إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
في كافيتيريا معهد العلوم الاجتماعية – الجامعة اللبنانية، وفي نهاية حرب السنتين (1975- 1976)، كان طلال من شهود تمزيقي بطاقة انتسابي إلى واحدة من منظمات حروب لبنان الأهلية: مجموعة طلاب لبنانيين انشقّتْ عن “منظمة العمل الشيوعي” في أيار 1973، وانضمَّتْ إلى إحدى ميليشيات حركة “فتح” الفلسطينية…
كان طلال بصوته الجميل روح تلك الشلة التي خرجت من الحرب. وضحك كثيرًا فيما هو ينظر إليّ وأنا أمزّق تلك البطاقة. ولولاه وحسن الشامي وسعد أرزوني لما أشعرني انضوائي في الشلة بأنني وَجَدتُ أو صادفت أخيرًا مَن يتبنّاني ويخلّصني من يُتمي، نقمتي …
ونحن بعض من جيل الشبان اليساريين في حرب السنتين، امتلأت صدورنا باليأس والقنوط من تلك الحرب، فخرجنا منها وانكفأنا على أنفسنا، مشغوفين بتكوين شلة طلاب جامعيين نصرّف فيها صحراءنا العاطفية وتيهنا العاطفي. وأثناء صحبتنا شبه الصوفيّة في تلك الشلة، رحتُ أداوي يُتْمي، وخرسي العصابي المزمن، واختناق الكلمات والمشاعر والانفعالات في صدري… وكان طلال صوتي الذي بدأتُ أخرجه من صدري… وبالمصادفة وبإصرارٍ سيزيفي كتبتُ الشعر، ثم هجرني الشعر وهجرته…. في باريس وكان طلال شاهدًا على ذاك الحِداد وساعدني في الخروج منه.
من صفحة محمد أبي سمرا على الفايسبوك