يجلس الرئيس بشار الأسد ومدير سجن صيدنايا في مقهى مقابل دير صيدنايا، ويدخل رجل للمقهى ثم يذهب ليسأل النادل:
ــ مو هذا الرئيس بشار؟
* نعم، هذا الرئيس.
بعد ذلك يذهب ويجلس بالقرب منهما ويحييهما:
ــ مرحبا شباب، شو عا بتعملو؟
* أهلاً ومرحبا، ما عا منسوي شيء، بس عا منخطط لشغلة داخل السجن.
ــ وشو هالخطة؟
* نقتل 25 شخص وندوس على المصحف!
ــ وليش تدوسو على المصحف؟
يتجه الأسد نحو مدير السجن ويقول له:
* قلت لك إنو ما حدا بيسأل عن 25 قتيل، ارفع العدد شوية! قوّي قلبك شوية!
*
ما يحدث في سوريا لا يدعو للضحك والنكتة، رغم أنه غير مصدّقٍ في كثيرٍ من المجتمعات المتحضرة.
صيدنايا: تقع على بعد 30 كم من دمشق، تحيط بها حدائق وبساتين وكروم العنب والزيتون، وتقع على ارتفاع 1400 متر فوق سطح البحر.
تعتبر صيدنايا بالنسبة للمسيحيين أقدس مكان بعد القدس في منطقة الشرق الأوسط..
تقول الأسطورة: أنه في عام 547 م. وخلال حملة قادها الامبراطور الروماني يوستينيانوس ضد جيوش الدولة الفارسية مرت جيوش الامبراطور من هذا التقاطع الصحراوي، وأصاب الجنود الرومان العطش فذهب الامبراطور شخصياً يبحث عن نبع ماء، وخلال بحثه هذا شاهد غزالة فلحق بها، ثم تحولت الغزالة وظهرت بشكل امرأة بلباس أبيض باهر وقالت للامبراطور أن يبني كنيسة وديراً في هذا المكان، وبعد ذلك أوفى الامبراطور الروماني بوعده، وكانت أول راهبة في الدير الذي بناه هي أخت الامبراطور. يوجد في دير صيدنايا تحف وهدايا ونذور قديمة وشمعدانات فضية وذهبية..
صيدنايا تعني في اللغة السريانية “السيدة” وهي إشارة إلى السيدة مريم العذراء، وفي الدير لوحة للسيدة العذراء يقال أن الرسول لوقا رسمها.
هذا ما تذكرته عن صيدنايا، وكنت أذكر صيدنايا ومعلولا وما حفظته عن هذه المنطقة لكل شخص تعرفت عليه خلال وجودي في أوربا، لأنها فخرٌ وعنوان في الماركتينغ السياحي..
وستكتب كتب التاريخ عن صيدنايا أنه بعد يوستينيانوس بحوالي 1500 عام جاء إمبراطور ليس لملاحقة فلول الشاه الفارسي ولا لبناء دير وكنيسة جديدة، بل لبناء سجن سياسي بمساعدة فلول الجيش الفارسي، وذلك لقهر مدينة السيدة ولترويع كل المدن والقرى التي يحكمها السيد الوالي!!
وسائل الإعلام الرسمية والتابعة للبلاط لم تذكر ولا حتى الخبر عن مجزرة صيدنايا، لكنها لم تنسى التذكير بخرق إسرائيل لحقوق الإنسان ومعاملتها السيئة للمساجين العرب..
*
هل سمع سيد الإليزيه بأسماء تدمر وحماه وصيدنايا وغيرها…
هل سمع سيد الإليزيه بشعارات الحرية والإخاء والمساواة وغيرها…
هل سمع سيد الإليزيه؟ كم باستيل يوجد في دمشق وحلب وتدمر وحماه وصيدنايا وغيرها…؟
هل يصرح سيد الإليزيه عن تسعيرة صورته المشتركة مع لويس سوريا الرابع عشر وغيره…؟
هل نبقى نترحم نحن الذين سمعنا عن الاستعمار الفرنسي وعايشنا قمع واستبداد واستعمار العائلة ـ هل نبقى نترحم على استعمار غورو…؟
هل يتذكر زعماء أميركا عن مشاركة صيدنايا في احتفالات عيدهم القومي…؟
لو كانت صيدنايا في أوربا أو في أمريكا، كم اجتماع وتنديد وتهديد صدر من قادة العالم الحر؟
لو كانت صيدنايا في أوربا أو أمريكا، كم وزير وحكومة سقطت، وكم لجنة تحقيق وطنية ودولية تشكلت؟
*
لو أملك الجرأة لأقول لبعض “زعماء المعارضة” المحنطة منذ عشرات السنين عن معنى حقوق الإنسان والتعامل مع العالم الحر؟
لو أملك الجرأة لأسأل بعض “الثوريين” عن ردة فعلهم الصبيانية البلاطية على دعم رئيس أمريكا للمعتقلين السياسيين في سوريا؟
لو يستطيع “ديوك الدجاج” النظر أبعد من الحظيرة؟
هل يطالب بعض “زعماء المعارضة الثورية الشابة منها والمحنطة” ـ هل يطالبون العالم الحر برفع صوته تضامناً مع شعبنا، أم نكتفي بتضامن جزر الشمس والقمر وأخواتها؟
هل نكتفي بترديد الشعارات التي علمنا إياها نظام القمع والفساد، شعارات الإمبريالية والصهيونية والتي لا تخدم سوى إعادة إنتاج نفسه وفساده وخياناته الوطنية؟ وبنفس الوقت نحضر أنفسنا إلى صيدنايا جديدة وتدمر جديدة وحماه جديدة وقامشلي جديدة و..؟
تابعوا مناشدة سيادة الرئيس القائد الدكتور الأمين العام للتروي والعمل على حل المشاكل العالقة بالحوار حرصاً على وحدة الشعب في نضاله ضد الإمبريالية والصهيونية، “|ونطالب سيادة الرئيس إبن الرئيس السابق وأبو الرئيس اللاحق بالتدخل لدى الجهات المعنية التي تعرقل مسيرة التقدم والتصدي والممانعة..”
ورغم أن المقام لا يليق به النكتة لكن اسمحوا لي أن أهدي هذه “المعارضة” التي ما زال ساري مفعولها ـ انظر تاريخ الصلاحية ـ والمصنعة خصيصاً لسوريا الأسد، أن أهديها طرفة:
طبيب يقول لمريضته:
ــ سيدتي عندي خبرٌ جيد.
* لكني لست سيدة، أنا فتاة.
ــ أخشى أن يكون خبر سيئ!!
وعند حضور حاكم سوريا احتفالات الثورة الفرنسية سيصبح ضحايا سجن صيدنايا قادة في منظمة القاعدة وسيصبحون هم المتهمون بعمليات نيويورك الإرهابية وهم المسئولون عن اغتيال الحريري والرئيس كندي وعن ثقب الأوزون وارتفاع أسعار النفط وغيرها الكثير..
وذكّرني ذلك عندما كنت في الخدمة العسكرية واستدعى الأمن أحد الأصدقاء “طويلي اللسان” لاستضافته بضعة أيام بتهمة تعاطفه مع الإخوان المسلمين، ورغم أن المتهم كان من الناحية الإيديولوجية شيوعياً ومن الناحية الدينية درزياً، إلاّ أنه عاد إلينا وقد كبرت نمرة رجله درجتين..
أما للسيد ساركوزي وأمثاله الذين يسمعون عن سوريا ولا يسمعون عن الشعب السوري فأقول طرفة أيضاً:
يسأل الطبيب مريضه قبل إجراء عملية جراحية له:
ــ كم عمرك؟
* بعد شهر سيصبح عمري 40 سنة.
ــ يعجبني جداً تفاؤلك!!
*
مدينة سورية جديدة تسجل على قائمة التراث العالمي..
السيدة.. صيدنايا تحييكم..
نحن بخير طمئنونا عنكم!..
د. فاضل الخطيب
fadel.k@freemail.hu
بودابست، 6 / 7 / 2008
صيدنايا، تدمر، حماه، القامشلي، مدنٌ تاريخية للتراث البشري..!
النظام السوري المافياوي المخابراتي القمعي مع ايران المليشي نلاحظ 1انهم1 – خلال اكثر من عام يعقد النظام السوري الديكتاتوري مشاورات مع اسرائيل ويتهم الاخرين بالعمالة
2- اسرائيل حلقت فوق راس الاسد اي احد قصور الاسد(من المال المنهوب من الشعب السوري) ولم تقتله
3-دمرت اسرائيل مقر قالت عنه انه منشا نووي
4-دمار قطاع غزة 5- دمار لبنان بالنصر الهي6- احتلال حزب الله الطائفي الشيطاني لبيروت 7-اتفاق قطر كخيط العنكبوت لان القوة هي التي تتكلم -7- اجتماع القادة الديكتاتوريين في فرانسا هل لاستمرارهم؟؟
صيدنايا، تدمر، حماه، القامشلي، مدنٌ تاريخية للتراث البشري..!
استمرار النظم الشمولية لتدمير المنطقة,الحرب الحقيقية الحديثة بين المستكبرين والمستضعفين اي ان المستكبرين يريدون استمرار الديكتاتورية والنظم الشمولية والمليشياتها الطائفية العرقية والمخابرات المافياوية ولا يريدون الديمقراطية واحترام الانسان لكي تدمر الشعوب ذاتيا وبذلك يسهل اكلها وبلعها وسرقة خيراتها. ان التغييير يتم من الداخل بواسطة العلم والقضاء على الفساد والمافيات التي فوق القانون
صيدنايا، تدمر، حماه، القامشلي، مدنٌ تاريخية للتراث البشري..!
شر البلية ما يضحك ان المقال رائع لانه سلط الضوء على موضوع هام باسلوب ساخر وممتع شكرا لك . ان اكثر ما يخشاه المواطن العربي هو امكانية تزايد عدد المدن العربية التاريخية على لائحة التراث البشري
صيدنايا، تدمر، حماه، القامشلي، مدنٌ تاريخية للتراث البشري..!
شكرا على مقالك الرائع