بعد أن كتبت عن الحقوق الزائفة للمرأة بالمقارنة مع وضعها المهين في قانون الأحوال الشخصية اليمني وفقه الدية المخالف للقرآن والسنة والذي يتم إشهاره باسم الشرع الشريف ( ! ) في مقالين متتابعين في هذا الموقع الأغر ) .. وما تلى ذلك من إبداء الضيق والحرج مما كتبت ، والتلويح بإجراءات التأديب والإبعاد من قبل (( بعض العتاولة )) (( !! )) .. وكان من ضمن تلك الإجراءات (( في ظني )) استبعادي من المشاركة في دورة الخطباء والمرشدين في جميع محافظات الجمهورية حيث لم توجه إليّ أيُّ دعوة رسمية كما هو مقرر في برنامج هذه الدورة وتم الاستثناء تحت ظروف غير واضحة إلى وقت قريب!.
وما أن انقضى يوم ونصف على سير الدورة حتى فاجأتنا الأخبار بحصول هجوم سلفي شنه أحد الدعاة المتشددين الذين تم دعوتهم للمشاركة في الدورة ضد قوى تمثل التسامح الديني ممثلة بأربطة النور للعلامة أبوبكر المشهور بعدن أو التابعة للعلامة بن حفيظ في حضرموت أو التابعة للعلامة الشيخ مرعي في الحديدة أو غيرهم في محافظات البلاد .
هذا الهجوم الذي وصف الصوفية والحضارم (( هكذا مزيج من المذهبية والطائفية والمناطقية )) بأنهم أصحاب خرافات وضلال مناهج وموالد .. وإذا كانت الصوفية معنية مئة بالمئة من هذا الهجوم فما الذي حشر الحضارم يا ترى تحت هذه المظلة الحمراء مظلة الفتن واللهب !! .. مع أن التنوع الفكري والمذهبي يوجد بنسب مختلفة تكاد تتكافأ في كل محافظة وكذلك الأخلاق فما الذي خص الحضارم بالخرافة وضلال المناهج والموالد وهو مؤشر يكشف بجلاء عن طوية هذه المجاميع المظلمة من أتباع الخوارج ونظرتها الإحتقارية للآخرين ملوحة أحياناً بسيف المناطقية وأحياناً بسيف المذهبية القائم على تصويب الذات وتكفير الآخرين وأحياناً يأخذها الجشع فترفع السيوف جميعاً ولسان حالها يقول :
ولو كان سيفاً واحداً لدفعته
ولكنه سيفٌ ، وثانِ ، وثالثُ !
مع الاعتذار على التصرف في البيت الشعري ! .
إن السؤال الذي يضع نفسه بإلحاح هو : من الذي استدعى رموز التشدد الفكري والثقافي والديني ليتحدث عن الوسطية والتسامح الديني (!!) وهو والله كمن يطلب من البوم تغريد البلابل (!!) أو يلتمس ريح المسك من أكوام المزابل (!!)، ثم كيف تمكنت هذه العناصر في فترة قصيرة من الظهور القوي بثوب الواعظ بينما آثار فكرهم السقيم لم تزل شاهدة في الآفاق على عقم منهجهم وفساد طريقتهم وما طالبان ببعيد !! .
إن عملية توزيع الكتب المضادة للتصوف والاعتدال أثناء سير الدورة والمناصرة لثقافة التعصب المذهبي والطائفي، واستخدام فتنة المتمرد الحوثي كجسر جهنم للعبور عليه إلى ما يصبون ويهدفون، لهو أمرٌ شديد الغرابة ويثير الدهشة.. مع أن الجميع يعلم أن رموز الاعتدال أمثال أبي بكر المشهور وبن حفيظ والشيخ مرعي ومن قبلهم السيد محمد علوي المالكي المكي وآخرين هم من يرفض التمرد على سلطة الدولة والخلط بين الدين والمطامع السياسية للوصول الى الحكم .. وهم من يبني الأجيال على هدى وبصيرة لا على عمى وتعصب يفضي إلى تكفير الآباء والأجداد وتفسيق الإخوان والأنداد ومن ثم إيجاد طائفة تؤمن بهجر المخالف وتمضي في الطريق إلى استحلال دمه بعد تجريده من ديانته وتكفيره !! .
إن الأمانة ملقاة بكاملها على عاتق وزير الأوقاف والإرشاد القاضي العلامة / حمود الهتار لكي يبدأ البداية السليمة قبل أن تطمع فيه قوى الظلام وتحتويه من كل مكان ثم تتركه في فخها الذي اشتهرت وعرفت به بين الأنام !! ، والأمل فيه بعد الله كبير فهو وزير لكل المسلمين باختلاف مذاهبهم ونحلهم وراعِ مؤتمن على دور عباداتهم وأوقافها وحافظ لمصالحهم .. ولكن الظلاميين لا يكادون يفقهون كثيرا ( !! ) ، ولا يكادون يتركون وزيراً (!!!) ، إنهم يبثون ظلاماً على طول الطريق !! .
*رجل دين ومدير عام المساجد في عدن ــ الجمهورية اليمنية