(يرد كلام المفتي العام للمملكة السعودية في نهاية هذا المقال.)
مفاجأة غير متوقعة انتقد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ المفتي العام للمملكة السعودية بحزم غير معهود الإرهابيين السعوديين ممن غادروا المملكة تحت مسمي الجهاد. قال الرجل عملهم يسيء للإسلام وأنهم ينفذون عمليات قذرة بسبب التغرير بهم.
هذه التصريحات ليست عفوية لأنها تصدر من مؤسسة شديدة المحافظة وواعية بدورها خوفا من التغيير. لكن من الممكن أن تكون مجريات الأمور في عالم ما وراء المعلن سياسيا وامنيا هي المحرك لصدورها والجرأة علي البوح بالقذارة لأعمال كانت يوما أقدس ما روجوا له إسلاميا. ألم يقولوا أفضل الأعمال عند الله هو الجهاد؟
ويحق لنا السؤال أين كنتم عندما ذهب المجاهدين ليحاربوا تحت إمرة الكفرة وأهل الصليب ونيابة عنهم في أفغانستان؟ كانت ألفاظ الصليب والكفر كافية لتأجيج العقل البدائي المسيطر عليه من أمثالكم. كانت الحرب ضد السوفييت وكان التبرير لا ينطلي إلا علي البلهاء بان الأمريكان أهل كتاب أما السوفييت فهم ملاحده؟ وقال آخر أن الروم غلبت الفرس الوثنية قديما. ومثلما غلبت فارس قديما غلب السوفييت الآن وقاسمهم المشترك هو الروم. وهم من بعد غليهم سيغلبون. وكأنها أحلام يقظة منذ طفولة البشرية باعتبار أن التاريخ قابل للتكرار بغباء. أليست هذه أقوالكم وأقوال الذين قيل فيهم ” إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء ” فهل حديثكم ما زال قائما أم إنها خشية من الإرهاب المضاد؟ ألم يساوي الملك فيصل في حديثة لكيسنجر بين الصهيونية والشيوعية لتمرير المشاركة في حرب السوفييت والإلحاد هناك. وكم كان عجب وزير الخارجية الأمريكي من هذه الروابط الفكرية التعسفية دون برهان؟
بتكافؤ الصهيونية والشيوعية أصبح الجهاد لصالح الرأسمالية الأمريكية ضد السوفييت مبررا؟ وأصبح النص القرآني متوافقا مع الرغبة الأمريكية ويجري بفتاوى من مشايخ الوهابية وكان الثمن شبابا وأموالا من رصيد المنطقة. فأصبحنا كالسفهاء الذين ينبغي الحجر عليهم لتبديدهم الثروة.
لكن اللغز في أقوال الشيخ أن خروج 15 مجاهدا سعوديا ليضربوا برجي التجارة في نيويورك لم نسمع شيئا عن قذارته؟ وأين كنتم عندما ارتكبت مذابح العراق و نهر البارد الذي يعج بالسعوديين؟ ولماذا لا يعتذر الشيخ عن قتل الأتراك المسلمين تحت إمرة لورنس العرب الصليبي؟ وبعدها بتدمير المراقد المقدسة بالعراق عند تأسيس المملكة السعودية الوهابية في ثلاثينات القرن الماضي؟
توقفت طويلا عند كلمات مثل قذرة وتغرير، فمن الذي غرر؟ والأكثر غرابة أن يقول المفتي في بيانه: ” لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلي الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله، وهؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه، لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل”
لوحظ …!! يالــه من لفظ مشبوه. الم نقل أنها ثقافة عربية مؤسسة علي خيانة العقل والمنطق.
ففتاوى عمليات التجنيد والتعبئة لمجاهدين أكثرهم من الجهلة والعوام والبسطاء من الناس كانت تجري بفتاوى يصدرها هؤلاء المشايخ. وكان نصيب من لاحظها ورصدها ونبه لأخطائها هو التكفير وتعطيل أهم فريضة إسلامية وأعظمها وهي الجهاد التي أصبحت قذرة بعد ثلاثين عاما من ممارستها. لقد صدقكم الناس كاهل علم فما رأيهم الآن في هؤلاء العلماء ؟ لفظ لوحظ هو نوع من الغفلة التي تنبهوا منها إلي ما يجري كما لو أن ما جري لم يكن بعلمهم وبتأييد وتنظير وعمل مؤسساتي تحت سيطرتهم ومولوه هم بالأموال والأنفس والآيات القرآنية والوعود بالجنة. فهل كان القرآن أيضا في غفلة؟!!
وتستمر كوميديا الشيخ بالقول ” انه ترتب علي عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمي بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة منها عصيان ولي أمرهم، والافتئات عليه، وهذه كبيرة من كبائر الذنوب . ومن المفاسد الاخري وقوع هؤلاء السعوديين فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض، واستغلال حماستهم حتى جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة”.
فماذا يريد هذا الشيخ قوله بتركيزه علي العصيان؟
اللهم إلا طمس عقول المتكلمين بلغة الضاد. وكأن ولاه الأمر والولاية أثناء خروج الإرهابيين كانوا نياما وتسلل هؤلاء القتلة المجاهدين في غفلة منهم لتنفيذ أفعال قذرة لحسابهم الخاص” فالشيخ لم يكن حاذقا في تبريره ولا حصيفا في حججه لأنه يعتبر شباب الأمة جماعة من القطيع عليها الطاعة في غفلة أو يقظة أولي الأمر. فالطاعة واجبة حتى ولو كانوا نياما. لكن الشيخ الفضيل ضللنا ولم يقل أن الأوامر كانت تصدر وشخير أولي الأمر يعلوا وهم في غفلة عن مطالب الناس بالديموقراطية وحق الناس في حياه كريمة وإنسانية. فإرسالهم للموت وللأعمال القذرة كان حلا لمشكلات السلطة في العالم العربي التعس. فالولاة لم يكونوا في غفلة أبدا!! ولماذا لم تصدر الأوامر بالتجريم والقذارة علي مدي الثلاثين عاما الماضية في يقظة ووعي أولي الأمر؟؟
لم يتطرق الشيخ الجليل إلي هذا الإهمال الجسيم الذي ارتكبه أولي الأمر في إهمال مهام الولاية العظمي. فمن الذي في غفلة عما جري ويجري عبر هذه التصريحات، أم أنكم متيقظون تماما وتعرفون واجبات الطاعة من اجل أعمال كانت مقدسة يوما وباتت قذرة الآن. إنها الولاية العظمي التي احتكرت للمسلم ومنعوها عن المسيحيين واليهود والكفار والبوذيين والبهائيين أو من لا دين لهم. فهؤلاء بلا جدال لم يثبت تفريطهم في شباب الأمة بقتل الناس في الخارج بأعمال هي قذرة. فشباب المجاهدين استباحوا أموالا وممتلكات آخرين بحجة الكفر واستخدموها في أعمال جهادية أصبحت قذرة حسب قول الشيخ، وبمشورة باعتبار الشورى فوق الديموقراطية. فهل ننتظر تصحيحا من مفتي المملكة باعاده الأمور إلي نصابها وتوليه الأكثر حرصا علي مصالح العباد بعد أن اثبت المسلمون أن جدارة أولي الأمر موضع شك وان امن العالم في خطر بسبب تلك الإيديولوجية الجهادية ووجود دول وممالك إسلامية هم علي راس سلطة الفتوى فيها لكنهم إما في غفلة وإما فشلوا في تنفيذ مخططاهم وأصبح العالم اليوم يترصد تلك الأفعال وعلي استعداد للجهاد هو أيضا بطريقته دفاعا عن نفسه. فلا يفل الجهاد إلا الجهاد. أم أن الجهاد المضاد وانتصار الحلفاء مجددا كان وراء فتاوي تضرب وتخون النصوص المتولدة عنها تلك الفتاوى. ما يريد الشيخ قوله أن أولي الأمر المطلوب طاعتهم إما في غفلة نائمين وإما نادمين.
ان مشكلة هذا الصنف من الناس أنهم يلتحفون بالمقدس ليقولوا ما يبغون من ورائه شرا للناس ومصلحة لهم. وعندما تحبط أعمالهم فإنهم يلجأون أيضا إلي المقدس للإفلات من العقاب وحكم القانون. بهذا فإنهم أول من يضر بالدين الذين ينتمون إليه بجعل النصوص تخون بعضها بعضا. يخرجون نصا لكل حالة ويستخدمون نفس النص للإفلات من عقوبة الاستخدام السيئ. الكارثة أن العجلة قد دارت ولم يأتي الشيخ بنص يفتي بالقذارة. فهل التف الحبل علي من يلعب به؟ فالمجتمع العلماني الذي طالما نادينا به لا يقوم ولا يقر هذه الأفعال والتنظيرات ولا يكيل بمكيالين. فالعلمانية لا كتاب لها سوي العقل ولا شريعة لها سوي القانون المؤسس علي المنطق. لا تقوم بالجهاد في الداخل والخارج ثم تتنكر لهم وتتركهم يواجهون مصيرا مظلما تحت عباءة من الخداع الديني بأنهم أصحاب أعمال قذرة في النهاية. فهل عندما كانوا مجاهدين منذ نهاية السبعينات كانت لهم جنات عدن والتي أغلقت بقرار من آل الشيخ وأصبحت النار مثوى ويئس المصير؟
لكن الأكثر مدعاة للسخرية هو تحذيرهم من التحول كما في قوله إلي “أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، مشيراً إلى أنه يتم استغلال هؤلاء الشبان لتنفيذ “أهداف مشينة” والقيام بـ”عمليات قذرة”، هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل”. وهو ما يستدعي فكرة المرتزقة واعاده فهمها فيما جري عندنا
لأكثر من ربع قرن ظلت أفكار الجهاد تشنف آذان الشباب، وتغري العاطلين وتجند الفاشلين وتؤجج غريزة العدوان حتى تبعدها النظم عنها إلي أهداف أخري علقت عليها صفات كاذبة أطلقها مشايخ ومثقفون حاضرون علي كل الموائد. كانت الضحايا مجتمعات إسلامية اشد فقرا وأكثر بؤسا وأحوج للتنمية والتعليم بأكثر من حاجتهم للعبادة وقراءة الآيات البينات.
فالجهاد بات له زبائن ومروجين من داخل ومن خارج العالم الإسلامي. فهو تكأة لأرباح السلاح وتدمير المجتمعات، وكأن دور الفقهاء والمشايخ والعلماء الذين يخشون الله هو تمرير ورعاية التخريب والعبث بثروة البشر باعتبارهم عبيدا غاية ما يتمنوه لهم هو الموت في سبيل الله؟ فهل أصبحت آلة الحرب الرأسمالية مسلمة أيضا تشارك المشايخ وتعتمد شرائعهم وفتاويهم؟
ألستم يا فضيلة المفتي أهل الذكر كما تدعون في الفضائيات فضللتم الشباب. فكم من مرة صدعتم رؤوسنا وسمعنا منكم أن الطبيب للطب والمهندس للهندسة لتبرير جلوسكم في موقع الفتوى بان الدين للعلماء. فهل ممارستكم للمهنة كانت صادقة؟ وإذا كانت صادقة فلماذا تتبرأوون منها؟ وأين هي الايه التي تعتمدون عليها في إثبات القذارة للعمليات الاستشهادية (حسب أقوالكم سابقا) وإرهابية حسب أقوالنا كعلمانيين سابقا ولاحقا. كانت أتعس الحوادث عن رجل عجوز وزوجته دبرا أموالا للحج وللدعاء لابنهم الوحيد بان يكلل الله مسعاه ويرزقه من خيراته. بعد عودتهم وجدوه مقتولا ضمن ضحايا احد العمليات القذرة. فهل كان الدعاء مستجابا عند بيت الله في بلدكم ام ان فتواكم ضللت الشباب ومن بلغ من العمر ارزله وكذلك الدعاء من الوصول الي السماء العلا.
elbadryk@gmail.com
* القاهرة
ماذا قال مفتي السعودية (نقلاً عن الشرق الأوسط):
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=3&article=439518&issue=10535
مفتي عام السعودية يحذر الشباب من الذهاب إلى الخارج بقصد الجهاد
أوصى أصحاب الأموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود عليهم بالضرر
الرياض ـ لندن: «الشرق الأوسط»
حذر مفتي عام السعودية، الشباب من الذهاب إلى الخارج بحجة قصد الجهاد في سبيل الله لأن الأوضاع مضطربة، والأحوال ملتبسة، والرايات غير واضحة، مشيراً إلى أنه ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم وعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج العديد من المفاسد العظيمة.
وبين سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث، في كلمة وجهها بعدما لوحظ منذ سنوات خروج بعض الشباب من المملكة إلى الخارج قاصدين الجهاد أن هؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه؛ لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغاً يميزون به بين الحق والباطل، فكان هذا سبباً لاستدراجهم والإيقاع بهم من قبل أطراف مشبوهة لتحقيق أهدافهم المشينة التي أضرت بالإسلام وأهله.
وبين المفتي «إن الله قد أوجب على المسلمين التناصح فيما بينهم والتواصي بالحق، يقول الله تعالى «وتواصوا بالحق»، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». وإني من باب الشفقة على شبابنا، والنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، رأيت أن أكتب هذه الكلمة بعدما لوحظ منذ سنوات خروج أبنائنا من البلاد السعودية إلى الخارج قاصدين الجهاد في سبيل الله، وهؤلاء الشباب لديهم حماسة لدينهم وغيرة عليه، لكنهم لم يبلغوا في العلم مبلغا يميزون به بين الحق والباطل؛ فكان هذا سبباً لاستدراجهم والإيقاع بهم من أطراف مشبوهة، فكانوا أداة في أيدي أجهزة خارجية تعبث بهم باسم الجهاد، يحققون بهم أهدافهم المشينة، وينفذون بهم مآربهم، في عمليات قذرة هي أبعد ما تكون عن الدين، حتى بات شبابنا سلعة تباع وتشترى لأطراف شرقية وغربية، لأهداف وغايات لا يعلم مدى ضررها على الإسلام وأهله إلا الله عز وجل.
وقد سبق أن حذرنا وحذر غيرنا من الذهاب للخارج بهذه الحجة، لأن الأوضاع كانت مضطربة، والأحوال ملتبسة، والرايات غير واضحة، وقد ترتب على عصيان هؤلاء الشباب لولاتهم ولعلمائهم وخروجهم لما يسمى بالجهاد في الخارج مفاسد عظيمة منها:
1) عصيان ولي أمرهم، والافتيات عليه، وهذه كبيرة من كبائر الذنوب يقول النبي صلى الله عليه وسلم «من أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني» ويقول صلى الله عليه وسلم «السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره» والأدلة في تحريم معصية ولي الأمر كثيرة. 2) وجد من بعض الشباب الذين خرجوا لما يظنونه جهادا، خلع بيعة صحيحة منعقدة لولي أمر هذه البلاد الطاهرة بإجماع أهل الحل والعقد، وهذا محرم ومن كبائر الذنوب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» أخرجه مسلم. 3) وقوعهم فريسة سهلة لكل من أراد الإفساد في الأرض، واستغلال حماستهم حتى جعلوهم أفخاخا متحركة يقتلون أنفسهم، لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية لجهات مشبوهة. 4) استغلالهم من قبل أطراف خارجية، لإحراج هذه البلاد الطاهرة، وإلحاق الضرر والعنت بها، وتسليط الأعداء عليها، وتبرير مطامعهم فيها. وهذا من أخطر الأمور إذ هذا الفعل منهم قد تعدى ضرره إلى الأمة المسلمة، وطال شره بلادا آمنة مطمئنة، وفعلهم هذا فيه إدخال للوهن على هذه البلاد وأهلها. ومعلوم أن أمر الجهاد موكول إلى ولي الأمر، وعليه يقع واجب إعداد العدة وتجهيز الجيوش، وله الحق في تسيير الجيوش والنداء للجهاد وتحديد الجهة التي يقصدها والزمان الذي يصلح للقتال إلى غير ذلك من أمور الجهاد كلها موكولة لولي الأمر، بل أن علماء الأمة أهل الحديث والأثر قد أدخلوا ذلك في عقائدهم، وأكدوا عليه في كلامهم، يقول الحسن البصري ـ رحمه الله ـ في الأمراء «هم يلون من أمورنا خمسا: الجمعة والجماعة والعيد والثغور والحدود، والله ما يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا، والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن والله إن طاعتهم لغيظ وإن فرقتهم لكفر»، ويقول الطحاوي ـ رحمه الله ـ «والحج والجهاد ماضيان مع أولي الأمر من المسلمين برهم وفاجرهم إلى يوم القيامة، لا يبطلهما شيء ولا ينقضهما» ويقول ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في العقيدة الواسطية «ويرون إقامة الحج والجهاد والجمع والأعياد مع الأمراء أبرارا كانوا أو فجارا».
وهذا الأمر مستقر عند أهل السنة والجماعة أن لا جهاد إلا بأمر الإمام وتحت رايته، والأصل في هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم «إنما الإمام جنة يقاتل من ورائه ويتقى به، فإن أمر بتقوى الله عز وجل وعدل كان له بذلك أجر وإن يأمر بغيره كان عليه منه» أخرجه الشيخان، وغيره من الأحاديث في هذا الباب وعلى هذا جرى إجماع الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم من سائر المسلمين، وعليه فإن الذهاب بغير إذن ولي الأمر مخالفة للأصول الشرعية، وارتكاب لكبائر الذنوب والمحرض لهؤلاء أحد رجلين:
ـ إما جاهل بحقيقة الحال؛ فهذا يجب عليه تقوى الله عز وجل في نفسه وفي بلاده، وفي المسلمين، وفي هؤلاء الشباب، فلا يزج بهم في ميادين تختلط فيها الرايات وتلتبس فيها الأمور، فلا تتضح الراية الصحيحة من غيرها ويزعم أن ذلك جهادا.
ـ وإما رجل يعرف حقيقة الحال، ويقصد إلحاق الضرر بهذه البلاد وأهلها بصنيعه هذا، فهذا والعياذ بالله يخشى عليه أن يكون من المظاهرين لأعداء الدين على بلاد التوحيد وأهل التوحيد، وهذا خطر عظيم.
وواجب الجميع تقوى الله عز وجل والتبصر في حال الأمة، والعمل وفق شرع الله، والصبر في طريق العلم والتعليم والدعوة، وعدم الاستعجال والتهور، وليعلم الجميع أن الأيام دول، وأن الله ناصر من نصر دينه، وأن العاقبة لأهل التقوى، فالنصيحة أن نجتهد في تعليم الناس التوحيد ونحملهم عليه، وعلى القيام بحق الله عز وجل وهذا واجب العلماء والدعاة وطلبة العلم، مع إعداد القوة والتهيؤ للعدو، وهذا من واجبات ولي الأمر. كما أوصي أبنائي الشباب بطاعة الله قبل كل شيء ثم ولاة أمرهم والارتباط بعلمائهم، هذا مقتضى الشريعة، وأوصي أصحاب الأموال بالحذر فيما ينفقون حتى لا تعود أموالهم بالضرر على المسلمين، كما أحث إخواني من العلماء وطلبة العلم على بيان الحق للناس، والأخذ على أيدي الشباب وتبصيرهم بالواقع، وتحذيرهم من مغبة الانسياق وراء الهوى، والحماسة غير المنضبطة بالعلم النافع. أسأل الله عز وجل أن يجعلنا هداة مهتدين، وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يبصرنا بمواطن الزلل منا، كما أسأله سبحانه أن يعز دينه ويعلي كلمته وينصر عباده الموحدين، وأن يحفظ على بلادنا وسائر بلاد المسلمين الأمن والإيمان، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأسأله سبحانه أن يغفر لنا ويرحمنا وأن لا يسلط علينا بذنوبنا من لا يخافه فينا ولا يرحمنا، إنه سبحانه سميع مجيب.
يذكر أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، كان قد اصدر العديد من الفتاوى التي تحرم العمليات الانتحارية والخروج للجهاد بدون موافقة ولي الأمر، حيث اصدر في 20 أبريل (نيسان) 2001، وقبل أحداث سبتمبر الشهيرة فتوى بتحريم العمليات الانتحارية، حيث قال «ليس لها وجه شرعي، ولا هي من الجهاد في سبيل الله»، معبراً عن خشيته أن تكون من قتل النفس. وأشار المفتي أن خطف الطائرات وترويع الآمنين أمر مخالف للشرع، لما ينشأ عنه من تعد على الحرمات، وما يسببه من الاخلال بالأمن.
وفي 30 أكتوبر (تشرين الأول) 2002، حذر آل الشيخ، خلال استقباله مسؤولي وطلاب من جامعة الملك سعود، من الدعايات المضللة ودعاة السوء والفتن ومن يحبون ان يملأوا القلوب حقدا وحسدا على اهل الاسلام، مؤكدا ان العالم الاسلامي يمر اليوم بأحداث جسيمة وامور خطيرة وتحديات قد لا يكون ما سبقها في العهد القريب مثلها، ولكن كيف يخرج المسلم وكيف تنجو الامة من هذه الاحداث ومن هذه الاهوال ومن تلكم الفتن المختلفة والمتنوعة.
وعاد سماحة المفتي في 20 مايو (آيار) 2003، ليصف منفذي تفجيرات الرياض الشهيرة بالمنحرفين عن جادة الإسلام، وقال ان «تفجير ثلاثة مجمعات سكنية يقطنها الأجانب بالرياض في الاسبوع الماضي مما اودى بحياة 34 شخصا بينهم ثمانية اميركيين، عمل نفذه «منحرفون» عن جادة الاسلام». وحذر آل الشيخ في 21 أغسطس (آب) 2003، الشباب من مخططات أعداء الدين وطالبهم بأن يسألوا أنفسهم من المستفيد من التفريق بين المسلمين وولاة أمورهم وقادة بلدانهم، كما سأل من المستفيد من زعزعة أمن البلاد المسلمة ووضع السيف عليهم وإراقة دمائهم.
وفي 14 ديسمبر (كانون الأول) 2003، أكد مفتي عام السعودية، أن الغلو أو ما قد يصطلح عليه بالتطرف خطير جداً في أي مجال من المجالات حتى لو كان لباسه دينيا، مشيرا الى أن ديننا الاسلام قد حذر منه حتى لو كان بلباس الدين. يقول النبي صلى الله عليه وسلم «إياكم والغلو» ويقول صلى الله عليه وسلم «هلك المتنطعون». وفي 13 يناير (كانون الثاني) 2004، هاجم آل الشيخ من أسماهم تجار الظلام وسماسرة الارهاب، بتضليل الشباب وقال «من اعظم اسباب الغلو والانحراف وما ينتج عنهما من عمليات التفجير والارهاب العدواني، التصورات الفكرية الخاطئة، نتيجة الجهل أو الهوى أو نتيجة تضليل متعمد من قبل جهات مستفيدة».
وفي غرة أبريل (نيسان) 2006، حذر المفتي من التصدي للفتوى الشرعية، إلا من قبل العلماء المؤهلين تأهيلا شرعيا حتى لا تقع الفرقة والفتن بين المسلمين وتؤدي الى عواقب لا تحمد عقباها. وطالب المفتي علماء المسلمين ودعاتهم بالدعوة الى الوسطية التي جاء بها الدين الإسلامي الصحيح والتصدي للأفكار التي تهدد الأمة وتطال أبناءها ومقدراتها ومكتسباتها.
واستنكر سماحة المفتي في 24 يونيو (حزيران) 2006، ما تقوم به «الفئة الضالة» من أعمال إجرامية، مطالبا المجتمع بألا يقر مجرما على إجرامه، ولا يتغاضى عن أولئك ولا يتستر عليهم. وقال: «أهل كل حي مسؤولون متى رأوا شيئا مما يشتبه، فليبلغوا ولا يقروا مجرما على إجرامه، فالجيران وأهل الحي، وكل فرد مسلم يعلم عن هؤلاء أو يطلع على شيء مما يريدونه بالأمة من مكائد وبلاء يجب أن لا يكون الموقف موقف المتفرج، بل موقف من يحمي الدين والأمن والاستقرار، ورحم الله من نصر الدين ولو بشطر كلمة».
وفي 28 أبريل (نيسان) 2007، أكد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، أن ما قامت به خلايا الفئة الضالة «يعد من كبائر الذنوب ومن ضلالات المبتدعة التي شابهوا فيها أهل الجاهلية» موضحا أن مبايعة هذه الفئة، لزعيم لهم على السمع والطاعة «يعد خروجاً على ولي الأمر وهو مطابق لفعل الخوارج».
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=3&article=439518&issue=10535
صح النوم يا مفتيللأسف مانراه على موقع الاسلام اون لاين هو التمجيد للإرهاب نفسه من تمثيل بالجثث و التعذيب و نظرات التشفى و التى هى بعيدة كل البعد عن الرحمة بالأنسان فكيف هو رحمة و به كل هذا الكراهية !!! كيف نمجد اطفالاً يلتفون حول إنسان يحترق أمامهم و يصرخ من الالم و الكل ينظر اليه بلا أدنى إنسانية أين سبل العقاب الحضارية و لماذا سادت البربرية وجردت الإنسان من الرحمة و التى هى أساس العبادات . فالاديان هى لتهذيب النفس و التى تعود على البشر بالسلام و بنبذ العنف يبدأ حوار العقول بعيداً عن حوار الدماء و التى اصبحت… قراءة المزيد ..
صح النوم يا مفتي
قلت أنا من قبل في إحدى مقالاتك :
إذا حضرت الكراهية غاب العقل
وأنا أكررها هنا
انظر تحت مقالتك تجد رصدا منذ عام 2001 للشيخ عبدا العزيز يحذر فيه من الإرهاب (فهو اليوم لم يأت بجديد)
ومنذ وقوع 11 سبتمبر ومشايخ السعودية الكبار مثل اللحيدان وآل الشيخ والعودة …. اعتبروه إفسادا في الأرض ..
طبعا أنت إما أنك تعلم وتتجاهل
أو أنك لا تعلم وتكتب عن جهل ….
صح النوم يا مفتي مختار الذي لم نختار شكرا لك يا سيد مختار: صدقت نحن نحن من الأرض المقدسة ونعيش على مبدأ محمد بن عبد الله الذي نشر التسامح وتمم مكارم الأخلاق ويقصر دونه كل معتبر أما دفاعنا عن سماحة المفتي الوالد عبد العزيز فلا والله ماعرفت قدر هذا الرجل فالثرى غير الثريا أما أن ولاة الأمر أصنام نعبدها كنت أشد على يديك لو أنهم أمروا بفسق وأطعناهم وحالهم حال صاحب الغار من قال إذا رأيتم في اعوجاجا قوموني فقام أحد من بالمسجد نعم والله لنقومك بسيوفنا, أنت تفرق بين احترام ولي الأمر وعبادته, والله لو اطلعت على برقيات أبرقها… قراءة المزيد ..
صح النوم يا مفتي
واضح من ردود السيدين عبد الرحمن اللهيتي والالتالي له أنهما ينتميان إلىذلك الفريق المنتشر في عالمنا العربي المجيد، أي الفريق الذي يعيش في القرون الوسطى.. من الواضح ايضا أنهما يدافعان عن “ولي الأمر”، ومن الواضح أنهما من الأرض المقدسة .. ألم يلاحظا أن ولي الأمر في أرضهما المقدسة، طبقا لفتاوي سماحة الشيخ عبد العزيز وغيره من “علماء الدين”، قد أصبح مؤلها؟؟ وأن على المسلم طاعته في كل شيئ طاعة عمياء، أليس هذا بعينه هو عبادة الأصنام؟؟ وبالتالي فأمثال حضراتكما هم عبدة أصنام؟؟
صح النوم يا مفتي المفتي بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم *وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما .أنا لا أعرفك وأقسم يمن يحاسبني الله عليها وإن أحسست من سطورك أن يميني ليست ذات بال عندك .أقسم أنني لا أدافع عن المفتي فأنا أقل من الدفاع عن رجل صالح لاأزكيه على الله .كم تمنيت أن تكون سطوركم أكثر تهذيبا بما يليق باعتباركم من المثقفين إذ تقاس ثقافة الشخص من منطقه, أنت بدأت بمهاجمة رجل ما قال كلمة باطل إلا إن كان ما قاله يخالف توجهك حيث يخالف ما تقوله ما بدخيلتك . هل أنت تؤيد الإرهاب وتخشى… قراءة المزيد ..
صح النوم يا مفتيالكاتب مع الاسف لم يتعرض للمليشيات الملالية الارهابية من صدر وبدر وفرق الموت….من العمامات السوداء. الاسلام حرم قتل الابراء في القران وهذا لا يعتمد لا على عمامة سوداء ام حمراء ام بيضاء (مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) – نعم الذين يقتلون الابرياء مرتزفة اذا علموا ام لم يعلموا وينقذون اجندة داخلية وخارجية على حساب تدمير الشعوب والمنطقة. الأوامر كانت تصدر وشخير أولي الأمر يعلوا (من العمائم السوداء والبيضاء والحمراء…)وهم في غفلة عن مطالب الناس بالديموقراطية وحق الناس في حياه كريمة وإنسانية. فإرسالهم… قراءة المزيد ..