– «أن يرتكب المسلم جميع الكبائر مجتمعة أهون عند الله من أن يهنئ النصراني بعيده».
– ترك صلاة الفجر أعظم من الزنا بالمحارم. “أن تزني بأختك، او تقتل نفسا أهون عند الله من أن تترك صلاة الفجر”. (هذه العبارة حذفت في القبس)». «لو قتلت واحدا اثنين ثلاثة خمسة.. جريمتك أسهل من ترك الصلاة».
هاتان مجرد عينتين من غثاء الفتاوى التي تخرج لنا كل يوم عبر وسائل الإعلام والفضائيات من شيوخ الغفلة. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: بوجود فتاوى كهذه وشيوخ كهؤلاء تستقبلهم الشاشات ليستفرغوا قبحهم علنا فيسمعهم الكبير والصغير، كيف لا ينتشر القتل والذبح والتفجير، كيف لا تسفك دماء أبرياء، كيف لا ترتكب كل الكبائر طالما أننا لم نهنئ
نصرانيا بعيده؟ عندما يتم تبسيط وتسهيل القتل إلى هذه الدرجة، كيف لا تغرق بلداننا بالدم وشعوبنا بالكره ويصبح موتنا بالمجان؟
39 نفسا بريئة قضت في إسطنبول منذ أيام. 39 شخصا معظمهم عرب قتلوا على يد مجرم قام بعملية همجية مضادة لكل الشرائع والأديان والقيم الإنسانية وهو يصرخ «الله أكبر». لا بد أنه صلى صلاة الفجر قبل أن يقوم بجريمته، فاقتنع – حسب فتاوى الكره – أن الله سيغفر له ذبح بشر أبرياء وسيفتح له أبواب الجنة ليستقر فيها مع حور العين هانئا. ثم أين هو الشيخ الذي أفتى له بما فعل؟ هل يسكن قصره الفاره على ضفاف البوسفور وينتظر سماع دوي الرصاص ليبدأ احتفاله الخاص؟
شباب وصبايا كان من الممكن أن يكونوا أولادي أو أولادك، راحوا ضحية فتاوى الحقد وشيوخ العفن الذين يزينون طريق الجنة للشباب على دماء الأبرياء. من السعودية، الكويت، لبنان، تونس، فلسطين، المغرب، الأردن، العراق، ليبيا وسوريا، 39 روحا تركت خلفها المئات من الأحباب والأصدقاء والاهل.. والأقسى.. آباء وأمهات.
المصيبة أن البعض لم تشغله أرواح من قتل، ولا أعمارهم الغضة، بل كان شغله الشاغل ماهية المكان الذي كانوا فيه. هل هو مطعم أم ملهى؟ فإن كان مطعما، نسمح لكم بالترحم عليهم، أما إن كان ملهى أو مكانا يباع فيه الخمر (كما هي الحال في %90 من مطاعم العالم)، فلا وألف لا.. فلقد احتكرنا مفاتيح الجنة ونحن من يحدد من يدخلها.
يقول الشيخ عبد الفتاح مورو: في يوم من الأيام دعوت شخصا معي إلى المسجد. عندما دخلنا تبين أن الشخص سكران ورائحة الخمر تفوح منه، وإذ بكل أحذية المصلين تسقط على ظهورنا. تفطن إمام المسجد فقال لهم اتركوه، وطلب من الرجل مغادرة المسجد، والعودة في الغد، لكنه رفض.. وأراد الصلاة. قامت صلاة المغرب، فوضعناه في الصف الأول وابتعد عنه المصلون بسبب رائحته. صلينا، وعندما أطلقنا السلام، وجدت أن الرجل ما زال ساجدا. رحت لأكلمه فوجدته ميتا. جننت.. قلت للإمام.. أنا صليت عمري كله لأدخل الجنة وهذا السكران مات ساجدا.
إنها رحمة لن تستوعبوها يا شيوخ النار.