إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
نشرَ “الشفاف” مقال الصديق غسان صليبيي ليس لأننا مع “الفيدرالية” بل، بالعكس، لأننا
!
ضدها! أي لفَتح نقاش
ولنبدأ من حيث بدأ غسان، وهو “إنتفاضة 17 تشرين/أكتوبر” التي كان أحد المآخذ، في حينه، أننا لم نؤيّدها إلا بقدرٍ من “التحفّظ. لماذا التحفّظ على انتفاضة 17 تشرين؟ لأن “فشل الإنتفاضة”، حسب التعبير الذي يستخدمه غسان صليبي، أوصله هو وغيره (كما يقول في مقاله) إلى “الإنسحاب” من “الوطن” إلى “الفيدرالية”!
كيف؟ كان بعض “الإنتفاضيين” يحلُم بـ”التغيير” و”الإصلاح” بدون مواجهة الإحتلال الإيراني للبنان! لكن “الانتفاضة (التي “عبّرت عن نزعة شعبية وِحدَوية”، حسب غسان صليبي) “قُمِعَت ومُنِعت من تحقيقِ أهدافها من قوى متعددة، كان أبرزها واشرسها عداءً “#حزبُ الله”، كما يقول غسان عن حق!
بدل أن يقول: اكتشفنا أن مواجهة “الإحتلال الإيراني” تَسِببق مواجهة الفساد، فإن غسان وغيره “يأخذ على خاطره” من المواطنين اللبنانيين من الطائفة الشيعية التي يحكم عليها حكماً مبرماً وخاطئاً، فيقول: “#حزبُ الله” بما يمثلُ من قوةٍ مذهبية دينية عسكرية كادت تختصرُ الموقفَ العام في الطائفة الشيعية“! هنا “لبّ الموضوع”: كاد الحزب أن “يختصر الموقف العام في الطائفة الشيعية“!!
نسيَ غسان مظاهرات النبطية (عاصمة شيعة الجنوب) التي كان شعارها “ما بدنا جيش إلا الجيش اللبناني”! وينسى مظاهرات تآخي البلدات الشيعية مع “عرسال” السنّية في البقاع! وينسى “مطاردة” الجمهور الشيعي لنوّاب حزب الله في البقاع والجنوب. ينسى ذلك كله ليصبح المواطنون الشيعة (بنسبة 90 بالمئة؟ بنسبة 80 بالمئة؟) “مسؤولين” عن فشل إنتفاضة 17 تشرين!
بناءً على أية إستطلاعات رأي؟ لا نعرف!
والحل”؟ نتخلى عن الشيعة المغّرر بهم، ونتركهم للحزب الذي يوالي إيران وليس لبنان! لكن، من قال لغسّان (ولـ”القوات”) أن “حزبلو” سيكتفي بـ”اللقمة الشيعية”؟ من سيمنعه من ابتلاع البلد كله؟
كدنا ننسى! إذا كان الحق، طبعاً، على “الشيعةّ، فهل نتحمل، نحن الآخرين، من “مسيحيين” و”سنّة”، أية مسؤولية؟
مثل مسؤولية قيادة الجيش المارونية في 7 أيار 2008 (ومسؤولية قيادة الجيش الحالية)؟ أو مسؤولية “الطربوش الماروني” الذي مثّله الطربوش ميشال عون للحزب الإيراني؟ هو، ومن شرب الشمبانيا “نخبَ” إيصاله إلى رئاسة الجمهورية تحت شعار “أوعا خيّك”! هل كان الحزب الإيراني سيصل إلى هذا “الفجور ” لولا “خيانة” عون وباسيل؟ ولولا “تفاهم معراب”؟ ألا يستغرب غسان أن من باتوا يطالبون بـ”الفيدرالية” هم أنفسهم من “أعادوا الإعتبار” للإيراني جبران باسيل، في مناسبات كثيرة كان آخرها اجتماع “الصيفي” قبل أيام؟
أخيراً، لنلاحظ أن “مطلب الفيدرالية” هو، عموماً، مطلب “مسيحي”، أو حتى ماروني! وربما لم تطرحه أية جهة غير مسيحية!
والحقيقة هي أنه كان للموارنة، تاريخياً، حصة وازنة في بناء الوطن اللبناني “الكبير”. ويمكن لأي ماروني أن يشعر بالفخر لإسهام طائفته في بناء وطن منفتح وديمقراطي ومتنوّر ، يقوم على “المواطنة” حسب تعبير البطريرك الحويك في 1920، وطن يحسدنا عليه الجيران. العجيب أن “موارنة آخر زمان” (لا أقصد غسان) هم أوّل من يتخلى عن “حصة الموارنة في بناء الوطن اللبناني الكبير” ليحلموا ببناء “كانتون ميليشوي” على غرار سنوات السبعينات.
الفكرة “الفيدرالية” لا تشوبها شائبة! مثل انفصال “التشيك” و”السلوفاك” واندثار ّ”تشيكسلوفاكيا”.. “بدون ضربة كف”!
لكن تلك فكرة “مؤجلة” إلى ما بعد “رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان”، وهذا قد لا يكون بعيداً! ولو أن “الفيدراليين” لا يَفقهون!
بعد “رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان” يمكن أن “نُسَولِف” وأن “نناقش” الفيدرالية، والفساد.. وغيرها! ولكن، هل سيَبقى مُطالِب بـ”الفيدرالية” بعد رحيل “كابوس” الإحتلال الإيراني؟