إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
استهدف الحرس الثوري الإيراني، مساء الاثنين 15 كانون الثاني/يناير، بعض النقاط في أربيل بالعراق، وإدلب بسوريا، بعدة صواريخ باليستية. وأعقبها، في أحدث تطوّر الليلة قصف لمنطقة “بالوشستان” في باكستان التي تتشارك مع إيران في حدود تمتد على حوالي ألف كيلومتر.
وأصاب واحد على الأقل من هذه الصواريخ مطار أربيل في العراق وأوقف الرحلات الجوية لعدة ساعات. كما أصابت بعض هذه الصواريخ المناطق السكنية في أربيل.
ووصف هيمين هو ورامي، نائب رئيس برلمان إقليم كردستان العراق، الهجوم الصاروخي الإيراني بأنه “غير مبرر”، وأكد أن أحد الصواريخ أصاب منزل رجل الأعمال بيشرو ديزَيي، مما أدى إلى مقتله وأربعة أفراد آخرين من أسرته.
ويمتلك ديزَيي، المقرب من عشيرة بارزاني الحاكمة، شركات قادت مشاريع عقارية كبرى في كردستان.
وقالت مصادر أمنية عراقية أيضا إن صاروخا سقط على منزل مسؤول كبير في المخابرات الكردية وآخر استهدف مركز مخابرات كردي.
وأدانت وزارة الخارجية العراقية “الإعتداء” الإيراني، واستدعت السفير العراقي في طهران للتشاور، كما استدعت القائم بالأعمال الإيراني في العراق وقدمت له مذكرة احتجاج.
كما أدان رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور بارزاني الهجوم، وطلب من الحكومة العراقية عدم التزام الصمت إزاء الانتهاك الواضح لأراضي العراق وإقليم كردستان. وأضاف: “في الأيام المقبلة سنعمل مع شركائنا لمنع مثل هذه الهجمات الوحشية ضد الأبرياء”.
وبعد ساعات من الهجمات، أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان أنه تم استهداف “مقرات التجسس وتجمع الجماعات الإرهابية” ردا على تفجيرات كرمان والهجوم على قوات الأمن الإيرانية في راسك في إقليم بلوشستان.
وقال الحرس الثوري في بيانه أنه دمر “مقر تجسس للنظام الصهيوني” في كردستان العراق. وأضاف: “ردا على الأعمال الشريرة الأخيرة للكيان الصهيوني والتي أدت إلى استشهاد قادة من الحرس الثوري ومحور المقاومة، فقد تم استهداف وتدمير أحد المقرات الرئيسية للموساد الصهيوني في إقليم كردستان العراق”. وقال: “هذا المقر كان مركزا لتوسيع العمليات التجسسية والتخطيط للعمليات الإرهابية بالمنطقة وداخل إيران على وجه الخصوص”.
وأدانت وزارة الخارجية الأمريكية هجوم الحرس الثوري على إقليم كردستان العراق. وأعرب ماثيو ميلر المتحدث باسم الوزارة عن تعازيه للناجين، وقال إن مثل هذه الهجمات تقوض الاستقرار في العراق.
وقال مسؤولون أمريكيون إنه لم يتم استهداف أي منشآت أمريكية ولم تقع خسائر في صفوف الأمريكيين.
وقالت أدريان واتسون المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، في بيان: “لقد تتبعنا الصواريخ التي سقطت في شمال العراق وشمال سوريا. ولم يتم استهداف أي موظفين أو منشآت أمريكية”.
وأضافت: “سنواصل تقييم الوضع، لكن المؤشرات الأولية تشير إلى أن هذه كانت مجموعة من الضربات المتهورة وغير الدقيقة”، مضيفة أن “الولايات المتحدة تدعم سيادة العراق واستقلاله وسلامة أراضيه”.
وقال الحرس الثوري إنه استهدف أيضا مراكز تجمعات تنظيم داعش في مدينة إدلب السورية، لكن شبكة “الميادين” أفادت نقلاً عن مصادر محلية أن الحرس الثوري هاجم المناطق التي تتواجد فيها جماعة “تحرير الشام” (جبهة النصرة سابقاً).
وجاء الهجوم الصاروخي على سوريا والعراق في وقت تبنى فيه تنظيم “داعش خراسان”، المتمركز في أفغانستان، المسؤولية عن تفجيرات كرمان. ورغم ذلك، قالت وسائل الإعلام المقربة من الحرس الثوري إن “داعش” و”الموساد” أصبحا متعاونين.
وفي هذا الصدد كتب رئيس مجلس الشورى الإيراني والجنرال السابق في الحرس الثوري محمد باقر قاليباف على منصة “X”: “أقبل أيادي إخواني في الحرس الثوري وأيادي جميع المجاهدين في المنطقة الذين ذكّروا الولايات المتحدة والكيان الصهيوني والإرهابيين الداعمين لهما بأن عصر طرق الباب قد انتهى منذ زمن طويل”.
كما أكد قائد فيلق محمد رسول الله في طهران الكبرى حسن حسن زاده، أن مقر التجسس الإسرائيلي ومواقع الإرهابيين تم سحقها في الهجوم، وقال: “إن الهجمات الدقيقة التي شنها الحرس الثوري أظهرت أن جميع أنشطة العدو وأعماله وجهوده تخضع لمراقبة جنودنا المجهولين”.
وجاء هجوم الحرس الثوري على كردستان العراق وإدلب في سوريا في وقت لم يتوقف فيه تحليق الطائرات المدنية في الأجواء الإيرانية. وبعد سقوط صاروخ على مطار أربيل، لم تتمكن رحلة إيرباص تابعة للخطوط الجوية التركية وقادمة من إسطنبول من الهبوط في أربيل، وحلقت فوق المدينة لأكثر من نصف ساعة حتى تهيأت ظروف الهبوط.
وتأتي الهجمات الصاروخية الإيرانية وسط مخاوف من تصاعد الصراع الذي امتد لمناطق في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في غزة في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وذلك في ظل دخول حلفاء لإيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن في الصراع.