الرواية المرعبة التي رواها طبيبان إيرانيان لجريدة “الفيغارو” الفرنسية تعني أن مجزرة “تيين آن مين” إيرانية (على غرار المجزرة التي تعرّض لها طلاب بكين في 1989) قد وقعت فعلاً في طهران! ولكن السؤال الذي لا مفرّ من طرحه هو: ماذا كانت حصيلة القمع في “قم”، و”مشهد” و”شيراز” و”إصفهان” و”الأهواز” و”كردستان”..؟ وكانت قد وردت إلى “الشفّاف” قبل أسبوعين معلومات تحدّثت عن 150 قتيلاً في إيران، ولكن هذا الرقم يبدو منخفضاً إذا كان أكثر من 100 قتيل سقطوا في طهران وحدها.
في ضوء الأعداد المرتفعة للضحايا يمكن فهم بادرة مهدي كرّوبي وحتى هاشمي رفسنجاني (المعروف بحذره) في زيارة أهالي الضحايا. أو حتى مطالبة رئيس المجلس “على لاريجاني” بلجنة تحقيق في الهجوم على منامات الطلاب، علماً أن هذا الهجوم المنسّق تمّ على كل منامات الطلاب من طهران وحتى شيراز .. والأهواز وكردستان.
*
طبيبان إيرانيان يشهدان على القمع
أثناء مرورهما في باريس، كشف طبيبان إيرانيان يعملان في مستشفيات طهران مناخ الإرهاب الذي تخضع له المستشفيات التي نُقِلَ إليها الجرحى الذين أصيبوا في المظاهرات المناوئة لأحمدي نجاد.
لقد رأيا أشياء كان من الأفضل ألا يطّلع أحد. وخوفاً من إنتقام السلطات، فقد فضّلا الصمت. ولكنهما استفادا من هبوط طائرتهما في فرنسا لكسر جدار الخوف. بأي ثمن. “في طهران، كنا شهوداً عاجزين أمام جرائم حقيقية ضد الإنسانية”، يقول الطبيبان الإيرانيان اللذان التقينا بهما خلال نهاية الأسبوع في باريس، واللذان طلبا عدم كشف إسميهما. ويقول أحد الطبيبين: “منذ بدء المظاهرات المناوئة لأحمدي نجاد، فرض عناصر الميليشيا وعناصر أمن يرتدون ملابس مدنية سياسة إرهاب في المستشفيات. وقاموا بمطاردة الجرحى بلا رحمة”. ويضيف: “بدأ كل شيء يوم السبت في 13 يونيو- أي في أول أيام الإحتجاجات ضد نتائج الإنتخابات. فقد بدأوا بطلب قوائم المصابين الذين تم استقبالهم في المستشفيات القريبة من مواقع التظاهرات”. وكان الهدف واضحاً: “تعيين هوية المتظاهرين الجرحى، بغية ملاحقتهم أمام العدالة لاحقاً، بتهمة أنهم عكّروا الأمن العام”.
أكثر من 92 قتيلاً
وحسب شهادات تتردّد في الأوساط الطبّية، فقد استقبل “مستشفى أكرم رسول” القريب من جامعة طهران، و”منذ مساء الإثنين” (15 يونيو)، 38 مصاباً، بينهم 28 جريحاً و10 قتلى. ويقول الطبيب الثاني: “لاحظنا أن الرصاصات اخترقت الصدر في خط مائل، مما يعني أنه تم إطلاقها من الأعلى- أي من سطوح المباني”!
ووفقاً لحصيلة رسمية، فقد قُتِلَ ما لا يقل عن 17 شخصاً منذ بدء الإحتجاجات. ولكن إحصاء سرّياً قام به الأطباء والممرّضون في مختلف المستشفيات كشف أن عدد القتلى في مستشفيات طهران وضواحيها بلغ 92 حتى الآن. وكان بين الضحايا إمرأة حامل في شهرها الثامن. وقد قُتلت بالرصاص، على مقربة من القصر الجمهوري، ثم نُقِلَت إلى المستشفى.
جماجم مفتوحة.. لاستخراج الطلقات
ووصلت إلى أسماع الأطباء روايات مرعبة أخرى. مثل موضوع جثث 6 شبّان تم العثور عليها، في الأسبوع الماضي، في “شهريار”، وهي إحدى ضواحي العاصمة. ويقول الطبيب الثاني، نقلاً عن طبيب آخر نقل له المعلومات سرّاً: “قُتِلوا جميعاً بإصابات في العُنُق. وكانت جماجمهم محطّمة ونخاعاتهم مفتوحة، وهذا بلا شك من أجل إستخراج الطلقات وإخفاء آثار الجريمة”.
ولإخفاء هذا النوع من الهجمات، فقد طُلِبَ إلى الأطباء أن يعطوا شهادات طبية بأن الأشخاص الذين نُقِلَت جثثهم إلى مستشفياتهم “توفّوا إثر عمليات جراحية”.
ويضيف: “في عدة مستشفيات، وبينها “مستشفى أكرم رسول” و”مستشفى الإمام الخميني”- قمنا بتنظيم إعتصامات إحتجاج. ولكن التلفزيون الحكومي ذكر أن إعتصامنا كان إضراباً من أجل زيادة الرواتب. هذا مرعب”!
ويضيف أن طبيباً من معارفه يعمل في طوارئ مستشفى “عرفان” “عوقب” لأنه تجرّأ على مواجهة “الباسيج”: “بعد أن اختفى لمدة 36 ساعة، فقد عُثِرَ عليه مشوّه الملامح وفي شبه غيبوبة على رصيف المستشفى”.
عمليات دفن تحت رقابة مشدّدة
إزاء مقاومة قسم من الهيئات الطبية، عمدت السلطات على وجه السرعة إلى إبعاد جثث المتظاهرين إلى أماكن أخرى: “نعتقد أنه تم نقل الجثث إلى “مستشفى بقية الله العسكري”، أو إلى مكان مجهول”. ثم، وبذريعة “التبرّع بأعضاء بشرية”، فقد تمّت إزالة كل آثار الرصاص من الجُثث”. ووجد الأهالي أنفسهم مرغمين على قبول هذا الوضع مقابل أن يسترجعوا جثث أبنائهم لدفنها”.
ويقول شاهد اتصلت به “الفيغارو” بالهاتف أن عمليات الدفن تتمّ تحت رقابة مشدّدة في “مقبرة بهشتي زهرة” الكبيرة: “يُحظّر ذِكرُ سبب الوفاة على شواهد القبور”!
تحقيق كتبته “دلفين مينوي” Delphine Minoui
انظمة قاتلة
هذه ايران وهذا نظام القتل وهذه الديمقراطية التي يتحدثون عنها في ايران.
النظام الايراني والسوري والكوري الشمالي انظمة الشياطين وانظمة الموت المحقق.
نطلب من الله قصف اعمار الملالي الايرانيين وبشار الاسد وكيم رائيس كوريا الشمالية.