حينما كان مقتدى الصدر طالباً صغيراً في الحوزة الدينية في العهد البعثي، فإنه كان يفضّل ألعاب الفيديو على دروس التوحيد. ولكن مقتدى نفسه بات الآن، وبعد الإحتلال الأميركي، شخصية سياسية رئيسية في العراق، وهو يدرس حالياً في “قم” بإيران لكي يتبوّأ مرتبة “آية الله”. وتفيد التقارير أن الصدر يقيم في طهران وينتقل منها، كل أسبوع، إلى “قم” لدراسة أهم كتب الفقه الشيعي على يد رجل دين إيراني لا نعرف هويّته. وسيتخرّج مقتدى الصدر من دراسته بلقت “مجتهد”، الأمر الذي يعطيه حقّ إصدار فتاوى دينية.
إن هذا التحوّل المدهش- من طالب غير مبالي إلى رجل دين مناوئ للأميركيين ثم إلى عالم جدّي- يخفي مطامح كبيرة. وإذا سار كل شيء حسب الخطة المرسومة، فستكون أمام الصدر فرصة ذهبية للعودة وفرض نفسه في الساحة السياسية العراقية.
بدأت القصّة في صيف 2007، حينما فكّر الصدر لأول مرة بضرورة الحصول على مؤهلات إضافية. وقد جاءته الفكرة بعد اندلاع أعمال عنف بين “جيش المهدي” (الذي كان هو زعيمه) و”منظمة بدر” الشيعية المنافسة، في كربلاء. وما حدث في حينه هو أن الشرطة العراقية تدخّلت لفض النزاع، في حين دعا الصدر إلى هدنة، وأعلن عن تعليق نشاط الميليشيا التابعة له. ثم اختفى لأسباب أمنية. وبعدها، غادر البلاد إلى إيران.
كانت الدعوة إلى التهدئة، والتوجّه إلى “قم”، خطوتين محسوبتين القصد منهما طمأنة شركائه الشيعة إلى استعداده لإعادة تنظيم قواته صوناً لوحدة الشيعة- وذلك في لحظة بدا معها أن القوات الأميركية (أو الإسرائيلية) تتأهّب للدخول في حرب مع إيران. وقد رحّب أعلى مرجع شيعي في العراق، آية الله العظمى السيد السيستاني، الذي كان التقى مع الصدر لإقناعة بالسعي لتهدئة الجماعات التابعة له، بإعلان وقف إطلاق النار. كما كان لطهران مصلحة في احتواء الحركة الصدرية. وجاء انتقال الصدر إلى إيران ليسمح لمتشدّدي النظام بمراقبته عن كثب مع تشجيعه على بلوغ مرتبة “آية الله”- بواسطة دوائر دينية تملك صلات وثيقة مع السلطة في طهران.
إن السياسات الشيعية معقّدة، ولن يصبح الصدر “آية الله” قبل مرور سنوات. ونستعرض في ما يلي كيف سيتابع مقتدى الصدر دراسته، وما سيعنيه ذلك بعد عودته إلى العراق.
إن بلوغ مرتبة “آية الله” يقتضي المرور بثلاث “حلقات” من الدراسة. إن الطالب في “الحوزة” يكون “قبل بلوغ سن التكليف” الذي يصبح مؤهلاً، بعد بلوغه، ليصبح قاضياً مستقلاً. إن بلوغ “سن التكليف” يعني القدرة على تكوين “رأي”، سواءً في المسائل الروحية والعملية. ولا توجد تراتبيّة رسمية بين علماء الشيعة، ولذا فإن “شهادات” التخرّج تكون في صورة رسالة، موقّعة ومختومة، تشكل “إجازة” لممارسة “الإجتهاد”. وتصادق الرسالة على نضج العالم ونزاهته.
*
إن ما سبق يستغرق 15-20 سنة على الأقل، حيث أن كل “حلقة” تستغرق 7 سنوات تقريباً. وتشمل “الحلقة الأولى” ما يسمّى “المقدّمات”، وهذه تشمل دراسة “علم البلاغة” والمنطق. أما “الحلقة الثانية”، وتسمّى “السُطوح”، فتشمل دراسة النصوص الشيعية الرئيسية في علوم التوحيد والفقه. وتتطلّب الحلقة الأخيرة، وهي “درس الخارج”، حضور محاضرات عامة تكون تحت إشراف رجل دين ذي مرتبة مرتفعة. ويكون محور المحاضرات مجموعة واسعة من المواضيع حول التوحيد. وفي هذه المرحلة الأخيرة، يتم الإقرار بنضج الطالب الفكري من جانب أقرانه ومن جانب مدرّسه. وإبان الدورات الأسبوعية، التي تدوم 3 أو 4 ساعات أسبوعياً، يتم التعرّف إلى طالب متميّز بقدراته الدراسية ويتم الإعلان عنه كـ”مجتهد”.
يبدو أن مقتدى الصدر بات في هذه الحلقة الأخيرة من الدراسة، وأنه يحضر دروساً (وليس محاضرات عامة) لدى رجل دين متقدّم الرتبة، الأرجح أن يكون واحداً من آيات الله العظمى يُحسِن العربية ويقيم صلات وثيقة مع النظام الإيراني.
لكن مرتبة “المجتهد” لا تؤهّل رجل الدين الشيعي تلقائياً لكي يصبح “آية الله”. ففي البلداية، سيحمل الطالب بعد التخرّج لقب “حجّة الإسلام”. إن الفارق بين مرتبة “حجّة الإسلام” المتوسطة ومرتبة “آية الله” الأعلى منها يكون بسيطاً في العادة، ويمكن للظروف المستجدّة أو للأوضاع السياسية أن تسمح لـ”مجتهد” شاب بالإرتقاء بسرعة. ففي مطلع الستّينات، مثلاً، حينما اعتقل الشاه آية الله روح الله الخميني بسبب نشاطاته السياسية، فإن آية الله العظمى “حسين بوروجردي”، وهو رجل دين تقليدي محافظ، مَنَح الخميني مرتبة “آية الله” من أجل تسريع عملية إطلاق سراحه. وبعد وفاة الخميني في العام 1989، خلفه “حجّة الإسلام” علي خامنئي في النظام، وترقّى على الفور إلى مرتبة “آية الله” بموافقة عدد من كبار آيات الله العظمى في “قم”.
أي أنه يكفي مقتدى الصدر أن يحصل على دعم واحدٍ فقط من “آيات الله العظمى” لكي يرتقي بسرعة، فيصبح “مجتهداً” ممارِساً، بمرتبة “آية الله”، في أي وقت. إن اعتراض آيات الله العظمى الآخرين، أو النوعية غير الكافية للدراسة المحدودة التي حصّلها حتى الآن، لا تستطيع أن تحول دون مثل هذه الترقية.
*
ماذا إذا بلغ مقتدى الصدر رتبة “آية الله”؟ كيف سيغيّر ذلك في مكانته ضمن العراق؟
إن بين الإيجابيات في الوضع الحالي أن الحملة العسكرية الأميركية-العراقية المشتركة ضد “جيش المهدي” في ربيع 2008 قد أسفرت عن تهميش مقتدى الصدر وحركته. وتجلّى تراجع نفوذ حركته بصورة معبّرة بعد إنتخابات المحافظات في العام 2009. ولا يعاني الصدريون من إنحسار الدعم الشعبي فحسب، بل ومن فقدانهم للتنظيم العسكري الذي منحهم نفوذاً كبيراً في بغداد في العام 2005.
لكن، وبالمقابل، فرغم نكساته الأخيرة، فإن الصدر يظلّ شخصية سياسية رئيسية في السياسات العراقية. وبصورة عامة، فإن قلة مراسه، وأحياناً عدم كفاءته، لم تؤثر في جاذبيّته، وفي الشعبية التي يملكها في أوساط كثير من شبّان الشيعة المسحوقين. ويرى هؤلاء في مقتدى “الخليفة”، أي ممثّل “الإمام المهدي”، وهو الإمام الثاني عشر عند الشيعة، الذي ستؤذن عودته بإقامة العدل الإلهي على الأرض. علاوة على ذلكظ، فإن نَسَب مقتدى يصله بشخصيات دينية أسطورية بينها والده، “آية الله صادق الصدر”، الذي ينظر إليه كثير من شيعة العراق كولي. إن هذا التراث العائلي قد أضفى شرعية على رجل الدين الشاب، رغم ضعف مؤهلاته الدينية.
والواقع أن مقتدى يملك فرصاً عديدة لتعزيز مكانة حركته السياسية قبل إنتخابات 2010 العامة. إن الإنسحاب التدريجي للقوات الأميركية، وما قد يرافقه من تجدّد للعنف الطائفي في البلاد، يمكن أن يشكّل خلفية مثالية لعودة النفوذ الصدري. ويمكن لمقتدى بسهولة نسبية أن يعيد تشكيل الميليشيا التابعة له، وأن يحوّلها إلى تنظيمٍ مشابه لـ”حب الله” قادر على ممارسة نفوذه سواءً في الشارع أو في المشهد السياسي. وهنا، بالذات، يمكن لطهران أن تلعب دوراً رئيسياً: فأثناء دراسته في “قم”، يمكن للمتشدّدين الإيرانيين أن يشجّعوا مقتدى على قيادة “جيش مهدي” جديداً يشكّل تحدّياً للوجود الأميركي في العراق. وسترتفع إمكانيات حصول مثل هذا الصراع إذا ما حصلت مواجهة عسكرية بين إيران والولايات المتحدة حول برنامج إيران النووي.
*
والأهم، فإذا ما نجح في الوصول إلى مرتبة “آية الله” خلال الأشهر المقبلة، فإن الصدر سيعود إلى العراق ليعيد تنظيم حركته وليصبح زعيمها الروحي الوحيد. ولن يعود أنصاره بحاجة للتطلّع إلى آية الله السيستاني من أجل الهداية الروحية. إن استخدام الدين سيعزّز دوره السياسي- وسيربط هذا الدور بمرجعية روحية مركزية. وستسمح المرتبة الدينية الجديدة بأن يُصدر مقتدى الصدر فتاواه الخاصة، وأن يضفي على العديد من القرارات السياسية شرعيةً دينية. ومن المؤكّد أن ذلك سيعزّز شعبيته. وفي هذه الأثناء، يمكن إقناع الجماعات غير المنضبطة ضمن “جيش المهدي” بإطاعة الزعماء المدنيين والدينيين للحركة، الذين سيضفون على أنفسهم سلطة روحية بفضل المكانة الدينية المرتفعة لزعيمهم “آية الله مقتدى الصدر”. وبشكل أساسي، فإن “مقتدى الصدر”، وعلى الأقل، سيصبح مستقلاً عن مؤسسة “النجف” الدينية التي كان يعتمد عليها- ويتحدّاها أحياناً- منذ العام 2004.
من جهة أخرى، هنالك قضية المال. فالصدر لا يسعى، فحسب، للحصول على شرعية دينية ببلوغ رتبة “آية الله”. فأنظاره متجهة إلى المصادر الرئيسية لرأس المال الديني والمالي التي استفاد منها، تقليدياً، كبار مراجع الشيعة. وبفضل الألوف من الأتباع في جنوب العراق، وخصوصاً بعض زعماء العشائر الأثرياء وكذلك العرب الإيرانيين في مقاطعة “خوزستان”، فإن الصدر يمكن أن يجني مبالغ كبيرة من “الخمس”، الذي يتبرّع به طوعاً الشيعة الأتقياء لـ”مرجع التقليد” الذي يتُبعونه.
إن المستقبل يبدو زاهراً للصدر الشاب. فمرة بعد أخرى، منذ الغزو الأميركي في العام 2003، أثبت مقتدى أنه سياسي بارع يملك القدرة على إعادة خلق نفسه وفقاً للظروف المتغيّرة. وإذا ما نجح في الإحتفاظ بدعم طهران وفي توسيع شعبيّته في العراق، فمن المؤكّد أنه سيظل جزءاً من النظام السياسي الذي سيقوم في العراق. والسؤال الوحيد هو: إلى أي حد سيكون دوره هذا إيجابياً؟ إستناداً إلى أفعاله الماضية، وخصوصاً قرار دعوة أنصار للمشاركة في الإنتخابات الماضية، فالأرجح أن الصدر سيعطي الأفضلية للوسائل السياسية، وليس العسكرية، للوصول إلى السلطة. وقد يكون هذا التطوّر خبراً سارّاً من زاوية تعزيز الديمقراطية العراقية، لأن العراق يأمل الآن في طي صفحة سياسات الميليشيات.
*
الكاتب “بابك رحيمي” Babak Rahimi، أستاذ مساعد في برنامج الدراسات الإيرانية والإسلامية بدائرة الأدب في جامعة كاليفورنيا، سان دييغو.
صعود.. “آية الله مقتدى الصدر”
والله زحمة والله فشل
اي مو عيب كافي عاد
مصختوها
يوميه وجايبين النه خبر
ساعة مقتدة الامام المنتظر
وساعة شعيب ابن صالح صاحب النفس الزكية
وساعة مجتهد
وساعة مرجع
وساعة ولي امر المسلمين
وساعة القائد الضرورة
وساعة….وساعة …. وخلصوها علينه بالاعلانات المستوردة خصيصا لدعم مقتدة
صعود.. “آية الله مقتدى الصدر”
تحيه طيبه اليكم اخوتي الاعزاء متى درس هذا المنغولي هو كله عميل الى ملالي ايران اوذب هاي الناس الي تمشي ورا بالسجون من كثرة الغباء الي عدهم 0 هو كاعد يعارض مرجعيه السيد السيستاني باصدار الفتاوي هل هو مرجع وتبعه هاي الناس
صعود.. “آية الله مقتدى الصدر”
هههههههههههههههههههههههههههههه
متى درس
متى اجتهاد
هههههههههههههههههههههههههههههه
والله عار وخزي
مقتدى اية الله
والخوئي اية الله
يتالعجب
صعود.. “آية الله مقتدى الصدر”
نعزي السيد القائد مقتدى الصدر حفظه الله بفقدان ابن النجف والعراق السيدالبار عبد العزيز الحكيم رحمه الله واسكنه فسيح جناته. والامل كبير بان يتكاتف القائدان المستقبليان للعراق السيد مقتدى الصدر والسيد عمار الحكيم ليقودا البلد سوية الى شاطئ العبور والنصر النهائي على كافة من يتربص للعراق وشعبه المظلوم
منصور السلطاني- النجف الاشرف- العراق
31 August 2009
صعود.. “آية الله مقتدى الصدر”
لماذ هذة العداءعلى الشخصية الوطنية الشيعية العراقية هل تعلم ان السيد مقتدى دخل الحوز عام 1988 فدرس على يد والدة والسيد محمد كلانتر
صعود.. “آية الله مقتدى الصدر”
عزيزي محسن عزيزي محمد الجبوري
انا دكتور حسن الحسني من محبي السيد الشهيد الثاني وابنه السيد مقتدى . ادليت برايي كاول تعليق هو الغرض منه لابعاد الشبهات والاقاويل حول حصول السيد مقتدى على شهادة علمية دينية من ايران وخصوصا مايقال عن الدعم الايراني للسيد مقتدى ومايقال بان جيش المهدي هو اداة ضاربة للحرس الثوري والبسيج اليراني
تفضلو بقبول احترامي وتقديري
صعود.. “آية الله مقتدى الصدر”تحية طيبة الى العاملين على هذا الجهد العلمي السياسي بدأً ابارك للسيد مقتدى الصدر جهوده للصعود لمرتبة اية الله. أنني أقترح على السيد مقتدى الصدر أن يعرض بحوثه الدينية (الفقهية) والعلمية على لجنة مناقشة تتكون من أساتذةاكاديميين متخصصين من الجامعات العراقية والأقليمية والدولية الرصينة والمعترف بها عالميا لاكتساب الشرعية الحقيقية لمرتبته الجديدة كما يمر به حملة شهادة الماجستير والدكتوراه كما هو معمول به عالمياً. أما فقط يحصل على شهادة من أيران ومعلوم كيف يحول رجال الدين الحقائق الى أوهام وبالعكس الأوهام الى حقائق كيفما يحلو لهم كما فعل السيد علي خامنئي مع ابناء شعبه الذين اعترضوا… قراءة المزيد ..