في حين يبدأ وليد جنبلاط حديثه لـ”الأنباء” بإشارة إلى مأساة كترمايا، فإن القسم الثاني من حديثه هو ما يستلفت النظر. وبالدرجة الأولى أن وليد جنبلاط بالذات هو من يحذّر من “17 أيار جديد”!! وهو من يحذّر من “مواقف سياسية.. تتخطى هامش التمايز السياسي والديمقراطي”!!
هل يقصد وليد بك الحديث عن “سلاح حزب الله”، مثلاً؟ أم التأجيل المتمادي لزيارة الرئيس سعد الحريري إلى دمشق؟ ومن هو “المطلوب” منه إتخاذ “موقف حاسم وواضح ونهائي”؟ سعد الحريري، مثلاً؟ ومن هو “الطالب”: نظام بشّار الأسد، أم حزب الله؟
إشارات وليد بك المتكرّرة إلى “الوعظ الإعلامي” وإلى “مقالات يتم استكتابها بشكل غير مباشر وبالواسطة”، هل تعني مطالبة بمزيد من “الرقابة” على وسائل الإعلام في لبنان؟
*
وطنية – 10/5/2010 أدلى رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط بموقفه الاسبوعي لجريدة “الأنباء” الصادرة عن الحزب التقدمي الإشتراكي، ينشر غدا، وجاء فيه: “تعليقا على ما حصل في بلدة كترمايا، فإن الجريمة التي استهدفت تلك العائلة المغدورة كانت جريمة شنيعة وبشعة بكل المقاييس. ولعل الخطأ الفادح كان في إصرار القوى الأمنية المعنية على إحضار المتهم لتمثيل الجريمة في موقعها بالرغم من حالة الغضب المفهومة التي كانت تعتري الأهالي وأبناء المنطقة، وهذه الخطوة هي التي أدت الى حصول الجريمة الثانية.
وهذا ما يفترض أن يدفع كل المسؤولين الأمنيين المباشرين وأولئك الأعلى منهم رتبا والمدعي العام في جبل لبنان الى أن يستقيلوا أو أن تتم إقالتهم، وهذا أقل المقبول ليتم تحديد المسؤوليات بشكل مباشر. ثم غريب هو هذا التسابق الإعلامي على التعامل مع هاتين الجريمتين وإعادة بث مشاهدهما القبيحة، وهو ما من شأنه أن يغذي الأحقاد مجددا ونكء الجروح، وأن يعزز تلك الموجة العنصرية غير المفهومة تجاه الشعب المصري الشقيق.
من ناحية أخرى، غريبة هي بعض التحليلات والمقالات التي تنشر في كبريات الصحف وتكتبها أقلام تدعي القرابة السياسية، بينما هي تتوزع الأدوار مع من يقف الى جانبها بشكل لم يعد مقبولا، ويتطلب موقفا حاسما. فالتكاذب السياسي هو في اعتماد مواقف مزدوجة من البعض بدل أن توضح الأمور وتحسم بشكل نهائي.
“مواقف سياسية تتخطى هامش التمايز السياسي والديمقراطي!!
قلنا سابقا ونكرر مجددا إن حماية السلم الأهلي والوحدة الوطنية والإستقرار الداخلي لا يمكن وصفها بالاستسلام أو الإذعان، وهذا موقفنا الثابت ولن نتراجع عنه حتى ولو كتب البعض عكس ذلك من هنا وهناك. كفانا توزيعا للدروس والنصح والوعظ الإعلامي الذي لا يعكس فهما عميقا لواقع الأمور على الأرض وحقيقتها.
فهل المطلوب الذهاب نحو اتفاق جديد مماثل للسابع عشر من أيار في إطار التعرض لخطوات المصالحات الجريئة التي تريد الخروج من مآسي الماضي ومشاكله المتراكمة؟ إذا كان البعض يريد الانزلاق نحو الماضي والانحباس داخل أسواره، فنحن نريد التطلع نحو المستقبل والانفتاح نحو مراحل جديدة.
أما المواقف السياسية المتلاحقة التي تتخطى هامش التمايز السياسي والديموقراطي، والتي يتم التعبير عنها مباشرة، أو عبر مقالات يتم استكتابها بشكل غير مباشر وبالواسطة، فهذه الصيغة لم تعد مقبولة وتتطلب موقفا حاسما وواضحا ونهائيا”.