تحصينات في العاصمة وقلق دبلوماسي ودعم دولي لحكومة سلام
والهدف الثالث بحسب المصادر، يتخذ بعدا أقليميا. فاثر فشل ايران بعد ابرام “النووي” في تغيير موازين القوى لصالحها في سوريا واليمن والعراق، لم يبق في سلتها، الا ورقة لبنان. وبتحريكها ذراعها في الداخل “حزب الله”، أبلغت طهران من يعنيهم الامر، أنها تمسك بقرار توتير او تهدئة الوضع الامني على الارض. وعليه، على القوى الاقليمية والدولية الاخذ برأيها في ما يتصل بالتسويات السياسية لازمات دول المنطقة ومن بينها لبنان.
تحصين السراي: هذا في السياسة، أما في الميدان، فساد هدوء تام ساحة رياض الصلح مرورا بشارع اللعازارية حتى ساحة الشهداء، ما سمح بمباشرة أعمال ازالة الركام واصلاح الاعطال التي خلّفتها أعمال الشغب. وبعيد اجتماع أمني رأسه في “الداخلية” واكد خلاله “اننا لن نسمح بالدخول الى السراي والمجلس، حضر وزير الداخلية نهاد المشنوق يرافقه الضباط الامنيون الى ساحة رياض الصلح، وتفقد الاضرار الناجمة عن الشغب، وتحسبا لاي تحركات مقبلة قد يحاول خلالها المشاغبون خرق طوق السراي، عملت القوى الامنية ووحدة حماية السراي على انزال مكعبات اسمنتية ضخمة في محيط المقر الرسمي من جهة رياض الصلح، شكّلت حائط سدّ يحصن السراي في وجه اي تهديد أمني، خاصة ان الشرائط الشائكة وحدها ما عادت تكفي، اذ يعمد المعتصمون الى محاولة رفعها عند كل مواجهة.
وأفيد ان وفدا أمنيا درس المنطقة ووضع خطة لكيفية توزيع المكعبات لتأمين أفضل حماية للسراي، في ضوء معلومات مستقاة من اكثر من مصدر غربي عن امكان تجدد المظاهرات وربما المواجهات بعدما اصبحت الساحة اللبنانية ورقة اخيرة في يد قوى اقليمية للضغط في اتجاه تحصيل مطالبها على مشارف 17 ايلول مع انتهاء المهلة للتوقيع على الاتفاق النووي في الكونغرس الاميركي ومجلس الشورى الايراني، وما الاتصال الاميركي – الايراني الاخير سوى الدليل الى اليد الايرانية في التصعيد الداخلي، وقد عبرت الصور التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي لمفتعلي الشغب امس عن نفسها وهوية اصحابها، من دون ان يتم قمع هؤلاء لا سيما بعدما تردد ان القوى الامنية تبلغت معلومات عن نية المندسين باقتراف ما اقترفوه امس من اعمال شغب وتخريب.
99 جريحاً: من جهتها، أعلنت المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ان “اعمال الشغب أدت الى سقوط 99 جريحا من قوى الامن الداخلي واصابة عدد من المتظاهرين وتضرر عدد كبير من المحال والمطاعم والمباني والمنشآت الطرقية وآليات عسكرية، وتوقيف 32 شخصا من مثيري الشغب”، مؤكدة ان “مهمتها حماية حق التظاهر السلمي للمواطنين الذين لا يلجأون الى استعمال العنف ولا يعتدون على الاملاك العامة والخاصة”.
التحقيقات مستمرة: في الموازاة، تواصل الأجهزة الأمنية تحقيقاتها الداخلية بإشراف العميد جوزف كلاس، لمعرفة من أطلق النار في اليوم الأول من التظاهرات في بيروت، كما تجمع الافلام والصور لكشف هويات المتورطين في الاعتداء على عناصر قوى الأمن الداخلي والممتلكات العامة والخاصة. وأكدت مصادر رفيعة في قوى الأمن الداخلي ان كل المعطيات والأدلة المتوفرة لديها، تشير الى ان مجموعة مدفوعة كانت موجودة بين المتظاهرين سيما امس ومصرة على إقتحام الطوق الأمني حول السراي. الى ذلك، يتم تجميع المعطيات من أجل التحقيق العدلي الذي يتولاه القاضي داني زعني بإشراف المدعي العام التمييزي القاضي سمير حمود الذي ألغى إجتماعا كان مقررا اليوم للبحث في الحوادث التي رافقت التظاهرات، في إنتظار الإستنابات التي سطرها الى الأجهزة المعنية في هذا الشأن.
فض العروض: الى ذلك، اعلن وزير البيئة محمد المشنوق بعد فتح العروض المالية لمناقصات النفايات في مجلس الإنماء والإعمار فوز شركة لافاجيت بمناقصة بيروت وشركة رياض الاسعد في الشوف وجهاد العرب في البقاع وباتكو في الشمال وشركة اندفكو في المتن وشركة شريف وهبي في الجنوب.. واوضح المشنوق، في مؤتمر صحافي، ان “الشركات الفائزة سيتم الاشراف على اعمالها في المناطق بالتعاون مع البلديات وهيئات المجتمع المدني.
جلسة غدا؟ واستنادا الى فض العروض، من المرجح ان يدعو الرئيس سلام الى جلسة استثنائية لمجلس الوزراء غدا تخصص لبحث ملف “النفايات” فقط، في خطوة تذهب في اتجاه نزع فتيل “النفايات” في شكل نهائي وسحب الملف من الشارع بعد ان استُغل مطية لتحقيق اهداف سياسية. وستشارك في الجلسة وفق معلومات “المركزية” جميع المكونات بمن فيها وزير الاتصالات بطرس حرب المعتكف ، وقد ابلغ موقفه هذا اليوم الى الرئيس سلام.
درباس: وأكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ”المركزية” ان “هناك توجها لدى سلام للدعوة الى جلسة استثنائية غدا على جدول اعمالها ملف النفايات فقط، وهذا القرار بات شبه محسوم”، مضيفا “لن تطرح اي قضايا أخرى خلال الجلسة، لا آلية العمل ولا التعيينات العسكرية ولا سواها”، داعيا الى “عدم استباق الامور، حيث لا يمكن ان اتوقع سيناريو الجلسة”، مضيفا “يجب عدم الاستعجال وغدا يتظهر كل شيء”.