الديكتاتورية الاستيدادية المخابراتية الفاسدة فهي تكمن في ترهيب وأعتقال وتعذيب واعدام الوطنيين والمثقفين والمحبين للوطن وللحرية وللديمقراطية وللعدل من أبناء شعبها ومن ثم تعمل نقل مكروبهاعلى تدمير جيرانها.ويتمثل هذا الحب بان لا يكون هناك سجناء راي في السجون والزنزانات من صحفيين ومفكرين وشرفاء وكما نعلم مع الاسف ان سجون النظام السوري تحوي على خيرة البلد كامثال الدكتور كمال اللبواني وميشيل كيلو وعبد الستار قطان ومحمود عيسى وسليمان الشمر وخليل حسين…..وكالدكتور عارف دليلة والمعتقلين الأكراد وآخر من شكله أزواج..كلهم سجنوا بتهم واهية
عارف دليلة: الحرية أولاً!
مقال رائع يشرح بوضوح معاناة البرفسور عارف دليلة
الجميع ـ وأقصد هنا أشراف سورياـ مدعوون لكتابة مقالات عن الدكتور دليلة وباللغة الإنكليزية إن أمكن لفضح ممارسات النظام الدكتاتوري.
أرجو أن يتطوع أحدهم لترجمة مقال الأستاذ محمد العبد الله